المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الكفار؟ ما وقفوا أمامه يجابهونهم ويواجهونهم لسببين اثنين: أولاً أنَّ - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ٣

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌العلامة الألبانيوالعمل السياسي

- ‌رأي العلامة الألبانيفي العمل السياسي

- ‌حول العمل السياسي

- ‌العمل السياسي في الجزائر

- ‌هل يوصف من اشتغل بالعملالسياسي بأنه مبتدع

- ‌بين العمل بالسياسة والاشتغال بها

- ‌حول العمل السياسي

- ‌نقاش بين الإخوة في حضرة الشيخحول كتاب ينتمي إلى مدرسة الإخوان

- ‌حول الإخوان المسلمين

- ‌ما هو ضابط اهتمام المسلم بالسياسة

- ‌الاهتمام بالعمل السياسي

- ‌الردود على الإخوان المسلمين والتبليغ

- ‌القول بأن الدعوة لا يمكن أن تقوملها قائمة بغير العمل السياسي

- ‌الاستدلال بقصة عثمان بن أبي العاصحول العمل السياسي

- ‌صور من العمل السياسي

- ‌مفهوم عبارة: نتعاونفيما اتفقنا عليه

- ‌المشاركة السياسيةوالتغاضي عن المنكرات

- ‌العمل السياسي، استعجالالشيء قبل أوانه

- ‌قاعدة: الغاية تبرر الوسيلة

- ‌السلفية في السودان .. السلفيون والسياسة

- ‌الكلام حول كتاب فيه رد على الإخوانالمسلمين، وعلى كتاب البوطي: السلفية

- ‌كلمة حول العمل السياسيمع ذكر الجزائر مثالا

- ‌سؤال عن زعيم جماعة العدلوالإحسان بالمغرب

- ‌تعليق حول الجمع بين سلفيةالعقيدة والحركية في المنهج

- ‌حول الإخوان والتبليغهل هم من أهل السنة

- ‌انسجام القوانين مع الشرع

- ‌العمل السياسي في اليمن

- ‌الانضمام للحزب الاشتراكي

- ‌حكم الانتخابات

- ‌حكم الانتخابات

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم طباعة منشوراتالدعاية الانتخابية

- ‌ترشيح النساء في الانتخابات

- ‌حكم الانتخابات الطلابيةفي الجامعات

- ‌الانتخابات البرلمانية

- ‌الانتخابات البلدية

- ‌حكم مشاركة الأمريكيين المسلمين في الانتخاباتللمصلحة وحكم تكوُّن حزب إسلاميفي أمريكا للمشاركة في البرلمان

- ‌حكم انتخاب النصرانيمن باب أخف الضررين

- ‌حكم دخول البرلماناتومجالس الأمة

- ‌حكم دخول مجالس الأمة

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم دخول البرلمان

- ‌باب منه

- ‌‌‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌برلمان إسلامي علماني

- ‌الكويت ودخول البرلمانات

- ‌الدخول في المجالس النيابية

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌رأي العلامة الألبانيفي الحزبية

- ‌حكم الانخراط فيالأحزاب الإسلامية

- ‌الانضمام للأحزاب السياسيةلتفريغ الطاقات

- ‌الانتماء للأحزاب

- ‌مشكلة الأحزاب-التجمع اليمني للإصلاح

- ‌رجل كان ينتمي إلى حزب ثم عرف الحقفهل يبقى في الحزب لإصلاحه

- ‌الانتماء للأحزاب

- ‌هل إقامة الأحزاب السياسيةيدخل في الوسائل المشروعة

- ‌لا فائدة من التكتلات والحزبياتإلا بالرجوع للكتاب والسنة

- ‌حكم تأسيس الأحزاب والجبهات الإسلامية

- ‌حكم من ينحرف عن المنهج بعد أن كانهو نفسه يُحَذِّر من هذه الانحرافات

- ‌الحزبية

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌التكتل الحزبي هل تدلهذه الآية على جوازه

