المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الحديث الثاني 68 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، - رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام - جـ ٢

[تاج الدين الفاكهاني]

فهرس الكتاب

- ‌بابُ الأَذانِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌بابُ استقبالِ القبلةِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌بابُ الصُّفوفِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌بابُ الإِمامةِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني والثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌بابُ صفةِ صلاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العاشر

- ‌الحديث الحادي عشر

- ‌الحديث الثاني عشر

- ‌الحديث الثالثَ عشر

- ‌الحديث الرابعَ عشر

- ‌باب وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود

- ‌باب القراءة في الصَّلاةِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌باب ترك الجَهرِ ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

- ‌باب سجود السَّهو

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌باب المرور بينَ يديِ المصلي

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌باب جامع

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌باب التشهد

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌باب الوتر

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌باب الزكاة عقب الصلاة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌باب الجمع بين الصلاتين في السفر

- ‌باب قصر الصلاة في السفر

- ‌باب الجمعة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

الفصل: ‌ ‌الحديث الثاني 68 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه،

‌الحديث الثاني

68 -

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (1): «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لِيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ» (2).

وَلِمُسْلِمٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي صُفُوفَنَا ، حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّي بِهَا الْقِدَاحَ ، حَتَّى رَأَى (3) أَنْ قَدْ عَقَلْنَا، ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا، فَقَامَ حَتَّى كَادَ أَنْ يُكَبِّرَ؛ فَرَأَى رَجُلاً بَادِياً صَدْرُهُ؛ فَقَالَ:«عِبَادَ اللَّهِ! لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ» (4).

(1) في "ق": "قال".

(2)

* تَخْرِيج الحَدِيث:

رواه البخاري (685)، كتاب: الجماعة والإمامة، باب: تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها، ومسلم (436)، (1/ 324)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف وإقامتها، وأبو داود (662)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف.

(3)

في "ق": "حتى إذا رأى".

(4)

رواه مسلم (436)، (1/ 324)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف وإقامتها، وأبو داود (663)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف، والترمذي (227)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في إقامة الصفوف، وابن ماجه (994)، كتاب: الصلاة، باب: إقامة الصفوف. =

ص: 77

* التعريف:

النعمان بن بشر: -بفتح الباء الموحدة وكسر الشين المعجم- ابن سعد (1) بن ثعلبة بن جُلاس -بضم الدجيم وتخفيف اللام- بن زيد بن ماتلك بن ثعلبة بن كعب بن خزرج الأكبر.

أمه: عمرة بنت رواحة، أخت عبد الله بن رواحة.

قال الواقدي: ولد على رأس أربعةو عشر شهرا من الهجرة، وهو أول مولود ولد في الأنصار بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: بعد سنة، أو أقل من سنة، وقيل: ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثمان سنين، وقيل: بست سنين، والأول أصح؛ لأن الأكثر يقولون: ولد هو وعبد بن الزبير عام اثنين من الهجرة. قيل: عبد الله بن الزبير أول مولود

= * مصَادر شرح الحَدِيث:

"معالم السنن" للخطابي (1/ 183)، و"عارضة الأحوذي" لابن العربي (2/ 52)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (2/ 346)، و"المفهم" للقرطبي (2/ 64)، و"شرح مسلم" للنووي (4/ 157)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (1/ 195)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (1/ 408)، و"فتح الباري" لابن رجب (4/ 248)، و"النكت على العمدة" للزركشي (ص: 80)، و"التوضيح" لابن الملقن (6/ 591)، و"طرح التثريب" للعراقي (2/ 324)، و"فتح الباري" لابن حجر (2/ 207)، و"عمدة القاري" للعيني (5/ 253)، و"كشف اللثام" للسفاريني (2/ 227)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (2/ 187).

(1)

في "ق": "سعيد".

ص: 78

ولد بعد الهجرة من المهاجرين، والنعمان بن بشير أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة.

روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مئة حديث، وأربعة عشر حديثا.

روى عنه: ابنه محمد بن النعمان، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، وعامر الشعبي، وعروة بن الزبير، وأبو إسحاق السبيعي (1)، وعبيد الله لبن عبد الله بن عتبة.

قتل بالشسام في أول (2) في سنة أربع وستين بقرية من قؤرى حمص يقال (3) لها: جرب بنفسار (4)، وقيل: قتل بمرج راهط.

روى له الجماعة (5).

(1) في "ق": "الشعبي".

(2)

"أول" ليس في "خ".

(3)

"يقال" زيادة من "ق".

(4)

في "ق": "بلبسان".

(5)

وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 53)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 75)، و"الثقات" لابن حبان (3/ 409)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (4/ 1496)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (62/ 111)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (5/ 310)، و"تهذيب الكمال" للمزي (29/ 411)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (3/ 411)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (6/ 440)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (10/ 399).

