الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حول الإخوان المسلمين
الشيخ: ترى يا سيادة
…
قائمين على أساس: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
مداخلة: على ما يقولون .. ، على دعواهم هم، يقولون: نعم.
الشيخ: هذا جواب سؤالي أنا؟
مداخلة: أنت تطلب رأيي أنا، وليس رأيهم هم؟
الشيخ: بينما أنت
…
وتعرف وتحيد؟
مداخلة: ما أحيد.
الشيخ: فلماذا تقول على رأيهم، وأنت تعرف أني أريد على رأيك.
مداخلة: المشكلة أنا وضحتها لك بالبداية، إن شاء الله
…
متعلم
…
الشيخ: انظر يا أخي، بارك الله فيك، نحن لا نحب هذه اللغة،
…
تجلس أمامي كأنك تلميذ ومطيع ما شاء الله .. إلى آخره، هذه اللغة لا نحبها إطلاقاً، نحن نحب المصارحة، ليس هناك فرق بيني أنا وأنا شيخ كبير كما تراني، وبينك وأنت ما شاء الله شاب نافر إن شاء الله كما قال عليه السلام:«وشاب نشأ في طاعة الله» ، لكن نحن نحب المصارحة، أنت كان سؤالك ما هو رأيك في التنظيم؟ فعملت أنا محاضرة أن التنظيم قسمين و .. إلى آخره، وصلنا أخيراً لبيت القصيد، فكان البحث في التنظيمات القائمة الآن، والسؤال الأخير هو سؤال موجه لك وليس
لهم، ما رأيك بتنظيم الجماعات الأخرى؟ تركنا تنظيم الإخوان المسلمين، هذا يحتاج إلى بحث خاص. هل الجماعات قائمة على أساس:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
مداخلة: جوابي أنا ما أعرف، لأني لا أعرف ماذا يدرسون، يعني ربما مثلاً
…
الشيخ: خلاص، لا تعرف. حتى كلمة لا تعرف تحتاج شرح أيضا؟ ! لا تحتاج إلى شرح، كلمة أعرف هي التي تحتاج شرح.
مداخلة: يذكر الدليل فقط.
الشيخ: أني لا أعرف.
مداخلة: يعني لماذا لا أعرف بارك الله فيك.
علي حسن: شيخنا هناك نقطة أظنها مهمة في نفس الموضوع من نفس الموضوع حول سؤالكم، ثم جوابه وما بني عليه، كان سؤالكم شيخنا الواقع دقيق جداً كما هو العهد بكم ولله الحمد، أنه هل هذه الجماعة تبدأ كما بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام بالتوحيد، فأخونا جزاه الله خير أجاب أننا ندرس كتاب الإيمان لمحمد نعيم ياسين الذي هو العقيدة السلفية وكذا، وهذا ليس الجواب على سؤالك.
الشيخ: معليش بارك الله فيك، نحن صرحنا له أكثر من مرة، هذه سنتركها جانباً ولن أعود إليها، نحن نريد الجماعات الأخرى.
مداخلة: وأنا يا شيخنا
…
مداخلة:
…
لفضيلة الشيخ حتى يحكم من خلال كتاب الدكتور محمد نعيم ياسين وعلى الجماعة، إذا كان الكتاب موافق لعقيدة أهل السنة والجماعة، فإذاً ..
البحث.
الشيخ: أولاً أنت مثلما قلت أنك لأول مرة تجلس معنا، لذلك اترك لي الأساليب الإخونجية، لا تقل لي فضيلة الشيخ، لأننا نرى هذه بدعة في بالك.
مداخلة: عذراً.
الشيخ: هل سمعت فيما قد علمت أن أحداً من سلفك الصالح من أبو بكر إلى الأئمة كانوا يقولون لأحد منهم فضيلة الشيخ؟
مداخلة: ما قرأت وما سمعت.
مداخلة:
…
فضيلة الشيخ ..
الشيخ: أنت لا تعلم وأنا مثل حكايتك لا أعلم أن أحداً منهم كان ينادي العالم الفاضل الخليفة الراشد يقول له: فضيلة الشيخ، هذه لهجة خلفية ضد السلفية، إن كانوا هم قانعين بها فهم وشأنهم، لست عليهم بمسيطر، أما نحن هذه لا نحبها، هم مثلاً قد يحبون أنه إذا دخل رئيس الجماعة أو دكتور الجماعة أو شيخ الجماعة في مثل هذه المجلس قاموا له قياماً، صح أو لا؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: أما نحن لا نحب هذا، لأننا نريد دائماً كما قال الشاعر:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
…
إن التشبه بالكرام فلاح
نحن نريد أن نتشبه بالسلف الصالح ولسنا منهم، لكن بشارة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تشجعنا على أن نكون مثلهم لعموم قوله عليه السلام:«من أحب قوماً حشر معهم» ، أو الحديث الذي هو أصح إسناداً:«المرء مع من أحب» تعرف هذا الحديث، تعرف سببه؟
مداخلة: لا.
