الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَي: (كأنه قَدْ ألما)، فحذف الاسم وهو ضمير شأن.
وإِذا خففت (لكنْ) وجب إهمالها؛ لشبهها حينئذ بالعاطفة، فأجريت مجراها فِي عدم العمل.
وعن يونس: إعمالها.
وقيده القواس بضمير الشّأن، فتكون الجملة بعدها خبرًا، فَلَا تعمل فِي الظّاهر بعدها.
وفي القرآن: (ولكنِ اللَّهُ قتلهم) برفع الاسم الكريم فِي قراءة التّخفيف.
وعن الأخفش أيضًا إعمالها.
وقد عملت فِي ضمير الشأن مشددة، في قولهِ:
وَمَا كُنتُ مِمَّن يَدْخُلُ الْعِشْقُ قَلبَهُ
…
وَلَكِنَّ مَن يُبصِرْ جُفُوَنكِ يَعشَقِ
(1)
أي: ولكنه، والجملة بعدها فِي موضع الخبر.
ولَا يكون التّخفيف فِي (لعل)، ولَا (ليت).
تنبيه:
إِذا دخلت (ليت)، أَو (لعل) علَى مبتدأ مقرون خبره بالفاء .. حذفت الفاء؛ لأنَّ ما بعد الفاء خبر محتمل للصدق والكذب، وما بعد (ليت)، و (لعل): لا يحتملهما؛ لأنَّ معنَى الابتداء تغير بدخولهما، بخلاف بقية نواسخ الباب، ولهذا تثبت فِي قوله تعالَى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} ، {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} .
وقول الشّاعر:
(1)
التخريج: البيت من الطويل، وهو للمتنبي في ديوانه 2/ 48؛ والأشباه والنظائر 8/ 46؛ ومغني اللبيب 1/ 291.
والمعنى ظاهر.
الشاهد: قوله: (ولكنَّ من يبصر)؛ حيث عملت (لكنَّ) في ضمير الشأن، والجملة بعده في موضع خبر.
............
…
ولَكنَّما يُقضَى فَسَوفَ يَكُونُ
(1)
والأصل قبل النّاسخ: (ما يقضى فسوف يكون)، فدخلت (لكن)، وجاز بقاء الفاء فِي الخبر.
وعن الأخفش: منع الفاء هنا أيضًا.
قال المصنف: وثبوت هذا عن الأخفش مستبعد.
واللَّه الموفق
* * *
(1)
التخريج: هذا عجز بيت، وصدره قوله: فواللَّهِ مَا فارقتُكُم قاليًا لَكُمْ
وهذا البيت أنشده أبو علي القالي في أماليه ضمن ثلاثة أبيات رواها عن ابن دريد، عن أبي حاتم، ولم يسمّ قائلها، أمالي القالي: 1/ 99، وأنشده ياقوت في معجم البلدان: 4/ 77، رابع أربعة أبيات، ونسبها إلى أبي المطواع ابن حمدان، يقولها في دمشق. والبيت من شواهد: التصريح: 1/ 225، والعيني: 2/ 315، وقطر الندى 54/ 196.
اللغة: قاليًا: مبغضًا.
المعنى: يقسم الشاعر قائلًا: إني ما فارقتكم عن بغض وكراهية لكم، أو ملال لعشرتكم وصحبتكم، ولكنه قدر اللَّه وقضاؤه، وما تجري به المقادير، ولا مفر من وقوعه، ولا يمكن التحرز منه.
الإعراب: والله: متعلق بفعل قسم محذوف. ما: نافية. فارقتكم: فعل ماضٍ وفاعل ومفعول به، والجملة: جواب للقسم، لا محل لها. قاليًا: حال منصوب. لكم: متعلق بقاليًا. ولكنما: الواو عاطفة، لكن: حرف مشبه بالفعل، وما: اسم موصول في محل نصب اسم (لكنّ). يُقضَى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل: هو، وجملة يقضى: صلة للموصول، لا محل لها. فسوف: الفاء زائدة في خبر لكن سوف: حرف تنفيس، أو للتسويف، وهو الأفضل. يكون: فعل مضارع تام؛ لأنه بمعنى يوجد، والفاعل: هو. وجملة يكون: في محل رفع خبر لكن.
الشاهد: قوله: (ولكنما يقضى فسوف)؛ حيث زيدت الفاء في خبر لكن كما بينا في الإعراب.