المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وخرج علَى جعل (أنتِ) مبتدأ محذوف الخبر، و (في بلد): - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ١

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌اسِتهْلَال

- ‌بَيْنَ يَدَيّ الكِتَاب

- ‌الألْفِيَّة في النَّحو

- ‌وعلى هذا الشرح:

- ‌ومن شروح الألفية:

- ‌وفي إعراب الألفية:

- ‌وفي شرح (شواهد شروح الألفية) كتابان: كبير، وصغير

- ‌وممن نثر الألفية:

- ‌وله عدة حواشَ على الألفية، منها:

- ‌ومن الحواشي على (التوضيح):

- ‌تَرْجَمَة الشَّارِح مُحَمَّد الفَارِضِي رحمه الله

- ‌وَصف النُّسخ الخَطِّيَّة

- ‌عَيِّنَةٌ مِن صُوَرِ المَخْطُوطَاتِ المُعْتَمدَةِ فِي التَّحْقِيقِ

- ‌خِطَّةُ العَمَلِ وَمَنْهَجُ التَّحْقِيق

- ‌وأهم مصادر المؤلف:

- ‌وختامًا:

- ‌شُكْرٌ وَتَقْدِيرٌ

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌[أقسام الكلمة]:

- ‌[الاسم وعلاماته]:

- ‌[الفعل وعلاماته]:

- ‌المُعْرَب والمَبْني

- ‌تنبيه:

- ‌[إعراب المضارع وبناؤه]:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌[أنواع الإعراب أربعة]:

- ‌الأَسْمَاءُ السِّتَّة

- ‌تنبيه:

- ‌شُروطُ إعراب الأسماء الستة بالحروف

- ‌المُثَنَّى وإعْرَابُه

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمِ وَإعْرَابُهُ

- ‌[كيفية جمع المنقوص جمعَ مذكر سالم]:

- ‌[كيفية جمع المقصور جمعَ مذكر سالم]:

- ‌تنبيه:

- ‌المُلْحَق بِجَمْعِ المُذَكَّر السَّالِم

- ‌جَمْعُ الألِف وَالتَّاء وَإعْرَابه

- ‌[الملحق بجمع الألف والتاء]:

- ‌تنبيه:

- ‌المَمْنُوع مِن الصَّرْف

- ‌الأفْعَالُ الخَمْسَة

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌الأسْمَاءُ المُعْتَلَّة

- ‌الفِعْلُ المُعْتَل بالألِف

- ‌النَّكِرَة وَالمَعْرِفَة

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌العَلَم

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌اسْمُ الإِشَارَةِ

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه:

- ‌المَوْصُول

- ‌المَوْصُولُ الحَرْفِي

- ‌المَوْصُول الاسْمِي

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌المُعَرَّفَة بِأدَاةِ التَّعْرِيف

- ‌الاِبْتِدَاء

- ‌والمبتدأ علَى ضربين:

- ‌ومنع ثعلب وقوع الجملة القسمية خبرًا

- ‌تنبيه:

- ‌[مسوغات الابتداء بالنكرة]:

- ‌الخبر مع المبتدأ باعتبار تقديمه وتأخيره علَى ثلاثة أقسام:

- ‌تنبيه:

- ‌واختلف فِي الضّمير الرّابط هنا:

- ‌تنبيه:

- ‌كانَ وَأَخَوَاتُها

- ‌وهذه الأفعال علَى ثلاثة أقسام:

- ‌[ما يستعمل استعمال "ليس" من الأفعال]

- ‌وهذه الأفعال:

- ‌ومن اسم الفاعل: قولُهُ:

- ‌[مواضع وجوب تقديم الاسم في كان وأخواتها]

- ‌[مواضع وجوب تأخير الاسم في كان وأخواتها]

- ‌وخالفهم الكوفيون

- ‌ومنع الفراء التّقديم مع أحرف النّفي مطلقًا

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لا يكون اسم كَانَ نكرة إِلَّا بمسوغ:

