الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجل كان ينتمي إلى حزب ثم عرف الحق
فهل يبقى في الحزب لإصلاحه
مداخلة: هناك شخص يعني منتمي إلى جماعة أو إلى حزب إسلامي منذ مدة طويلة، وله باع في منطقته معروف، وحينما تبين له الحق الذي هو عليه الآن وإن شاء الله حق، ما هو العمل الذي سيصنعه أيبقى مع تلك الجماعة أو مع ذلك الحزب فيصلح فيه من الداخل ويكتفي شر كثير من الأمور التي يعرف ويتوقع أنها ستقع فيه حينما يعلن عن نفسه وأنه قد تنصل أو تنحى من تلك الجماعة، أو يبقى فيها أو يتنحى، وجزاكم الله خيراً?
الشيخ: بارك الله فيك، أريد أن أفهم قبل أن أجيب وقد فهمت ما ذكرته لكني لم أفهم ما هو الشر الذي يخشى أن يصيبه فيما إذا أعلن انسحابه؛ لأنني أقول ابتداءاً في بعض الجواب عن ذاك السؤال أن في كل من الانسحاب والبقاء خير وشر، وفي ظني أن الجواب السابق يمكن يعني أن يسلط جواباً على هذا السؤال أيضاً، لكن قد يحتاج الأمر إلى شيء من البيان والتوضيح إلا أنه قبل ذلك أريد أن أفهم ما هو الشر الذي قد يلحق ذلك الذي تبين له الحق أنه في غير الحزب الذي كان يعيش معه سنيناً طويلة.
مداخلة: والله إذا قلنا ما هي الأمور التي ستلحق سيبين الموضوع أكبر، وهذا يحتاج إلى عدم تسجيل.
الشيخ: يحتاج إلى?
مداخلة: عدم التسجيل.
الشيخ: إيه أطفئ.
مداخلة: أنا ما عندي مانع أن يسجل بارك الله فيكم بس.
(الهدى والنور/660/ 21: 25: 00)
المقدم: شيخنا الدعوات الإسلامية ولا أقول الجماعات عندما تريد أن تسوغ لنفسها مشروعية تلجأ لأحاديث نبوية، ومن بين الأحاديث التي يلجؤون إليها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، فالمقرر في أذهانهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون وهذا يتفاوت بتفاوت أفراد هذه الدعوات أن هذا الإنسان قد فارق الجماعة، لأنهم هم يعتبرون أنفسهم جماعة من الجماعات، وعندما يذكرون هذه الأحاديث يصبح في عالم اللا وعي إن جاز فيه التعبير أن هذا الإنسان لما يخرج من هذه الدعوى، وقد يخرج إما بمسوغات هو يراها وفي الحالتين هنالك نتائج مدمرة ومدمرة جداً ويغلب على ظني ولا أريد أن أسبق الحديث أخونا سيدندن حولها مسبقاً، أقول: هذه النتائج المدمرة أنهم سيعاملونه بناءاً على أنه قد خرج من الجماعة التي هي معنية في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والصنف الثاني الذي قد خرج لأمور ألمت به هو بنفسه سيبقى هزيلاً ضعيفاً قليل الالتزام لأنه يشعر في حقيقة نفسه أنه ترك الجماعة ما صواب هذا المفهوم، هو خرج لأمور ألمت به وما صواب المفهوم الحقيقي فعلى كلا الحالتين شيخنا لها نتائج مدمرة ومدمرة جداً، وأكثر ما يظهر هذا في المناطق التي فيها وجود حزبي، بعد هذا شيخنا يعني لا تسأل عما سيلاقي، يعني أنا أقول عن نفسي لما تركت جماعة الإخوان المسلمين وذات يوم أصلي الفجر في
المسجد الذي أصلي فيه أحد الأخوة من الأخوة الطيبين الذين كانوا يعني يثنون ويمدحون ويستفيدون وما شابه ذلك، بدأ وهو يسير ذاهباً ويقرأ ويحفظ أو هو لعله تعمد ذلك.
الشيخ: نعم.
المقدم: يقرأ سورة محمد، ولما يصل إلى قول الله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: 25] ينظر إلي ويرددها ويقرأها بصوت عال.
الشيخ: الله أكبر.
المقدم: نعم وهو قاصد.
الشيخ: هكذا فعلوا معك?
