الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ص:
54 -
فَمَا لِذِي غَيْبَةٍ أَوْ حُضُورِ
…
كَـ (أَنْتَ، وَهْوَ) سَمِّ بِالضَّمِيْرِ
(1)
ش:
الضمير: ما عُبِّر بهِ عنِ الظَّاهرِ اختصارًا، وينقسمُ إِلَى:
ضمير متكلم، ومخاطب، وغائب.
كـ (التاء، وأنت، وهو).
وقوله: (أَوْ حُضُورِ) شمل المتكلم والمخاطب، وكان يدخل في الحضور: اسم الإشارة، وهو غير ضمير؛ لولا أخرجه بقوله:(كَأَنتَ) وأمثلتِه في الغالب.
(سَمِّ) للحد أَو للتعريف، و (مَا) مفعول لقوله:(سَمِّ)؛ أَي: سم بضميرٍ: ما لذي غيبة أَو حضور؛ يعني: ما هو لصاحب غيبة أَو حضور.
فائدة:
الأصل عود الضمير لأقرب مذكور، ما لم يوجد متضايفان، فالأصل: عوده للمضاف؛ لأنه المحدَّث عنه.
وقد يعود عَلَى المضاف إِليه، ومنه في القرآن:{إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} فالضمير لموسَى عليه الصلاة والسلام.
واللَّه الموفق
ص:
55 -
وَذُو اتِّصَالٍ مِنهُ مَا لَا يُبْتَدَا
…
وَلَا يَلِي إلَّا اخْتِيَارًا أبَدَا
(2)
(1)
فما: اسم موصول مفعول به أول لسَمِّ، مبني على السكون في محل نصب. لذي: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما، وذي مضاف. وغيبة: مضاف إليه. أو: عاطفة. حضور: معطوف على غيبة. كأنت: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أو متعلق بمحذوف حال من ما. وهو: معطوف على أنت. سم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. بالضمير: جار ومجرور متعلق بسم، وهو المفعول الثاني لسم.
(2)
وذو: مبتدأ، وذو مضاف. واتصال: مضاف إليه. منه: جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لذي اتصال. ما: اسم موصول خبر المبتدأ، مبني على السكون في محل رفع. لا: نافية. يبتدا:
56 -
كَالْيَاءِ وَالْكَافِ مِنِ (ابْنِي أكْرَمَكْ)
…
وَالْيَاءِ وَالْهَا مِنْ (سَلِيْه) مَا مَلَكْ
(1)
ش.
ينقسم الضمير إِلَى:
مستتر، وبارز.
فالمستتر: ما ليس له صورة في اللفظ، وسيأتي.
والبارز: ينقسم إِلَى:
منفصل، وسيأتي.
ومتصل، وهو: الَّذي لَا يُبْتَدَأ بهِ، فلا يقع أول الكلام، ولا يلي "إِلَّا" أَو "إِنما": كاليا من "ابني".
= فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، والجملة لا محل صلة الموصول، والعائد محذوف، أي: لا يبتدأ به، كذا قال الشيخ خالد، وهو عجيب غاية العجب، لأن نائب الفاعل إذا كان راجعًا إلى ما كان هو العائد، وإن كان راجعًا إلى شيء آخر غير مذكور .. فسد الكلام، ولزم حذف العائد المجرور بحرف جر، مع أن الموصول غير مجرور بمثله، وذلك غير جائز، والصواب: أن في قوله: يبتدأ ضميرًا مستترًا تقديره: هو، يعود إلى ما هو العائد، وأن أصل الكلام:(ما لا يبتدأ به)، فالجار والمجرور نائب فاعل، فحذف الجار وأوصل الفعل إلى الضمير فاستتر فيه، فتدبر ذلك وتفهمه. ولا: الواو عاطفة، لا: نافية. يلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى ما، والجملة معطوفة على جملة الصلة. إلا: قصد لفظه: مفعول به ليلي. اختيارًا: منصوب على نزع الخافض، أي: في الاختيار. أبدا: ظرف زمان متعلق بيلي.
