الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِنَّ وأخَواتُها
ص:
174 -
لإِنَّ أَنَّ لَيْتَ لكِنَّ لَعَلّ
…
كَأَنَّ عَكْسُ مَا لِكَانَ مِنْ عَمَلْ
(1)
ش:
هذه الأحرف السّتة تدخلِ علَى المبتدأ والخبر فتنصب المبتدأ اسمًا لها وترفع الخبر خبرًا لها؛ فهي مثل (كَانَ) فِي نسخ عمل الابتداء، وعكسها فِي عمل الرّفع والنّصب.
* فـ (إِنَّ)، و (أنَّ): للتوكيد ونفي الشّك.
* و (ليت): للتمني، ويكون فِي:
الممكن: كـ (ليت زيدًا حاضر).
وغيره: كـ (ليت الشّباب يعود).
* و (لعل) للترجي، ولَا يكون إِلَّا في الممكن؛ كالمحبوبات نحو:(لعل اللَّه يرحمنا).
وتأتي للإِشفاق فِي المكروه؛ نحو: (لعل العدو يقدم)، وجعل منه قوله تعالَى:{وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} ؛ أَي: خفن.
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} ؛ أي: قاتلها.
والإشفاق في المكروه يتعدى بـ (مِن)؛ لقوله تعالى: {وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} ؛ أَي: خِفنَ.
وفي غيره يتعدَى بـ (علَى)؛ كأشفقت عليه.
وعن الأخفش: تكون للتعليل، كقولِهِ تعالَى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ
(1)
لإن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. أن، ليت، لكن، لعل، كأن: كلهن معطوف على المجرور بعاطف مقدر. عكس: مبتدأ مؤخر، وعكس مضاف. وما: اسم موصول مضاف إليه. لِكان: جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقع جملته صلة الموصول: أي عكس الذي استقر لكان. من عمل: جار ومجرور متعلق بما تعلق به الأول.
يَخْشَى}.
وفي "الإِتقان": حكَى البغوي عن الواقدي: أنها فِي القرآن للتعليل، إِلَّا:{لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} .
وعن الكوفيين: يُستفهَم بها، وسُمِع:(لعلك تشتمنا فأقوم إِليك؟).
وتكون حرف جر، وسيأتي فِي محله.
وتأتي عسَى بمعناها عند سيبويه إن كَانَ اسمها ضميرًا؛ نحو:
.... عَسَاهَا نَارُ كَأسٍ
…
........................
(1)
كما سبق فِي المقاربة.
وفيها عشر لغات: (لعلَّ، وعلَّ، ولعنَّ، وعنَّا بالمهملة، ولغنَّ، وغنَّا، بالمعجمة، ولِأَنَّ، وأنّا، ورعنّ بالرّاء قبل مهملة أو معجمة)
(2)
.
والنّون مشددة فِي الجميع.
* وأما (لكن):
فحرف استدراك، تقع بَينَ جملتين متغايرتين؛ نحو:(ما جاء زيد؛ لكن عمرًا جاءَ)، و (زيد شجاع لكنه بخيل).
وللتوكيد؛ كـ (لو قام زيد أكرمته، لكنه لم يقم).
(1)
التخريج: شرح أبيات المغني/ 3/ 350، والهمع/ 1/ 132، والعيني/ 2/ 227، وشرح التصريح/ 1/ 213، من بيتين للشاعر صخر بن الجعد الخضري، من قصيدة رقيقة، يتشوق فيها إلى صاحبته (كأس)، وهما:
وَلَيْلَ بَدَتْ لِلْعَيْنِ نَارٌ كَأَنَّهَا
…
سَنَا كَوْكَب لا يَسْتَبِين خُمُودها
فَقُلْتُ عَسَاهَا نَارُ كَأْسٍ وَعَلَّهَا
…
تشَكّى فَأَمْضي نَحْوَهَا فَأَعُودهَا
الشاهد: قوله: (عساها)؛ حيث استعمل (عسى) بمعنى (لعل).
(2)
أوصلها السّيوطيّ في الهمع 2/ 153 إلى ثلاث عشرة لغة.
وتُنظر هذه اللّغات في: معاني الحروف للرّمّانيّ 124، والإنصاف 1/ 224، وشرح المفصّل 8/ 87، وشرح الرّضيّ 2/ 361، وشرح الكافية الشّافية 1/ 470، 472، والبسيط 2/ 763، والجنى الدّاني 582، وجواهر الأدب 402.