المقدم: هكذا فعل معي هذا الأخ نعم، ففي ظني ولا أريد أن أطيل يعني لعلي رميت العصا أمام الراعي.
الشيخ: بارك الله فيك.
مداخلة: حديث أشجان من أبو عبيدة.
الشيخ: نعم والله .. الله المستعان، طيب يعني عندي التأويل السيئ لكن أريد أن أسمع بس لا تسجلوا كما رغب الأخ .. ابق في الجماعة وأمر بالمعروف انه عن المنكر، وذلك ينجيك من كل العواقب التي تخشاها؛ لأنه ستكون النهاية أنه كما يقولون في رمجول .. أم كيف يقولوا?
الشيخ: ها أستاذ مشهور شو بيقولوا?
المقدم: يجمد أولاً.
الشيخ: يجمد أول، بعدين?
المقدم: يطرد.
الشيخ: يطرد.
المقدم: ثم يحارب.
الشيخ: هذا هو.
المقدم: ثم يحرق.
الشيخ: فالمقصود أنك تمشي في الموضوع خطوة خطوة أرى أن تبقى في مكانك، لكن بالشرط الأساسي أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لا تأخذك في الله لومة لائم، حتى لا يصدق علينا لا سمح الله قول ربنا:{كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 79] هكذا الآية أبو أنس?
والأمثلة التي ذكرتها هي أمثلة طيبة من إنكارك البنوك الإسلامية والبرلمانات المزعومة، وإلى آخره لكن يجب أن تدندن حول العقيدة، لأنني أعتقد بتجربتي الطويلة التي تعدت الستين سنة أن الجماعات الإسلامية كلها إلا الذين ينتمون إلى الكتاب والسنة وليس فقط إلى الكتاب والسنة، بل وعلى منهج السلف الصالح، نحن نفرق بين من ينتمي إلى الكتاب والسنة فقط وبين من ينتمي إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، وهذا أمر ضروري جداً ولا تؤاخذني إذا خصصتك أنت بالذكر أن تكون على بينة من هذه الفارقة، بين من يدعو إلى الكتاب والسنة فقط، وبين من يدعو إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، وهذا يحتاج إلى تفصيل إن وجدنا فراغاً فصلنا
(الهدى والنور/660/ 18: 27: 00)
فينبغي أن تدندن حول تنبيه إخوانك الذين عشت معهم عشرين سنة كما قلت أن يصححوا عقيدتهم بالله تبارك وتعالى، كل مسلم يعلم أصول الإيمان آمنت بالله وملائكته وإلى آخره، وبالقدر خيره وشره، لكن هناك إيمان بهذه الأصول إيمان مجمل وهذا هو الأصل الذي لا يعذر أحد بجهله به .. الإيمان مجملاً بالله وملائكته إلى آخره، لكن هذا الإيمان المجمل لا يكفي، لا بد من أن يقترن به الإيمان المفصل الذي جاء بيانه في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو سنته، وعلى منهج سلفنا الصالح، ولأبدأ الآن البيان للفرق بين الإيمان المجمل الذي هو الأصل الذي لا بد منه لكل مسلم ثم لا بد أن يقترن معه التفصيل، الإيمان بالله .. أصل الإيمانات التي ذكرت بعهد، كل أهل الأديان يشتركون في هذا الإيمان المجمل، ويختلفون عن الملاحدة الذين لا يؤمنون إلا بالطبيعة، فاليهود يؤمنون بالله والنصارى يؤمنون بالله والصابئة يؤمنون بالله والبوذيون والكفر والشرك إلى آخره .. ، إلى الملاحدة فإذاً هذا الإيمان المجمل لا يكفي، لا بد من أن يكون إيماناً مبيناً مفصلاً، وكما قلت آنفاً على ما جاء في الكتاب والسنة، والآن لنضرب مثلاً من واقع حياتنا ومن جهل شبابنا المتحزب المتكتل على غير هدى من الله، إنهم جميعاً لا يعلمون أن الله عز وجل يجب أيضاً هذا الكلام مجمل لا بد من التفصيل .. لا بد من الإيمان بالله كما وصف نفسه في الكتاب والسنة ..