- ‌هل هناك مانع من التعاونمع الأحزاب السياسية

- ‌حكم الديمقراطية

- ‌هل الفكر الديمقراطي يحشر فيفكر الفرق الضالة

- ‌الميثاق الوطني

- ‌حكم من يتبنى الديمقراطية ويدافع عنها

- ‌هل الديمقراطية هي الحل

- ‌حول الديمقراطية

- ‌حكم المظاهرات

- ‌مشاركة الأحزاب الإسلامية في محاربةالقوانين الوضعية عن طريق المظاهرات

- ‌حكم المظاهرات

- ‌حكم المظاهرات والمسيرات

- ‌حكم الإضرابات

- ‌حكم الإضرابات

- ‌رأي العلامة الألبانيفي الأستاذين حسن البناوسيد قطب رحمهما الله

- ‌أتباع سيد قطب-رحمه الله

- ‌رأي الشيخ في حسن البنا وسيد قطب-رحمهما الله- والتطرق لرأيهفي الإخوان المسلمين

- ‌رأي الشيخ في سيد قطب رحمه الله

- ‌رأي الألباني في حسن البنا رحمه الله

- ‌مصطلح (جاهلية القرن العشرين)في نظر الألباني

- ‌العمل الجماعي

- ‌رأي العلامة الألباني في العملالجماعي والتنظيمات والتكتلات

- ‌هل التكتيل أولى أم التعليم

- ‌التكتيل والتنظيم

- ‌التكتيل

- ‌ما هو المأخذ على التكتلات الإسلامية

- ‌التحزب والتكتل

- ‌باب منه

- ‌التكتل والتحزب

- ‌تكتل أهل العلم

- ‌التنظيم والعمل الجماعي

- ‌باب منه

- ‌التنظيم: حكم التسلسل الهرمي

- ‌باب منه

- ‌الفرق بين الجماعة في زمنالضعف وزمن التمكين

- ‌العمل الجماعي

- ‌الحد الفاصل بين التعاونالشرعي والتنظيم البدعي

- ‌الحزبية والعمل الجماعي

- ‌التنظيم من أجل الدعوة

- ‌هل هناك من هو سلفي العقيدة حركي المنهج

- ‌حكم التحزب والعمل التنظيمي

- ‌التكتل في الكويت

- ‌حكم العمل الجماعي

- ‌يُقال: لا قيام للدولة الإسلاميةإلا بالتكتل الحزبي

- ‌حول التكتلات داخل الدعوة السلفية

- ‌نصيحة حول عدم التنازع والتكتل

- ‌هل هناك تلازم بين التحزبالمذموم والعمل الجماعي

- ‌حول الجمعيات:

- ‌حول حكم التنظيم للسلفيين

الفصل: الكفار؟ ما وقفوا أمامه يجابهونهم ويواجهونهم لسببين اثنين: أولاً أنَّ

الكفار؟ ما وقفوا أمامه يجابهونهم ويواجهونهم لسببين اثنين: أولاً أنَّ التربية التي ينبغي أن تتحقق في المسلمين لمَّا تكن قد تحققت فيهم، وثانياً ربنا يقول:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] إلى آخر الآية

لم يكن المسلمين يومئذ مما يمكنهم أن يجابهوا العدو أولاً بإيمانهم القوي وثانياً باستعدادهم المادي.

فلذلك ننصح هؤلاء أن لا يتغلب عليهم الحماس والكره لهؤلاء الحكام وحُقَّ لهم ذلك لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله وإنما عليهم أن يتأنوا وأن يربوا أنفسهم ومن حولهم على الإسلام الصحيح وإلا فقد قيل قديماً: (من استعجل الشيء قبل أوانه أبتلي بحرمانه).

