المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ش:   ‌ ‌[الفعل وعلاماته]: الفعل: كلمة دلت على معنى في نفسها، واقترنت بزمان - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ١

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌اسِتهْلَال

- ‌بَيْنَ يَدَيّ الكِتَاب

- ‌الألْفِيَّة في النَّحو

- ‌وعلى هذا الشرح:

- ‌ومن شروح الألفية:

- ‌وفي إعراب الألفية:

- ‌وفي شرح (شواهد شروح الألفية) كتابان: كبير، وصغير

- ‌وممن نثر الألفية:

- ‌وله عدة حواشَ على الألفية، منها:

- ‌ومن الحواشي على (التوضيح):

- ‌تَرْجَمَة الشَّارِح مُحَمَّد الفَارِضِي رحمه الله

- ‌وَصف النُّسخ الخَطِّيَّة

- ‌عَيِّنَةٌ مِن صُوَرِ المَخْطُوطَاتِ المُعْتَمدَةِ فِي التَّحْقِيقِ

- ‌خِطَّةُ العَمَلِ وَمَنْهَجُ التَّحْقِيق

- ‌وأهم مصادر المؤلف:

- ‌وختامًا:

- ‌شُكْرٌ وَتَقْدِيرٌ

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌[أقسام الكلمة]:

- ‌[الاسم وعلاماته]:

- ‌[الفعل وعلاماته]:

- ‌المُعْرَب والمَبْني

- ‌تنبيه:

- ‌[إعراب المضارع وبناؤه]:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌[أنواع الإعراب أربعة]:

- ‌الأَسْمَاءُ السِّتَّة

- ‌تنبيه:

- ‌شُروطُ إعراب الأسماء الستة بالحروف

- ‌المُثَنَّى وإعْرَابُه

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمِ وَإعْرَابُهُ

- ‌[كيفية جمع المنقوص جمعَ مذكر سالم]:

- ‌[كيفية جمع المقصور جمعَ مذكر سالم]:

- ‌تنبيه:

- ‌المُلْحَق بِجَمْعِ المُذَكَّر السَّالِم

- ‌جَمْعُ الألِف وَالتَّاء وَإعْرَابه

- ‌[الملحق بجمع الألف والتاء]:

- ‌تنبيه:

- ‌المَمْنُوع مِن الصَّرْف

- ‌الأفْعَالُ الخَمْسَة

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌الأسْمَاءُ المُعْتَلَّة

- ‌الفِعْلُ المُعْتَل بالألِف

- ‌النَّكِرَة وَالمَعْرِفَة

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌العَلَم

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌اسْمُ الإِشَارَةِ

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه:

- ‌المَوْصُول

- ‌المَوْصُولُ الحَرْفِي

- ‌المَوْصُول الاسْمِي

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌المُعَرَّفَة بِأدَاةِ التَّعْرِيف

- ‌الاِبْتِدَاء

- ‌والمبتدأ علَى ضربين:

- ‌ومنع ثعلب وقوع الجملة القسمية خبرًا

- ‌تنبيه:

- ‌[مسوغات الابتداء بالنكرة]:

- ‌الخبر مع المبتدأ باعتبار تقديمه وتأخيره علَى ثلاثة أقسام:

- ‌تنبيه:

- ‌واختلف فِي الضّمير الرّابط هنا:

- ‌تنبيه:

- ‌كانَ وَأَخَوَاتُها

- ‌وهذه الأفعال علَى ثلاثة أقسام:

- ‌[ما يستعمل استعمال "ليس" من الأفعال]

- ‌وهذه الأفعال:

- ‌ومن اسم الفاعل: قولُهُ:

- ‌[مواضع وجوب تقديم الاسم في كان وأخواتها]

- ‌[مواضع وجوب تأخير الاسم في كان وأخواتها]

- ‌وخالفهم الكوفيون

- ‌ومنع الفراء التّقديم مع أحرف النّفي مطلقًا

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لا يكون اسم كَانَ نكرة إِلَّا بمسوغ:

- ‌ولَا يكون اسمها نكرة وخبرها معرفة إِلا فِي الضّرورة

- ‌ويختص "ليس" بمجيء اسمها نكرة بِلَا شرط

- ‌وقد يقتصر عليه للعلم بالخبر

- ‌وليس للزائدة اسم ولَا خبر

- ‌يجوز أَن تحذف كَانَ مع اسمها ويبقَى الخبر دليلًا علَى ذلك

- ‌ولَا يحذف خبر كَانَ؛ لأنه عوض أَو كَالعوض

- ‌وأن المصدرية حينئذ فِي محل نصب أو جر علَى الخلاف فِي محلها بعد حذف الحرف معها

- ‌وأجازه المبرد

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في (ما) و (لا) و (لات) و (إنْ) المشبَّهات بِـ (لَيْسَ)

- ‌وتعمل بشروط خمسة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌أفْعَالُ المُقَارَبَة

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إِنَّ وأخَواتُها

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لَا الَّتي لِنَفْيِ الجِنْس

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

الفصل: ش:   ‌ ‌[الفعل وعلاماته]: الفعل: كلمة دلت على معنى في نفسها، واقترنت بزمان

ش:

[الفعل وعلاماته]:

الفعل: كلمة دلت على معنى في نفسها، واقترنت بزمان في أول وضعها.

والمراد بالمعنى: الحدث، وهو المصدر؛ لدلالة (ضربَ) على الضرب، فخرج ما تضمن الزمان بطريق العرض؛ كاسم الفعل؛ نحو:(دراك) بمعنى: (أدرك)، واشتق الفعل من المصدر؛ كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى في المفعول المطلق.

وهو ثلاثة أقسام: ماض، ومضاع، وأمر.

وينجلي الفعل ويمتاز عن الاسم والحرف بـ:

* تاء فعلتَ، وهي تاء الفاعل المضمومة للمتكلم؛ كـ (قمتُ)، أو المفتوحة للمخاطب المذكر؛ كـ (قمتَ)، وبكسرها للمؤنث.

* وبتاء أتتْ، وهي تاء التأنيث الساكنة؛ كـ (قامتْ، ونِعمتْ)، وفي الحديث:"من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت"، والفاعل هنا: الضمير المستتر، لا التاء الساكنة، خلافًا للأخفش فيما حكي عنه.

واحترز بالساكنة: من:

* المتحركة اللاحقة للأسماء؛: كـ (قائمة، ومسلمة) فهذه متحركة بحركة الإعراب.

* ومن المفتوحة اللاحقة لبعض الحروف؛ نحو: (ثمَّتَ، وربَّتَ)، قال ابن دريد:

ثُمَّتَ طَافَ وَانْثَنَى مُسْتَلِمَا

ثُمَّتَ جَاءَ المَروَتَينِ فَسَعَى

(1)

(1)

التخريج: البيت من الرجز لابن دريد في الأمالي (57)، وجواهر الأدب (2/ 406).

الإعراب: ثمت: حرف عطف، والتاء: زائدة. طاف: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. وانثنى: الواو حرف عطف، انثنى: فعل ماض. مستلما: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة. ثمت: حرف عطف، والتاء زائدة. جاء: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. المروتين: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى. فسعى: الفاء: حرف عطف، سعى: فعل ماض.

وجملة (طاف): معطوفة على ما قبلها. وجملة (جاء): معطوفة عليها. وجملة (سعى): معطوفة عليها أيضًا.

الشاهد: قوله: (ثمّت) في الموضعين؛ حيث دخلت التاء زائدة على حرف العطف.

ص: 53

وقد تسكن من: (ثمتْ، وربتْ).

* ويمتاز أيضًا: بياء افعلي، وهي: ياء الفاعلة المخاطبة اللاحقة:

- فعل الأمري كـ (اضرب واضربي، وافعل وافعلي).

- والمضارع؛ كـ (تقومين).

