الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رأي الألباني في حسن البنا رحمه الله
-
مداخلة: قرأت هذا الشريط موضوع الكتاب والسنة الحقيقة هذا موضوع كثرة النقاش والجدل هذا محل الجدل والنقاش يعني: بعض الإخوة في الساحة الإسلامية يقول لك يا أخي: أنا آخذ من الكتاب والسنة آخذ الكتاب والسنة كما قال أو كما فسرها أحد الأئمة على سبيل المثال حسن البنا رحمه الله.
الشيخ: من؟
مداخلة: حسن البنا.
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: أخذ بالكتاب والسنة تجد أتباعه الآن يعني: هناك سمعنا من يقول: يا أخي أنا لا آخذ إلا كما قال حسن البنا تماماً طب يا أخي عُد للكتاب والسنة.
فبالتالي لا يأخذ بالكتاب والسنة وكثيرون يقولوا هذا الكلام طيب
…
طيب كلكم تقولون الكتاب والسنة وتعال جالس واحد منهم أول شيء بيتقاتلوا، طيب أين الكتاب والسنة بينكم؟
الشيخ: لماذا يتقاتلوا؟ لأنهم متحزبين ليسوا عايشين في بوتقة واحد، بعدين:(حسن البنا على الكتاب والسنة) الكتاب والسنة هذه كلمة قليلة الألفاظ لكن بيدخل فيها حياة المسلم كلها في كل نواحي الحياة.
وكل يدعي وصلاً بليلى
…
وليلى لا تقر له بذاك
حسن البنا أولاً: ليس رجل علم، إنما هو رجل دعوة، ونفع الله به الشباب المسلم حيث أنقذهم من القهاوي والسينمايات وو إلى آخره، هذا لاشك ولا ريب فيه، لكن وين كتب حسن البنا الذي تدل على علمه؟ أبوه الذي اسمه عبد الرحمن عنده بعض كتب تدل على علمه، لكن ابنه حسن البنا ما له غير بعض رسائل صغيرة، هذه الرسائل صغيرة كمنهج لدعوته يعني: لكن ما تدل على أن الرجل كان عالماً، فهو يقول لك: أنا على الكتاب والسنة وعلى منهج حسن البنا، هذا دليل أنه مغمض عيونه ومستسلم لهوى الحزبية العمياء أنه حسن البنا، طيب.
حسن البنا له رسالة صغيرة في الأذكار.
مداخلة: المأثورات.
الشيخ: اسمه: المأثورات صغيرة مرة ما أعرف شفتها أنت أحد كبار الإخوان المسلمين في الشام عرض علي تخريج هذه الرسالة وطبع طبعة بهذا التخريج العلمي لأنه هو يثق في كرجل مختص في علم الحديث.
قلت له: أنا أفعل ذلك، لكن أنا أخشى أن تضيع جهودي سُدى. قال ليه؟ : أنه أنت عاطفتك العلمية والدينية هي التي تحملك على هذا الاقتراح أنه أنا أخرج رسالة حسن البنا، لكن الناحية الحزبية ما بيمشي الحال؛ لأنه جماعة الإخوان حينما يقال لهم: هذه رسالة حسن البنا بتخريج الألباني سيحكموا بالإعدام على هذا التخريج؛ لأنه يعظم عليهم ويكبر عليهم جداً أنه رسالة للبنا بتخريج الألباني لماذا؟ لأنه في تعصب في تحزب الأعمى
…
وما طبعت الرسالة إلا كما وضعها حسن البنا رحمه الله، ما فيها هذه الرسالة؟ حافظ كم من كتب العلماء القدامى، ومن فقه بعض الأحاديث في الأذكار والمأثورات، حسب ما يبدو له، ليس
حسب القواعد العلمية الحديثية؛ لأنه ما هو من أهل الحديث، أبوه بعض الشيء من أهل الحديث، لكن ما هو كذلك بينما (أحمد شاكر مصري أيضاً هذا رجل إمام في هذا العلم)، لذلك فحسن البنا المأثورات هذه انتقاها كيفياً ليس علمياً، مع ذلك تلاقي الناس متعصبين لحسن البنا، ما جاء هذا التعصب عن علم أبداً، وإنما عن حزبية عمياء، وأنا قلت من مدة قريبة: تشوف كبار الإخوان المسلمين قطعوا العلاقة بينهم وبين الرسول عليه السلام، وربطوا علاقتهم بحسن البنا، وهذا ظاهر لماذا؟ هذا مثلاً هذا الرجل الذي ابتلي بأنه خففوا من لحيته كانت لحيته كبيرة، بمن يتشبه بحسن البنا؟ لا حسن البنا لحيته أقصر من لحيته الآن واضح؟