(الهدى والنور (381/ 55: 05: 00)

‌باب منه

مداخلة: حديث حذيفة رضي الله عنه الذي فيه أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لحذيفة أنه يعتزل تلك الفرق عندما لا يكون للمسلمين إمام ولا جماعة، هل هذا الحديث يدل على تحريم الدخول في المجالس النيابية التي يدعي بعض الناس أنه يصل من خلالها إلى تطبيق شرع الله أم لا؟

الشيخ: الحديث يدل على هذا وعلى أكثر من ذلك، وهو أن لا ينضم إلى حزب من الأحزاب ولو كانت إسلامية، فضلاً أن ينضم إلى برلمان يحكم بغير ما أنزل الله.

ص: 231

مداخلة: والادعاء الذين يقولوا نحن من خلالها نسعى بهذا المحظور إلى إقامة مشروع.

الشيخ: نعم هذه الدعوى ليست إسلامية لأنها قائمة على القاعدة الغربية الكافرة وهي التي تقول: الغاية تبرر الوسيلة، فلا يجوز أن يرتكب المسلم ما حرم الله في سبيل الوصول إلى ما شرع الله، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لقد جرب كثير من هؤلاء الذين ينطلقون في حياتهم بناءاً على هذه القاعدة الكافرة والتي لو جوبهوا بها لأنكروها بألسنتهم ولكنهم يطبقونها بأفعالهم، لقد جرب هؤلاء الناس سنين طويلة ودخلوا البرلمانات في كثير من البلاد العربية ثم ما استفادوا من ذلك شيئاً إلا الرجوع القهقرى، وبعبارة أوضح يدخلون للإصلاح فيخرجون وقد فسدوا هم.

مداخلة: يقولوا مثلاً الضرورات تبيح المحظورات، فما قولكم؟

الشيخ: نعم وهذه أيضاً قاعدة شرعية صحيحة ولكنهم يسيئون تطبيقها، الضرورات تبيح المحظورات موضعها حينما تقع الضرورة ليس خشية أن تقع، بمعنى لا يجوز مثلاً لمسلم أن يأكل محرماً وهو لم يقع في المحظور وهو الهلاك والموت خشية أن يقع، وإنما إذا وقع في هذه الخشية حينذاك يجوز له أن يأكل ما كان أصله محرماً، الضرورات تبيح المحظورات ليست أن ترتكب شيئاً لعله تصل إلى شيء، لعل هناك ما جاء في بعض الآثار عن ابن عمر أنه قال: اجعل لعل عند ذاك الكوكب.

هذا من جهة ومن جهة أخرى وهذا هو الأساس عندنا خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكل المسلمين سواء كانوا يعني ينتمون إلى حزب أو إلى مذهب أو إلى السلف الصالح كلهم يتفقون على كلمة سواء وهي ما كان يخطب بها عليه

ص: 232

الصلاة والسلام في خطبه حينما يفتتحها من قوله عليه السلام: وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه، وآله وسلم، هل عرف المسلمون من سيرته عليه الصلاة والسلام أنه كان يرتكب ما حرم الله في سبيل الوصول إلى ما شرع الله؟ حاشا لله، لذلك نحن نقول:

أوردها سعد وسعد مشتمل

ما هكذا يا سعد تورد الإبل

هؤلاء الذين يدخلون في البرلمانات بزعم الإصلاح هؤلاء أولاً لا يصلون إلى الإصلاح؛ لأنه كما قيل: وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ ثانياً خالفوا منهج الرسول عليه السلام في إقامة الدولة المسلمة فكيف صنع الرسول عليه السلام لقد علم الناس ورباهم على الإسلام، وهذا هو الخط الذي يجب على المسلمين اليوم الذين يحرصون حقاً على تحقيق المجتمع الإسلامي، وإقامة الحكم الإسلامي على وجه الأرض وليس عكس الهدي النبوي، وأن يسلكوا المسالك المخالفة للشريعة باعترافهم ولكنهم من حيث الواقع يسلكون القاعدة المشار إليها آنفاً الغاية تبرر الوسيلة.

