الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حول العمل السياسي
مداخلة: الحمد لله، لا شك ولا ريب أن الله عز وجل قد أمرنا بالتعاون في كتابه جل وعلا وهو أمر واجب على المسلمين، والإشكال نرى عند الجميع حقيقة بين مسائل التنظيم المشروعة التي أمرنا الله عز وجل بأن نتعاون بها وبين القضايا التي يريدونها تحزباً وتجمعاً وتفرقاً للمسلمين تحت ما يسمى برايات سياسية، ذكرتم شيخي فيما ورد في السؤال السابق من الأخ المكرم وجود تكتل يُنظم فيه أعضائه على حسب الجنسيات، فأجبتم لا مانع، على مثل هذا التقسيم على حسب الجنسيات يؤدي كما هو مشاهد إلى استعلاء بعض هؤلاء على هؤلاء أو يسبب فرقة، التفصيل في هذه المسألة ..
الشيخ: في أي مسألة يا أخي في التنظيم السياسي أو في تنظيم مما أشرنا وذكرتها آنفاً مما يجب في الإسلام؟
مداخلة: وفيما يجب في الإسلام يكون التعاون.
الشيخ: السؤال السابق إذا كان في هذه الحدود فما فيه إشكال.
مداخلة: إذاً هنا للإيضاح حتى لا يلبس.
الشيخ: لا بأس وضح لنا يا أخي؛ لأنه هنا موضع سؤال يعني.
مداخلة: سؤالك حسب الجنسيات لو تعيده للشيخ رحمك الله ..
مداخلة: لا بس تعيد المكتوب لأن المكتوب قرأته، تعيد التوضيح يعني هل
التنظيم السياسي الحزبي التكتلي أم التنظيم الشرعي الواجب الذي دندن عليه شيخنا وحثنا عليه؟
مداخلة: التنظيم الشرعي الواجب.
مداخلة: هل هذا واقع؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: ما أظن.
مداخلة: نعم.
مداخلة: يعني إن كان هناك جماعة يعني أناس متفقين على المنهج السلفي ولكن وجود تكتل مثلاً يختلف عن جنسية تكتل آخر لتسهيل العمل الدعوي.
الشيخ: أنا أتصور هذا بالنسبة للتنظيم الواجب كما نحن نعترف جميعاً ما يتصور، إنما يتصور في ذلك التنظيم الذي هو أخو التحزب المحذور شرعاً على الأقل بمفهومنا نحن، والآن ما دام السؤال أعيد في الموضوع خلينا نتوسع قليلاً، بعد هذا التوضيح نحن صار عندنا تنظيمان: تنظيم نوجبه وتنظيم ننكره، ونظن أن هذا التنظيم الذي ننكره يمكن أن يقع فيه مثل ما جاء في هذا السؤال، الآن لنتأكد ما هو السبب في أن هذا التنظيم روعي فيه الجنس؟ ما هو السر في ذلك؟
مداخلة: تسهيل العمل الدعوي ولعدم قدرة هؤلاء الأشخاص بعمل نفس الأفراد الآخرين.
الشيخ: هذا ليس له علاقة بالجنس، قد يكون جنس واحد ناس يستطيعون وناس لا يستطيعون، وجنس آخر كلهم أهل لعمل ما، فجنسنا ليس له علاقة بالموضوع، فأنا أخشى أن يكون الموضوع له علاقة بالإقليمية أو بالقبلية كما
يقال اليوم.
مداخلة: هو يحدث.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: هو يحدث.
الشيخ: ولذلك إن كان هذا هو المقصود فهو يتلاءم مع التنظيم الممنوع عندنا ولا يتلاءم مع التنظيم الواجب لدينا، غيره؟
مداخلة: جزاك الله خير.
الشيخ: وإياكم.
مداخلة: المسألة مطروح حقيقة كنا نبحثها مع مجموعة مع الأخوة أنه في حال بعض الذين ارتأوا العمل السياسي في بعض البلاد الإسلامية، وقد انتهجوا هذا الأمر وقد أحرزوا بعض التقدم فيما يبدو، هل في هذه البلاد يقاطعون أم يُنصحون المقاطع؟ أم يُنصحون مع المؤازرة لنصرتهم للوصول إلى حكم أو ما شابه ذلك؟
الشيخ: نحن سئلنا هذا السؤال كثيراً هاتفياً هنا وشفهياً في الحجاز، وجوابنا على هذا بعضه فهم من الكلام السابق وأنا أذكر بهذه المناسبة أن أحد الجزائريين اتصل بي هاتفياً منذ شهر أو شهرين وسألني عن هذا التكتل والتحزب فأجبته بما تعلمون أنه لا حزبية في الإسلام، أما الدعوة للإسلام والتعاون على هذه الدعوة فهذا أمر واجب وهو وجوب كفائي، فأجابني رجل بأن الرئيس الموجود الآن في ذلك البلد تحت يده كذا مليون من الشباب.
