المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الحديث الرابع 74 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الأَنْصَارِيِّ - رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام - جـ ٢

[تاج الدين الفاكهاني]

فهرس الكتاب

- ‌بابُ الأَذانِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌بابُ استقبالِ القبلةِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌بابُ الصُّفوفِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌بابُ الإِمامةِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني والثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌بابُ صفةِ صلاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العاشر

- ‌الحديث الحادي عشر

- ‌الحديث الثاني عشر

- ‌الحديث الثالثَ عشر

- ‌الحديث الرابعَ عشر

- ‌باب وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود

- ‌باب القراءة في الصَّلاةِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌باب ترك الجَهرِ ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

- ‌باب سجود السَّهو

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌باب المرور بينَ يديِ المصلي

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌باب جامع

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌باب التشهد

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌باب الوتر

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌باب الزكاة عقب الصلاة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌باب الجمع بين الصلاتين في السفر

- ‌باب قصر الصلاة في السفر

- ‌باب الجمعة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

الفصل: ‌ ‌الحديث الرابع 74 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الأَنْصَارِيِّ

‌الحديث الرابع

74 -

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ؛ وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» ، لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ، حَتَّى يَقَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا؛ ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ (1).

(1) * تَخْرِيج الحَدِيث:

رواه البخاري (658)، كتاب: الجماعة والإمامة، باب: متى يسجد مَنْ خلفَ الإمام؟ و (714)، كتاب: صفة الصلاة، باب: رفع البصر إلى الإمام في الصلاة، و (778)، باب: السجود على سبعة أعظم، ومسلم (474)، (1/ 345)، كتاب: الصلاة، باب: متابعة الإمام والعمل بعده، وأبو داود (620 - 622)، كتاب: الصلاة، باب: ما يؤمر به المأموم من اتباع الإمام، والنسائي (829)، كتاب: الإمامة، باب: مبادرة الإمام، والترمذي (281)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في كراهية أن يبادر الإمام بالركوع والسجود.

* مصَادر شرح الحَدِيث:

"عارضة الأحوذي" لابن العربي (2/ 77)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (2/ 389)، و"شرح مسلم" للنووي (4/ 190)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (1/ 206)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (1/ 429)، و"فتح الباري" لابن رجب =

ص: 124

* التعريف:

عبد الله بن يزيد بن حصين بن عمرو بن الحارث بن خطمة -واسمه عبد الله، وإنما سمي خطمة؛ لأنه خطم رجلا على خَطْمَة، وهو مقدم الأنف والفم، فسمي خطمة -ابن جُضَمِ بن مالك بن الأوس، الأنصاري، الخطمي، يكنى: أبا موسى.

شهد الحديبية وهو ابن سبع عششرة سنة، توشهد بيعة الروان، واستعمله ابن الزبير على الكوفة، وكان الشعبي كاتبه، وأدرك يزيد بن زيد أبوه النبي صلى الله عليه وسلم، وصحبه، وشهد أحدا والمشاهد بعدها، ومات يزيد قبل فتح مكة.

وشهد عبد الله بن يزيد مع علي عليه السلام الجمل، وصفين، والنهروان، وسكن الكوفة، ومات زمن ابن الزبير، وكان استعمال ابن الزبير له على الكوفة سنة خمس وستين.

روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة وعششرون حديثا، أخرج له البخاري حديثين، ولم يخرج له مسلم شيئا، وقد روي له عن البراء بن عازب، عن النبيت صلى الله عليه وسلم.

روى عنه: محمد بن كعب القرظي، والشعبي، وأبو بردة، وأبو إسحاق السيعي، وزياد بن علاثة.

= (4/ 159)، و"النكت على العمدة" للزركشي (ص: 87)، و"التوضيح" لابن الملقن (6/ 519)، و"فتح الباري" لابن حجر (2/ 181)، و"عمدة القاري" للعيني (5/ 220) و"كشف اللثام" للسفاريني (2/ 287).

ص: 125

روى له الجماعة رضي الله عنه (1)(2).

* ثم الكلام على الحديث من وجوه:

الأول: قوله: «وهو غير كذوب» : قال يحيى بن معين: القائل: «وهو غير كذوب» هو أبو (3) إسحاق، قال: ومراده: أن عبد الله بن يزيد غير كذوب، وليس المؤراد: أن البراء غير كذوب؛ لأن البراء صحابي لا يحتاج إلى تزكية، ولا يحسن فيه هذا القول.