نعم.

مداخلة: في حديث رضي الله عنه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال له حذيفة: فإن لم يكن للمسلمين إمام ولا جماعة قال: فاعتزل تلك الفرق، فكيف بهذا الاعتزال تتحقق إعادة الخلافة الإسلامية؟

الشيخ: بالتربية التي أشرت إليها آنفاً.

مداخلة: إذاً ما معنى الاعتزال هنا؟

الشيخ: الاعتزال هو أن لا يتحزب لجماعة مثلاً جماعة الإسلامية الأخرى

ص: 233

وإنما يمشي على مقتضى الأحكام الشرعية ولا يتكتل ولا يتحزب فيعادي المسلمين كما هو واقع كثير من الجماعات اليوم.

مداخلة: نعم الاعتزال ..

مداخلة: يعني ألا

الشيخ: خليه يكمل هو سؤاله وبعدين أنت علّق ما عندك نعم.

مداخلة: نقول بارك الله فيك هذا الاعتزال اعتزال فكري وإلا اعتزال مكاني وإلا يشمل الكل؟

الشيخ: اعتزال حزبي.

مداخلة: يعني عفواً بمعنى لو أنا عندي مثلاً في هذا المكان وهذه الغرفة مثلاً دعاة على أبواب جهنم أو قوم يهدون بغير هدي النبي، فهل أنا مأمور باعتزالهم؟ بمعنى لو أنا دخلت على هؤلاء الناس وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر أو أعتزل كذلك مكانهم؟

الشيخ: ما تكون يا أخي متحزباً لهم، وإلا أنت يجب أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

مداخلة: إذاً ممكن المخالطة؟

الشيخ: نعم ما فيه مانع.

مداخلة: طيب نهاية الحديث ولو أن تَعُضَّ بأصل شجرة، آخر الحديث سياقه يشير إلى اعتزال المكان، لعل هذا رأيكم؟

الشيخ: لا ليس اعتزال المكان إنما اعتزال التكتل والتحزب، أخي المقصود

ص: 234

أن لا يتكتل مع الجماعة ما دام ليس هناك خليفة بويع من عند جماعة المسلمين، فهو يظل ماشياً على الشرع ومن الشرع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لكن هذا لا ينافي أنه إذا رأى ناس انحرفوا أن ينصحهم ويذكرهم، لكن ألا يتكتل معهم ولا يمشي معهم في نظامهم ومنهاجهم وهكذا .. هذا هو المقصود من حديث حذيفة رضي الله عنه، والأمر في آخره بالعض ولو أن تعض على جذع شجرة هو كناية عن عدم الانضمام إليهم حزبياً وتكتلياً فقط.

مداخلة: يعني لا يفيد إلى اعتزال المكان؟

الشيخ: لا، ما الذي عندك يا أبو عبد الرحمن أنت؟

مداخلة: جزاك الله خير شيخنا .. أنا لا أدري كأني فهمت وأريد أن أعرض هذا الفهم، من الحديث بأن هذا الوضع خاص يعني قد يكون في آخر الزمان بحيث يفسد الأمر ولا مجال للشخص إلا أن أمر الناس يكون قد فسد للأسف فيكون بهذا الحل، فأثارني قضية سؤال الأخ جزاه الله خيراً، أنه كيف يكون إقامة المجتمع الإسلامي عن طريق تصرف حذيفة؟ فأنا ما فهمته وكنت أفهمه سابقاً أن هذا يكون وضعاً خاصاً قد يكون في آخر الزمان، يعني يفسد الناس بحيث يعم الهوى وينتشر بحيث أن الإنسان ينجو بنفسه، طبعاً أبرزنا كما تفضلتم بالحزبية والعصبية وكذا، لكن كأنه

أن في آخر الزمان بحيث أنه لا يرد موطن السؤال كيف تقام دولة الإسلام؟ بحيث أنه خير الإنسان ينجو؛ لأن الآن ما فيه مجال للإنسان يعني لا يكاد أن يحفظ نفسه أو أن يحفظ أهله.