- ‌ولَا يكون اسمها نكرة وخبرها معرفة إِلا فِي الضّرورة

- ‌ويختص "ليس" بمجيء اسمها نكرة بِلَا شرط

- ‌وقد يقتصر عليه للعلم بالخبر

- ‌وليس للزائدة اسم ولَا خبر

- ‌يجوز أَن تحذف كَانَ مع اسمها ويبقَى الخبر دليلًا علَى ذلك

- ‌ولَا يحذف خبر كَانَ؛ لأنه عوض أَو كَالعوض

- ‌وأن المصدرية حينئذ فِي محل نصب أو جر علَى الخلاف فِي محلها بعد حذف الحرف معها

- ‌وأجازه المبرد

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في (ما) و (لا) و (لات) و (إنْ) المشبَّهات بِـ (لَيْسَ)

- ‌وتعمل بشروط خمسة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌أفْعَالُ المُقَارَبَة

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إِنَّ وأخَواتُها

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لَا الَّتي لِنَفْيِ الجِنْس

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

الفصل: وخرج علَى جعل (أنتِ) مبتدأ محذوف الخبر، و (في بلد):

وخرج علَى جعل (أنتِ) مبتدأ محذوف الخبر، و (في بلد): خبر (ليت) والتّقدير: (يا ليتني وأنت معي يا لميس فِي بلدٍ كذا) فتكون الجملة اعتراضًا بَينَ اسم (ليت) وخبرها (لا) من باب العطف ونحوه كما سبق نظيره.

ولميس: اسم امرأة.

والعكبري فِي "شرح اللّمع": يجوز أيضًا الرّفع بعد ما ذكر؛ لكن بالعطف علَى الضّمير فِي الخبر؛ كـ (ليت زيدًا قائم وعمرو) فهو حينئذ فاعل.

وفيه العطف علَى الضّمير المرفوع المتصل بِلَا فاصل، وهو قليل.

‌تنبيه:

أَجازَ الجرمي والزّجاج: أَن النّعت والبيان والتّوكيد كالمنسوق فِي جواز الرّفع؛ نحو: (إن أبا حفص قائم الكريم)، و (إن أبا حفص قائم عمرًا)، و (إن أبا حفص قائم نفسه).

واللَّه الموفق

ص:

190 -

وَخُفِّفَتْ إِنَّ فَقَلَّ الْعَمَلُ

وَتَلْزَمُ اللَاّمُ إِذَا مَا تُهْمَلُ

(1)

191 -

وَرُبَّمَا اسْتُغْنِيَ عَنْهَا إِنْ بَدَا

مَا نَاطِقٌ أَرَادَهُ مُعْتَمِدَا

(2)

(1)

وخففت: الواو عاطفة، خفف: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. إن: نائب فاعل خفف. فقل: الفاء عاطفة، قل: فعل ماض معطوف بالفاء على خفف. العمل: فاعل لقل. وتلزم: فعل مضارع. اللام: فاعل تلزم. إذا: ظرف للمستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط. ما: زائدة. تهمل: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود إلى إن المخففة، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها، وجواب الشرط محذوف، والتقدير: إذا ما تهمل إن التي خففت لزمتها اللام.

(2)

وربما: الواو عاطفة، رب حرف تقليل، وما كافة. استغني: فعل ماض مبني للمجهول. عنها: جار ومجرور نائب عن الفاعل لاستغني، والضمير المجرور محلًا عائد على اللام المحدث عنها بأنها تلزم عند تخفيف إن في حالة إهمالها. إنْ: شرطية. بدا: فعل ماض فعل الشرط. ما: اسم موصول فاعل بدا. ناطق: مبتدأ، وهو فاعل في المعنى، فلذا جاز أن يبتدأ به مع كونه نكرة. أراده: أراد: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على ناطق، والهاء مفعول به، والجملة من أراد وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها صلة الموصول. معتمدا:

ص: 531

ش:

تخفف (إنَّ) المكسورة لثقل التّضعيف وكثرة الاستعمال فيقل عملها لبعدها عن شبه لفظ الفعل ولَا يمتنع الإعمال؛ لأنَّ الفعل يعمل بعد حدف شيء منه نحو: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} .

