الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ الصُّفوفِ
الحديث الأول
67 -
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ؛ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ» (1).
(1) * تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (686)، كتاب: الجماعة والإمامة، باب: تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها، و (690)، باب: إقامة الصف من تمام الصلاة، و (692)، باب: إلزاق المنكب بالمنكب، والقدم في الصف، ومسلم (433)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف وإقامتها، واللفظ له، وأبو داود (668)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف، والنسائي (814)، كتاب: الإمامة، باب: حث الإمام على رصِّ الصفوف والمقاربة بينها، و (845)، باب: الجماعة للفائت من الصلاة، وابن ماجه (993)، كتاب: الصلاة، باب: إقامة الصفوف.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (1/ 194)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (1/ 407)، و"فتح الباري" لابن رجب (4/ 259)، و"التوضيح" لابن الملقن (6/ 591)، و"فتح الباري" لابن حجر (2/ 207)، و"عمدة القاري" للعيني (5/ 257)، =
المراد بتسوية الصفوف: اعتدالُ القائمين بها على سمتٍ واحد، وسدُّ الفُرَج فيها، كلاهما كلاهما مطلوب بلا خلاف، وفي «أبي داود»: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟» ، قلنا: وكيف تصف الملائكة عنتد ربها؟، قال:«يتمون الصفوف المقدمة، ويتراصون في الصف» (1).
وفيها -أيضا-: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه، فقال: أقيموا صفوفكم، ثلاثا، والله لتقيمن صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم»، قال: فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه بكعبه (2).
وفيه -أيضا-: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم (3).
= و"كشف اللثام" للسفاريني (2/ 224)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (3/ 229).
(1)
رواه أبو داود (661)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف. وكذا رواه مسلم (430)، كتاب: الصلاة، باب: الأمر بالسكون في الصلاة، من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه.
(2)
رواه أبو داود (662)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف، وابن خزيمة في "صحيحه"(160)، من حديث النعمان بن بشير.
(3)
رواه أبو داود (664)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف، والإمام أحمد في "المسند"(4/ 285)، وابن خزيمة في "صحيحه"(1557)، من حديث البراء بن عازب.
وفيها -أيضا-: «ومن وصل صَفًّا وصله الله، ومن قطع صَفًّا قطعه الله» (1).
وفيها -أيضا-: عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال:«رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناقِ، فوالذي نفسي بيده! إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف، كأنها الحذف» (2).
قلتُ: الحذف - بفتح الحاء (3) المهملة والذال المعجمة -: غَنَم سود صغار من غنم الحجاز.
قال الخطابي: ويقال: أكثر ما تكون بالحجاز (4).
فهذه الأحاديث كلها تدل على طلب الأمرين جميعا؛ أعني: اعتدال القائمين في الصف، وسدَّ الخلل الكائنة فيه، والظاهر: أنه طلب ندب لاوجوب؛ لأنه-عليه الصلاة والسلام-قال: «فإنَّ ذلك من تمام الصلاة» ، وتمام الشيء أمرٌ زائد على وجود حقيقته التي لا يتحقق
(1) رواه أبو داود (666)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف، واللفظ له، الإمام أحمد في "المسند"(2/ 97) من حديث ابن عمر.
(2)
رواه أبو داود (667)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف، والنسائي (815)، كتاب: الإمامة، باب: حث الإمام على رص الصفوف والمقاربة بينها، وابن خزيمة في "صحيحه"(1545)، وابن حبان في "صحيحه"(2166)، من حديث أنس رضي الله عنه.
(3)
في "ق": "بالحاء" بدل "بفتح الحاء".
(4)
انظر: "معالم السنن" للخطابي (1/ 184).
إلا به اصطلاحا مشهورا، وإن كان قد ينطلق في بعض الوضع على بعض الحقيقة، ولكن المشهور في الاصطلاح: الأول، ولم يذكر عليه الصلاة والسلام أنه من وادجبات الصلاة، ولا من أركانها، والله أعلم (1).
* * *
(1) انظر: «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (1/ 195).