والمشهور: أنها فاعل.

وعن الأخفش: أنها في المضارع: حرف علامة تأنيث، والفاعل ضمير مستتر.

والماضي لا يلحقه ياء أصلا.

وإنما قال: (يا أفعَلِي) ولم يقل: (ياء الضَمير)؛ لأن ياء الضَمير تشمل ياء المتكلم، وتكون في: الاسم، والفعل، والحرف؛ كـ (غلامي، يخدمني، عني)، ولا تختص بالفعل.

بخلاف (ياء افعلي)، فلا تكون إلا في الفعل.

ويمتاز الفعل أيضًا بنون أَقْبِلَنَّ، وهي: نون التوكيد؛ ثقيهلة كالمذكورة، أو خفيفة؛ كالتي في قوله تعالىَ:{لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} .

واللَّه الموفق

ص:

12 -

سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كهَل وَفِي وَلَمْ

فِعلٌ مُضَارِعٌ يلِي لَمْ كَيَشَمْ

(1)

(1)

سواهما: سوى: خبر مقدم مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وسوى مضاف والضمير مضاف إليه. الحرف: مبتدأ مؤخر، ويجوز العكس، لكن الأَولى ما قدمناه. كهل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير وذلك كهل. وفي ولم: معطوفان على هل. فعل: مبتدأ. مضارع: نعت له. يلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، يعود على (فعل مضارع)، والجملة خبر المبتدأ. لم: مفعول به ليلي، وقد قصد لفظه. كيشم: جار ومجرور متعلق بمحذوف يقع خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كيشم، وتقدير البيت كله: الحرف سوى الاسم والفعل، وذلك كهل وفي ولم، والفعل

ص: 54

ش:

[الحرف وعلاماته]:

يقول: سوى، الاسم والفعل:(الحرف)، وهو: ما دل على معنى في غيره ولم يقبل شيئًا من علامات الاسم ولا علامات الفعل.

وفي تعليق النحاس على "مقرب أبي الحسن بن عصفور": أن الحرف يدل على معنى في نفسه.

فمن الحروف:

ما يشترك بين الاسم والفعل،:(هل زيد أخوك؟)، و (هل قام زيد؟).

ولا يليها اسم إذا كان في خبرها فعل، فلا يقال:(هل زيدًا ضربت؟)، وإنما جاز (هل زيد أخوك؟)؛ حملا على الهمزة، ولم يجز:(هل زيد قام؟)، ولا:(هل زيدًا ضربت؟)، لأنها لما لم تجد الفعل في:(هل زيد أخوك؟) تسلّت عنه، ولما رأته في حيزها نحو:(هل زيد قام؟) تذكرت الصحبة القديمة ولم تقنع إلا بأن تعانقه، وأجازه الكسائي.

وقيل: مخصوص بالشعر ما لم يشتغل الفعل بالضمير، فيجوز نظمًا ونثرًا:(هل زيدًا ضربته؟).

وهو بمعنى:

- "قد" في قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

- و"إنَّ " المشددة في قوله تعالى: {هَلْ في ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} .

- و"ما النافية" في قوله: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} .

- وفي "الأشباه والنظائر" للسيوطي رحمه الله: يكون فعل أمر من (وَهَلَ) إذا ذهب.

وأجاز المبرد دخول الهمزة عليها؛ كقوله:

................

أَهَلْ رَأَونَا بِسَفحِ القَاعِ ذِي الأَكَمِ (1)

المضارع يلي لم، وذلك كائن كيشم، ويشم فعل مضارع ماضيه قولك: شممت الطيب ونحوه -من باب فرح- إذا نشقته، وفيه لغة أخرى من باب نصر ينصر حكاها الفراء.

(1)

سائل فوارس يربوع بشَدَّتنا

أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم

التخريج: قاله زيد الخير (الخيل) الطائي الصحابي من أبيات قالها في إغارة على بني يربوع، وهو في

ص: 55

ودخلت (أم) في قوله:

...............................

