الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ: ما في جديد الحكم معروف.
مداخلة: الحكم واحد.
الشيخ: معذرة.
(الهدى والنور /344/ 33: 27: 00)
حكم من يتبنى الديمقراطية ويدافع عنها
مداخلة: شيخنا بعض الدعوات الآن التي ترى دخول البرلمانات والوزارات يذبون عن الديمقراطية ويتبنونها، ونحن نعلم أن الديمقراطية هي حكم الطاغوت وهي كفر، ففي أي دائرة هؤلاء، بل سمعت أحدهم يقول لما رأى مقالة لشيخنا أبو مالك في المجلة الجديدة الأصالة، قال: هل تسمح لي أن أرد على هذا المقال الذي شيخنا يهاجم فيه الديمقراطية وينتقدها، فهذا يعني هم يتبنونها ويدعون إليها، ماذا نقول في هؤلاء؟
الشيخ: يا أخي أنا ولا أظن غيري عنده جواب غير ما سبق، لا بد من التفريق بين الأمرين، هذا الذي أنت تشير إليه، كتب رداً على مقالة الأستاذ أبو مالك، حينذاك سيتبين موقفه إن كان كافراً مرتداً عن دينه، أو يكون ضعيف الإيمان يريد أن ينافح وأن يداهن وما شابه ذلك، فما يكفي، أنت تعرف وهذا -أيضاً- يجرنا إلى بحث قد يكون -أيضاً- مهماً، في الجلسة السابقة ذكرنا الآية بأطرافها الثلاثة {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]، {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]، وأشرنا إلى أنه كما ينقسم الكفر إلى هذين القسمين، كذلك الفسق، وكذلك الظلم، الآن أريد أن أذكر بتقسيم ثانٍ للفظ رابع، وأظن أن هذا التقسيم سيقضي -أيضاً- على مشكلة قد تكون قائمة في
صدور بعض إخواننا من طلاب العلم، فحينما نقرأ قول الله تبارك وتعالى في المنافقين أنهم في الدرك الأسفل من النار، ثم نقرأ قوله عليه الصلاة والسلام:«آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» فهل يكون هذا المنافق في الدرك الأسفل من النار، الآية تقول في المنافقين أنهم:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145]، والرسول يقول:«آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب» ، فهذا الذي إذا حدَّث كذب هل يكون في الدرك الأسفل من النار، استحضروا التقسيم الثالث، هذا الـ عفواً السابق، استحضروا معي التقسيم السابق، هذا الذي يستحل الكذب أو الخيانة أو ما شابه ذلك من المعاصي التي ذكرت في هذا الحديث أو في غيره، استحل ذلك بقلبه، فهو في جهنم ومع المنافقين، لا، استحله عملياً؛ إذاً كيف الرسول عليه السلام في هذا الحديث جعل آية المنافق ثلاثاً، هذا كمثل كثير من الآيات أنه عمل عمل المنافقين، هذا الذي يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ذلك يستلزم أن يحرم ما حرم
الله ورسوله، فإذا هو استحل ما حرم الله ورسوله، فيكون قد خالف فعله قلبه، قد خالف فعله اعتقاده، لكن هنا المخالفة من نوعية تختلف عن مخالفة ظاهر المنافق الكافر لباطنه، المنافق الذي هو في الدرك الأسفل من النار يضمر الكفر ويظهر الإسلام، يضمر الكفر ويضمر الإسلام.
مداخلة:
…
الشيخ: نعم، يضمر الكفر ويظهر الإسلام، أما هذا الذي قال فيه الرسول عليه السلام:«آية المنافق ثلاث» ، هو يضمر الإيمان، ويظهر عملاً خلاف ما أمره الإسلام، فالتقى مع المنافق في هذه الصورة ليس في الحقيقة، الفرق كبير جداً، المنافق الكافر هو كافر بقلبه مسلم في ظاهره، هذا المنافق الذي من
علامته: إذا حدَّث كذب، هو مؤمن في قلبه لكنه يخالف في عمله حكم دينه الذي عمل به آمن به، لذلك قال عليه السلام:«آية المنافق ثلاث» إلى آخره، إذاً النفاق -أيضاً- ينقسم إلى قسمين: نفاق يخلد صاحبه في النار، ونفاق لا يخلد صاحبه في النار، النفاق الذي يخلد صاحبه في النار هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإسلام، النفاق الذي لا يخلد هو الذي يبطل الإيمان ويظهر عملاً يخالف فيه الإسلام، لذلك قال عليه السلام:«آية المنافق ثلاث» إلى آخره، فهذه الدقائق ينبغي أن نكون على معرفة بها حتى ما نقع في إفراط أو تفريط، حتى ما نكفر مسلماً بذنب فنقع في مخالفة السلف الصالح جميعاً وأهل السنة، ولا نتساهل -أيضاً- نقول: معليش، فنقع في الإرجاء الذين كانوا يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، ولا ينفع مع الشرك حسنة، نحن نقول: لا ينفع مع الشرك حسنة، لكن نقول: يضر في الإيمان المعصية. والإيمان كما تعلمون
نحن نقول: لا ينفع مع الشرك حسنة، لكن نقول: يضر في الإيمان المعصية. والإيمان كما تعلمون جميعاً يقبل الزيادة والنقص، وزيادته بالطاعة ونقصانه بالمعصية؛ إذاً النفاق كالكفر كالفسق كالظلم، لا يمكن أن يساق مساقاً واحداً، وإنما حسب ما قام في الإنسان، فهذا المثال الذي ذكرته يا أبا أنس، هذا قد يرد على الأستاذ أبو مالك أو على غيره، لكن ينبغي أن ننظر إلى رده، هل هو رد يصرح بأنه ينكر شرع الله، فهو مرتد عن دينه.
مداخلة: هو جرى بيني وبينه نقاش يا شيخ.
الشيخ: طيب.
مداخلة: أقر الديمقراطية.
الشيخ: ما بيهمنا يا أخي هذا الكلام مجمل ما بيهمنا هل أنكر حكماً شرعياً،
هل أنكر مثلاً على الأستاذ ما قاله ما استدل به من آية أو حديث
…
وقال مثلاً: إنه يا أخي هذا مش وقته الآن مش زمانه، أما.
مداخلة: أم هو متأولٌ في إقراره للديمقراطية.
مداخلة: هو متأول، لكن
…
مداخلة: هذا السؤال.
الشيخ: آه آه.
مداخلة: يقول أنا عقيدتي سلفية.
مداخلة: هههه.
الشيخ: هه.
مداخلة: العجيب يعني.
الشيخ: طيب، أنته الآن لما قال لك إنه هو يقر الديمقراطية؛ هل سألته ما هي؟ وهل بحثت معه في بعض أجزائها حتى تلقمه حجراً؟ ما يكفي أنه نأخذ الكلام هكذا على إطلاقه، لا بد من استفصال يا أخي؟
مداخلة: جزاك الله خير يا شيخ.
الشيخ: نعم.
مداخلة: ننتظر رده إذاً.
مداخلة: هههه.
الشيخ: هل أفسحت له المجال بالرد؟
مداخلة: أنا قلت له هات الرد.
الشيخ: لا، الله يهديك ههه.
مداخلة:
…
ابتداءً.
الشيخ: آه. أسلفي وديمقراطي.
مداخلة: الله أكبر.
الشيخ: ههه.
مداخلة: شيخ أسلفي معتزلي.
الشيخ: أيوه هههه، نعم.
(الهدى والنور /672/ 35: 22: 00)