كما وصف نفسه في الكتاب والسنة، وصف نفسه بالتنزيه ووصف نفسه بالصفات الكاملة التي تليق بالله عز وجل الآية المعروفة {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11] الآن المسلمون وفيهم من أشرنا إليهم آنفاً يصدق فيهم كلمة لأحد الأمراء القدامى الأذكياء حينما سمع بعض المشائخ الذين لا ينحون منحى منهج السلف في التمسك بالكتاب والسنة حين وصفوا
ربهم بما يأتي قالوا: الله عز وجل لا يوصف بأنه فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف ولا يقال هو داخل العالم ولا يقال هو أيضاً خارج العالم، فماذا قال ذلك الأمير الكيس الفطن الذكي? قال: هؤلاء قوم أضاعوا ربهم، هذه حقيقة، المسلمون اليوم هذه عقيدتهم وهناك عقيدة أخرى قد تكون دونها شراً لكنها هي في الشر تحيا، وهي مسموعة دائماً في كل المجالس حينما يريد أحدهم أن يذكر ربه ماذا يقول? الله موجود في كل الوجود، هذا ذكرهم الله موجود في كل مكان، وهذا هو الكفر بعينه، ما هو السبب? انصراف المسلمين عن الكتاب والسنة، وعلى منهج أرجو أن تتذكر هذه الإضافة لأنها ضرورية جداً، وعلى منهج السلف الصالح، لماذا? لأن أولئك المتكلمين أو الفلاسفة الضالين الذين وصفهم ذلك الأمير الكيس بأنهم أضاعوا ربهم، أو هؤلاء المتأخرون الضالون الذين حشروا ربهم في كل مكان حتى القاذورات حتى الكراهة، حتى المجاري حتى الكنف إلى آخره .. !
هؤلاء لا ينكرون كلام الله ولا ينكرون سنة رسول الله صلى الله عليه، وآله وسلم، بل قد يتحدون المخالفين لهم بأنهم يقولون نحن على الكتاب والسنة، لأننا نعلم جميعاً الفرق الضالة التي كانت في القرون الأولى كالمعتزلة والجبرية والقدرية والخوارج والإباضية الموجودين اليوم، هؤلاء كلهم لا يقولون نحن لسنا على الكتاب والسنة، وأيضاً هؤلاء المختلفين في هذا الزمان لا يمكن أن تسمع منهم تَبَرؤاً من كتاب أو سنة، إذاً ما هو منشأ الخلاف? منشأ الخلاف هو أنهم خالفوا سبيل المؤمنين، ربنا عز وجل حينما ذكر سبيل المؤمنين في قوله تعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] كان يمكن أن يقال: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى، لكنه لحكمة بالغة عطف على مشاققة الرسول قوله عز
وجل: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] والحكمة واضحة جداً أن هؤلاء المؤمنين هم الذين بينوا لنا القرآن والسنة، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيانه لمثل هذه الآية، وجواباً عن سؤال السائل حينما ذكر عليه السلام أن الفرقة الناجية هي واحدة من بين ثلاث وسبعين فرقة، لما سأل ما هي الفرقة الناجية? قال عليه السلام: ما أنا عليه وأصحابي، ما قال ما أنا عليه فقط، وإنما أضاف إلى ذلك وأصحابي، اليوم بارك الله فيك أبو إيش أنت يقال لك?
مداخلة: محمد.
الشيخ: أبو محمد .. يا أبو محمد الآن جماهير المسلمين خاصة المتحزبين المتكتلين لا يلقون بالاً إطلاقاً لهذه الضميمة التي ذكرها الله في الآية السابقة محذراً من مخالفة سبيل المؤمنين ولهذه الضميمة الأخرى التي قرنها الرسول مع سنته عليه السلام مبيناً أن تمام النجاة وكون الإنسان من الفرقة الناجية أن يتمسك ما كان عليه الرسول وأصحابه، هذه الضميمة الآن رفعت من أذهان جماهير المسلمين، لا أقول المعتزلة القديمة والحديثة، أقول أهل السنة والجماعة اليوم لا يلقون بالاً إطلاقاً لهذه الجملة، لذلك الإيمان بالله يجب أن يكون كما وصف نفسه كتاباً وسنة وعلى منهج السلف الصالح، فالآن ما هي عقيدة السلف الصالح بالنسبة للضلالة الأولى والكبرى التي وصفها ذلك الأمير بأنهم أضاعوا ربهم? والضلالة أختها الذين يقولون الله في كل مكان، يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله وهو من أئمة المسلمين المجاهدين علماً وعملاً وجهاداً في سبيل الله عز وجل، ومن كبار شيوخ الإمام أحمد إمام السنة قال: ربنا تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته، وهو بائن من خلقه، وهو معهم بعلمه، هذه عقيدة السلف الصالح، اليوم انظر إلى هذه العقيدة وانظر إلى قول عامة المسلمين لا
أستثني منهم خاصتهم: الله موجود في كل مكان .. الله موجود في كل وجود .. ! أما تلك الضلالة لا فوق لا تحت لا يمين لا يسار إلى آخره .. ، لا داخل العالم ولا خارجه، أنا أقول لو طُلِب من أفصح من نطق بالضاد أن يصف لنا المعدوم، لما استطاع أن يصف هذا المعدوم بأكثر مما يصف هؤلاء المسلمون المهابيل ربهم ومعبودهم، لا فوق ولا تحت ولا يمين .. الله أكبر، ربنا يقول في عباده المصطفين الأخيار {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] هذه صفة المؤمنين الذين يخشون الله، يراقبونه تبارك وتعالى معتقدين أن الله عز وجل على العرش استوى كما قال ذلك الإمام عبد الله، ربنا فوق عرشه بذاته، بائن من خلقه ..