أَمْ هَلْ عَلَى العَيشِ بَعدَ الشَّيبِ مِنْ نَدَمِ (1)

ديوانه ص 155، والجنى الداني ص 34 والدرر 5/ 146، وشرح شواهد المغني 2/ 77 وشرح المفصل 8/ 152 وبلا نسبة في أسرار العربية ص 35 والأشباه والنظائر 2/ 472،7/ 55، وتذكرة النحاة ص 78 وجواهر الأدب ص 281، وخزانة الأدب 11/ 261، 263، 266، والخصائص 2/ 463 ورصف المباني ص 407، وشرح عمدة الحافظ ص 385، واللمع ص 317، ومغني اللبيب 2/ 352 والمقتضب 1/ 44، 3/ 291، وهمع الهوامع 2/ 77، 133.

الشرح: بشدّتنا: الباء بمعنى "عن"، والشدّة: بفتح الشين، الحملة، والقاع: المستوي من الأرض.

الإعراب: سائل: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. فوارس: مفعول به منصوب. يربوع: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاة. بشدتنا: جار ومجرور متعلقان بالفعل سائل، ونا: ضمير مضاف إليه. أهل: حرف استفهام. رأونا: فعل ماض وفاعله ومفعوله. بسفح: جار ومجرور متعلقان بالفعل رأى. القاع: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. ذي: صفة القاع مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة. الأكم: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

وجملة (سائل): استئنافية لا محلّ لها. وجملة (هل رأونا): في محلّ نصب مفعول (سائل).

الشاهدة قوله: (أهل)؛ حيث أدخل الهمزة على هل، وذلك على قول المبرد.

(1)

يا ليت شعري ولا منجى من الهرم

أم هل على العيش بعد الشيب من ندم؟

التخريج: البيت لساعدة بن جؤية في الأزهية ص 131، وخزانة الأدب 8/ 161، 162، 11/ 162، والدرر 6/ 115، وشرح أشعار الهذليين 3/ 112 وشرح شواهد المغني 1/ 151، وهمع الهوامع 2/ 134 وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص 319، ولسان العرب 12/ 36.

اللغة: المنجى: الخلاص. الهرم: الشيخوخة.

المعنى: هل يندم المرء على حياته بعد أن يشيب ويهرم؛ لا أعتقد أحدًا يحب حياته بعدها، بالرغم أنه لا خلاص ولا مهرب منهما.

الإعراب: ياليت: يا حرف تنبيه، ليت: حرف مشبه بالفعل. شعري: اسم ليت منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، والياء: ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. وخبر ليت محذوف تقديره: حاصل. ولا: الواو: حرف اعتراض لا محلّ له،: نافية للجنس. منجى: اسم لا منصوب بفتحة مقدرة. من الهرم: جار ومجرور متعلقان بالمصدر منجى، وخبر لا محذوف. أم هل: أم: زائدة، هل: حرف استفهام لا محلّ له. على العيش: جار ومجرور متعلقان بالمصدر ندم، بتقدير هل من ندم موجود. بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة. الشيب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من ندم: من: حرف جر زائد، ندم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ مؤخر.

ص: 56

* ومنها ما يختص بالاسم، نحو:(مِن، و: في).

* ومنها ما يختص بالمضارع؛ كـ (لم).

وهو

(1)

لفظ صالح لزمن الحال والاستقبال حقيقة؛ حتى يتخلص لأحدهما بقرينة.

وفي "التسهيل": إذا تجرد من القرائن .. فحمله على الحال أرجح.

وقوله: (يَشمّ) ضبطه الشرَّاح بالتشديد من: (شمَّ الطيبَ يشمُّه)، ويجوز أن يكون مضارع (شامَ البرقَ يَشَامُه) إذا رآه.

ومثَّل به الشيخ رحمه الله على هيئته التي يكون فيها مجزومًا، فقال:(كَيَشمّ)؛ أي: كقولك في (شام) مجزومًا: (يشم)، وفي (ينال) مجزومًا:(ينل) فجزمه على الحكاية.

