الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني
القرآن
(1) خلاصة القرآن
القرآن هو كتاب المسلمين المقدس، ودستورهم الديني والمدني والسياسي الناظم لسيرهم، وهذا الكتاب المقدس قليل الارتباط مع أنه أنزل وحياً من الله على محمد، وأسلوب هذا الكتاب، وإن كان جديراً بالذكر أحياناً، خال من الترتيب فاقد السياق كثيراً، ويسهل تفسير هذا عند النظر إلى كيفية تأليفه، فهو قد كتب تبعاً لمقتضيات الزمن بالحقيقة، فإذا ما اعترضت محمداً معضلة أتاه جبريل بوحي جديد حلا لها، ودون ذلك في القرآن.
ولم يجمع القرآن نهائياً إلا بعد وفاة محمد، وبيان الأمر أن محمداً كان يتلقى في حياته عدة نصوص عن الأمر الواحد، فلما انقضت عدة سنين على وفاته حمل خليفته الرابع على قبول نص نهائي للقرآن مقابلاً بين ما جمعه أصحاب الرسول.
والقرآن مؤلف من مائة وأربع عشرة سورة، وكل سورة مؤلفة من آيات، ومحمد هو الذي يتحدث فيها باسم الله على الدوام.
ويعد العرب القرآن أفصح كتاب عرفه الإنسان، ومع ما في هذا من مبالغة شرقية نعترف بأن في القرآن آيات موزونة رائعة لم يسبقه إليها كتاب ديني آخر.
وتقرب فكرة الكون الفلسفية في القرآن مما في الديانتين الساميتين العظيمتين اللتين ظهرتا قبل الإسلام، أي اليهودية والنصرانية، ويزعم أن العنعنات الآرية الفارسية أو الهندية ذات نصيب ظاهر في النصرانية والإسلام، ونحن نرى النفوذ الآري في الإسلام ضعيفاً جداً.
ولم يكن محمد فيلسوفاً كبيراً، أي من المفكرين المتبحرين الذين يقاسون بمؤسسي البرهمية والبدهية، فهو لم ينكر سبب الأسباب كما أنكره البدهيون، ولم يقل مثلهم بأن
الكون موجود بالضرورة ذو انحلال وتركيب دائمين، ولم يتصف بنصف ما عند مؤلفي كتب البراهمة المقدسة من الشك، ولم يدخل إلى القرآن مثل التأملات الآتية التي تجدها في كتب الويدا:«من أين أتي هذا الكون؟ أهو من صنع خالق أم لا؟ يعلم ذلك من ينظر من فوق الفلك، وقد لا يعلم.»
ولكن أقوالاً مجردة مثل هذه لا تنفع غير الفلاسفة، ومحمد لم يزعم أنه يكتب من أجل الفلاسفة، وكان من مقاصد محمد أن يقيم ديناً سهلاً يستمرئه قومه، وقد وفق لذلك حين أخذ من الأديان الأخرى ما يلائمهم، ولم يفكر محمد في إبداع دين جديد قط، وهو الذي أعلن أنه يسير على غرار من تقدمه من أنبياء بني إسرائيل من إبراهيم إلى عيسى قائلاً إن ما أوحي إليهم صحيح، والحق أن اليهودية والنصرانية والإسلام فروغ ثلاثة لأصل واحد، وأنها ذات قربي وشيجة.
والدين الذي دعا النبي إليه الناس سهل جداً، وقد عرفه محمد بالكلمات القليلة الآتية حين أتاه جبريل بزي العرب وسأله عنه، وهي:«أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً» ، وهذا التعريف الذي قبله جبريل تام كما هو واضح.
ويلخص المسلم الإسلام في هاتين الكلمتين اللتين لا ينكر إيجازهما، وهما:«لا إله إلا الله محمد رسول الله.»
وإنني أنقل من القرآن بضع آيات في كل موضوع مهم، وأرتب ما نقلته من آياته على حسب الموضوعات نظراً إلى أن ما ورد من الآيات في الموضوع الواحد مبعثر فيه اتفاقاً.
وإنني أبدأ بما جاء في القرآن عن مصدره وعن قرباه الوشيجة بالكتب المقدسة التي أتت قبله:
(من سورة الرعد)
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}
(من سورة البقرة)
(من سورة الشعراء)
(من سورة عبس)
(من سورة التكوير)
(من سورة الأحقاف)
(من سورة الشورى)
وإله محمد واحد في السماء، واسمع تعريف النبي له:
(من سورة البقرة (
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
(من سورة البقرة)
(من سورة آل عمران)
(من سورة البقرة)
وإله القرآن الواحد، وإن لم يكن شديداً شدة إله التوراة، جبار عزيز ذو انتقام يفعل ما يشاء، ولا يسأل عما يفعل، جاء في القرآن:
(من سورة الرعد)
(من سورة الفجر)
(من سورة آل عمران)
(من سورة هود)
(من سورة الرعد)
وما جاء في القرآن من نص على خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وخلق آدم والجنة، وهبوط آدم منها، ويوم الحساب مقتبس من التوراة.
وإليك وصف محمد ليوم الحساب:
(من سورة عبس)
(من سورة الانفطار)
(من سورة الشمس)
(من سورة إبراهيم)
(من سورة الزمر)
وفي النار ضروب العذاب كما يرى محمد، ومن ذلك:
{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)}
(من سورة محمد)
(من سورة الواقعة)
(من سورة المدثر)
وفي الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، ومن ذلك:
(من سورة محمد)
(من سورة الطور)
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)}
(من سورة القمر)
(من سورة الرحمن)
(من سورة الواقعة)
شكل 2 - 1: من زخارف مصحف قديم في القاهرة (من إيبر).
وكان محمد كثير المسامحة لليهود والنصارى خلافاً لما يظن، لا للملحدين ولا للمشركين الذين يوصي بمقاتلتهم، وإليك قوله عنهم:
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55)}
(من سورة الأنفال)
(من سورة يونس)
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}
(من سورة البقرة)
{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}
(من سورة المائدة)
{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)}
(من سورة المزمل)
} لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67)}
(من سورة الحج)
شكل 2 - 2: اسم محمد كما جاء في كتابة قديمة بجامع ابن طولون أظهرها مسيو مارسل.
(من سورة البقرة)
(من سورة آل عمران)
(من سورة العنكبوت)
ولم أجد في القرآن ما يعاب به الشرقيون، وما يمكن أن يعاب به كذلك، كثير من العلماء المعاصرين من الجبرية المزعومة فيجوز أن يعد به محمد أكثر جبرية مما في التوراة، وإليك، مع ذلك، ما استطعت أن أجده جوهرياً في القرآن حول هذه المسألة:
{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}
(من سورة التكوير)
(من سورة آل عمران)
(من سورة الأنعام)
(من سورة الأعراف)