الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاستدلال بقصة عثمان بن أبي العاص
حول العمل السياسي
مداخلة:
…
الشيخ: هذا جميل.
مداخلة:
…
الشيخ: صح لكن هذا استدلال دون ذاك الاستدلال، لأن هذا شريعة من قبلنا، أما ذاك الاستدلال فله وجه، لكننا دعنا ندرس: هل تعتقد أن عثمان بن أبي العاص الثقفي الذي قال: اجعلني على قومي، أو أمير قومي، فقال له عليه السلام:«أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، ولا تتخذ مؤذنًا يأخذ على أذانه أجرًا» هل هذه المسألة الجزئية يجوز اتخاذها نظامًا وقاعدًة، فيجوز لكل مسلم أن يطلب أن يولى، فأنبئوني بعلم؟
مداخلة:
…
الواثق من نفسه
…
مواصفات.
الشيخ: حط
…
ما شئت من الطالب للولاية، فهل يولى؟ «إنا لا نولي .. » .
مداخلة: إذا كانت الخلافة الإسلامية قائمة وموجودة
…
الشيخ:
…
ماذا نحكي، عن دولة كرتون من الورق؟ !
مداخلة: الدولة القائمة
…
الشيخ: طيب! لكن هذا الاستدلال هو في الدولة الإسلامية ولا شك.
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب! فهل هذا ينقض القاعدة؟ «إنا لا نولي من طلب الولاية» لا ينقض القاعدة، دائمًا من القواعد العلمية الصحيحة أنه إذا كان هناك قاعدة عامة ثم وجدنا جزئية تخالف القاعدة، لا يجوز أن نضرب القاعدة في هذه الجزئية وإنما نستثنيها ونقول: القاعدة سليمة لكن هذه الجزئية لها ملابساتها ولها ما يسوغها أو يبررها، فالآن: عثمان بن أبي العاص الثقفي جاء هو وقومه ليبايعوا الرسول عليه السلام على الإسلام، وكان هو سبق قومه إلى الإسلام، فلما رجع مع قومه، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يتمكن من معرفة من يليق بأن يكون إمامًا على قومه قوم عثمان بن أبي العاص، فهنا شبه كبير جدًا بالآية التي ذكرها الأخ آنفًا حين قال يوسف لعزيز مصر:{اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55] فهذا ليس تزكية لنفسه أولًا، وثانيًا: لأن عزيز مصر يجهل تمامًا قدرة يوسف عليه السلام كما يجهل نبوته، ففي هذه الحالة ممكن أن يستثنى من القاعدة؛ لأن القاعدة تعني: أن من يطلب الولاية إنما يعني ليستفيد من ورائها، وقد يستفيد منها ليس مالًا وإنما جاهًا ومنزلًة وسمعًة عند الناس، وهذا الإمارة تفسده كما تفسد الضعيف في إرادته.
فعثمان بن أبي العاص لما جاء مع قومه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورجعوا فمن يقود هذه الجماعة ومن يقوم عليها، فهو يعرف نفسه ويعرف قومه ولا يمكن عادًة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعرف من هو الأولى بإمارة هذه القبيلة بخاصة، فقال عثمان رضي الله عنه: اجعلني إمامًا، فقال له كما سمعتم.
الشاهد: أن هذه الجزئية لا يجوز اتخاذها مبدأ وقاعدة، وبخاصة مثلما لاحظ
الأخ وكلكم معه في ذلك أن هذا الزمن زمن حب الظهور، واستغلال المناصب وإلى آخره، لو كنا في ذاك الزمن وتذكرنا القاعدة كنا نلتزم القاعدة، فما بالنا في هذا الزمن الذي الرياء وعم حب التوظف حتى الخطابة والإمامة والقضاء والإفتاء للدنيا وليس للآخرة، إلا القليل من عباد الله عز وجل، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام، وبقوله هذا نختم هذا المجلس الطيب إن شاء الله:«بشر هذه الأمة بالرفعة والسناء والمجد والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عملًا للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب» .
ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المخلصين في عبادتنا لربنا العارفين بشريعة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، والحريصين على الاقتداء به صلوات الله وسلامه عليه.
(فتاوى جدة أهل الحديث والأثر- 4/ 00: 31: 31)