رد على الصوفية الذين يقولون بقول إمامهم الضال الكبير ابن عربي: وما الله في التمثال إلا كثلجة بها الماء، وصف الله من حيث مخالطته لمخلوقاته كالماء في الثلج، هذاك الشعر الموجود في مقدمة كتابه الفتوحات المسماة بالفتوحات المكية بزعمه، قال:
العبد رب والرب عبد
…
فليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك نفي
…
أو قلت رب أنى يكلف?
حيران مسكين بين العبد وبين الرب، العبد لا وجود له؛ لأنه (لاهو إلا هو) ولذلك ذكرهم هوهو .. لا إله إلا الله يصرحون، لا إله إلا الله الذي خاطب الله نبيه في القرآن {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] هذا توحيد الخاص في العامة، لا إله إلا الله توحيد العامة، المساكين الدراويش الضايعين، فيهم العلماء فيهم الصحابة كلهم هؤلاء عامة، توحيد الخاصة (لاهو إلا هو) وتوحيد خاصة الخاصة (هو) ما في غيره، انظروا الآن كلمة ما في غيره تمشي على ألسنة الناس اليوم بدون انتباه لهذه الضلالة الكبرى، العامي الرجل المسلم الذي عقيدته لا تزال على الفطرة، لكن توارث بعض العبارات لا ينتبه لمرماها ومغزاها، يقول
لك: ما في غيره، طيب أنا أقول له أنت من? أنت عدم أو غير موجود? أعوذ بالله ما في غيره يقول لك، وهذه تساوي تماماً الله في كل مكان، خلاصة هذا البحث يطول جداً ولذلك أتيت بهذا المثال الأول ولعلي آتي بالأخير وما بين ذلك بحث طويل، فالإيمان بالله يجب أن يكون على ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح؛ لأنه لا أحد (يصرخ بالتبرؤ) من الكتاب والسنة، لكنه بريء من الكتاب والسنة لأنه يتأولهما حسب جهله وضلاله وو .. أنا جاءني هنا رجل ربما سمعتم به أو لعلكم ابتليتم بلقائه وهو يعلن ويرفع راية ضلاله بأن يقول أنا معتزلي، سمعتم بهذا الإنسان? هذا جاء هنا فبدأ يرفع من شأن العقل، وبدأ يطرح أنه كأنه إذا اختلفنا لا بد أن نرجع للعقل، فأنا صبرت عليه قليلاً بعدين قلت له: لكن الله عز وجل يقول: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [النساء: 59] إلى آخره، يعني إذا قلنا لكم ما تصدقون أن مسلماً يقول هذا الكلام، لكن هنا شهود.
مداخلة: والشريط نفسه.
الشيخ: نعم?
مداخلة: والشريط.