الشيخ: سببه رائع جداً، يقول أنس بن مالك: كنا لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متأدبين بأدب القرآن: {لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]، فلذلك كانوا يحبون يأتي رجل أعرابي من البادية ليس مربى ولا هو كما يقولون اليوم في لغة العصر الحاضر متخرج من مدرسة الرسول عليه السلام، بدوي أعرابي يأتي ويسأل يا رسول الله! أين محمد؟ ! بلهجة بدوية، فكانوا يحبون أن يأتي رجل من هؤلاء الأعراب أنه يسأله لكي يكونوا سليمين من مخالفة أدب القرآن الكريم، وفي الوقت نفسه يتعلمون بطريق سؤال الغريب عن مدرسة الرسول عليه السلام، فكانوا يحبون هذا، فجاء رجل فقال: يا رسول الله! إني لست بكثير صيام وصلاة وعبادة .. ولكني أحب الله ورسوله، فقال عليه السلام:«المرء مع من أحب» فقال أنس بن مالك: فو الله ما فرحنا بشيء كفرحنا بسؤال هذا الرجل للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وجاوب الرسول بقوله: «المرء مع من أحب» فنحن نحب السلف الصالح ونحاول أن نتشبه بهم، وسوف لن نكون مثلهم، لكن كما ذكرت لك آنفاً:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
…
إن التشبه بالكرام فلاح
وترى هل من التشبه بالسلف الصالح فضيلة الشيخ، لا، ((يا أبا عبد الرحمن)) هكذا السلف الصالح يقولوا، أما فضيلة الشيخ فخامة فلان دخل فضيلة الشيخ، قاموا له قياماً، هل كان هكذا محمد عليه السلام وهو سيد البشر؟ أصحابه وهم خير البشر بعد الأنبياء والرسل جميعاً هل كانوا يقومون للرسول صلى الله عليه وآله وسلم قياماً؟ لا.
هل الجماعات التي أنت تدندن حولها وتسأل عن تنظيماتها، هم كذلك؟ أظن
تستطيع أن تقول هنا لا.
ولا تستطيع أن تقول لا أعلم.
الشاهد بارك الله فيك، الآن هذا الكتاب كتاب الإيمان تأليف الدكتور فلان
…
قبل هذا الكتاب ما هو الكتاب الذي كانوا يقرؤونه؟ ما تعلم، لكن غيرك يعلم، ولو أنك قلت لا كتاب لكنت تعلم الحقيقة، الإخوان المسلمين كجماعة كم عمرهم؟
مداخلة:
…
الشيخ: بدون تفصيل، كم عمرهم، قل خمسين سبعين ستين
…
مداخلة:
…
الشيخ: نعم.
مداخلة:
…
الشيخ: لماذا .. سبحان الله في الأول بدأت بحسن البنا، وانتهيت إلى الأردن ما هذا التناقض البعيد؟
أنا قلت الإخوان المسلمين، ليس الإخوان المسلمين في الأردن.
مداخلة:
…
الشيخ: سبعين سنة؟
مداخلة: تقريباً.
الشيخ: تقريباً.
مداخلة: الإخوان المسلمين
…
الشيخ: جماعة يا أخي .. أنت الآن ستجعلني أُغَيِّر ظني فيك حط في بالك، تعرف لماذا؟
مداخلة: بيبطل شيخنا بيبطل.
الشيخ: بيبطل؛ لأن الآن بدأت تدخل في الجدل.
مداخلة: لا أعوذ بالله.
الشيخ: هو هذا، أنا الآن أقول لك بدأت أُغَيِّر نظرتي فيك، أنا ماذا كان سؤالي لك؟
مداخلة: متى أنشئت حركة الإخوان المسلمين ..
الشيخ: كم مضى على الإخوان المسلمين.
الإخوان المسلمون هم جماعة واحدة أو جماعات؟
مداخلة: جماعة واحدة.
الشيخ: ومنهج واحد، أو مناهج؟
مداخلة: منهجها واحد إن شاء الله.
الشيخ: فإذاً أنا سؤالي عن جماعة واحدة بمنهج واحد كم مضى عليها، لماذا أنت تتفلسف علي أنا، ما فهمت عليك .. جماعة الأردن أو سوريا أو
…
ماذا تريد بهذه التفاصيل؟ أنا سؤالي الإخوان المسلمون كم مضى عليهم؟ عفا الله عما سلف.
مداخلة: أكرمك الله.
الشيخ: كم مضى على الإخوان المسلمين.
مداخلة: ما يقارب سبعين سنة؟
الشيخ: في هذه السبعين سنة هل درسوا عقيدة التوحيد فيما تعلم؟
مداخلة: لا أعلم شيء، إلا في الوقت الحاضر، وعن الجماعة أيضاً في الزرقاء بالتحديد، أريد أن أحدد لك حتى أحكم عليهم بما أعرف.
الشيخ: طيب.