ويلي

(2)

أيضًا: (قد) وهي:

* للتوقع في: (قد يقدم الغائب).

وتأتي للتقليل في: (قد يصدق الكذوب).

* وليست للتقليل في أفعال الله تعالى؛ نحو: {قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} بل هي للتحقيق.

وتكلَّفَ من قال: (للتقليل، والمعنى: أقل معلوماته ما أنتم عليه).

وجاءت للتكثير في قول الشاعر:

قَدْ أَشهَدُ الغَارَةَ الشَّعْواءَ تَحمِلُنِي

جَردَاءُ مَعرُوقَةُ اللَّحْيَيْنِ سُرْحُوبُ

(3)

= وجملة (يا ليت شعري): ابتدأئية لا محلّ لها. وجملة (ولا منجى): اعتراضية لا محلّ لها. وجملة (هل من ندم على العيش): سدت مسد مفعولي شعري، في محلّ نصب. والتقدير ليت علمي.

الشاهد فيه قوله: (أم هل)؛ حيث جاءت أم زائدة لدخولها على حرف الاستفهام.

(1)

أي: الفعل المضارع.

(2)

أي الفعل المضارع.

(3)

التخربج: البيت من البسيط، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص 225؛ وسر صناعة الإعراب ص 21؛ وشرح شواهد الإيضاح ص 497؛ والمنصف 1/ 223؛ ولامرئ القيس أو لعمران بن إبراهيم الأنصاري في شرح شواهد المغني 2/ 496؛ ولإبراهيم بن عمران في لسان العرب 1/ 676 (قصب)؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص 258؛ وخزانة الأدب 6/ 105، 11/ 253؛

ص: 57

لأنه موضع مدح وافتخار، فلا يصلح فيه التقليل.

والسُّرحوب بضم السين: الفرس الطويلة.

ولذا قال سيبويه في قول الآخر:

قَد أَترُكُ القِرنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ

...........................

(1)

= ولسان العرب 10/ 245 (عرق)، ومغني اللبيب ص 174.

الشرح واللغة: الشعواء: بفتح المعجمة وسكون المهملة: فاشية متفرقة. وجرداء: فرس قصيرة الشعر. ومعروقة: بالمهملة والراء والقاف: قليلة اللحم. وسرحوب: بمهملات، طويلة مشرفة.

الإعراب؛ قد: هنا: حرف تكثير. أشهد: فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره: أنا.

الغارة: مفعول به منصوب بالفتحة. الشعواء: صفة منصوبة. تحملني: فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء: ضمير مفعول به. جرداء: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. معروقة: صفة مرفوعة. اللحيين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. سرحوب: صفة ثانية مرفوعة.

وجملة (أشهد الغارة): استئنافية لا محلّ لها. وجملة (تحملني): حال.

الشاهد: قوله: (قد أشهد)؛ حيث استعمل الشاعر قد الداخلة على المضارع للتكثير.

(1)

صدر بيت وعجزه: كأنّ أثوابَه مُجَّت بفِرصادِ

التخريج: البيت لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص 64؛ وخزانة الأدب 11/ 253، 257، 260؛

وشرح أبيات سيبويه 2/ 368؛ ولعبيد بن الأبرص أو للهذلي في الدرر 5/ 128؛ وشرح شواهد المغني ص 49 وللهذلي في الأزهية ص 212؛ والجنى الداني ص 259؛ والكتاب 4/ 224؛ ولسان العرب 3/ 347 (قدد)؛ ومغني اللبيب ص 174؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص 76؛ ورصف المباني ص 393؛ وشرح شواهد الإيضاح ص 220؛ ولسان العرب 13/ 17 (أسن)؛ والمقتضب 1/ 43؛ وهمع الهوامع 2/ 73.