(1)
كالياء: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك كائن كالياء. والكاف: معطوف على الياء. من: حرف جر. ابني: مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الياء. أكرمك: أكرم: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى ابني، والكاف مفعول به، والجملة في محل نصب حال من قوله: الكاف بإسقاط العاطف الذي يعطفها على الحال الأولى. والياء والهاء: معطوفان على الياء السابقة. من: حرف جار لقول محذوف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال، أي والياء والهاء حال كونهما من قولك إلخ. سليه: سل: فعل أمر، وياء المخاطبة فاعل، والهاء مفعول أول. ما اسم موصول مفعول ثان لسلي. ملك: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما.
والكاف من "أكرمك".
واليا والها من "سليه، واضربيه".
خلافًا لابن الأنباري وجماعة، فأجازوا في الاختيار الأول
(1)
.
وأولاه والمعتمد: أنه لَا يجوز إِلَّا في الضرورة؛ كقولِهِ:
وَمَا عَلَيْنَا إِذَا مَا كُنْتِ جَارَتَنَا
…
أَنْ لَا يُجَاوِرَنَا إِلَّاكِ دَيَّارُ
(2)
وأنكره المبرد، وأنشد:"سواك"، ويدخله الخبن
(3)
.
(1)
وهو وقوعه بعد "إلا" انظر شرح ابن عقيل على الألفية (1/ 89).
(2)
التخريج: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص 22، وابن عقيل 1/ 47، والشاطبي، والأشموني 1/ 48، والسيوطي ص 14، والمكودي ص 15 وابن هشام 1/ 61، وأيضا ذكره في المغني 2/ 78، والسيوطي في الهمع 1/ 57، وابن يعيش في المفصل 3/ 101، والشاهد رقم 283، في خزانة الأدب والخصائص 1/ 307، 2/ 195.
قال العيني 1/ 253 في شرح الشواهد: هذا البيت أنشده الفراء ولم ينسبه إلى أحد، وبحثت فلم أعثر على قائله. وهو من البسيط.
الشرح: وما نبالي: وما نكترث ولا نهتم، وأكثر ما يستعمل هذا بعد النفي. إلاك أي: إلا إياك. ديار: ساكن ومجاور.
المعنى: إذا كنت أيتها المحبوبة جارتنا .. لا نبالي ألا يجاورنا أحد غيرك؛ ففيك الكفاية، وأنت المطلوبة؛ فإذا حصلت فلا التفات إلى غيرك.
الإعراب: ما: نافية. نبالي: فعل مضارع، فاعله ضمير مستتر فيه. إذا: ظرفية شرطية. ما: زائدة. كنتِ: فعل ماض ناقص والتاء ضمير المخاطبة اسمه. جارتَنا: خبر كان، والضمير مضاف إليه. أنْ: مصدرية ناصبة. لا: نافية. يجاورَنا: مضارع منصوب بأن، والضمير في محل نصب مفعول به ليجاور، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لنبالي. إلاك: إلا: استثنائية، والكاف مستثنى تقدم على المستثنى منه. ديَّارُ: فاعل يجاور وهو المستثنى منه.
وجملة (ما نبالي): استئنافية لا محل لها. وجملة (كنت جارتنا): فعل الشرط غير الجازم في محل جر.
الشاهد: قوله: إلاك؛ فإنه أتى بالضمير المتصل بعد (إلا) ضرورة، وكان القياس أن يقول: إلا إياك بالضمير المنفصل.
(3)
الخبن: هو حذف الثاني الساكن في (مستفعلن)، فتحذف السين فتصبح متَفعلن، أي بعد أن كانت التفعيلة مكونة من سببين خفيفين ووتد مجموع: تصبح مكونة من وتدين مجموعين.
وكقولِ الآخرِ:
أَعُوذُ بِربِّ العَرْشِ مِنْ فِئَةٍ بَغَتْ
…
عَلَيَّ فَمَالِيَ عَوْضُ إِلَّاهُ نَاصِرُ
(1)
ويَحتَمِلُ أَن يكونَ الأصل هنا: (إِلَّا هو)، فحذفت الواو كما حذفت في قولِهِ:
بَيْنَاهُ يَشْرِي رَحْلَهُ قَالَ قَائِلٌ
…
....................
(2)
(1)
التخريج: ذكره من شراح الألفية: ابن عقيل 1/ 46، وداود. وقال العيني في شرح الشواهد 1/ 255، لم أقف على اسم قائله، وبحثت فلم أعثر على قائله. وهو من الطويل.