مداخلة:

قال له فإن لم يكن للمسلمين أو جماعة قال فالهرب، فلا أعرف الشيخ وقف على الرواية هذه أو لا؟

الشيخ: كيف يا أبو عبد الرحمن؟ يعني الحديث واضح جداً أنه إذا لم يكن

ص: 235

هناك إمام بويع من المسلمين فتعتزل تلك الفرق كلها، أنت الآن فيما فهمت والله أعلم من كلامك أنت تضيق دلالة الحديث، وتحصره في زمن معين هو في آخر الزمان، وتحديد أولاً آخر الزمان كيف يمكن مع الإعراض عن العلة المذكورة في الحديث وهي أن لا يكون لتلك الجماعة إمام، الآن لو قال لنا قائل هذا هو آخر الزمان الذي يتعلق باعتزال الفرق كلها وقلت له: ما هو الدليل؟ هو عدم وجود الخليفة، كيف سيكون الجواب؟ شو قلت لي يا أبو عبد الرحمن .. شو قلت لي بالنسبة لتخصيصك للمسألة في آخر الزمان مع وجود العلة وقيامها؟

مداخلة: هو معك الحق لكن أنا لفظي لم يسعف نيتي وقصدي، إلا قصدت أنا أنه يبلغ المسلمون من الفساد يعني في متأخر الزمان لا شك بأن هذا خطأ، لكن قصدت أن المسلمين يبلغون من الفساد بحيث لا يرد معه سؤال الأخ كيف يقيمون المجتمع الإسلامي مثلاً في هذا الوضع؟ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحدث بهذا ضمن الوضع الذي يبلغون فيه من الفساد العظيم وهذا الحل أن يفعلوا كذا وكذا، فهنا يرد سؤال يحملهم ما لا يطيقون، يعني أكثر من هذا وهو سؤال آخر أنه كيف يقيمون المجتمع الإسلامي أو دولة الإسلام من خلال الاعتزال؟ يعني في هذا الوضع الذي يكون المسلمون في انهيار فما أدري ما رأيك؟

الشيخ: يا أخي الرسول، ما قلنا نحن: خير الهدى هدى محمد، الآن نحكي متمسكين بلفظة الاعتزال فالرسول عليه السلام اعتزل المشركين أم لم يعتزلهم؟ والآية ما الذي تقول؟ {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [مريم: 48] الآن ما هو الجواب، هل الأنبياء وآخرهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم اعتزل المشركين أم ما اعتزلهم؟ أنا جوابي اعتزلهم وما اعتزلهم، وعلى هذا الجواب هو الجواب المتعلق بحديث حذيفة رضي الله عنه، لكن بتوضيح المسألة .. ما هو جوابكما أنتما الآن الرسول

ص: 236

اعتزل المشركين أم لا؟

مداخلة: نعم اعتزلهم.

الشيخ: طيب قام بواجب هدايتهم وإرشادهم؟

مداخلة: نعم نصح.

الشيخ: إذاً يمكن الجمع بين اعتزالهم وعدم اعتزالهم، اعتزالهم في منهجهم في ضلالهم في خططهم .. إلى آخره، لكن هذا لا يعني اعتزالهم بمعنى عدم القيام بواجب تعليمهم وإرشادهم ودعوتهم إلى التوحيد وإلى أحكام الإسلام، والتاريخ يعيد نفسه، والمجتمع الإسلامي لا يتحقق إلا بأن توجد هناك نواة يتآمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر، وهذا لا يعني أنهم يعتزلون الناس الآخرين لا ينصحوهم ولا يدلونهم على ما هم يريدونه لهم من الخير، إذاً ما فيه إشكال المجتمع الإسلامي يتحقق مع ذاك الاعتزال ومع تحقيق الاعتزال بالمعنى الثاني نعم.