اللغة: القِرن: المماثل في الشجاعة. مصفرًا أنامله: مقتولًا قد نزف دمه، فاصفرت أنامله. سجّت: طيّنت، يقال: سجَّ الحائط: طيَّنه، والمراد هنا: صُبغت، ويروى:(مجّت). الفِرصاد: ماء التوت الأحمر، يريد أن الدم الذي على ثيابه بمنزلة ماء التوت، وتقديره على هذا القول: كأن أثوابه مجت بماء الفرصاد.

المعنى: يريد: ربما تركت القرن مقتولًا، قد اصفرت أنامله لما خرجت منه الروح.

الإعراب: قد: حرف تكثير. أترك: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره: أنا.

القرن: مفعول به منصوب بالفتحة. مصفرًا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. أنامله: فاعل لمصفرًّا مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل، في محلّ جر بالإضافة. كأنّ: حرف مشبه بالفعل. أثوابه: اسم كأن منصوب بالفتحة، والهاء: ضمير متصل، في محلّ جر بالإضافة.

سجت: فعل ماض مبني على الفتح، مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: هي،

ص: 58

ولا تدحل (قد) على: فعل جامد، ولا مجزوم، ولا منصوب، ولا مقرون بحرف التنفيس.

واللَّه الموفق

ص:

13 -

وَمَاضِيَ الأفعَالِ بِالتَّا مِز وَسِم

بِالنُّونِ فِعلَ الأمرِ إنْ أمرٌ فُهِم

(1)

14 -

وَالأمرُ إن لَم يَكُ لِلنُّونِ مَحَلّ

فِيهِ هُوَ اسمٌ نَحْوُ: (صَه) وَ (حَيَّهَل)

(2)

= والتاء: للتأنيث. بفرصاد: جا ومجرور متعلقان بالفعل سجت.

وجعلة (أترك القرن): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (كأن أثوابه سجت): في محلّ نصب حال. وجملة (سجت): في محلّ رفع خبر كأن.

الشاهد: قوله: (قد أترك)؛ حيث جاءت قد مع المضارع للتكثير لأنها في موضع التمدّح والافتخار، والأصل عند دخولها على المضارع أن تكون للتقليل.

(1)

وماضي: الواو للاستئناف، ماضي: مفعول به مقدم لقوله مز الآتي، وماضي مضاف. والأفعال: مضاف إليه. بالتا: جار ومجرور متعلق بمز. مز: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. وسم: الواو عاطفة أو للاستئناف، سم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. بالنون: جار ومجرور متعلق بسم. فعل: مفعول به لسم، وفعا: مضاف. والأمر: مضاف إليه. إن: حرف شرط. أمر: نائب فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده، وتقديره: إن فهم أمر. فهم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على أمر، والجملة من الفعل ونائب فاعله لا محلّ لها من الإعراب تفسيرية، وجواب الشرط محذوف يدل عليه المذكور.

وتقديره: إن فهم أمر فسم بالنون

إلخ.

وتقدير البيت: ميز الماضي من الأفعال بقبول التاء التي ذكرنا أنها من علامات كون الكلمة فعلًا، وعُلِم فعل الأمر بقبول النون إن فهم منه الطلب.

ومز: أمر من (ماز) الشيء يميزه ميزًا؛ مثل باع يبيع بيعًا إذا ميزه.

وسم: أمر من وسم الشيء يسمه وسمًا؛ مثل وصفه يصفه وصفًا إذا جعل له علامة يعرفه بها.

والأمر في قوله: (إن أمر فهم) .. هو الأمر اللغوي، ومعناه الطلب الجازم على وجه الاستعلاء.

(2)

والأمر: الواو عاطفة أو للاستئناف، الأمر: مبتدأ. إن: حرف شرط. لم: حرف نفي وجزم.

يك: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف، وأصله يكن. للنون: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر يك مقدمًا .. محلّ: اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف. فيه: جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لمحل. هو اسم:

ص: 59

ش:

[الفعل الماضي وعلاماته]:

الماضي لفظًا ومعنى: ما وقع وانقطع، وحَسُن معه (أمس).