أسألك الآن سؤالاً: هل يجوز لمسلم نَابِه ينضم إلى جماعة لا يعرف منهجهم، ولا يعرف تاريخ حياتهم، ولا يعرف فكرتهم، ولا يعرف دعوتهم، طبعاً سيكون الجواب لا؟ أم هناك احتمال أن يكون بلى؟
مداخلة: نعم بل يجب أن يعرف منهجهم وعقيدتهم.
الشيخ: حسناً، فأنت الآن تتكلم عن الإخوان المسلمين كفرد منهم أو خارج عنهم؟
مداخلة: أتكلم عن الإخوان المسلمين كجماعة كاملة.
الشيخ: حيدة.
مداخلة:
…
الشيخ: ولا أنا.
مداخلة: أنا
…
الشيخ: نعم.
مداخلة: أنا
…
في الإخوان المسلمين.
الشيخ: إذاً لا تعرفهم.
مداخلة: كثير من الشباب يقول نحن لسنا مع الإخوان، لكن كما يقال قلوبنا معلقة معهم وعواطفهم و
…
الشيخ: يا أخي، ما دام أنك لست من الإخوان، ما رح
…
تتكلم عنهم بارك الله فيك؛ لأن الإخوانجي الصميم .. ولا أقول المر لا يستطيع أن يتكلم عن الإخوان المسلمين، أنا سأقول لك شيئاً الآن.
مداخلة: تفضل.
الشيخ: لأن الإخوان المسلمين الذي هم جماعة واحدة، ومنهج واحد الأمر ليس كذلك، أنا لا أفعل كما فعل هو، أنا قد أكون ابن الإخوان المسلمين لكن لست منهم؛ لأني خالطتهم وعاشرتهم وعرفت دخائلهم وعرفت حقيقة دعوتهم إلى آخره ..
الإخوان المسلمين في سوريا طائفتان أنا أقدم لك حقائق واقعة وليس خيال، الإخوان المسلمين في دمشق الشام سلفيون في الفكر، وفي المنهج العلمي، لكن هم حزبيون إخوان مسلمون، الإخوان المسلمون في حلب ودير الزور صوفيون يؤمنون بالمشايخ الصوفية إذا وجدوا واحد ماشي عاري في الطرقات اتركوه هذا، هذا من أهل الله. إخوان مسلمون.
رئيس حزب الإخوان المسلمين في دير الزور ذكروني شو اسمه صاحب كتاب رسالة صغيرة الحق
…
مداخلة: حسن
الشيخ: لا، لا، حسن، الكتاب اسمه الوجود الحق، هذا الكتاب له قصة طبعه صاحبنا القديم زهير الشاويش هذا الكتاب، هذا كتاب يقرر عقيدة المشركين، لا
يزيد على أنه يثبت عقيدة المسلمين التي هي تؤكد عقيدة المشركين: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} [العنكبوت: 61]، فقلت أنا لذاك الرجل، أبلغ المؤلف هذا الكتاب لا يفيد إلا إذا ضممت إليه توحيد الألوهية، وتوحيد العبادة، توحيد الأسماء والصفات، وإلا ليش تثبت أن الله هو خالق الكون، البشر كله إلا من شذ من الدهرية والملاحدة بفطرتهم التي فطرهم الله عليها يؤمنون بهذا الذي تضمنه هذا الكتاب، ما هذا الجهد .. هذا الرئيس كان هناك في ديرالزور رجل يمشي ولعابه يسيل، ربما لابس دشداشة تكشف عن عورته، هذا لا تنكر عليه، نحن نعرف من هذه الحقائق الشيء الكثير، فالإخوان المسلمون في دمشق يقرؤون كتاب فقه السنة للسيد سابق ولعلك تعرف أن السيد سابق كان من خواص جماعة حسن البنا رحمه الله، كتابه هذا في دمشق يُقْرَأ، لماذا؛ لأن الدعوة السلفية في دمشق قائمة على ساق وقدم ويؤيد من يدعو إلى الدعوة السلفية هذا الكتاب وهو الألباني، أما في حلب ودير الزور الذي يقرأ هذا الكتاب وهابية، نفس الإخوان المسلمين على طرفي نقيض.
علي حسن: أبو غدة.
الشيخ: ما هو هو، مرة كنت في ديرالزور أحكي هذه القصة لتعرفوا أن التنظيم الآن الذي أتحدث فيه، في عندنا ما هو أهم من ذلك بكثير، التوحيد معناه فاعلم أنه لا إله إلا الله، جماهير المسلمين من الإخوان المسلمين فضلاً عن غيرهم، لا يعرفون معنى هذه الكلمة الطيبة، كنت مرة سهران في بلدة بير عطية وإذا بدل أن يطرق الباب يطرق النافذة وهي على جادة من الشارع، فخرج المضيف الذي كان جالس معنا ينظر من الطارق، وإذا نسمع صوت ترحيب بالغ، أهلاً وسهلاً ومرحباً .. إلى آخره، نحن جالسون ما كنا نصدق من هذا الضيف الكريم الذي
سيدخل علينا الآن، وإذا به لما دخل فوجئت به كما فوجئ هو بي، وجلس تجاهي بلا تشبيه مثل حكايتي، لكن هو ماذا فعل، ما فعل مثلك يوجه سؤال، صار يسجد على الأرض، يعني يوهم الناس الجالسين أنه ليس في هذه الدنيا الذي أنتم عايشين فيها، هو مع الله، هو راكع ساجد .. إلى آخره، وفوق ها الهوبلة يسموها عندنا في الشام، صار يحكي ليس له معنى: بيض، باذنجان، مثل الكلمات هذي، يعني مثلما يقولوا النحويين يعني جملة غير تامة.