ومن الإعمال قراءة: (وإِنْ كلًّا لمَّا لَيوفينَّهم ربُّك) بتخفيف (إنْ) ونصب كلًّا اسما لها، والخبر:(ليوفينهم)، مع القسم المقدر، و (ما) فاصلة بَينَ لام (إن) ولام القسم؛ كراهة توالي اللّامين.

وقيل: الخبر (ما)، وهي نكرة؛ أَي: لخلق.

أَو جمع، والقسم وجوابه: فِي موضع الصّفة له؛ أَي: لجمعٌ موفّرٌ عمله.

وإِذا أهملت .. لزم دخول اللّام فِي ثاني الجزأين؛ لئلا تلتبس (إنَّ) المخففة بـ (إنِ) النافية.

وقيل: تلزم اللّام وإِن عملت طردًا للّباب.

والصّحيح: لا تلزم إِلَّا إن أهملت، فتقول إِذا أهملتها:(إنْ زيدٌ لفي الدّار)؛ فـ (زيدٌ): مبتدأ، والمجرور: خبره، واللّام: فارقة.

وهل تجوز أَن تكون عاملة هنا فِي ضمير الشّأن والجملة خبرها؟

ظاهر كلامهم: الجواز.

قرئ: (وإِن كلٌّ) بالرّفع فِي الآية.

فقيل: عاملة فِي ضمير الشّأن، والجملة خبرها، و (كل): مبتدأ، وهي وخبرها: خبر (إن).

وكذا قوله تعالَى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} ؛ فـ (إِنْ) مخففة، واسمها: ضمير شأن، و (كل): مبتدأ، واللّام فارقة، و (ما): زائدة، و (حافظ): مبتدأ، و (عليها): خبره، والجملة: خبر (كل)، والجملة من (كل وخبرها): خبر (إن).

ويجوز أَن يكونَ (عليها): خبر (كل)، و (حافظ): فاعل به؛ لأنَّ الجار

حال من الضمير المستتر في أراد.

ص: 532

والمجرور يرفع الفاعل كما سيأتي فِي الفاعل.

وقرئ بتشديد {لَمَّا} ، فتكون (إن) نافية، و (لمَّا): بمعنى (إِلَّا)، وهو كثير.

وأشار بقوله: (ورُبَّما استغنِيَ عنها) إِلَى أَن هذه اللّام الدّاخلة للفرق بَينَ المخففة والنّافية قد يستغنَى عنها؛ كما إِذا كَانَ المحل غير صالح للنفي، كقولهِ:

أنَا ابْنُ أُباةِ الضَّيْمِ مِن آلِ مالِكٍ

وإِنْ مالكٌ كَانَتْ كِرامَ المعَادِنِ

(1)

فلا يحتاج أَن تقول: (لكانت كرام المعادن)؛ لأنَّ النّفي هنا لا معنَى لهُ؛ إِذ القصد مدحهم وأنهم كرام المعادن.

وكذا: لا لبس فِي: (إن وجدت اللَّه لطيفًا بعباده).

فإِن شئت .. ذكرتها أو حذفتها.

وسيبويه والأخفش الصّغير وابن الأخضر: أَن هذه اللّام الفارقة لام ابتداء.

والفارسي: أنها للفرق فقط.

(1)

التخريج: البيت للطرماح في ديوانه ص 512، والدّرر 2/ 193، والمقاصد النّحوية 2/ 276، وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 367، وتخليص الشّواهد ص 378، وتذكرة النّحاة ص 43، والجنى الدّاني ص 134، وشرح ابن عقيل ص 191، وشرح عمدة الحافظ ص 237 وهمع الهوامع 1/ 141.

اللغة: الأباة: جمع الأَبِيَّ، وهو الممتنع عن الشِّيء. الضّيم: الظّلم. كريم المعدن: كناية عن كرم الأصل.

المعني: يفخر الشِّاعر بقومه آل مالك الذين لا يقبلون الظّلم، وأنهم كانوا من أصل كريم.

الإِعراب: أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر المبتدأ مرفوع بالضّمة، وهو مضاف. أباة: مفضاف إِليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. الضّيم: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. من: حرف جر. آل: اسم مجرور بالكسرة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الخبر. مالك: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. وإِنْ: الواو حرف عطف، إِنْ حرف مشبه بالفعل مخفف من إِنّ المشددة، غير عامل. مالك: مبتدأ مرفوع بالضّمة. كانت: فعل ماض ناقص. واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. والتّاء للتأنيث. كرامَ: خبر كَانَ منصوب بالفتحة، وهو مضاف. المعادن: مضاف إِليه مجرور بالكسرة.