الشيخ: والشريط، قال: كلام الله يتحمل وجوهاً من المعاني .. كلام الله يتحمل وجوهاً من المعاني، ولذلك لا بد من تحكيم العقل، قلت: يا شيخ هذا الكلام في منتهى الضلال، هات نشوف المعنى الثاني لقوله تعالى:{أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} [إبراهيم: 10] فما أجاب وحاد، وأصر على ضلاله، وهكذا يقولون يعني ما ضلت الفرق كلها إلا لأنهم تأولوا القرآن بغير تأويله الذي بينه الرسول عليه الصلاة والسلام، الشاهد هذا المثال الأول الإيمان بالله، فلا يكفي الإيمان بالله
المجمل لا بد من الإيمان المفصل في حدود الكتاب والسنة، نأتي إلى الإيمان بالقدر، فيه ناس إلى اليوم يؤمنون بالقدر لكن القدر عندهم يساوي الجبر، فهل آمن بالقدر? ما آمن بالقدر، إذاً يجب ألا نغتر بالإيمان بألفاظ الكتاب والسنة دون الإيمان بمعانيها الحق، الإيمان بالألفاظ لا يسمن ولا يغني من جوع؛ لأن كل الفرق الضالة تشترك هذه مع تلك في الإيمان بألفاظ القرآن والسنة، لكنهم يختلفون في التأويل، وهذا بحث كما قلت طويل وطويل جداً، حسبنا إذاً الآن أن ندندن دائماً في دعوتنا المسلمين إلى الإيمان بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ثم نعالج فيهم في حدود الأهم فالأهم، ما نراهم قد انحرفوا قد يكونوا انحرفوا في السلوك وهذا شيء كثير، انحرفوا في العبادة وهذا كثير، انحرفوا في العقيدة وهذا أيضاً كذلك، ولذلك الأمر كما قيل العلم إن طلبته كثير والعمر عن تحصيله قصير فقدم الأهم منه فالأهم، على هذا أنصحك أن تضل مع الجماع التي لا تمثل الجماعة .. نعم، بشرط أن تكون أنت متمثلاً فيهم الجماعة بالدعوة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح.
(الهدى والنور/660/ 34: 33: 00)
المقدم: شيخنا هنا فيه شيء تفضلتوا فيه قبل قليل لما ذكرتم الجواب المختصر ثم قبل التفصيل وهو أنكم قلتم: ننصحك ألا تخرج وإنما تبقى آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر حتى يجمدوك أو بهذا المعنى، أنا أقول شيخنا إذا بقي كذلك حتى يجمدوه يتخذون ذريعة التجميد سبباً يدفعون به تهمهم، أما إذا هو عاجلهم بالخروج قبل أن يجمدوه هم يكون يعني هذا سلاحاً قوياً بيده أني أنا خرجت وما أحد أخرجني، فنخشى أنهم إذا هم جمدوه وطردوه لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فهم لا يتحملون هذا كما تعلمون يا شيخنا.
الشيخ: ذلك ما نبغي.
المقدم: لكنهم سيتخذون طرده ذريعة للتشويه والتمويه والإفساد وما شابه ذلك كما هو معلوم، أما إذا هو خرج ابتداءاً فهذا يقطع عليهم الطريق، ما يستطيعون يقول لهم: أنه هو الذي خرج رأى أشياء وخرج، فبالتالي أي تهمة يعني يغلق هذا الباب في وجهها، والله تعالى أعلم.
الشيخ: أنت الآن كأنك تغاضيت عن العذر الذي قدمه?
المقدم: لا شيخنا أنا ما تغاضيت في الحقيقة، أنا أقول أنه أنا أخشى أن يكون العذر أكبر إذا هم أخرجوه.
الشيخ: بس هو يدري الذي وقع في المشكلة.
المقدم:
…
في هذا الكلام
…
الشيخ: الواقع في المشكلة هو أدرى بها.
المقدم: صحيح .. صحيح.
الشيخ: طيب، وأنت سمعت رأيه.
المقدم: طيب الآن بعد هذا التنبيه فيه شيء جديد وإلا ترى .. ?
الشيخ: بعدين نحن في عندنا تجارب يا أخي، جمدوا بعض الناس وأخرجوهم، ما أصابهم شيء، أنت تعرف أبو بلال ..
المقدم: صحيح .. صحيح.
الشيخ: أنت عارف أبو أحمد.
المقدم: نعم.
الشيخ: كانوا كما يقولون عندنا في سوريا من عظم الرقبة، فبدؤوا ينصحونهم لا تحضروا دروس الجماعة وخاصة درس الشيخ الألباني إلى آخره، وهم يناظرونهم ويجادلونهم بالتي هي أحسن، يا أخي يا جماعة أولاً الشيخ الألباني لا يدعو إلى تكتل وإلى تحزب، كأنه يطمنهم ما راح يكون ضرر عليكم يعني، خليكم أنتم بحزبكم، هو رجل علم، فما الذي يضركم أنا نحن إذا ترددنا على دروسه وتفقهنا بفقهه من الكتاب والسنة .. ? لا ما بيصير
…
لا يجتمعان.
