الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي: الأشبه بالفضيلة، وهي تأنيث الأمثل".
هذا، ويأتي لفظ المثل بمعنى الصفة، كقوله تعالى:
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُون} 1.
ويأتي بمعنى الحال، كقوله تعالى:{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} 2.
والفرق بين الحال والصفة: أن الأول متغير، والثاني ثابت، أو شبه ثابت، ويأتي لفظ المثل بمعنى القصة والحكاية.
هذا، ويطلق المثال في اللغة على معانٍ أُخَر غير التي ذكرناها، فقد يُسَمَّى الفراش مثالًا، والقصاص مثالًا، والحجة مثالًا، كما جاء في بعض المعاجم كلسان العرب ومقاييس اللغة.
ويأتي المثال بمعنى المقدار، ويكون بمعنى العبرة.
ومنه قوله عز وجل: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} 3.
ويكون المثل بمعنى الآية.
قال عز وجل في صفة عيسى -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: {وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} 4.
أي: آية تدل على ثبوته.
وجميع المعاني التي ذكرناها للمثل بتصاريفه المختلفة تُرَدُّ إلى معنى المشابهة على نحوٍ ما.
1 الرعد: 35.
2 البقرة: 17.
3 الزخرف: 56.
4 الزخرف: 59.
تعريفه عند الأدباء:
أمَّا تعريفه عند الأدباء فهو أخصّ من تعريفه عند اللغويين، فقد عرَّفوه بأنه قول في شيء يشبه قولًا في شيء آخر بينهما مشابهة، ليبيِّن أحدهما الآخر، ويصوره، نحو قولهم: الصيف ضيعت اللبن، فإن هذا القول يشبه قولك: أهملت وقت الإمكان أمرك.
وعلى هذا الوجه ما ضرب الله تعالى من الأمثال فقال: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} 1.
وفي أخرى: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُون} 2.
ويعرِّفه بعضهم بأنه: قول محكي سائر، يُقْصَد به تشبيه حال الذي حكى فيه بحال الذي مثل لأجله، بأن يُشَبِّه مضربه بمورده3.
"وضرب المثل في الكلام أن يذكر لحال ما يناسبها، فيظهر من حسنها أو قبحها ما كان خفيًّا، وهو مأخوذ من ضرب الدراهم، وهو إحداث أثر خاص فيها، كأن ضارب المثل يقرع به أذن السامع قرعًا ينفذ أثره إلى قلبه، ولا يظهر التأثير في النفس بتحقير شيء وتقبيحه إلّا بتشبيهه بما جرى العرف بتحقيره ونفور النفوس منه"4.
وقد يكون ضرب المثل مشتقًا من قولك: "ضرب في الأرض" أي: سار فيها.
فمعنى ضرب المثل: جعله ينتشر ويذيع ويسير في البلاد، وهذا ما ذهب إليه أبو هلال في مقدمة كتابه5.
وقد يكون معنى "ضرب المثل": نصبه للناس بإشهاره، لتستدل عليه خواطرهم، كما تستدل عيونهم على الأشياء المنصوبة.
واشتقاقه حينئذ من قولهم: "ضربت الخباء" إذا نصبته وأثبت طنبه، فمثلًا قوله تعالى:{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ} 6.
معناه: ينصب منارهما ويوضِّح أعلامهما؛ ليعرف المكلَّفون الحق بعلاماته
1 الحشر: 21.
2 العنكبوت: 43.
3 انظر التعبير الفني في القرآن ص227 للدكتور بكري شيخ أمين.
4 تفسير المراغي ج1 ص70 ط. الحلبي.
5 انظر مقدمة كتاب جمهرة الأمثال.
6 الرعد: 17.