الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا؟ لأنهم ما صفوا علمهم، فما جمعوا بين التصفية والتربية.
إذاً: واجب العلماء أن يجمعوا بين الأمرين: تصفية الإسلام مما دخل فيه، وتربية من حولهم على هذا الإسلام المصفى؛ ذلك ليعود أثر تبني هذا الإسلام على هذا المجتمع كما كان ذلك في أول الأمر، وكما يقال: التاريخ يعيد نفسه، ما كان علاجاً ما للأمراض المعنوية والنفسية فهو العلاج في كل زمان ومكان، وليس هو إلا القرآن مع تفسيره منه عليه السلام، وعلى ما ذكرنا من إضافة المنهج السلف الصالح.
إذاً: فهؤلاء الأفراد يقومون بنقل الدعوة على المفهوم الصحيح وتربية الأفراد على هذا المفهوم الصحيح.
فسواء القيام بالتصفية أو بالتربية هذا لا بد له من تنظيم، فلا أحد ينكر التنظيم كلفظ مطلق، ولكن قد ينكر ونحن أول المنكرين تنظيماً لا يقوم على هذا الأساس من التصفية والتربية. واضح إذاً؟ طيب غيره. تفضل.
(الهدى والنور / 736/ 52: 00: 00)
باب منه
الملقي: شيخ هنا سؤال بالنسبة للأحزاب تلاقي في حزب التحرير وحزب الإخوان المسلمين وحزب الله ما رأى الشرع في تعددية الأحزاب في الدين الإسلامي؟
الشيخ: قبل أن أجيبك عن سؤالك أريد ألفت نظرك ونظر غيرك ممن يسألون، فيخطئون في التعبير في السؤال.
فأنت قلت: ما رأي الشرع في الأحزاب؟ لا ينبغي أن تقول لا أنت ولا غيرك ما رأي الشرع؟
لأن الشرع ما عنده رأي، عنده حكم.
أنا بأصحح لفظك مش قصدك، أنا عارف قصدك، آه.
وتصحيح الألفاظ هو من الآداب الشرعية التي جاء الرسول عليه السلام ليعلمها (انقطاع) يعني اليوم كثير من المسلمين خاصة في ها البلد يحلفون بغير الله، يحلفون بآبائهم، بأبنائهم، عندنا من بلدنا في سوريا، ما أدري هو كأنني ما سمعت، يحلف الواحد بشواربه ولو كان حالقهم.
هذا كله داخل في النهي اللي هو قوله عليه السلام: «من حلف بغير الله فقد أشرك» ، وفي رواية:«فقد كفر» ، «لا تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت» .
الآن بتسمعوا الحلف بغير الله والا لا؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: تسمعوا، الرسول عم يقول:«من حلف بغير الله فقد أشرك» ، هل هادول صاروا مشركين. طبعا بنقول: لا ما صاروا مشركين.
لكن هل هذا يجوز؟ ما يجوز.
هل يجوز السكوت عند الحلف بغير الله؟ لا يجوز.
هل يجوز السكوت أن يقول المسلم: ما رأي الشرع؟ لا يجوز السكوت أنا عندي رأي، وهذا عنده رأي، الشيخ عنده رأي، نحن نخطئ ونصيب في الرأي، أما الشارع الحكيم عنده حكم:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23]،
الخ بعد التصحيح هذا، وأرجو أن يكون في بالك أنت وغيرك، لأن كل يوم نحن بنكرر هذا التنبيه؛ لانتشار هذا الخطأ.
في الإذاعات نسمع من سعودية، من غيرها، بيجي سؤال من من مصر من العراق من أي بلاد الإسلام: شو رأي الشرع في كذا؟
خطأ، والغريب أنهم لا ينبهون على هذا الخطأ.
يجيبون عن السؤال، والجواب في الغالب يكون صحيحاً وصواباً، لكن ينبغي أن ينبه السائل فيما إذا أخطأ في سؤاله.
بعد هذا التصحيح أقول: لا يوجد في الإسلام أحزاب: أي لا يشرع في الإسلام أن يكون هناك أحزاب، ولا ينبغي أن يكون في المسلمين أحزاب، وإن كان، كما قيل: ما كل ما يتمنى المرء يدركه: تجري الرياح، بما لا تشتهى السفن.
الأحزاب اليوم موجودة، ومع الأسف ليت أن الأحزاب كان عبارة عن حزبين ثلاثة.
الآن الأحزاب في هذه البلدة تتجاوز العشرة أحزاب أو أكثر بكثير، وربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31 - 32]، هذا النص القرآني وحده يكفى لتيقظ المسلمين ويذكرهم بأن واجبهم أن يتكتلوا كتلة واحدة، وألا يتحزبوا إلا حزبا واحداً كما قال تعالى:{أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22]، لكن مع ذلك بسبب انحراف بعض المسلمين عن فهمهم لدينهم أولا: على الوجه الصحيح، وإذا فهموه على الوجه الصحيح انحرفوا عن تطبيقه، إما اتباعاً لهوى النفس، أو أحياناً باجتهادات وأراء شخصية، يخالفون فيها النصوص الشرعية كهذا النص. {وَلا تَكُونُوا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ} [الروم: 31] ما بال المشركين؟ من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون.
ومن الملاحظ اليوم وهذا من آثار الحزبية المنهي عنها في الشريعة الإسلامية أنه كل حزب بيكتل جماعته حوله، وكل خير ممكن يحصله بيحرمه عن كل المسلمين، وبيحصره في حزبه، والحزب الثاني كذلك، والثالث كذلك والنتيجة:
التعادي والتناثر والتنافر والتباغض والتدابر، والرسول عليه السلام نهى عن كل ذلك في الحديث الصحيح وضخمه بقوله:«وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله» . «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله» ، وأنا في اعتقادي أن الذي يحمل الناس على التحزب هو انشغالهم عن دراسة الإسلام من أصوله الصافية؛ ألا وهو الكتاب والسنة، وما كان عليه سلفنا الصالح.
ولذلك قال تعالى، وبهذه الآية أختم الجواب عن هذا السؤال:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] وين الشاهد في الآية؟ ويتبع غير سبيل المؤمنين. لو سألنا المسلمين عامة، سواء كانوا علماء، أو كانوا طلاب علم، أو كانوا من عامة المسلمين: هل علمتم أنه كان يوجد في المسلمين السابقين أحزاب؟ الجواب: لا. هذه الأحزاب جاءتنا من المستعمرين الذين استعمروا بلادنا، ونشروا فينا عاداتهم وتقاليدهم وأخطارهم ومنها: الحزب الشيوعي، والحزب الاشتراكي، والديمقراطي، وما أدري أيش هناك أشياء.
فصار البلد الواحد ينقسم على نفسه إلى أقسام كثيرة، ثم تسربت هذه الحزبيات، هذه الحزبيات التي سميناها اشتراكية، شيوعيه، ديمقراطيه، ليست