مداخلة: لا محل لها من الإعراب.
الشيخ: لا محل لها
…
أنا عرفت الرجل وهو يدجل على الحاضرين، وهو جارنا، أنا كان لي دكان ساعاتي أصلح فيه ساعات، جنب منه مسجد عمره ما دخل مسجد، دائماً
…
الزاوية من المسجد، يجلس عيونه صفراء الله أعلم من كثر ما يشرب حشيش، في رمضان علناً يشرب سيجارة ولا أحد يعترض عليه إطلاقاً، ليش؟ ؟ !
يقولوا لك: هذا من رجال الغيب
…
مداخلة: واصل ..
الشيخ: نعم، واصل .. إلى جهنم، المقصود هو يعرفني وأنا أعرفه، فلذلك لما وقع بصره علي عمل حاله أنه غائب، فأنا ارتجلت كلمة ساعتها عنوانها الآية الكريمة:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [يونس: 62 - 64]، وبدأت أقول من هم المؤمنون، العمل الصالح .. إلى آخره، كلام طويل جداً، بعدما انتهيت من المحاضرة، أنا فهمت أن صاحب الدار المضيف مغرور مغشوش بهذا الرجل، يؤمن بأنه فعلاً رجل صالح، بعدما ألقيت المحاضرة يقول
لي: والله يا أستاذ، نحن كنا نعتقد هكذا من قبل، لكن عندنا شيخ هنا كان اسمه الشيخ عبد القادر، المهم درس في الأزهر الشريف عشرين سنة يا أستاذ، .. على طريقة صاحبك هذاك،
…
عشرين سنة، وبعدين جاء لبير عطية وصار يعظ الناس ويرشدهم ويعلمهم ويلقي دروس في المسجد وسهرات في المجالس إلى آخره، قال مرة من المرات أعطانا درس، قال لنا إذا رأيتم إنسان يسب الله ويسب الدين ولا يصلي معلق الصليب في رأسه لا تنكروا عليه، هذا يكون من رجال الله، الحجر الذي ما يعجبك بيفجك،
…
وحكى أنه من جملة ما حكى لهم من الأدلة القوية في إقناع الجمهور المضلل من أمثال هذا الشيخ قال: كان هناك رجل من كبار العلماء الأفاضل يطوف على الأسواق
…
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فوقف على دكان البقال وإذا به يراه يبيع الحشيش المخدر، فأنكر عليه ونهره .. إلى آخره، ما تخشى الله، ما تتق الله ..
إلى آخره، ولم يكمل كلامه حتى صار كالبهيمة لا يعرف شيء، معه تلامذته فوجئوا بهذه الظاهرة العجيبة، ساقوه كما تساق الدابة، هذا الرجل العالم الفاضل بسبب أنه أمر ذلك الرجل بالمعروف، نهاه عن المنكر، سلب، بطبيعة الحال تلامذته يغارون على شيخهم يريدون أن يعرفوا العلاج، صاروا يسألوا دلوهم على رجل يسمى بذو الجناحين، يعني من أهل الظاهر وأهل الباطن، هل تعرف عنهم شيء هؤلاء؟
مداخلة: لا.
الشيخ: لا أهل الظاهر تعرف ولا أهل الباطن ..
ذهبوا لعنده حكوا له قصة، قال لهم أنتم أصبتم برجل من أهل الله، هذا البقال رجل من أولياء الله، ولذلك أصيب عالمكم بما أصيب، لا بد أن تأخذوا وتذهبوا إلى عند هذا الولي وتسترضوه حتى يطيب قلبه على عالمكم حينئذ يرجع حاله،
أنا هذا البقال الذي قال أنه ولي، أنا أسميه بالولي الحشاش، فأخذوا الرجل العالم إلى الولي الحشاش بائع الحشيش ما في مانع أنه لا يشرب، يكفي أنه يبيع، لا يجوز لغة أن يقال حشاش، يجوز.