وجملة (أنا ابن أباة الضّيم): ابتدائية لا محل لها. وجملة (إِن مالك): معطوفة على الجملة السّابقة. وجملة (كانت كرام المعادن): في محل رفع المبتدأ.

الشَّاهد: قوله: (وإِن مالك كانت كرام المعادن)؛ حيث خفف إِنّ، وأهمل عملها، فلم تنصب.

ص: 533

وتبعه ابن أبي العافية من كبراء الأندلس.

وحُذِف ضمير الشّأن من (إنَّ) المشددة؛ كقولِهِ عليه الصلاة والسلام: "إن من أشد النّاس عذابًا يوم القيامة المصورون"؛ أَي: إنه، و (المصورون): مبتدأ، وما قبله: خبر، والجملة: خبر (إن).

والكسائي: (مِن): زائدة، و (أشد): اسم (إنّ)، و (المصورون): خبر.

والمشهور: أنها لا تزاد إِلَّا فِي الإيجاب، بخلاف النّفي وشبهه.

واللَّه الموفق

ص:

192 -

وَالْفِعلُ إِنْ لَمْ يَكُ نَاسِخًا فَلَا

تُلْفِيْهِ غَاِلبًا بِإِنْ ذِي مُوصَلَا

(1)

ش:

إِذا خففت المكسورة .. وليها غالبا فعل ناسخ غير (ليس)، و (زال)، و (دام)، قال تعالَى:{وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} ، {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} ، {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ} .

فلما كانت تدخل علَى المبتدأ والخبر مشدَّدة وقلَّ إعمالها مع التّخفيف .. وصلت بما يدخل علَى المبتدأ والخبر؛ ليبقَى أثر ذلك، ولئلا تفارق محلها بالكلية، ودخلت اللّام الفارقة فِي خبر النّاسخ؛ لأَنَّها كانت تدخل فِي خبرها، فلما قالوا:(إنْ كَانَ زيدًا لقائمٌ) .. قالوا: (إنْ كَانَ زيدٌ لقائمًا).

وقَدْ جاء هذا مع (إنَّ) المشددة فِي خبر كَانَ الواقعة خبرًا لها، كقولِ أم حبيبة

(1)

والفعل: مبتدأ. إن: شرطية لم: حرف نفي وجزم وقلب. يك: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، وهو فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى الفعل. ناسخًا: خبر يك. فلا: الفاء لربط الجواب بالشرط، ولا: نافية. تلفيه: تلفي: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والهاء مفعول أول لتلفي، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: فأنت لا تلفيه، وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط. غالبًا: حال من الهاء في تلفيه السابق. بإن: جار ومجرور متعلق بقوله: موصلا الآتي. ذي: نعت لإن. موصلا: مفعول ثان لتلفي.

ص: 534

رضي اللَّه عنها: (إِني كنت عن هذا لغنية)

(1)

.

والجمهور: إِذا خففت (إنَّ) المكسورة ووليها فعل ناسخ .. فَلَا عمل لها فِي ظاهر ولَا مضمر، نص عليه السّمين وأبو حيان فِي "النّهر".

بخلاف ما إِذا وليها غير الفعل النّاسخ كما سبق.

وجعل لها الزّمخشري اسمًا فِي: {وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ} ، أي: وإنه كنا عن دراستهم لغافلين.

قال السمين: وهذا مخالف لنصوصهم.

وأنكر الكوفيون تخفيف (إنّ)، المكسورة، وأولوا ما ورد من ذلك علَى أنها نافِة، واللام بمعنَى (إِلَّا)، فالتّقدير:(ما كنا عن دراستهم إِلَّا غافلين).

وقس عليه ما لم يذكر.

وقال قطرب: (إنْ) بمعنَى (قَدْ)، واللّام: زائدة.

وفي الحديث: "إن وجدناه لبحرًا".

