الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الانتخابات البلدية
المقدم: ننتقل من الانتخابات الكبرى إلى الانتخابات الصغرى انتخابات البلدية، رأيكم فيها، وما هو قولكم بمن يقول بمشروعيتها بدعوى أنه لا علاقة لها بالديمقراطية الطاغوتية، وأن كون رئيس البلدية مسلماً أفضل من كونه ..
ولو في أسوأ الأحوال لو كان مسلماً ولو في أسوأ الأحوال مما لو كان نصرانياً أو اشتراكياً أو شيوعياً، وأن من ترك التصويت بحجة أن رئيس البلدية مجبر في بعض الأحيان مثلاً يعد آثماً لأن ذلك المبرر لا ينهض وفي المقابل لو مكنا الكافر من الرئاسة سيقوم بالإعانة على المنكرات التي حتماً سيقف أمامها لو كان الرئيس مسلماً?
الشيخ: المهم أخي هذا السؤال وإن كان في الحقيقة أهون من السؤال السابق لكن كل من الانتخابات يدور حول قاعدة غير إسلامية، بل هي قاعدة يهودية صهيونية الغاية تبرر الوسيلة، أنا أفصل بين أن يرشح المسلم نفسه في مجلس من مجالس البلديات وبين أن يختار هو من يظن أن شره في ذلك المجلس أقل من غيره، يجب التفريق حتى في الانتخابات الكبرى، وأنا كتبت في هذا إلى جماعة الإنقاذ في الجزائر فقد أرسلوا إلي سؤالاً عن الانتخابات فبينت لهم بشيء من التفصيل ما ذكرته آنفاً من أن هذه الانتخابات والبرلمانات ليست إسلامية، وأنني لا أنصح مسلماً أن يرشح نفسه ليكون نائباً في هذا البرلمان لأنه لا يستطيع أن يعمل شيئاً أبداً للإسلام، بل سيجرفه التيار كما يقع في كل الحكومات القائمة اليوم في البلاد العربية، ولكن مع ذلك قلت إذا كان هناك مسلمون وهذا موجود
مع الأسف في كل بلاد الإسلام يرشحون أنفسهم ليدخلوا البرلمان بزعم تقليل الشر، فنحن لا نستطيع أن نصدهم عن ترشيح أنفسهم صداً لأننا لا نملك إلا النصح والبيان والبلاغ، فإذا كان واقعياً سيرشح نفسه للانتخابات الكبرى أو الصغرى على حد تعبيرك، فيرشح مسلم نفسه نصراني أو الشيوعي أو نحو ذلك فإذا ما أمكننا أن نصد المسلم من أن يرشح نفسه سواء للانتخاب الكبير أو الصغير فنحن نختاره، لماذا? لأن هناك قاعدة إسلامية على أساسها نحن نقول ما قلناه، إذا وقع المسلم بين شرين اختار أقلهما شراً، لا شك أن وجود رئيس بلدية مسلم هو بلا شك أقل شراً ولا أقول خير من وجود رئيس بلدية كافر أو ملحد، لكن هذا الرئيس سيحرق نفسه وهو لا يدري ..
هذا الرئيس يحرق نفسه ولا يدري؛ لأنه هو لما يرشح نفسه بدعوى أنه يريد أن يقلل الشر وقد يفعل، لكنه لا يدري بأنه يحترق من ناحية أخرى فيكون مثله كمثل العالم الذي لا يعمل بعلمه وقد قال عليه الصلاة والسلام: مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل المصباح يحرق نفسه ويضيء غيره، لهذا نحن نفرق بين أن ننتخب وبين أن ننتخب، لا نرشح أنفسنا لننتخب لأننا سنحترق، أما من أبى إلا أن يحرق نفسه قليلاً أو كثيراً ويرشح نفسه بهذه الانتخابات أو تلك فنحن من باب دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر نختار هذا المسلم على ذاك الكافر أو على ذاك الملحد.
المقدم: شيخنا يعني أفهم من هذا الكلام أنه بالنسبة للبرلمان أو بالنسبة للانتخابات البلدية إذا ترشح مسلماً فالتصويت عليه جائز.
الشيخ: نعم من باب: احفظ
…
المقدم: أقل الشرين.
الشيخ: من باب دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر، ليس لأنه خير من غيره.
(الهدى والنور/660/ 35: 19: 00)