المقصود، صاروا أبقى يدخلوا عليه وترجوه وأنه أنت تعرف أن شيخنا عالم فاضل كذا، آمر بالمعروف وناهي عن المنكر، بس لا تؤاخذه هو لا يعرف مقامك، هكذا قال لذاك ذو الجناحين، فما زالوا به حتى طاب قلب الولي الحشاش على العالم الفاضل مثل واحد كان فايق واستيقظ، وعرفه تلامذته بوضعه، فبدأ هو بدوره يعتذر للولي الحشاش، رجع الولي الحشاش يقول للشيخ يا شيخ أنت تظن أن أنا فعلاً أبيع حشيش مخدر؟ أنا أبيع حشيش مخدر ظاهراً، أما حقيقة وباطناً أي إنسان محشش فعلاً يأخذ قطعة صغيرة من الحشيش بيبطل يحشش، قال لهم شيخ القرية من بير عطية: شفتوا هذا رجل شافه العالم بياع حشيش ما يقول هذا حرام، لكن الحقيقة خلاف الظاهر، لذلك لا تنكروا على هؤلاء الجماعة الدراويش، رئيس الإخوان المسلمين في دير الزور كان يؤمن بأحد هؤلاء المجانين، هل يعني حالهم من أولياء الله والعالم الإسلامي اليوم يوجد من أمثال هؤلاء شيء كثير وكثير جداً، وين التنظيم الذي يفقه المسلمين أولاً لمعرفة شهادة لا إله إلا الله، والشاهد الثاني محمد رسول الله، وأن الشهادة الأولى تستوجب عبادة الله وحده لا شريك له، وما ينذروا للأولياء والصالحين، ما يوقدوا الشموع، ما يتوسلوا بهم، فضلاً أنه لا يجوز الاستغاثة بهم، كل هذه المسائل لا تبحث في مراكز الإخوان المسلمين وفي شعبهم، أبداً هذه القضايا لا تبحث، لذلك أنا قلت التنظيم الآن هو ينبغي أن يدور على تعليم المسلمين دينهم قبل أن يدخل فيما دخل من انحراف طوائف العقيدة أو في العبادة أو في الأخلاق والسلوك، هذه الجوانب اليوم قلما تدرس في الجماعات والأحزاب،
خذ هلا أنت جماعة التبليغ، قد إيش النشيطين.
مداخلة: .. جداً.
الشيخ: جداً، لكن شو يدرسون الناس، الغيبة والنميمة والكذب والصدق .. إلى آخره، أشياء كل المسلمين جميعاً يعرفونها، هذا واجب وهذا محرم، لكن هم بحاجة إلى تذكير وتوعية صحيحة، لكن في هناك ما هو أهم من ذلك، تفهيمهم أشياء فهموها معكوسة تماماً كالتوحيد، كمعنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، قلنا شهادة لا إله إلا الله تستلزم الإيمان بأنه خالق وحده لا شريك له، وبأنه معبود وحده لا شريك له في العبادة، وبأنه له الأسماء العليا والصفات التي تليق بعظمته وجلاله لا يشاركه فيها أحد، وأن محمداً رسول الله لا يتبع سواه، فكما أن الله يوحد في هذه الأنواع من التوحيد، كذلك رسول الله يوحد بالاتباع، لا يتبع مع رسول الله أحد، أين هذه المعاني في هذه الجماعات؟
شاذة فلتانة، إذا كان من يفهم هذه النواحي فليس بسبب أنه استفادها من تحزبه ومن جماعته، وإنما هذه وردت من خارج الجماعة.
مداخلة: أو دراسته على نفسه.
الشيخ: أو دراسته بنفسه مش على نفسه.
مداخلة: صدقت.
مداخلة: شيخنا ..
الشيخ: جزاك الله خير. نعم.
(الهدى والنور/652/ 38: 00: 00)
مشهور حسن: امتن الله عز وجل على المسلمين بوجودكم ..
الشيخ: عفواً.
مشهور حسن: فتحتم أعينهم في تحقيق الأمور، وإلى الأخذ بالكتاب وصحيح السنة، وهذه والله فائدة عظيمة جداً، ولا أشك أن هذ النفع ليس قاصراً على أناس معينين، وإنما هو عام لجميع المسلمين، وبما أن الكلام كان عن جماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص، فأنا أعلم علم اليقين أن أعداداً كثيرة من شباب الإخوان المسلمين يحترمونكم ويتابعون تحقيقاتكم ومؤلفاتكم، ومن خلال معرفتي أستطيع أن أقول إن الإخوان المسلمين ثلاثة أقسام:
القسم الأول القسم التقليدي الذي يهمه الاسم والتحزب لذات التحزب من غير انتباه لشيء آخر.
والقسم الثاني: المدرسة الخطيرة التي بدأت تتفشى في صفوفهم وبدأت تقعد لها القواعد، وبدؤوا يدعون إلى أمور واضحة محددة وأخذوا يخرجون من الضبابيات والعموميات التي كان عليها أسلافهم، ولكن للأسف ابتعدوا عن الجادة فجمدوا النصوص وألغوها بعقولهم ونادوا بعلمانية جديدة، ولا يعنيني هذا القسم ولا القسم الذي قبله، وإنما الذي نريده من شيخنا جزاه الله خيراً أن يوجه كلمة إلى القسم الثالث من الإخوان ولهم وجود، وهذا القسم إن جاز أن نطلق عليه تسمية فنسميه بالقسم الأصولي، هو القسم الذي يقف وقاف على النصوص الشرعية، والذي يهمه في الحقيقة دين الله عز وجل، وعندهم حرقة على الإسلام، وكذلك يتابع ويقف على الصواب من أهل العلم ولذا المطلع على أحوال الإخوان يعلم أن فيهم أصواتاً صادقة مخلصة تنادي بالحاكمية لله عز وجل وتحارب الخرافة وتحارب الأمر التقليدي الخاطئ وتحارب الأصوات
الآثمة التي ترتفع من هنا وهناك لطمس معالم الحق، ولطمس رموز الحق وللكلام في هذه الرموز، فنرجو من شيخنا جزاه الله خيراً أن يوجه لهؤلاء كلمة عسى أن ينتفعوا بها إن شاء الله وجزاكم الله خير.