فالبصريون: (إنْ): مخففة لا عمل لها، واللّام: فارقة كما سبق.

والكوفيون: (إنْ): نافية، واللّام: بمعنَى (إِلا)؛ أَي: (ما وجدناه إِلَّا بحرًا).

وقطرب: (إنْ): بمعنَى (قَدْ)، واللّام: زائدة؛ أَي: (قَدْ وجدناه بحرًا).

وقلَّ اتصالها بغير ناسخ.

وقالَ الشّاعرُ:

شَلَّتْ يَمِينُكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا

...................

(2)

(1)

أخرج البخاري في "صحيحه" 1233: عن زينب بنت أبي سلمة، قالت: لما جاء نعي أبي سفيان من الشأم، دعت أم حبيبة رضي الله عنها بصفرة في اليوم الثالث، فمسحت عارضيها، وذراعيها، وقالت: إني كنت عن هذا لغنية، لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يحل لامرأة تؤمن باللَّه واليوم الآخر، أن تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج، فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا".

(2)

صدر بيت من الكامل، وعجزه: حَلّتْ عَلَيكَ عُقُوبَةُ المُتَعمِّدِ

التخريج: البيت لعاتكة بنت زيد في الأغاني 18/ 11، وخزانة الأدب 10/ 373، 374، 376، 378، والدّرر 2/ 94، وشرح التّصريح 1/ 311، وشرح شواهد المغني 1/ 71، والمقاصد النّحوية

ص: 535

وقولهم: (إنْ يزينك لنفسُكَ، وإنْ يشينك لهيه).

وأَجازَ الأخفش

(1)

: (إنْ قام لأنا)، و (إِن قعد لزيد).

وسمع سيبويه: (أما إنْ جزاك اللَّه خيرًا)، فقال:(تقديره: أما إنك جزاك اللَّه خيرًا).

وقد تسقط اللّام الدّاخلة فِي خبر النّاسخ؛ كقولهِ:

أَخِي إِنْ عَلِمتُ الجُودَ لِلْحَمدِ مُنْمِيَا

................

(2)

2/ 278، ولأسماء بنت أبي بكر في العقد الفريد 3/ 277، وبلا نسبة في الأزهية ص 49، والإِنصاف 2/ 641، وتخليص الشّواهد ص 379، والجنى الدّاني ص 208، ورصف المباني ص 109، وسر صناعة الإِعراب 2/ 548، 550، وشرح ابن عقيل ص 193، وشرح عمدة الحافظ ص 236، وشرح المفصل 8/ 71، 9/ 27، واللّامات ص 116، ومجالس ثعلب ص 368، والمحتسب 2/ 255، ومغني اللّبيب 1/ 24، والمقرب 1/ 112، والمنصف 3/ 127، وهمع الهوامع 1/ 142.

اللغه: شلت: أصيبت بالشّلل. المتعمد: القاصد.

المعنى: تدعو الشّاعرة على عمرو بن جرموز قاتل زوجها الزّبير بن العوام بشل يمينه، وبإِنزال أشد العقوبات به.

الإِعراب: شَلَّت: فعل ماض، والتّاء للتأنيث. بمينك: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإِضافة. إِنْ: حرف مشبه بالفعل بطل عمله. قتلت: فعل ماض، والتّاء ضمير في محل رفع فاعل. لَمسلمًا: اللّام الفارقة أو الابتدائية، مسلمًا مفعول به منصوب. حلت: فعل ماض، والتّاء للتأنيث. عليك: جار ومجرور متعلقان بحلت. عقوبة: فاعل مرفوع، وهو مضاف. المتعمِد: مضاف إِليه مجرور بالكسرة.

وجملة (شلت يمينك): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (قتلت): استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (حلت عقوبة): استئنافية لا محل لها من الإِعراب.

الشَّاهد: قوله: (إِن قتلت لمسلمًا)؛ حيث ولي (إِنْ) المخففة من الثّقيلة فعل ماض غير ناسخ وهو قتلت، وهذا شاذ لا يقاس عليه إِلا عند الأخفش.

(1)

سقط من (ب).

(2)

التخريج: شطر بيت من الطويل، وهو من شواهد التوضيح والتصحيح لابن مالك غير منسوب لقائل، (105).