وله علامات يمتاز بها من المضارع والأمر؛ كـ:

قبوله التاء في آخره، وهي التاء المعهودة في البيت السابق، كـ (تاء الضمير) في:(فعلتَ، وتباركتَ يا اللَّه).

وتاء التأنيث الساكنة؛ كما في (أتَتْ، ونعمَت، وبئسَتْ).

وتتصل تاء الضَمير أيضًا بـ (عسى، وليس)؛ كـ (عست أن تقوم).

بخلاف (نعم وبئس).

والظاهر: أن (تباركتَ) لا تقبل الساكنة، خلافًا للبجائي (1).

وتدخل عليه (قد) للتحقيق، نحو:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} .

وهي تقرب الماضي من الحال، لأن:(قام زيد) يحتمل للماضي القريب والبعيد.

وينصرف إلى:

مبتدأ وخبر، والجملة منهما في محلّ جزم جواب الشرط، وإنما لم يجئ بالفاء للضرورة. والجملة من الشرط وجوابه في محلّ رفع خبر المبتدأ، أو تجعل جملة (هو اسم) في محلّ رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله:(الأمر) في أول البيت، وتكون جملة جواب الشرط محذوفة دلت عليها جملة المبتدأ وخبره، والتقدير على هذا: والدال على الأمر هو اسم إن لم يكن فيه محلّ للنون فهو اسم، وحذف جواب الشرط عندما لا يكون فعل الشرط ماضيًا ضرورة أيضًا، فالبيت لا يخلو من الضرورة. نحوت خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك نحو، ونحو: مضاف. وصه: مضاف إليه، وقد قصد لفظه. وحيهل: معطوف على صه.

(1)

أحمد بن محمد بن محمد البجائي الُاعرّبذيّ، شهاب الدين: نحوي من أهل الأندلس، المتوفى سنة 860 هـ.

ومذهبه في شرح الآجرومية: أن (تبارك) تقبل التاءين، تقول:(تباركتَ يا اللَّه)، و (تباركت أسماء اللَّه).

ص: 60

* الحال بالإنشاء؛ كـ (أقسمت لأضربنه).

* وإلى الاستقبال بـ:

- الطلب؛ كـ (غفر الله لك).

- وبـ: الوعد؛ كقوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} .

- والنفي بـ (لا)؛ نحو: (واللَّه لا زرناكم أبدا).

* ويحتمل المضي والاستقبال بعد حرف التخصيص؛ كـ (هلا نزلت).

* ولقطع باستقباله إذا كان:

- محقق الوقوع؛ نحو: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} ؛ فهو ماضي اللفظ فقط.

- وكذا إن كلا شرطًا؛ كـ (إن قام زيد .. قمت)، المعنى:(إن تقم قمت). ويجوز الفصل بالقسم بين (قد) والفعل؛ كقولِهِ:

فَقَد - واللهِ - بَيَّنَ لِي عَنَائِي

...........................

(1)

(1)

صدر بيت من الوافر، وعجزه: بوشْكِ فِراقِهِمْ صُرَدٌ يَصِيحُ

التخريج: هو من شواهد المغني (1/ 227)، قال في فتح القريب المجيب شرح شواهد مغني اللبيب (2/ 161) الشاهد رقم 314.

البيت من البحر الوافر ولم يعز لأحد.

المفردات: بيّن لي: أظهر وكشف. العَناء: بفتح العين الشقاء والجهد والمشقة والتعب. وقال أبو الهيثم: العناء الحبس في شدة وذل. اهـ من البغدادي وليس هذا مرادًا في البيت تأمل. وشك فراقهم: قال الرازي في مختاره: وشكُ البينِ: سرعة الفراق، قال في المنجد: ومنه: أوشك أن يموت، وأوشك من أفعال المقاربة. الصرد: طائر أبقع ضخم الرأس يكون في الشجر، نصفه أبيض ونصفه أسود، ضخم المنقار، له برثن عظيم نحوٌ من القارية في العظم، وهو لا يُرى إلا في شعبة أو شجرة، لا يقدر عليه أحد، يقفز من شجر إلى شجر، وقال الليث: هو طائر فوق العصفور يصيد العصافير، وكان من عادة العرب في الجاهلية التشاؤم بصوته كالغراب والهام والبوم والعقعق، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع: النملة والنحلة والصرد والهدهد، فنهى النبي عن قتله ردًا للطيرة اهـ بغدادي بتصرف كبير.

