الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة: السؤال إن شاء الله الموضوع اللي طرح الأخ عن الديمقراطية، وأنا علمت أصلاً في الكلام فيها، لكن أنا أقصد جزئية بسيطة عن وضع الإخوة هناك أنه مثلاً قد يصل البرلمان من الذين يدعون الإسلام كالأحباش وغيرهم ويؤثر في .. ودخل البرلمان يؤثر في مناطق قد يقلبها رأساً على عقب على أهلها، فاضطروا اضطراراً إلى أنه بعض الذين دخلوا في البرلمان أن يدعموهم حتى يصلوا وهم من أهل السنة فخططوا
…
في الحال، هم لا يريدون الديمقراطية حتى يصلوا للخلافة، وإنما أرادوا من باب استغلال ثغرات في القوانين الوضعية حتى يخففوا الضغط على المسلمين، هل في هذا حرج؟
الشيخ: يا أخي نحن لا نؤيد الدخول البرلماني إطلاقاً؛ لأن الإفساد سيكون أكثر من الإصلاح، وفيما ذكرت من الكلام له صلة وثقى بالقاعدة التي تقول وهي ليست إسلامية، بل هي صهيونية: الغاية تبرر الوسيلة، ولذلك نحن جربنا أيضاً ليس معنى ذلك أننا جربنا، بمعنى جربنا الناس الذين يرون هذا الرأي، أنهم دخلوا في البرلمانات وكانت العاقبة سيئة جداً، قد تكون يعني معالجة من بعض الجوانب، لكن من بعض جوانب أخرى يكون في خراب للدين، نحن لا نزال نصر على الموقف الذي شرحناه آنفاً؛ لا تكون المعالجات بمثل هذه الطرق الملتوية؛ لأن الغاية تبرر الوسيلة ليست قاعدة إسلامية أبداً، أنا من أجل أن أخفف على إنسان أخالف الإسلام، كثير مثلاً من الشباب المسلم وأمس سئلت
هذا السؤال: هل يجوز للشاب المسلم الملتحي أن يحلق لحيته خشية أن يصاب بضرر؟ الغاية تبرر الوسيلة، هذه ليست عقيدة إسلامية، العقيدة الإسلامية تقول:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]، إذا كانوا الأحباش يرون الدخول في البرلمان الكافر؛ -لأن هناك برلمان كافر في لبنان نعم- من أجل إضرار ببعض المسلمين، فهل نحن نعالج القضية كمذهب أبي نواس:
وداوني بالتي كانت هي الداء
إذا هؤلاء الأحباش لا يتقون الله عز وجل ويجعلون الدين هوى، فلا يهمهم هذا حرام وهذا حلال؛ لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة، فهم دخلوا في البرلمان من أجل أن يضروا بأهل السنة والجماعة، فنحن أيضاً أهل السنة والجماعة نقتدي بهم ونفعل فعلهم وندخل البرلمان الكافر، وهناك سيطالب هذا الذي دخل في البرلمان بأن يحلف حلفاً غير إسلامي هذا كان يقال مبين المكتوب من عنوانه، سيطالب بأن يحلف أن مثلاً يدعم هذا الدستور، وهو دستور غير إسلامي، نحن نُحَرِّج على الإسلاميين الذين يدخلون بعض البرلمانات التي ينص فيها على أن دين الدولة الإسلام، لكن يطلب منهم بأن يجدوا الدستور، والدستور فيه أحكام غير إسلامية كما هو معلوم، لذلك أنا لا أنصح إخواننا هؤلاء أبداً أن يتأثروا بطرق الجماعات الأخرى التي تتبنى هذه القاعدة: الغاية تبرر الوسيلة، هذه ليست قاعدة إسلامية، ولذلك عليهم أن يصبروا ويصابروا وأن يتقوا الله عز وجل، وألا يتأثروا باتجاهات الجماعات الأخرى.
مداخلة: هم يا شيخ ما دخلوا، وإنما من دخل من المسلمين الذين يعني هم ظاهرهم إن شاء الله اتباع السنة وكذا، دعموا، هم أصلاً ما دخلوا، بعض الدكاترة
الموجودين وهم أصلاً منقسمون في شيعة وفي سنة، فهم دعموا بعض طوائف السنة حتى يخفف عن وطأت
…
الشيخ: تقصد دعموا، بماذا دعموا؟
مداخلة: بالتصويت، هم ما دخلوا أصلاً ولا أدخلوا أحد، لكن بعض الذي أصلاً رَشَّحوا أنفسهم من الدكاترة وغيرهم الذي يسمون مسلمين
…
بعض المسلمين من دكاترة وغيرهم دعموهم حتى تخفف، يعني
…
ضرورة حتى ما يترك الأمر لغيرهم.
الشيخ: أنا عندي جواب للجزائر في ست صفحات، لو أنك بقيت هنا كنا سنعطيك صورة من أجل أن تعطيها للجماعة.
مداخلة: في نسخة عندي.
الشيخ: هاه؟
مداخلة: في نسخة.
الشيخ: إيه، موجودة لكن عندنا صورة من أجل
…
مداخلة: نحن عندنا
…
الشيخ: تقصد صورة زائدة يعني؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: كويس خذها منهم.
مداخلة: يعني وصية لأهل السنة هناك؟
الشيخ: نوصيهم دائماً أولاً بالمبدأ العام بتقوى الله عز وجل، هذه التقوى التي
تجب على كل مسلم، ثم نوصيهم بأن يظلوا متمسكين بالمنهج الإسلامي الصحيح الذي هو الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، ونوصيهم وكما نوصي أنفسنا أيضاً بأن يخالقوا الناس بخلق حسن؛ لأن المسلم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:«إن الرجل المسلم ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار» .
وكذلك أوصيهم بأن يظلوا في أسلوبهم الذي سمعنا عنه من الأسلوب الحسن في دعوة الناس بالتي هي أحسن، وألا يستعملوا الشدة والعنف كما يفعل بعض الناس؛ لأنه لا محل لها في هذا الزمان، وبخاصة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال مذكراً السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها حينما استعملت العنف في الرد على ذلك اليهودي الذي سلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ فيه الدعاء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم باللغة العبرية اليهودية؛ حينما دخل على الرسول عليه السلام قائلاً:«السام .. السام» ، لكنه غمغمها فجعلها بين السام وبين السلام السام عليكم، ففهمها الرسول عليه السلام وأجابها بقوله:«وعليكم» ، أما السيدة عائشة فأيضاً شاركت زوجها ونبيها في الانتباه لهذه الكلمة، ولكنها ما صبرت صبره عليه السلام، فانتفضت من هذه الكلمة وكأنما شقت شقتين، وقالت رداً على ذلك اليهودي:«وعليكم السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير» ، فلما خرج اليهودي قال الرسول عليه السلام لها:«ما هذا يا عائشة؟ قالت: يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا؟ قال: ألم تسمعي ما قلت يا عائشة -هنا الشاهد- ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما كان العنف في شيء إلا شانه» .
فوصيتي لنفسي أولاً ولكل إخواننا ومنهم هؤلاء الذين يعيشون هناك في ثورة أن يستعملوا هذا اللطف وهذا الرفق بالذين يخالفونهم ولا يلجؤوا إلى الشدة
والعنف، فإن عاقبتها وخيمة جداً.
ونسأل الله لنا ولهم التوفيق لفهم الكتاب فهماً صحيحاً كما ذكرنا، وأن نعمل به في أنفسنا وأن نربي على ذلك من يلوذ بنا.
والحمد لله رب العالمين.
وسبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وأستودع الله دينكم وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم.
(الهدي والنور 737/ 01: 00: 00)