ح: وهذا الذي قاله ابن معين خطأ عند العلماء، قالوا: بل الصواب أن القائل: (وهو غير كذوب) هو عبد الله بن يزيد، ومراده: أن البراء غير كذوب، ومعناه: تقوية الحديث، وتفخيمه، والمبالغة في تمكينه من النفس، لا التزكية التي تكون في مشكوك فيه، ونظيره قول ابن مسعود رضي الله عنه:«حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق» (4)، وعن

(1) في "ق": "رضي الله عنهم".

(2)

وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 18)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 12)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (5/ 197)، و"الثقات" لابن حبان (3/ 255)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 1001)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (3/ 413)، و"تهذيب الكمال" للمزي (16/ 301)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (3/ 197)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (4/ 267)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (6/ 71).

(3)

"أبو": زيادة من "ق".

(4)

رواه البخاري (3036)، كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة، ومسلم (2643)، كتاب: القدر، باب: كيفية خلق الآدمي في بطن أمه. وانظر: "أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري" للخطابي (1/ 475).

ص: 126

أبي هريرة مثله، وفي «صحيح مسلم» ، عن أبي أبي مسلم الخولاني: حدثنا الحبيب الأمين عوف بن مالك الأشجعي (1)، ونظائره كثيرة، فمعنى الكلا: حدثني البر اء، وهو غير متهم، كما علمت، فثقوا بما أخبركم عنه.

قالوا: وقول ابن معين: إن البراء صحابي، فينزه عن هذا الكلام، لا وجه له؛ لأن عبد الله بن يزيد صحابي -أيضا (2) - معدود في الصحابة انتهى (3).

قلت: تمثيله قوله: وهو غير كذوب بقول ابن مسعود رضي الله عنه: وهو الصادق المصدوق، وكذلك ما بعده، ليس بجيد، وكأنه كلام من لم يلم بشيء من علم (4) البيان أصلا، ومن ذا (5) الذي لا يفرق بين قولنا: زيد صدوق، وزيد غير كذوب، أو بين قولنا: زيد عاقل، وزيد ليس

(1) رواه مسلم (1043)، كتاب: الزكاة، باب: كراهة المسألة للناس.

(2)

"أيضًا" ليس في "ق".

(3)

انظر: "شرح مسلم" للنووي (4/ 190). قال الحافظ في "الفتح"(2/ 181): وقد علمتَ أنه -أي: النووي- أخذ كلام الخطابي فبسطه واستدرك عليه الإلزام الأخير، وليس بوارد؛ لأن يحيى بن معين لا يثبت صحبة عبد الله بن يزيد، وقد نفاها أيضًا مصعب الزبيري، وتوقف فيها أحمد بن حنبل وأبو حاتم وأبو داود، وأثبتها ابن البرقي والدارقطني وآخرون.

(4)

"علم" ليس في "ق".

(5)

في "ق": "ذلك".

ص: 127

بمجنون؟! ألا ترى أن ابن مسعود رضي الله عنه لو قال عوض قوله: وهو الصادق المصدوق، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غير كذوب، لوجدت الطبع ينفر، والشعر يَقُفُّ به عند سماعه؟! فإنا نفرق بين إثبات الصفة للموصوف، وبين نفي ضدها عنه (1).

والسر في ذلك -والله أعلم-: أن نفي الضد كأنه يقع جوابا لمن أثبته؛ بخلاف إثبات الصفة، فإنه على الأصل، فإذا قلت: جاء زيد العالم، فكأنك قلت: جاء المعروف بالعلم، لا أن ثم منازعا في ذلك، إنما هو كلام خرج في معرض تعريف الذات الموصوفة بالعلم، والله أعلم (2).

فتعرف هذا الأصل في كل ما يرد عليك من هذا الباب.

فإن قلت: فقوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]،

(1) في "ق": "عنها".

(2)

قال الحافظ في "الفتح"(2/ 182) بعد إيراد اعتراض الفاكهاني على النووي: والذي يظهر لي أن الفرق بينهما أنه يقع في الإثبات بالمطابقة، وفي النفي بالالتزام، لكن التنظير صحيح بالنسبة إلى المعنى المراد باللفظين؛ لأن كلا منهما يردُ عليه أنه تزكية في حق مقطوع بتزكيته، فيكون من تحصيل الحاصل، ويحصل الانفصال عن ذلك بما تقدم من أن المراد بكل منهما تفخيم الأمر وتقويته في نفس السامع، انتهى.

