الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نبو كل منهما عن الآخر فضيلة خص بها القرآن، يسرها الله بلطيف قدرته، ليكون آية بينة لنبيه، ودلالة على صحة ما دعا إليه من أمر دينه" أ. هـ1.
1 بتصرف من ج2 ص101، 102.
الوجه الرابع: تأثيره في القلوب
…
الوجه الرابع: تأثره في القلوب
فهو يقتحم بمبانيه ومعانيه أعماق القلوب، قبل أن يتجاوز الآذان ويغوص في بواطن النفوس وخلجات المشاعر، حتى يهيمن بسلطانه على ملكات العقل والحسِّ، فينشر فيها السرور بجميل وعده، ويشيع فيها الحزن والخوف بشدة وعيده، ويجمع بين هذا وذاك في آنٍ واحد من خلال أسلوب ترغيبه وترهيبه؛
فتنقلب القلوب بين الخوف من عذابه، والطمع في رحمته.
وتتجلجل الجوارح في خشية الله بين التصدُّع والطمأنينة، وفي هذا وذاك يكون الدواء، والشفاء من أمراض القلوب، وعللها، فتسلم بتلاوته وسماعه من كل ما يعكِّر صفوها، ويكدِّر جلوتها، ويطمس شيئًا من نورها.
قال تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} 1.
1 الحشر: 21.
2 الزمر: 23.