مداخلة: بقي إشكال أخير يا شيخ.

الشيخ: تفضل.

مداخلة: القلب يطمئن لكل الكلام الذي قلته، ولكن لما أنا راجعت لفتح الباري في شرح الحديث لابن حجر ذكر في رواية طريق ما عرفت صحتها، هذه الرواية هي التي تشكل على الكلام الذي قلته، فيها أن حذيفة بعدما سأل النبي إن لم يكن للمسلمين إمام ولا جماعة؟ قال: فالهرب، فهذا اللفظ أنا لا أعرف ..

الشيخ: نفس الهرب أخي ما فيه إشكال الهرب هو الاعتزال، يعني الهرب ليس من عدم نصحهم وإنما الهرب من عدم مشاركتهم في منهجهم وفي تحزبهم

ص: 237

وتكتلهم، فما فيه إشكال يعني الهرب والاعتزال لفظان متغاياران يلتقيان في حقيقة واحدة وهي اعتزالهم عن منهجهم والهرب من منهجهم وعدم الهرب من دعوتهم إلى العمل بالكتاب والسنة دون أي تأول أو تغيير.

مداخلة: تكملة نهائية الله يجزيك خير.

الشيخ: تفضل.

مداخلة: طبعاً الآن اتضح حديث حذيفة رضي الله عنه نستطيع نقول بداهة أن هذا الحديث يمنع من الدخول مثلاً في الجيش أو أو .. من هذه الأمور؟

الشيخ: هذا ما قلت لك أكثر من ذلك، أنت سألت في الدخول في البرلمان فعطفت على ذلك والدخول في الأحزاب الإسلامية الأخرى، فلما تأتي وتذكر الآن الجيش فمن باب أولى، ولكن عندما تذكر الجيش تذكر معنى بأن هناك في كثير من البلاد العربية ما يسمى بالخدمة الإجبارية.

مداخلة: نعم.

الشيخ: لما تقول أنت ومن ذلك عدم الدخول في الجيش نقول نعم الدخول الاختياري، فهذا طبعاً نحن لا نشجعه بل ننهى عنه أشد النهي أما الدخول إجباري {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] باستطاعتك تهرب من الدخول في هذا الإجباري؟ أيضاً لا تخسر، فلذلك الأحكام الشرعية لها حدود ولها تفاصيل، والقاعدة {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] أنت تستطيع ألا تخدم في أي جيش من الجيوش القائمة اليوم التي تخالف الإسلام في قليل أو كثير من الأحكام اختياراً، لكن لما لا تستطيع أن تخرج من ذاك البلد وهم يجرونك جراً إلى الخدمة الإجبارية فحينئذ نقول {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] إذا كان مثل عدي بن حاتم الطائي نزل في حقه قوله تعالى

ص: 238

كما جاء في كتب التفسير: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} [النحل: 106] فهذا فيه توسعة للناس على ألا يشكل عليهم ما قدم يضطرون اضطراراً إلى أن يقعوا في مخالفة الشرع.

مداخلة: ولو كان بحلق اللحى؟

الشيخ: سبحان الله مكانك راوح حسب النظام العسكري اختياراً أم اضطراراً؟

مداخلة: اضطراراً.

الشيخ: الله يهديك، إذاً ماذا يفعل؟ أنت تقول ولو حلق اللحية.

مداخلة: نعم

الشيخ: اختياراً أم اضطراراً؟

مداخلة: اضطراراً.

الشيخ: وأنا أعطيتك الجواب الله يهديك.