قلت: وقد أورد الحافظُ كلامَ الفاكهاني بقوله: "وقد اعترض بعض المتأخرين"، وأورده ابن الملقن في "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" (2/ 579) بقوله:"قال بعض فضلاء المالكية".

ص: 128

{وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود: 123]، ونحوه، ما تصنع به؟ قلت: ما ذكرنا في الحديث عبارة الغير عن الغير، بخلاف الآيتين الكريمتين.

فإن قلت: وما الفرق بين عبارة المعبر عن نفسه، وعبارة غيره عنه؟

قلت: قد يعبر الإنسان عن نفسه بأشنع الغعبارات وأبشعها إذا أراد التهويل على مخاطبه، والتشنيع عليه، أو (1) التهكم به، وذلك كما يقول النعروف بالصدق والأمانة والعفة -مثلا-: ما أنا بكذاب، ولا خائن، ولا فاسق عند قصده ما ذكرنا (2)، ولو خاطبه غيره بذلك، لم يحسن، بل يسمج ويقبح جدا.

هذا كله إذا قلنا: إن الآيتين لم تخرجا على جواب من ادعى من الكفرة ذلك لو توهم (3)؛ أعني: الظلم والغفلة، فتإن كانتا خرجتا على جواب ذلك، فلا كلام، وكانتا كقوله تعالى:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الصمد: 3] حين ادعوا له الصاحبة والولد -تعالى الله وتقدس عن ذلك علوا كبيرا (4)

(1) في "ق": "و".

(2)

في "ق": "ما ذكرناه".

(3)

في "ق": "وتوهمه" بدل "لو توهمه".

(4)

في "ق" زيادة هنا، وهي: "قال بعض العلماء: إن صيغة فَعَّال -بتشديد العين- تأتي للمبالغة في الفعل، وتأتي صيغةُ فعَّال للنسية، ومن هذا =

ص: 129

ولذلك (1) نفت (لم) المستحيلة؛ أعني: في (2) قوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الصمد: 3]، والعرب لا تقول: الحجر لم (3) يطر، بل لا يطير، وإلا، فالجواب ما تقدم، والله أعلم.

الثاني: يقال: حنى، يحني، ويحنو، وقد جاء في الرواية الأخرى:«لا يحنو أحد منا ظهره حتى نراه قد سجد» (4)، وهما لغتان حكاهما الجوري (5)، وغيره: حَنَيْتُ، وحنوت، لكن الياء أكثر، ومعنى حنوت الشيء: عطفته، ومله حنيت العود وحنوته: عطفته أيضا (6).

الثالث: فيه: أن السنة أن لا ينحني المأموم للسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض، إلا أن يعلم من حاله أنه لو أخر إلى هذا الحد، لرفع الإمام من السجود قبل سجوده، وقد تقدم الكلام على هذا المعنى قريبا.

= الباب: فلان بَغَّال؛ أي: صاحبُ بِغَال، وعلى هذا -والله تعالى أعلم- مسألة قوله:{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]؛ أي: لا تجوز نسبتُه إلى الظلم، لا أنه ينفي عنه المبالغة، وينفي أصل الظلم. والله سبحانه أعلم".

(1)

في "ق": "وكذلك".

(2)

في "ق": "من".

(3)

في "ق": "لن".

(4)

تقدم تخريجه عند مسلم برقم (474)، (1/ 345).

(5)

انظر: "الصحاح" للجوهري (6/ 2321)، (مادة: حنا).

(6)

انظر: "شرح مسلم" للنووي (4/ 192).

ص: 130

وفيه أيضا: دليل على طول الطمأنينة من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف أصحابنا في وجوبها، قالوا: ومذهب ابن القاسم أنها سنة (1) في جميع الأركان، وسيأتي الكلام عليها في موضعها إن شاء الله تعالى.

الرابع: قوله: «ثم نقع سجودا بعده» : هو بالرفعل على الاستئناف، وليس معطوفا على (يقع) الأول المنصوب بـ (حتى)؛ إذ ليس المعنى على ذلك، والله أعلم.

* * *

(1)"قالوا: ومذهبُ ابن القاسم أنها سنة" ليس في "خ".

ص: 131