الشاهد: قوله: (منميا)؛ حيث سقطت اللام الداخلة في خبر الناسخ.

ص: 536

حيث لم يقل: لمنميًا.

واللَّه الموفق

ص:

193 -

وَإِنْ تُخَفَّفْ أَنَّ فَاسْمُهَا اسْتَكَنّ

وَالْخَبَرَ اجْعَلْ جُمْلَةً مِنْ بَعْدِ أَنّ

(1)

ش:

تخفف (أنَّ) المفتوحة جوازًا، فيجب حذف اسمها.

وهو ضمير شأن عند ابن الحاجب.

ويجوز كونه غير ضمير شأن عند المنصف، ولهذا قال أبو حيان: ويجوز أَن يعود إِلى حاضر أَو غائب معلوم.

ولهذا قدر سيبويه فِي قوله تعالَى: {أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ} : أنك يا إبراهيم. انتهى.

وقيل: مفسرة هنا.

وقرأ زيد بن علي بحذفها.

ويجب أَن يكون خبرها جملة اسمية أَو فعلية.

فالأول: (علمت أَنْ زيد قائم)؛ فـ (أنْ) مخففة من الثّقيلة، واسمها: ضمير شأن محذوف، وجملة (زيد قائم): خبر فِي محل رفع، والتّقدير:(أنْه زيد قائم)؛ أَي: الأمر أَو الشّأن زيد قائم، ومنه قولُ الشّاعرِ:

(1)

وإن: شرطية. تخفف: فعل مضارع مبني للمجهول فعل الشرط. أنّ: قصد لفظه: نائب فاعل لتخفف. فاسمها: الفاء لربط الجواب بالشرط، اسم: مبتدأ، واسم مضاف، والضمير مضاف إليه. استكن: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى اسمها، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط. والخبر: مفعول مقدم على عامله وهو قوله: اجعل الآتي. اجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. جملةً: مفعول ثان لاجعل. من بعد: جار ومجرور متعلق باجعل، وبعد مضاف. وأن: قصد لفظه: مضاف إليه.

ص: 537

فِي فِتْيَةٍ كَسُيُوفِ الْهِنْدِ قَدْ عَلِمُوا

أَنْ هَالِكٌ كُلُّ مَنْ يَحْفَى وَيَنْتَعل

(1)

فـ (كل): مبتدأ، و (هالك): خبر مقدم، والجملة: خبر (أَنْ)، والتّقدير: (أنه هالك كل من يحفَى وينتعل.

والحافي والمنتعل هنا: الفقير والغني.

وهي مخففة فِي قوله تعالَى: {وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .

والمسبوقة بالدّعاء؛ كقولِهِ تعالَى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، التّقدير:(أنه لا إِله إِلَّا هو)، و (أنه الحمد لله رب العالمين).

(1)

التخريج: هذا بيتٌ من البسيط، وهو للأعشى الكبير، يُنظر في: الكتاب 2/ 137، والمقتضب 3/ 9، والخصائص 2/ 441، وأمالي ابن الشّجريّ 2/ 178، والإِنصاف 1/ 199، وشرح المفصّل 8/ 71، وشرح الكافية الشّافية 1/ 497، وابن النّاظم 181، وتخليص الشّواهد 382، والمقاصد النّحويّة 2/ 287، والخزانة 8/ 390، والدّيوان 59.

وقبله قوله:

وَقَد غَدَوتُ إِلى الحانوتِ يَتبَعُني

شاوٍ مِشَلٌّ شَلولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ

قال الأستاذ إبراهيم الصاعدي في تحقيقه للمحة: والنّحويّون أوردوه على ما ذكر الشّارح، والَّذي ثبت في ديوانه في عجز البيت:

أَنْ لَيْسَ يَدْفَعُ عَن ذِي الْحيلَةِ الحِيَلُ

وأمّا العجز الذي أوردوه فليس فيه من كلام الأعشى إِلّا قوله: (يَحْفَى وَيَنْتَعِلُ) فإِنّه عجُز بيتٍ آخر من القصيدة؛ وهو:

إِمَّا تَرَيْنَا حُفَاةً لَا نِعَالَ لنَا

إِنَّا كَذلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ

المعنى: هم بين فتية كالسّيوف الهنديّة في مضائهم وحدّتهم، وأنّهم موطِّنون أنفسهم على الموت موقنون به؛ لأنّهم قد علِموا أنّ الإِنسان هالكٌ، سواءٌ كَانَ غنيًا أو فقيرًا.