مداخلة: بعضهم يفرق بين الاضطرار القولي والاضطرار الفعلي، هل ترون هذا التفرقة؟

الشيخ: لا أناقش الآن في الألفاظ، الاضطرار الفعلي هذا ماذا يفعل هو تجاهه؟

مداخلة: بمعنى؟

الشيخ: يعني أتوا وغللوك وحلقوا له لحيته ما الذي سيعمله؟

مداخلة: لا هذا أصلاً يفعل هذا الفعل بنفسه، يعني يقولوا له مثلاً لو أنت ما

ص: 239

حلقت سوف نسجنك، فيذهب هو إذا ما حلقت يسجن، فهل الاضطرار هذا .. ؟

الشيخ: إذاً هذه مسألة أخرى بارك الله فيك .. أنا أقول للناس أنت لا تحلق لحيتك بيدك، أنت لا تفعل بنفسك.

مداخلة: لا السؤال الآن الله يبارك فيك أنه يأتي اللي يدخل الجيش يقول لك أنا مضطر، طيب أنت مضطر تعمل ماذا؟ فيذهب يحلق لحيته ..

الشيخ: أنا أقول لك يا أخي أنصح هذا أنه لا يحلق لحيته بيده وإنما هم يحلقوا له غصباً عنه، أنا هذا الذي قصدت.

مداخلة: نعم بارك الله فيك.

الشيخ: ونحن عندنا .. انتهى الوقت؟ يعطيك العافية.

مداخلة:

قلت لا أؤيدك، ولكن ما شرحتليش الأسباب، واللي زاد الأمر حاجة للسؤال .. الذي زاد حاجتي للسؤال أني لما رحت مكة أعتمر التقيت بالشيخ عبد العزيز بن باز فوجهت له نفس السؤال على أساس يفصل لي الأمر الذي أنت ما فصلته بالتليفون لعدم الظروف يعني، فتفاجأت من الشيخ عبد العزيز بجواب مختلف تماماً قال لا بأس، أنا أؤيد هذا، فذهبت لأسأل الشيخ ابن عثيمين نفس السؤال فقال لا أؤيده، قلت لماذا؟ قال لعدم الاستطاعة فاستغربت أنا ..

الشيخ: لعدم ماذا؟

مداخلة: لعدم الاستطاعة قال ..

الشيخ: أنا أخي جوابي عن القضية بيعرف الأخ وإخواننا هنا نابع مما أدندن دائماً حوله ولعله سبق الإشارة إلى شيء من ذلك أنه نريد أن نستأنف الحياة

ص: 240

الإسلامية ونريد أن نقيم دولة الإسلام على وجه الأرض، ما هو الطريق؟ الطريق فنحن ندين الله بأن هذه الأمة الإسلامية يستحيل أن يعود إليها عزها ومجدها ودولتها إلا بأن يستأنفوا الحياة الإسلامية، واستئناف الحياة الإسلامية تتطلب ركيزتين أساسيتين: الركيزة الأولى هو العلم النافع، والركيزة الثانية العمل الصالح، أنا أكني عن الناحيتين لما أشرح لا بد من التصفية والتربية، أعني بالتصفية ما لا يصعب عليك إن شاء الله أن تفهمه أنا نحن اليوم في أول القرن الخامس عشر علمنا ليس كعلم السلف .. كأمة علمنا اليوم ليس كعلم السلف، علم السلف كان صافياً ما دخل عليهم من انحراف في العقيدة ولا في العبادة ولا في السلوك أما اليوم فكل هذا قد دخل فيه ما هو غريب عن الإشكال، ولذلك الإسلام هو العلاج كما كان من قبل فهو سيكون فيما بعد، الإسلام هو الذي أعز العرب وأنقذهم من الشرك إلى التوحيد، من الضلال إلا النور والهدى، هذا الإسلام بصفائه هو الذي سيعيد المجد إلى هؤلاء المسلمين أما إذا كان هذا الإسلام قد دخل فيه ما ليس منه فسوف لا يعطي الثمرة التي كانت أعطته من قبل لأولئك العرب، واضح إلى هنا؟

مداخلة: إلى هنا واضح.