الشيخ: جزاك الله خيراً على هذا البيان الذي حقيقة يعبر عن أفراد الإخوان المسلمين المتكتلين تحت هذا الاسم، وأنا بفضل الله عز وجل أعرف هذه الحقيقة، ولذلك وأنا في دمشق كنت كما ألمحت قبل دقائق أنني كنت مع الإخوان المسلمين هناك في دمشق وكأنني واحداً منهم حيث يتوهم الجمهور لكثرة مخالطتي إياهم ومصاحبتي إياهم حتى في الرحلات إلى بعض القرى وبعض الجبال، وتحت المخيمات التي كنا نبيت معهم فيها الليالي ذواتي العدد، لعلمي أن فيهم استعداداً لتقبل دعوة الحق، دعوة الكتاب والسنة، وأنا كنت ولا أزال أقول: إن جماعة الإخوان المسلمين هم يهيؤون أفرادهم لتقبل الدعوة السلفية، أما هم لا يستطيعون أن يحققوا هذه الدعوة في صفوفهم؛ لأنهم تبنوا منهجاً قائماً على ما يسمى أو يمكن أن يسمى بالتكتيل والتجميع ثم التثقيف، أما نحن معشر السلفيين فمنهجنا على خلاف منهج الإخوان المسلمين ومن هنا يحصل الخلاف، نحن منهجنا يقوم على قاعدة ثقف ثم كتل خلافاً لهم حيث قام تكتلهم على أساس كتل ثم ثقف ثم لا ثقافة، ولذلك كان السؤال السابق مضى على الإخوان المسلمين نحو سبعين سنة، وهم في ثقافتهم ومعرفتهم بالإسلام كعقيدة، كأحكام، كأخلاق وسلوك لا يزالون كما كانوا من قبل، ذلك لأنهم لا يعنون بالثقافة الإسلامية بعامة فضلاً إلا كأفراد، أنا أتكلم الآن عن جماعة وعن منهج، فضلاً عن أن يهتموا بالثقافة الإسلامية الصحيحة، ولذلك فأنا كنت أجد أرضاً خصبة في جماعة الإخوان المسلمين هناك في دمشق الشام، ونفع الله بهذه الدعوة ما شاء الله أن ينفع، وكبار شخصياتهم وبعضهم لا يزال في قيد الحياة
منهم مثلاً عصام العطار الذي كان سنين معينة رئيس الإخوان المسلمين في سوريا، هو كان من الذين يحضرون دروسي هناك، فهو من حيث الثقافة الإسلامية هو سلفي العقيدة، لكن لا يزال منهجه منهج إخوان المسلمين، والفرق بين منهجنا ومنهجهم، منهجنا علمي ومنهجهم حزبي، فهم يحرصون على التجميع
ما لا نحرص عليه، نحن نحرص على التثقيف ما لا يحرصون عليه، لذلك فهم قد أوجدوا فراغاً لواحد مثلي أن يعمل معهم في حدود الثقافة الإسلامية الصحيحة، ولذلك كنت معهم كأني واحد منهم، كذلك لما جئت إلى هنا إلى عمان، ولعل بعض الإخوان ما أدري من يكون، يذكرون أن مركز الإخوان المسلمين في الزرقاء فتح لي وألقيت هناك كلمة وربما أكثر من كلمة، ولكن لما شعر الرؤوس هناك بأن الإخوان بدؤوا يتأثرون بثقافة الألباني ودعوة الألباني، خشوا أن ينسحب منهم بعضهم، فيقل تكتلهم وتجمعهم، ولذلك لم يعودوا فيما بعد يعرضون علي أن ألقي ما قد ألقي عليهم، وأنا لزمت أمري وسهراتي التي هي ليست منظمة ولكنها منظمة بطريقة أو بأخرى.