الإِعراب: في فتية: جار ومجرور في محل النّصب على الحال من يتبعني في البيت قبله. كسيوف: جار ومجرور صفة لفتية. الهند: مضاف إِليه. قد: حرف تحقيق. علموا: فعل وفاعل والجملة: صفة أيضًا لفتية. أن: مخففة من الثّقيلة. هالك: خبر مقدم. كل: مبتدأ مؤخر. من: اسم موصول مضاف إِليه. يحفى: فعل مضارع والفاعل ضمير. وينتعل: عطف عليه، وجملة (يحفى): لا محل لها من الإِعراب صلة الموصول، والجملة في موضع مفعول علموا.

الشَّاهد: قوله: (أن هالك)؛ حيث خفف (إِنِّ) عن المثقلة وجاء خبرها جملة اسمية.

ص: 538

والجرجاني: أنها زائدة فِي: (أَن الحمد لله).

قال السّمين: وهي دعوَى لا دليل لها.

وقرأ مجاهد وقتادة ويعقوب: (أَنَّ الحمد لله) بالتّشديد ونصب (الحمد).

والثّاني: كقولك: (علمت أَن سيقوم)، و (أن قَدْ قمت)؛ أَي: أنه سيقوم، وأنه قَدْ قمت.

ويجوز أَن تقترن الجملة الفعلية بأداة الشّرط؛ كقولِهِ تعالَى: {إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ} .

ولَا يظهر اسمها مخففة إِلَّا فِي الضّرورة؛ كقولِ الشَّاعرِ:

فَلَوْ أنْكِ فِي يَوْمِ الرّخَاءِ سَأَلْتِنِي

.................

(1)

(1)

صدر بيت من الطويل وعجزه: طَلَاقَكِ لَمْ أَبْخَلْ وَأَنْتِ صَدِيْقُ

التخريج: البيت بِلَا نسبة في الأزهية ص 62، والأشباه والنّظائر 5/ 238، 262، والإِنصاف 1/ 205، والجنى الدّاني ص 218، وخزانة الأدب 5/ 426، 427، 10/ 381، 382، والدّرر 2/ 198، ورصف المباني ص 115، وشرح شواهد المغني 1/ 105، وشرح المفصل 8/ 71، ولسان العرب 4/ 181 حرر، 10/ 94 صدق، 13/ 30 أنن، ومغني اللّبيب 1/ 31، والمقاصد النّحوية 2/ 311، والمنصف 3/ 128، وهمع الهوامع 1/ 143.

المعنى: يقول: لو سألتني إِخلاء سبيلك لم أمتنع من ذلك وَلَم أبخل، مع ما أنت عليه من صدق المودة.

الإِعراب: فلو: الفاء بحسب ما قبلها، لو: حرف شرط غير جازم. أنْك: حرف مشبه بالفعل مخفف، والكاف: ضمير في محل نصب اسم أنْ. في يوم: جار ومجرور متعلقان بسأل، وهو مضاف. الرّخاء: مضاف إِليه مجرور. سألتِني: فعل ماض، والتّاء ضمير في محل رفع فاعل، والنّون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من (أن) وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: ثبت. طلاقك: مفعول به ثان، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإِضافة. لم: حرف جزم. أبخل: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. وأنت: الواو حالية، أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. صديق: خبر المبتدأ مرفوع.

وجملة (لو أنْك) الشّرطية: بحسب ما قبلها. وجملة (سألتني): في محل رفع خبر أن. وجملة (لم أبخل): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإِعراب. وجملة (وأنت صديق): في محل نصب حال.

الشَّاهد: قوله: (أنْك)؛ حيث خففت (أنَّ) المفتوحة، وجاء اسمها ضميرًا بارزًا هو الكاف، وهذا شاذ.

ص: 539