الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(4 - 4) جامع قلاوون (683 هـ/ 1283 م)
جامع قلاوون مثال ما كاد يبلغه فن العمارة في أرقى أدواره، ومن دواعي الأسف أن لطخ الدهانون بعض أجزاء جدرانه وباطن سقفه بحجة الإصلاح والترميم.
ويذكرنا جامع قلاوون في مجموعه بالمباني القوطية الأولى، وقد استوقفت هذه المشابهة أنظار العلماء الذين زاروه كـ «كوست» و «إيبر» ، قال إيبر:
ومما يستحق الذكر في مقدم جامع قلاوون ومزاره مشابهته قدم الكنائس القوطية الأوربية، وما فيه من أقواس الدعم الطويلة التي تقوم بينها أقواس صغيرة مستندة إلى أعمدة، وما كان من عدم وجود أفاريز فيه، وما فيه من الأساطين العاطلة من السطوح، وما فيه من الرتاج الذي يزيد المدخل زخرفاً وزينة، والذي يرى فيه كثير من الحنايا المتداخلة المرتكزة على أعمدة صغيرة متفاوتة، يذكرنا في مجموعة الفاقد النظام والانسجام بالمباني التي أقيمت في ذلك الدور في فرنسة وألمانية وشمال إيطالية، وإننا- مع إضافتنا إلى ذلك الطراز العربي ما تطلبه جو أوربة البارد الماطر وعاداتها الدينية ونقاشة تماثيلها وسقوفها المرتفعة وسطوحها الحادة الزوايا ومزاريبها الناتئة وقباب أجراسها وتماثيلها- وجدنا أن النقوش البارزة هي زخرف فن العمارة العربي الذي نقل إلى إحدى الأمم النصرانية في الشمال: وذلك الطراز هو الذي نسميه الطراز القوطي، فنرى مثاله الجميل في سنت شانيل الباريسية التي أقيمت في القرن الثالث عشر، أي في القرن الذي بني فيه جامع قلاوون.
ويرى في جامع قلاوون مزار مقبب يضم قبر بانيه، وتقوم قناطر هذا المزار الرائع الطويلة على أركان ذات أعمدة متصلة بزواياها، ويذكرنا هذا المزار، وتذكرنا نوافذه المصنوعة على رسم البيكارين، بمباني أوربة التي أقيمت على الطراز القوطي كما يذكرنا جامع قلاوون نفسه بها.
وكان يلحق بجامع قلاوون مشفى، وليس هذا المشفى موجوداً في الوقت الحاضر مع وصفه مطولاً في دليل نشر حديثاً في الشرق.