فتجد من الإخوان المسلمين المتدين منهم، والذي ما يريدوا أن يحلقوا لحاهم يربوا لحية قصيرة ويحطوا مثلها صورة طبق الأصل عن حسن البنا، يا جماعة أين أنتم من الرسول الذي هو القدوة وهو الذي قال ربنا في القرآن الكريم في حقه:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
لذلك العلة ما يعرفوا حياة الرسول.
مداخلة: لمن.
الشيخ: نعم.
مداخلة: لمن، {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ} [الأحزاب: 21]؟
الشيخ: آه بارك الله لك: {لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} [الأحزاب: 21].
فلذلك انقطعوا عن الرسول عليه السلام بسبب انصرافهم عن دراسة السنة واشتغالهم بالسياسة والاجتماع والاقتصاد، والهتافات التي ما تحتها إلا الصياح،
اترك الإخوان المسلمين خذ شباب محمد، أبعد وأبعد دينهم الألعاب الرياضية وكرة القدم وكرة السلة، وما أدري ماذا هناك كرات أخرى، يا ليت تكون هذه في سبيل التمسك بالسنة وتقوية البنية؛ لأن الرسول عليه السلام يقول:«المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف» . «وفي كل خير» .
ليس من الآداب الإسلامية أولاً أن المسلم يتشبه بالكافر، ليس من الآداب الإسلامية أنه يكشف عن فخذه، ليس من الآداب الإسلامية أنه يلبس لباس الكشافة اليهودية في الأصل، الكشافة ما تصير إلا أن يكون كاشف عن فخذيه ما هو هذا التقليد؟ تقليد مصداق لقوله عليه السلام في خصوص الجهلة من المسلمين:«لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع؛ حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» .
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: آه.
مداخلة: عفواً شيخنا ما عليك في سؤال بسيط.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: قرأنا في الأحاديث في الماضي أنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كشف عن فخذه ولما دخل عليه الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم لما دخل عثمان وضع رداءه ألا يؤخذ من هذا جواز الكشف عن الفخذ؟
الشيخ: أولاً: الحادثة هذه لا يبنى عليها نظام حياة بارك الله فيك، هذه حادثة تقف عندها موضوعها، نحن نتكلم عن الحياة الاجتماعية العامة التي يجب أن يعيشها الشباب المسلم.
مداخلة: معك في هذا.
الشيخ: طول بالك. يعني: الرسول عليه السلام حينما كان يجلس مع أصحابه ويسافر معهم وو ويصلي معهم كان مكشوف الفخذين؟ طبعاً الجواب: لا. هؤلاء مكشوفين ويصلوا هكذا خاصة في أثناء اللعب وإدراك الوقت لهم بدهم يصلوا، وهذا من العلم الذي يجب إحياؤه، الرسول عليه السلام يؤخذ منه منطلقه في الحياة، أما ما يقع منه نادراً فيمكن هذا أن يكون له سبب أو مناسبة اقتضت خروج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن العادة غالباً، وهذا مثالنا الآن.