مداخلة: شيخنا اسمح لي.
الشيخ: إي نعم. ما زالوا بهما فأنذروهم ستة أشهر مثلما قال الأستاذ مشهور آنفاً، إما أنكم تقطعوا العلاقة بينكم وبين دروس الجماعة وإلا نحن ننذركم، فالجماعة ما عبئوا بهم ولا التفتوا إليهم فكانت العاقبة أنهم فصلوهم، لكن ما صار لهم شيء وأنا أقول أن بقاءه بينهم .. بقاءه بينهم فرصة لو ذهبت أنت إليهم سيفعلون بك كما فعلوا بي.
المقدم: صحيح.
الشيخ: أنا أول ما بدأت أتردد على هذه البلاد استقبلوني في الزرقاء وفتحوا لي المقر عندهم، أول محاضرة ألقيتها لم تكن بعدها الأخرى.
مداخلة: لكن شيخنا يذكرون هذا بشر.
الشيخ: يذكرون بماذا?
مداخلة: هذا بشر.
مداخلة: يذكرون هذا بشر .. بشر.
الشيخ: نعم.
مداخلة: يعني يقولون نحن أول ما جاء الشيخ استقبلناه فتحنا له دورنا، وأخذناه بالأحضان، وهو عادانا فاستعدى الناس علينا.
الشيخ: كذبوا والله.
مداخلة: وهذا ترويج يعني لما فعلتم وجزاكم الله خير ونرجو الله أن يأجركم على ما فعلتم لكن كان له جانب سلبي، ومن ثم الأخ جزاه الله خير يعني فيما قدم من كلام خرج من الإخوان يعني من يعرف عن الإخوان ابتداءاً من لقاء المرشد العام في العالم في أي قاعة يكون في أي فندق في أي بلد، وانتهاءاً بأسرار الإخوان هنا التفصيلية، التي هي في مجلس التشريع بينهم من أعضاء مجلس الشورى، وتكلموا في الجرائد، وآخر خبر المحرر لما فصلوا ما عقد في أخص مجالسهم وهو مجلس الشورى، فذكروا الأسماء بالتفصيل وذكروا كل واحد وما له وماذا دار في المجلس هذا نشر في المحرر على الملأ .. في المحرر نشر .. الشاهد يا شيخي من الكلام أستغفر الله لا أريد أن أتكلم وأن آخذ ..
الشيخ: تفضل يا أخي نستفيد .. الجميع يستفيدون إن شاء الله.
مداخلة: بارك الله فيكم، شيخنا مقصودي من الكلام أن الإخوان يعني الآن عندهم ما تفضلتم به مجال الأخ أن يعمل في صفوفهم، عندهم مدرسة الأصولية التي تتمثل في بعض الرموز لمن يحارب الوزارات وغيرها، ويبقى المنهج معمى عليه، وعماءاً كلياً، وفي ضمن ما ذكر الأخ مع تقدير لما ذكر فيه يعني تحسب زائد .. فيه تحسب زائد من حيث المحاذير والشرور، الإنسان الذي يعرف بحسن طوية وحسن سريرة ودماثة خلق وحسن معاملة مع الناس لا يستطيعون أن يمسوه بشيء؛ لأنهم يعلموا أنهم استعدوا الناس عليه من حيث لا يشعرون، هم همهم شيخنا اجتماع الأبدان ليس اجتماع الأفهام، وبالتالي توجد مدرسة تريد
هكذا تفضل فمثلاً أنا لما تركت الإخوان دعوني الإخوان في كتائبهم أن أدرس المصطلح، تعال تفضل درس التصحيح والتضعيف، وهو أخص ما يخص السلفيين، فعندهم مجال للأخ أن يعمل في صفوفهم وينادي بالتوحيد، ولا سيما أن التوحيد الذي يدرسوه هنا قريب من منهج السلف وهو كتاب الإيمان من غير التفصيلات التي يعني نركز عليها وننشرها بين إخواننا، فيمكن يعمل حتى لو أراد وأصر قد يوجدوا له سبيل معين وخط معين وقناة معينة.
(الهدى والنور/660/ 59: 52: 00)