مداخلة:
…
الحزب تقصد شيخنا؟
الشيخ: نعم، كذا مليون قال لي خمسة ستة والله ما عاد أذكر جيداً، وبهذه المناسبة في الحج لقيت بعضهم وذكرت لهم هذا الخبر قال لي: لا هذا الرقم فيه مبالغة إذا قيل مليونين مثلاً ثلاثة ممكن المهم، أنا أجبت السائل هاتفياً وهذا الرئيس استطاع أن يُعَلِّم هذه الملايين ويربيهم على الإسلام؟ بُهت السائل طبعاً، وهذه النقطة التي نحن ندندن حولها، سؤال كان جاءني أيضاً وهو جواب عن بعض ما جاء في سؤالك، نحن الآن عندنا عدة جماعات منها الجماعة التي كسبت الجولة السياسية كما أشرت أنت آنفاً، لكن نحن نرى حسب ما سمعنا من الأشرطة التي تكلمت فيها أن هذا التكتل وهذا التحزب غير مشروع لكن ما رأيك الآن قد رشّحت جماعات مختلفة أنفسها لتنجح في الانتخابات التي يسموها انتخابات البلدية، فما تنصح يكون موقفنا نحن هل ننضم إلى التكتل الإسلامي هذا أم ماذا؟ فأجبته بصراحة لا تتكتلوا ولا تتحزبوا، ولكن إذا كان هناك عدة جماعات رشحوا أنفسهم فاختاروا منهم الأقل شراً، أي يختارون الإسلاميين طبعاً لكن هذا لا يعني أن ينضموا إليهم، وهذا من القاعدة الأصولية التي تقول أن المسلم إذا وقع بين شرين اختار أقلهما شراً أو ضرراً، فإذاً لا تكتل لكن إذا كانت هناك جماعات إسلامية وجماعات غير إسلامية فنحن لا بد أن نختار من هو أنفع للمسلمين ولو بعض النفع يعني حنانيك بعض الشر أهون من بعض، فهذا جوابي عما سألت من السؤال.
مداخلة: أحسن الله إليك.
مداخلة: يا شيخنا حول ..
الشيخ: تفضل.
مداخلة: الحمد لله، فيه سؤال يا شيخ بالنسبة للحديث اللي حدثتني الآن،
بالنسبة تعتبر الحاكمية المطلقة لله عز وجل كما نعلم، إذا دخل أحد البرلمان المسلمون فيعتبر تمييع لقضية العقيدة التي لا تلتئم معها ومع جاهليتها أبداً في أي طريق من الطرق، هم في جاهلية ونحن في إسلام لا نرتبط معهم أبداً ولا نلتقي أبداً ففي هذا الناحية إذا دخل مسلم عند حكم جاهلي فهذه ستكون نظرة مميعة للمسلمين على العقيدة، وكما نعلم أن العقيدة أول شيء فيها مقتضى لا إله إلا الله الحاكمية المطلقة، فلهذا أرجو أن توضحوا لنا؟
الشيخ: فهذا لا شك يا أخي وأظن الجماعة الذين يعني يغلب على ظنهم أنهم إذا دخلوا البرلمانات القائمة اليوم أنهم يصلحون ولا يفسدون لا يخالفوننا بأن الأصل في الإسلام هو التوحيد وأنه يجب علينا أن نحارب كل النظم التي تخالف الإسلام، هم يلتقون معنا في هذه النقطة ولا يختلفون إلا أفراد قليلين طبعاً منهم، لكن نحن لا نلتقي معهم أن هذا هو طريق الإصلاح، فالإصلاح إنما يكون كما قلنا آنفاً بتقديم العلم الصحيح إلى الأخلاق والسلوك، وتربية المسلمين على هذا الأساس، فدخول خمسة أو عشرة أو عشرين أو مائة مسلم في البرلمان الذي نظامه قائم على خلاف الإسلام هذا لا يحقق نصر الإسلام إطلاقاً، وإنما فيما أشرت إليه وإن كان هذا لا يلزم به الفرد إقرار وتأييد هذا النظام القائم الذي هو ضد النظام الإسلامي، لا شك أن بقاء المسلمين يعنون بتثقيف جماعة المسلمين وتعليمهم وتربيتهم على الإسلام دون الانضمام إلى هذه البرلمانات التي قامت على النظم الكافرة غير المسلمة، هذه مسألة واضحة حتى الذين يدخلون ويفسدون بالدخول ما يخالفون في ذلك لكن مع الأسف هم يلتقون معنا في جملة ويخالفوننا في تطبيقها، هم يتفقون معنا في القاعدة التي تقول الغاية تبرر الوسيلة أنها ليست قاعدة إسلامية لكنهم عملياً حتى بعض التكتلات الإسلامية اليوم يبررون هذه القاعدة وينفذونها عملياً، وهناك بعض
البحوث والرسائل كتب فيها صراحة بأن المسلم في هذا الزمان لا بد من أن يرتكب بعض المحرمات وهذا في الواقع خطير جداً هذا الكلام؛ لأنه خلاف صريح القرآن الذي منه قوله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3] فكيف يصح حينذاك أن يكون من النظام الإسلامي تبرير وتسويغ مخالفة الإسلام في بعض الأحكام بدعوى أنه لا يمكن للمسلم أن يتقي الله عز وجل في كل شيء، هذا هو الإسلام؟ لا هذا ليس من الإسلام، لكن الآن أُعطي
له اسم إسلام ونظام الإسلام، وهذا من خطر الاشتغال بالسياسة في اعتقادنا؛ لأن الذين يريدون أن يشتغلوا بالسياسة لا بد أن ينحرفوا قليلاً أو كثيراً ثم بالتالي لا بد لهم من أن يبرروا هذا الانحراف كما نسمع عن القرضاوي وغيره من إباحة أشياء معروف تحريمها، والله المستعان.
(الهدى والنور / 352/ 50: 11: 01)