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم حاشاه أن يكون يعيش بين أصحابه ويدخل المسجد ويجلس في أي مكان سفراً وحضراً وهو كاشف عن فخذيه، نعم هذه قصة وقعت بلا شك، لكن من الناحية الفقهية: هذه ما تدل على أنه يجوز للمسلم أنه يعيش في حياته العامة كاشفاً عن فخذيه، فهذه قد تدل ولا تدل أنه في ظرف خاص مثل ذاك الظرف الذي كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جالس يعتبر دائماً تعرفه أنت؟
أنه كان مدلل رجليه في البئر وجو المدينة جو حار، فهو يتبرد، ومن أجل الوضوء مكشوف شيء من فخذه، هذا لا يمثل حياة الرسول عليه السلام يمثل الذي في الواقع، مع ذلك تأتي هنا ناحية علمية أنه إذا الرسول عليه السلام فعل فعلاً وهو بَيَّنَ شريعة الله لأمته على خلاف فعله، وبالتعبير فقهاء إذا تعارض قوله وفعله فأيهما المقدم؟ قال أهل العلم: القول مقدم على الفعل؛ لأن القول تشريع عام، الفعل ممكن يكون لعذر وممكن يكون خصوصية، ممكن يكون قبل مجيء الشرع.
يعني: مثلاً: عندنا حديث أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خطب في الناس ولابس خاتم ذهب، بنقول: لبس خاتم الذهب جائز؛ لأن الرسول لبسه؟ ! لا هو لبسه في وقت
كان مباحاً.
تعرفوا أنه كبار الصحابة كانوا يشربوا الخمر، وفي قصة غريبة جداً ما هي معروفة عند الناس وهي في صحيح البخاري أنه كان الصحابة مجتمعين في دار هم سكارى لما جاء علي وبرك الناقة أمام الدار خرج عمه حمزة فبقر بطن الناقة، ولما شاف علي الحالة هذه جن جنونه، وذهب للنبي عليه السلام وحكى له القصة، جاء الرسول عليه السلام إلى عمه حمزة فأنكر عليه ذلك، ماذا كان موقف حمزة؟ قال: كلمة لو قالها بعد تحريم الخمر لكفر وخرج عن الملة والدين قال: «هل أنتم إلا عبيد لآبائي» حمزة يقول لابن عمه ولنبيه: «هل أنتم إلا عبيد لآبائي» لماذا؟ ليس فاهم سكران.
مداخلة: هو سكران، نعم.
الشيخ: نعم.
هذا كان في دور من التاريخ الإسلامي التشريعي، لذلك إذا جاء قول عن الرسول عليه السلام يخالف فعله، فالاعتماد على القول لأنه في الشريعة، أما الفعل فيترك له عليه السلام إما من طريق العذر، وإما من طريق الخصوصية، وإما من طريق أنه كان قبل القول، قبل التشريع كما في قصة الخمر ونحو ذلك.
فمن هذا القبيل: كون الرسول عليه السلام كان جالس على طرف البئر، ومدلل رجليه لما دخل أبو بكر ودخل عمر ولم يغير من وضعه حتى دخل عثمان فبادر فقالت له السيادة عائشة دخل فلان وفلان، وما غيرت من وضعك لما دخل عثمان بادرت فألقيت عليك ثوبك؟ قال:«ألا أستحيي ممن تستحي منه الملائكة» .
فهذا يمكن يكون قبل أن يقول عليه السلام: «الفخذ عورة» ويمكن يكون بعد ذلك، لكن له عذره، ويمكن يكون ما في عذر بس هذه خصوصية له.