الشاهد هنا سكنت هنا، استوطنت عمان وبدأ نشاطي كما كان هناك في سوريا، وبدأ أفراد الإخوان المسلمين يترددون على سهراتي وعلى جلساتي، ومنهم بعض رؤوسهم وخاصة منهم الشيخ عبد الله عزام الذي صار فيما بعد دكتوراً ورحمه الله تبارك وتعالى، فقد كان يحضر ومعه دفتر صغير وقلم ناعم
…
رحمه الله، ويكتب رؤوس أقلام ما يسمع من الألباني، لكن الدائرة أو الإدارة الحزبية ما راق لهم ما يبلغهم من إقبال الشباب الإخواني على دروس الألباني خشية أن يتأثروا بدعوته، ما بال دعوته، دعوته تفرق، ولذلك من منهج الإخوان المسلمين الذي اقتنعوا به أن هذه دعوة حق، لكن نحن الآن بحاجة إلى التكتيل والتجميع، ما فائدة هذا التكتيل والتجميع؟ الوصول إلى البرلمان، ما فائدة
الوصول إلى البرلمان؟ يريدون أن يغيروا النظام
…
وهكذا ما غيروا النظام، كانوا هنا ولا في سوريا تغيروا هم، المقصود أنت لا تدري باعتبارك بعد شاب، ما أظنك أدركت تلك السنين، صدر قرار من الإخوان المسلمين بمقاطعة الألباني ومقاطعة مجالسه، إذا لقي في الطريق لا يسلم عليه، ولا على أحد ممن يشتهر بأنه من جماعة الألباني خاصة كصهري المعروف من بعض الحاضرين نظام
…
وأنا لقيت الشيخ عبد الله عزام في تلك الآونة في مجلس صهيب الذي كان عبد الفتاح عمر فيه، رأيته خارج المسجد وهو يهم بالنزول من الدرج سلمت عليه، قلت ما هذا يا أستاذ؟ وين أنتو جماعة، يعني وسعكم منهاجكم الواسعة أن تدخلوا الشيعة فيكم، فما بالكم قاطعتمونا وأعلنتم ذلك بين الشباب، ماذا فعلنا معكم؟ قال المسكين: سحابة صيف عما قريب تنقشع، قلنا خير إن شاء الله، مضى نحو سنتين وهم ملتزمون هذا القرار، وفي أثناء ذلك أعرف يقيناً كنت أتردد على البقعة وبعض الإخوان يمكن يعلمون هذا، وكنت أشعر أني سألتقي بإخوان مسلمون يخالفون القرار، لأنه غير عملي، لأن هؤلاء الذين فرض عليهم هذا القرار يعلمون أن هذا لا وزن له من الناحية الإسلامية، وإنما هي الحزبية العمياء، ثم ذهب مفعول هذا القرار الجائر، فأعرف جيداً أن أفراد الإخوان المسلمين لو خير بين شيئين، إما أن يفسح المجال للألباني، أن يذهب إلى مراكزهم ومجالسهم أنهم يعلمون أن الكثيرين منهم سيستجيبون لدعوة الحق أو أن يسمحوا لهم بأن يحضروا مجالس الألباني، لكن لا يفعلون لا هذا ولا هذا وهذا من شؤم التحزب، من شؤم التكتل الذي يفرق الجماعة الإسلامية، بينما هم يريدون فيما يدعون تجميع الناس، لكنهم في واقعهم يفرقون، ولذلك فلم يبق لدينا بارك الله فيك يا أستاذ سوى هذه الكتابة التي نتفرغ لها ونستطيع أن نوجه بعض المعلومات إلى العالم الإسلامي كله، (أما هم لو فتحوا لنا أبوابهم
لشكرناهم على ذلك، ولذهبنا إليهم بقدر ما يساعدنا وقتنا على ذلك، فأنا من أعرف الناس بأن فيهم شباباً يستعدون كل الاستعداد لتقبل دعوة الحق هذه، ولكن حيل بينهم وبين الدعوة الحزبية العمياء هذه، ثم إحسان الظن بدعوة الإخوان المسلمين دعوة تريد تطهير الناس بواقعهم وإعادة الدولة الإسلامية إلى ما كانت عليه من قبل، دعاوى هي بلا شك دعوة كل مسلم، ولكن:
والدعاوى ما لم تقيموا عليها
…
بينات أبناءها أدعياء
فأسأل الله عز وجل أن ييسر لنا أن نتصل بأي سبيل لكل الإخوان الذي يجمعهم الإسلام بغض النظر عن حزبياتهم وعن تكتلاتهم، ولكن الأمر كما قيل:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
…
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
يبدو أنك محوش أسئلة كثيرة؟
(الهدى والنور/652/ 18: 27: 00)
أبو ليلى: شيخنا تتمة
…
لحديثك يا شيخنا عفواً، تذكر مرة كنا في مسجد صهيب الذي كان تقريباً بين الرابع أو بين الخامس والسادس، كنت أنا وياك في بيت أحد الإخوة، بعدما خرجنا من الصلاة وجدتك مع أحد الرجال السوريين وهو رجل طويل وأشقر، فبعدما انتهيت معه من الحديث وجئتنا في نهاية الحديث سألتك من هذا، فأنت قلت لي هذا من الإخوان المسلمين كان عرض عليك تجلس معهم، تذكر هذا شيخنا؟
الشيخ: لا والله ما أذكر.
