الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة: ما الحكم الشرعي في دخول مجلس الأمة؟
الشيخ: مجلس الأمة!
مداخلة: النواب، مجلس النواب.
الشيخ: أنا فاهم، لكن لو ثبت على الاسم لعملنا محاضرة عليه.
هذا ليس مجلس الأمة، هذا برلمان، هذا مجلس الأمم اللا إسلامية؛ لأنه في الأمة التي هي أولاً: مسلمة، وهي ثانياً: تحكم بما أنزل الله، فليس فيها مجلس يسمى بمجلس الأمة؛ لأن هذه التسمية تتناسب مع النظام الغربي الكافر، ولكن هذه التسمية لا تتماشى أبداً مع النظام المسلم الذي يقول:{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]، والآية الأخرى:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: 159].
قد يخفى هذا الكلام المجمل على بعض الناس فلا بد لنا من تفصيل حوله:
حينما قال ربنا عز وجل في الآية الأولى آمراً لنبيه بقوله: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: 159] ثم لما أخبر عن النظام الإسلامي في الأمة الإسلامية بالآية الثانية فقال: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38] بداهةً يعرف كل مسلم حتى لو لم يكن عالماً بالمعنى الكامل الصحيح وحسبه أن يكون طالب علم وأوتي شيء من الوعي والثقافة الإسلامية فإنه سيشارك العلماء في أن يفهم من كل من الآيتين: أن أمرهم .. هم .. وشاورهم .. الضمير في كل من الآية لا تعني الآية كل فرد من
أفراد المسلمين.
أما مجلس الأمة المزعوم أي: البرلمان فهو يعني: كل فرد من أفراد المسلمين لا فرق عندهم بين صالح وطالح، وبين عالم وجاهل، نعم هم لهم شروط معروفة ولكنها مدنية وليس لها صلة بالأحكام الشرعية مطلقاً، إذا عرفنا هذه الحقيقة وهي أن الحكم الإسلامي لا ينشئ مجلساً يجمع كل أفراد الأمة دون تفريق بين العالم والجاهل، والصالح والطالح، حينذاك عرفنا أولاً: أن التسمية غير شرعية وبالأولى معناها غير شرعي، وثانياً: فهم السائل الجواب: أن الدخول في مثل هذا المجلس ليس شرعياً؛ لأنه كما قيل:
هل يستقيم الظل والعود أعوج.
إذا كان اسم هذا المجلس غير إسلامي فمسماه يا ترى! ماذا سيكون؟ سيكون كما نسمي اليوم الرقص والخلاعة: بالفنون الجميلة، ونسمي الربا المحرم بنص الكتاب والسنة: بالفائدة، ونسمي الخمر قديماً: بالنبيذ، وحديثاً: بالمشروبات الروحية، وهذه كما جاء في الحديث الصحيح بالنسبة للخمر:«يسمونها بغير اسمها» .
أظن أنني أعطيت جوابك تماماً.
(الهدى والنور /333/ 23: 16: 00)