فعلى كل حال: أنا كان بحثي بالنسبة لبعض الجماعات الإسلامي كيف الذي يعيشوا حياة لا صلة بينها وبين الإسلام ما هو السبب؟ لأنهم ما درسوا الإسلام؟ أنا لا أعني أنه كل فرد من أفراد المسلمين واجب أن يكون عالم، ولازم يقوم بواجب التصفية لا، هذا بده أهل اختصاص، فأين أهل الاختضاص في هذه الجماعات حتى تتربي الجماعة على هذا الأساس من التصفية، تيجي مثلاً حزب التحرير الإسلامي الذي بده يقيم الدولة المسلمة انظر حسن البنا يقول كلمة كأنها وحي السماء، لكن مع ذلك جماعته ما يطبقوا هذه الكلمة هنا؟ يقول لجماعته: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم.
حزب التحرير ما يعرج على هذه الحكمة إطلاقاً يقول لك: إنا نقيم الدولة بعدين الدولة تصلح الشعب سبحان الله، هذا عكس المنطق وعكس السنة الرسول عاش سنين طويلة وهو يربي الأفراد القليلين حتى أوجد النواة والأساس للجماعة المسلمة.
كذلك يدخل هذا البحث في موضوع {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ولذلك تجد أفراد حزب التحرير كجماعة إلا كل جماعة في ناس طيبين ومخلصين إلى آخره، لكن كجماعة بعيدين كل البعد عن تطبيق الإسلام المعروف أنه إسلام، فأنا أتسامح وأتساهل عن تطبيق الإسلام المعروف أنه إسلام، أما تطبيق الإسلام المصفى، فأين هم وأين هو؟ !
كتب تقي الدين رحمه الله ممتلئة بالأحاديث الضعيفة والتي لا أصل لها، وعليها أقام فكره وأقام حزبه، حتى قال في تفسير الحديث السابق:«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» لا طاعة لمخلوق يعتقد هذا المخلوق حينما يأمر بمعصية أنها معصية، أما إذا كان هذا اجتهاده أنه هذا غير معصية، فيجب طاعته.
ومن هنا فرض على كل فرد من أفراد الحزب إطاعة أميرهم والاستسلام له،
وعدم تحكيم العلم الذي هو الكتاب والسنة لأنه هيك رأي الأمير.
مداخلة: اجتهاداً.
الشيخ: اجتهاداً أي نعم. وأنا جرى نقاش بيني وبينهم يعني: نقاشات كثيرة وكثيرة جداً، ومنها كان جمعنا علي السجن الحسكي في سوريا مع نحو خمسة عشر واحد منهم فضربت المثال الآتي.
مداخلة: أسجل هذا يا شيخنا؟
الشيخ: نعم. جاء واحد منهم متحمس جداً قلت له: ما رأيك في قوله عليه السلام: «كل مسكر خمر وكل خمر حرام» «ما أسكر كثيره فقليله حرام» قال: طبعاً هذا حديث صحيح وأنا مؤمن فيه.
قلت له: وما قولك ألا يوجد في بعض الأئمة أئمة المسلمين القدامى المجتهدين يقول: إن الخمر المحرم قليله هو المستنبط من العنب فقط، أما الخمور المستنبطة من أشياء أخرى، فما يحرم منها إلا ما يسكر، يعني: لو شرب كأسين ثلاثة قوارير وبقي محتفظ من شعوره هذا حلال، لكن آخر المصة الذي يمصها ويسكر هذه الحرام، قلت له: ما رأيك في علماء يقولوا ذلك؟ قال: أي نعم.
المقصود: قلت له: فلو ربنا ابتلى المسلمين بأمير حاكم ويتبنى هذا الرأي ماذا تفعل أنت؟ قال: أطيعه. يطيعه وهو يعتقد أنه هذا حرام لماذا؟ لأن الحزب قال له: إذا كان الأمير ما يعتقد أنه حرام فهو لا يأمرك بمعصية، فحوروا الحديث:«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» لا طاعة لمخلوق يأمر بمعصية وهو يرى أنها معصية، أما إذا كان هو لا يرى أنها معصية فعليك الطاعة، هذا كله نسب في الإسلام باسم الإسلام، وباسم إقامة دولة الإسلام والله المستعان.
(الهدى والنور / 200/ 32: 44: 00)