المعنى: يقول: واللَّه لقد أظهر لي وكشف عما ألقاه من شقاء: صرد ينعق بقرب فراقهم، وسرعة ذهابهم، وابتعادهم عني.

ص: 61

[فعل الأمر وعلاماته]:

وفعل الأمر: لفظ دال على الطلب.

وعلامته:

قبول نون التوكيد؛ كما قال: (وَسِمْ بِالنُّوْنِ فِعْلَ الأَمْرِ)؛ كـ (اضرب، واضربنَّ، واغزُ واغزوَنَّ، وقُم وقومنَّ).

وهل يقتضي الفورية أو لا؟

قال السكاكي: يقتضيها؛ لأنه الظاهر من الطلب

(1)

. ونوزع.

فإن أفهمت الكلمة أمرًا ولم يصح أن تقبل النون .. فهي اسم فعل؛ نحو: (صه، وحيَّهل) بمعنى: أقبل، أو اقدُم، أو عجِّل.

وإنما لم يقبل هذا النوع النون؛ لأنها من خصائص الأفعال، وهذه أسماء.

وتدخل على ما صورته صورة الأمر، ومعناه الخبر، نحو:(أفعِل به) في

= الإعراب: فقد الفاء: حسب ما قبلها. قد: حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. والله: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم، والجملة القسمية معترضة بين قد والفعل لا محلّ لها. بيّن: فعل ماض. لي: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. عنائي: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، والياء: ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. يوشْكِ: جار ومجرور متعلقان بالفعل يصيح الآتي، ووشك مضاف. فراقهم: مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، والهاء ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله أيضًا، والميم حرف دال على جماعة الذكور. صرد: فاعل بين، والجملة الفعلية (بين

إلخ): جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب. يصيح: فعل مضارع، الفاعل يعود إلى صرد، والجملة الفعلية في محلّ رفع صفة صرد، والكلام (فقد

إلخ): مستأنف فيما يظهر لا محلّ له.

الشاهد قوله: (قد - والله - بين لي)؛ حيث فصل بالقسم بين (قد)، والفعل، وذلك سائغ جائز في سعة الكلام.

(1)

قال السكاكي: حقه الفور؛ لأنه الظاهر من الطلب، ولتبادر الفهم عند الأمر بشيء بعد الأمر بخلافه إلى تغيير الأمر الأول دون الجمع، وإرادة التراخي.

ينظر كلام السكاكي في بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في البلاغة (2/ 271).

ص: 62

التعجب.

قال أبو حيان: على الصحيح

(1)

، نحو:(أكر منَّ بزيدٍ).

وشذ اتصالها ببعض الأسماء كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى في محله.

(وَالأَمْرُ) مبتدأ، وقوله:(هُو اسْمٌ) خبره، وقد أغنى الخبر هنا عن جواب الشرط كما سيأتي في عوامل الجزم.

واللَّه الموفق

* * *

(1)

قال في البحر المحيط (1/ 47): (اهدِنا) صُورتُهُ صُورةُ الأمرِ، ومعناهُ الطّلبُ والرّغبةُ، وقد ذكر الأُصُولِيُّون لِنحوِ هذ الصِّيغةِ خمسة عشر محملًا، وأصلُ هذ الصِّيغةِ أن تدُلّ على الطّلبِ، لا على فورٍ، ولا تكرارٍ، ولا تحتُّمٍ.

ص: 63