الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرق بين الجماعة في زمن
الضعف وزمن التمكين
السائل: هناك معنى للجماعة في زمان التمكين وفي زمان الاستضعاف يختلف المعنى ويا حبذا أن تعطيهِ صورة واضحة، على هذا الأمر.
الشيخ: زمان التمكين وزمان الضعف.
السائل: وزمان الضعف.
الشيخ: هذا بارك الله فيك فيما يبدو وهذا السؤال فيه غرابة من حيث أنه لم يطرح علي سابقاً، الذي يبدو لي والله أعلم أن الجماعة هي من حيث أن معنى هذه الكلمة تقبل التوسعة والتضييق، فهي كالإيمان، فهي كالإيمان، وأنت تعلم إن شاء الله بأن الإيمان يزيد وينقص، وأن زيادتهُ بالطاعة ونقصانهُ بالمعصية، وهكذا الجماعة، الجماعة لا شك أن أنها التي تكون مؤمنة على الوجه الصحيح الثابت في الكتاب والسنة، لكن إيمانها كإيمان كل فردٍ من أفراد هذه الجماعة قابلة للزيادة وقابلة للنقص، كذلك كالجماعة قابلة أن تكون مثلاً قوية، وموكَّلة في الأرض، وقابلة أن تكون مستضعفة في الأرض، وهذا كما يقال التاريخ يعيد نفسهُ، الشعوب والأنبياء هكذا كانوا، تارة وتارة كما قال رب العالمين في القرآن الكريم {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]، فوقت حنين مثلاً ووقت أُحد قبل ما ينصرهم الله على أعدائهم كانوا كانت كادت تكون الدائرة عليه وهم
جماعة واحدة ثم ربنا عز وجل أمدهم بمدد من عنده ونصرهم على عدوهم، الجماعة إذاً يمكن أن تقوى ويمكن أن تضعف وكل ذلك عائدٌ إلى إيمان أفراد هذه الجماعة، هذا ما يبدو لي من الحوار عن السؤال، قل ما عندك.
السائل: يا شيخ، هل ينطبق معنى الجماعة الآن في زمان الاستضعاف، يعني لا بد أن يكون لها معنى، معنى الجماعة في هذا الزمن، من هي الجماعة في زمن الاستضعاف؟
الشيخ: أنا دندنت حول الجواب عن هذا السؤال، لكن يبدو أن يتضح: الجماعة هي التي تتمسك بالكتاب والسنة، وفي حدود الاستطاعة، ولا ينبغي بل لا يجوز أن نتصور عدم وجود الجماعة في زمننا مهما كانت الجماعة غير ممكن لهم في الأرض، والجواب السابق أعتقد أنه كان كافياً، ولا نستطيع أن نتصور ألا يوجد في الأرض طائفة مؤمنة، لما تعلم من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق، إلى آخر الحديث وإذا الأمر كذلك فالطائفة هذه قد يكون ممكن لها في الأرض وقد لا يكون كذلك، فكونها غير ممكن لها في الأرض أي كونها ضعيفة ذلك لا ينفي عنها اسم الطائفة، كما انه بالتالي لا ينفي عنها اسم الجماعة، ويؤكد لك هذه أخيراً ما صح عن عبد الله ابن مسعود الجماعة ولو كان فرداً واحداً، لو كان شخصاً واحداً، تعرف هذا الأثر.
السائل: نعم.
الشيخ: نعم
مداخلة: إن إبراهيم كان أمة واحدة.
الشيخ: أمة واحدة، بقي شيء.
(الهدى والنور / 580/ 33: 51: 00)