ص: 79

* ثم الكلاىم على الحديث من وجوه:

الأول: الظاهر: أن (اللام) في: «لتسون صفوفكم» ، جواب قسم محذوف؛ والتقدير: والله! لتسون صفوفكم؛ أي: الواقع، ولا بد: أحد الأمرين؛ من تسوية الصفوف، أو (1) وقوع المخالفة بين الوجوه، وقد جاء ذلك مصرحا به في الحديث المتقدم في «السنن» ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:«والله لتقيمن صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم» .

ع: وقوله: «أو ليخالفن الله بين وجوهكم» : يحتمل أنه كقوله: «أن يحول (2) الله صورته صورة حمار» (3)، فيخالف بصفتهم إلى غيرها من المسوخ، أو يخالف بوجه من لم يقم صفه، ويغير صورته عن وجه من أقامه، أو يخالف باختلاف بصورها في المسخ والتغير (4)(5).

ق: أما الوجه الأول: وهو قوله: فيخالف بصفتهم إلى غيرها من المسوخ، فليس فيه محافظة ظاهرة على مقتضى لفظة (بين)، والأليق بهذا المعنى أن يقال: يخالف وجوهكم عن كذا، إلا أن يراد:

(1) في "خ": "و".

(2)

في "ق": "أو ليحولن".

(3)

سيأتي تخريجه.

(4)

في "ق": "والتغيير".

(5)

انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (2/ 346).

ص: 80

المخالفة بين وجوه من مسخ، ومن لم يمسخ، فهذا (1) الوجه [الثاني]، وأما الوجه الأخير، ففيه [محافظة على معنى «بين»، إلا أنه ليس فيه] محافظة قوية (2) على قوله: «وجوهكم» ؛ فإن تلك المخالفة مخالفة بعد المسخ، وليست تلك [صفة] وجوههم [عند المخالفة بالفعل](3).

الثاني: «القداح» : جمع قِدح -بكسر القاف وسكون الدال-، وهو السهم قبل أن يراش ويركب نصله (4)، وهو تمثيل حسن جدا؛ فإن السهام يطلب في تسويتها التحرير، وحسن الاستقامة (5)؛ كي لا تطيش عند الرمي، فلا تصيب الغرض، فشبه تسوية الصفوف بها، وقد تقدم أنهم كانوا يتحاذون بالأقدام والمناكب، وقد كان بعض أئمة السلف يوكلون رجالا يسوون الصفوف (6).

وقوله: «حتى رأى أن قد عقلنا» ؛ أي: فهمنا ما أمرنا به من التسوية، وسكنا بعد الاضطراب، فكأنه كان عليه الصلاة والسلام

(1) في "خ" و"ق": "فهو".

(2)

"قوية" ليس في "ق".

(3)

في "خ": "وليست تلك وجوههم المخاطبة"، وفي "ق":"وليست تلك وجوهكم المخالفة"، والتصويب من "شرح العمدة" لابن دقيق (1/ 196).

(4)

انظر: "الصحاح" للجوهري (1/ 394)، (مادة: قدح).

(5)

في "ق": "الإقامة".

(6)

انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (1/ 197).

ص: 81

يراعيهم في التسوية، ويراقبهم، إلى أن علم أنهم عقلوا المقصود منه، وامتثلوه، فكان ذلك غاية لمراقبتهم وتكلف مراعاة إقامتهم (1).

الثالث: قوله: «حتى كاد أن يكبر» إلى آخر الباب، الأصل (2) في (كاد): أن تستعمل بغير (أن)، وقد جاء ذلك قليلا، قال الشاعر:[الرجز]

قَدْ كَادَ مِنْ طُولِ الْبِلَى أَنْ يَمْصَحَا (3)

وهي عكس (عسى) في ذلك؛ إذ الأكثر فيها أن تستعمل ب (أن)، وحذف (أن) منها (4) قليل، ومنه قوله:[الوافر]

عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتُ فِيهِ

يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ (5)

والسر في ذلك مذكور في كتب النحو.

فيه: جواز كلام الإمام بعد الإقامة، وقبل الإحرام، وهو مذهبنا، ومذهب الجمهور؛ لحاجة تنزل من أمر الصلاة وغيرها بعد تمام الإقامة؛ خلافا لأبي حنيفة في أنه يجب عليه تكبيرة الإحرام إذا قال المؤذن: قد قامت الصلاة، وقد اختلف العلماء في جواز الكلام حينئذ

(1) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (1/ 197).

(2)

"الأصل" ليس في "ق".

(3)

لرؤبة بن العجاج.

(4)

في "ق": "فيها".

(5)

لهُدْبة، كما في "ديوانه" (ص: 54).

ص: 82

وكراهته، وقال اللخمي من أصحابنا: إن طال ذلك، أعادها؛ يعني: الإقامة (1)، والله أعلم (2).

* * *

(1)"يعني: الإقامة" ليس في (ق).

(2)

وانظر: «مواهب الجليل» للحطاب (1/ 468).

ص: 83