مداخلة: طبعاً أنا أذكر الآن حديثك لي، أن هذا الأخ كان عرض عليك أن
تجلس معه حتى توحدوا الجماعة وتنتهي هذه الخلافات بين السلفيين وبين الإخوان المسلمين وتكونوا كلكم يد واحدة وكذا، فقلت أنا موافق على هذا، فذهب إلى القوم وقال لهم إن الشيخ موافق، فعاد لك بأنهم هم موافقون أيضاً، ولكن في نهاية الحديث أنت اشترطت عليه التسجيل، ولما علم بهذا الخبر ذهب إلى قومه ولم يعد حتى التقينا معه في ذلك اليوم.
(الهدى والنور/652/ 10: 42: 00)
مشهور حسن:
…
نحن جالسون فالإشكال ليس لفظياً، بلا شك أن عادة الدعوات ولا أقول الجماعات،
…
لفظ الجماعات، علة الدعوات أنها طرحت نفسها محطة للولاء وللبراء وأن الولاء والبراء أصبح على ذاتها وعلى اسمها، وكأننا نشارك في ذلك لما نقول جماعات، وما أدري لو أننا قلنا ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم جماعة المسلمين ولا يوجد في المسلمين جماعات، وكلهم جماعة واحدة، ولفظ الجماعات بهذا المفهوم الذي تعطي هذا المدلول بهذه الطريقة فيها مخالفة وينبغي أن تهجر، وينبغي أن لا نتسمى إلا جماعة المسلمين، أعني من كلمتي أو من استنكاري أن نهجر كلمة جماعات إسلامية، وأن ننادي بما نادى به الشرع، كلنا جماعة واحدة، وما عدا ذلك لنعطيها أسماءها إما أن تكون دعوات وإما أن تكون فرق كانت ضالة بعيدة وإما أن تسمى أحزاب، وإما أن تسمى حركات، أما المسلمون جماعة واحدة فيما بينها، الحقيقة وجدنا شيخنا والكل يعلم هذا في مساجد المسلمين تناحرات غريبة عجيبة، وأحياناً يصل إلى أمور قد تصل إلى ما لا يوصف، فما أدري هل نبقى نردد لفظ الجماعات وهل ترون مشروعية هذه اللفظة مع إعطائها كل هذه الظل المعروف المشاهد أثاره السيئة في الأمة.
الشيخ: والله هذا كلام جيد يا أستاذ لكن ما أظن يساعدنا عليه الواقع، ما أشك بأن لفظة الجماعات لا تختلف من حيث مخالفتها للأدب الإسلامي عن استعمال الأحزاب أليسوا سواء؟
مداخلة: بلى.
الشيخ: لكن الواقع أليس هناك أحزاب؟
مداخلة: وجد أحزاب.
الشيخ: فإذا أردنا نحن أن نعبر عن هذه الأحزاب سنقول أحزاب؛ لأن هذا هو الواقع لكن هذا الواقع يجب أن لا يكون كذلك، فإذاً أحزاب جماعات فرق كلها ألفاظ غير مشروعة وتحقيق هذه الألفاظ هي أبلغ في عدم المشروعية، فلو أن الواقع كان جماعة واحدة وحزباً واحداً وفرقة واحدة حينئذ يرد هذا الكلام ويكون مقبولاً لا مناص منه، لكن إذا أردنا أن نعبر عن هذا الواقع الذي لا يؤيده الشارع، كيف يكون تعبيرنا؟
مداخلة: كلمة جماعات وصف واقع.
الشيخ: هذا هو، فإذاً؟
مداخلة: يعني مناحرات طويلة
…
اسمح لي .. بل بداخل الحزب الواحد، .. وقت طويل، ويهدر وقت لا يعلمه إلا الله عز وجل، من الجماعة القريبة وما شابه ذلك، ما لا يخفى على أحد، وبلا شك كلها كلام هباء منثورا؛ لأن
…
لا يُعلم الجماعة الأبدان، وإنما الجماعة كما قال الإمام الشافعي جماعة أفهام فالأصل أن يجتمعوا على فهم واحد لا أن يكون كما تفضلتم همه العدد وما إلى ذلك، لكن هذا التنبيه أعني لو يصل للناس جميعاً حتى إليهم أنفسهم أنكم مهما فعلتم
ومهما ومهما، فينبغي أن يبقى لغيركم حقاً عليكم وحق الإخوة الإسلامية العامة، وحينذاك يسهل الخط وعلى الأقل تفتح قنوات، وتبحث قنوات إن شاء الله ما بعد ذلك.
الشيخ: إذاً نحن ننبه أنه لا ينبغي أن يكون الواقع الذي يضطرنا إلى أن نعبر عنه بألفاظ لا يرضاها الشارع، هذا أمر طيب، وجزاك الله خير.
مداخلة: جزاك الله خير شيخنا، والاصطلاحات لها تأثير كبير في تغيير الحقائق الشرعية.
الشيخ: فعلاً سبحان الله.
مداخلة: رحمة الله على شيخ الإسلام.
الشيخ: الله يرحمه.
مداخلة: وتلميذه ابن القيم يركزان جيداً على هذه القضية.
الشيخ: ما شاء الله، رحمهم الله.
مداخلة: الله أكبر.
(الهدى والنور/652/ 19: 43: 00)