الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الحادي عشر
88 -
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا صَلَّى، فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إبْطَيْهِ (1).
* * *
(1) * تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (383)، كتاب: الصلاة في الثياب، باب: يبدي ضبعيه ويجافي في السجود، و (774)، كتاب: صفة الصلاة، باب: يبدي ضبعيه ويجافي في السجود، و (3371)، كتاب: المناقب، باب: صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم (495)، (235، 236)، كتاب: الصلاة، باب: ما يجمع صفة الصلاة، والنسائي (1106)، كتاب: التطبيق، باب: صفة السجود.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"المفهم" للقرطبي (2/ 97)، و"شرح مسلم" للنووي (4/ 210)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (1/ 234)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (1/ 484)، و"فتح الباري" لابن رجب (5/ 108)، و"النكت على العمدة" للزركشي (ص: 98)، و"التوضيح" لابن الملقن (5/ 398)، و"فتح الباري" لابن حجر (2/ 294)، و"عمدة القاري" للعيني (4/ 122)، و"كشف اللثام" للسفاريني (2/ 389)، و"سبل السلام" للصنعاني (1/ 182)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (2/ 284).
* التعريف:
عبد الله بن مالك ابن بحينة -بباء موحدو وحاء مهملة بعدها ياء ساكنة باثنتين تحتها وبعدها نون- وهي أمه، وهي: بحينة بنت الأَرَتِّ -بتاء مثناة فوق مشددة-، وهو الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف، وأبو مالك بن القِشْب، وهو جندب بن نضلة -بفتح النون وسكون الضاد المعجمة- بن عبد الله بن رافع بن مخضب -بالخاء المعجمة الساكنة بعدها ضاد معجمة- بن ميسرة بن صعب بن دُهمان -بضم الدال- بن نصر بن الأزد بن شنوءة.
وكان أبو مالك قد حالف المطلب بن عبد مناف، وتزج بحينة من الحارث بن عبد المطلب، فولدت له عبد الله.
ويكنى: أبا محمد، فأسلم، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قديما، وكان ناسكا فاضلا، يصوم الدهر، وكان ينزل بطن ريم، على ثلاثين ميلا من المدينة، ومات بها في عمل مروان بن الحكم الآخر على المدينة سنة أربع وستين، وعزل عنها في ذي القعدة سنة ثمان وستين.
روى عنه: الأعرج، وعطاء بن يسار، ومحمد بن عبد الرحمن ابن ثوبان، وابنه علي بن عبد الله بن بحينة، وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، رويا له أربعة أحاديث.
روى له الجماعة (1).
(1) وانظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 10)، و"الجرح والتعديل" =
إذا ثبت هذا، فلتعلم أن عبد الله هذا (1) إذا وقع في موضع رفع، نون مالك أبوه، ورفع ابن؛ لأنه ليس بصفة لمالك، فيترك تنوينه ويجر، وإنما هو صفة لعبد الله بن مالك، وكذلك إذا رفع عبد الله في موضع جر، نون -أيضا-، وجر ابن؛ لأنه ليس بصفة لمالك، وقد قيل: إن بحينة أم أبيه مالك، والأول أصح (2).
* ثم الكلام على الحديث من وجوه:
الأول: قد تقدم أن (كان) هذه تدل على الملازمة والتكرار.
وقوله: «فرج» : هو بتشديد الراء، وهو عبارة عن مجافاة (3) اليدين عن الجنبين، ويسمى ذلك -أيضا- تَخْوِيَة، وتجنيحا، وقد رويت الثلاثة: فجاء في رواية: أنه عليه الصلاة والسلام خَوَّى بين يديه (4)، وفي أخرى: تجنح في سجوده (5).
والجميع بمعنى واحد.
= لابن أبي حاتم (5/ 150)، و"الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (2/ 156)، و"الثقات" لابن حبان (3/ 216)، و"المستدرك" للحاكم (3/ 486)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (3/ 372)، و"تهذيب الكمال" للمزي (27/ 124)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (5/ 712)، و"تهذيب التهذيب" له أيضا (5/ 333).
(1)
"هذا" ليس في "خ".
(2)
"الصحاح" للجوهري (3/ 1114)، (مادة: أبط).
(3)
في "خ": "محاذاة".
(4)
رواه مسلم (497)، كتاب: الصلاة، باب: ما يجمع صفة الصلاة، من حديث ميمونة رضي الله عنها.
(5)
رواه مسلم (495)، كتاب: الصلاة، باب: ما يجمع صفة الصلاة، من حديث عمرو بن الحارث رضي الله عنه.
الثاني: قوله: «حتى يبدو بياض إبطيه» (1): قال الجوهري: الإبْط: ما تحت الجناح، يذكر ويؤنث، والجمع آباط، وحكى الفراء عن بعض العرب: فرفع السوط حتى برقت إبطه، والإبْط -أيضا- من الرحمل: منقط معظمه (2).
الثالث: فيه: استحباب مجافاة اليدين -كما تقدم-، وذلك مستحب للرجال دون النساء؛ إذ المطلوب من النساء التقبض، والتجمع، والانزواء، دون التخوية والتجنيح، وإنما استحب ذلك للرجال؛ لأنها هي الاجتهاد وعدم التكاسل، والاستهانة بالعبادة، ولتكون اليدان في عمل من أعمال الصلاة، ولأنها -أضا- هيئة تدل على التواضع، وهي أبلغ في تمكين الجبهة والأنف من الأرض، والله أعلم (3).
(1) في "ق": زيادة، وهي:"يروى بالنون وبالياء باثنتين تحت، والمحفوظ المعروف في ذلك الباء المضمومة على ما لم يسم فاعله".
قلت: قال ابن الملقن في "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام"(3/ 135): واعلم أني رأيت في شرح هذا الكتاب للفاكهي أن قوله: "حتى يبدو بياض إبطيه" يروى بالنون وبالياء المثناة تحت، والمحفوظ المعروف في ذلك الياء المضمومة على ما يسمَّ فاعله. قال ابن الملقن: هذا لفظه، وهو عجيب، بل لا يتأتى النطق بما ذكره، وهذا الاختلاف مذكور في رواية مسلم:"كان يجنح في سجوده حتى يرى وضح إبطيه"، فإنه روي بالنون في "يرى"، وبالمثناة تحت المضمومة.
(2)
انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 1114)، (مادة: أبط).
(3)
انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (1/ 235).