الشيخ: إذاً فالواجب على علماء المسلمين اليوم وما أقلهم مع الأسف أن يقوموا بواجب التصفية؛ لأن هذا العلم هو الدواء، فإذا دخل الدواء شيء من الداء فسوف لا يعطي شفاء واضح؟

مداخلة: واضح.

الشيخ: لذلك فلا بد لعلماء المسلمين المخلصين منهم والعارفين بالكتاب والسنة الصحيحة أن يقوموا بواجب التصفية سواء بما يتعلق بالعقيدة أو بالعبادة

ص: 241

أو بالسلوك، ويقترن مع هذه الصفية التربية، واضح؟

مداخلة: واضح.

الشيخ: الآن أينما نظرت إلى العالم الإسلامي كله مع الأسف ليس شيء من هذا متحققاً في جماعة متكتلين على هذين الركيزتين أو هذين الأساسين، واضح؟

مداخلة: واضح.

الشيخ: إذا تبين لك هذا، فالانتفاضة في فلسطين، على أي أساس قامت؟

مداخلة:

من الجماعة.

الشيخ: هذا هو، أنا على مثل يقين أن أكثر الجماعة هناك التوحيد عندهم ليس صافي فضلاً عن العبادات الصلاة والصيام إلى آخره، فضلاً عن السلوك، يعني الآن دعنا نكون صريحين هل هناك في بلاد الإسلام ألف رجل فقط ليس ألوف مؤلفة ولا أقول مليون أو ملايين .. علموا تعليماً واحداً على هذا الأساس من التصفية وربوا تربية واحدة حتى كانوا كقلب رجل واحد؟ لذلك بناءاً على هذا أنا أعتقد أن أي ثورة تقوم في أي بلد من بلاد الإسلام على غير هذا الأساس فهي غير ناجحة، والواقع أكبر شاهد، الفتنة التي أقامها بعض الناس في الحرم المكي وما عاد عنك ببعيد، هؤلاء كانوا تقريباً يعتبرون من السلفيين، لكن ..

مداخلة: طلبة للشيخ عبد العزيز.

الشيخ: نعم، لكن ما كانوا أولاً على علم جامع وما ربوا، نشئوا في نهضة علمية يسموها اليوم صحوة لكن ما هناك تربية، الآن كثير من طلاب العلم تلاقيهم هاجمين هجوم على تأليف رسائل ولا زالوا في أول الطريق، هذا على

ص: 242

ماذا يدلنا؟ يدلنا على أنه لا توجد تربية ولا خوف من الله، ولا بعد عن الرياء وحب الظهور وقديماً قالوا: حب الظهور يقطع الظهور، وإلى آخره فهذا يحتاج إلى زمن من التربية يعني بعد التصفية يحتاج إلى تربية، هذا كأمة .... كجماعة غير موجودة اليوم على وجه الأرض وبخاصة في فلسطين، ما أصيبوا في فلسطين بابتلاء اليهود في بلادهم لأنهم كانوا مسلمين حقاً وأنا لا أزكي غيرهم، كل البلاد الإسلامية، كل الشعوب الإسلامية هكذا لكن لكل شعب دوره في علم الله عز وجل، من هذا المنطلق أنا أقول لا أؤيد الانتفاضة ولا أؤيد الثورة السورية التي قامت أخيراً كما لا أؤيد الثورة التي تقام في الحرم، هذا الذي قام عندكم في مصر وقتلوا السادات إلى آخره، ولا يزالوا حتى اليوم.

مداخلة: في سوريا.

الشيخ: نعم؟

مداخلة: في سوريا

الشيخ: أنا قلت عن سوريا، كلها لا تفيد إطلاقاً وإنما الذي يفيد هو أن نظل نمشي على العلم الصحيح وأنا أربي أولادي وبناتي، والثاني والثالث والرابع .. ، وهكذا يعني التاريخ يعيد نفسه، كيف فعل الرسول عليه السلام؟ نحن يجب أن نفعل كذلك.

(الهدى والنور / 352/ 46: 03: 00)

ص: 243