الشرح: أعوذ: ألتجئ وأتحصن، من فئة: من جماعة. بغت: من البغي بمعنى الظلم والعدوان، عَوضُ: ظرف يستغرق المستقبل مثل (أبدًا)، إلا أنه مختص بالنفي، وهو مبني على الضم كقبلُ وبعدُ.
المعنى: إني ألتجئ إلى رب العرش وأتحصن بحماه من جماعة ظلموني، فليس لي معين سواه.
الإعراب: أعوذ: فعل مضارع فاعله مستتر فيه. برب: جار ومجرور متعلق بأعوذ. العرش: مضاف إليه. من فئة: جار ومجرور متعلق بأعوذ. بغت: فعل ماض وفاعله مستتر فيه والتاء للتأنيث.
عليّ: جار ومجرور متعلق ببغى. فما: نافية. لي: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. عوض: ظرف زمان مبنيّ على الضم في محل نصب متعلق بناصر. إلاه: حرف استثناء والهاء مستثنى مبنيّ على الضم في محل نصب. ناصرُ: مبتدأ مؤخر.
وجملة (أعوذ برب العرش): استئنافية لا محل لها. وجملة (بغت): صفة فئة مجرورة مثلها.
الشاهد: في إلاه حيث وقع الضمير المتصل بعد إلا وهو شاذ لا يجوز إلا في الضرورة الشعرية إلا عند ابن الأنباري. وكان القياس أن يقال: إلا إياه.
(2)
صدر بيت وعجزه: لِمَن جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نَجِيبُ؟
التخريج: البيت للعجير السلوليّ في خزانة الأدب 5/ 257، 260، 9/ 473، والدرر 1/ 188، وشرح أبيات سيبويه 1/ 332، وشرح شواهد الإيضاح ص 284، والكتاب ص 141، ولسان العرب 3/ 435 (هدبد)، 15/ 476 (ها)، وبلا نسبة فى خزانة الأدب 1/ 150، 5/ 265، والخصائص 1/ 69، ورصف المباني ص 16.
المعنى: وبينما هو يبيع رحله، بعد أن أضلّ بعيره ويئس من عوده، إذ سمع من يعرّف البعير ليطلبه صاحبه.
الإعراب: فبيناه: الفاء: بحسب ما قبلها، بينا: ظرف زمان مبني على السكون، متعلق بـ قال، وأصل الهاء: هو: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. يشري: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. رحلَه: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. قالَ: فعل ماضٍ
وقولِ الآخرِ:
بَينَاهُ فِيْ دَارِ صِدْقٍ قَدْ أقامَ بِهَا
…
.....................
(1)
أراد: (بينا هو)، لكن يصير فيهِ رفع المستثنَى السابق المستثنى منه، وهو قليل كما سيأتي.
و (عَوضُ): ظرف لاستغراق المستقبل، نظيره:(أبدًا)، ولا يكونَ إِلَّا بعد نفي، وتبنى إِذا قطعت عن الإضافة عَلَى الضم أَو الفتح والكسر؛ نحو:"لَا أفارقك عَوضُ"؛ أَي: أبدًا.
ومتَى أضيفت .. أعربت، فتنصب عَلَى الظرف؛ نحو: "لَا أفعله عَوضَ
مبني على الفتحة الظاهرة. قائل: فاعل مرفوع وعلامة رفع الضمة الظاهرة. لِمَن: اللام: حرف جر، مَن: اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. جملٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. رخو: صفة أولى لـ جمل مرفوعة بالضمة وهو مضاف. الملاطِ: مضاف إليه مجرور بالكسرة. نجيب: صفة ثانية مرفوعة بالضمة.
وجملة (هو يشري): في محل جر بالإضافة. وجملة (قال قائل): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لمن جمل): في محل نصب مفعول به.
والشاهد: قوله: فبيناه؛ فإن أصل هذه الكلمة: (فبينا هو) حيث حذف الواو من هو للضرورة.
(1)
صدر بيت وعجزه: حِينًا يُعَلِّلنَا ومَا نعلِّلُهُ
التخريج: البيت بلا نسبة في سيبويه 1/ 12، في معجم الشواهد (ص 295)، وفي شرح التسهيل (1/ 143)، وفي التذييل والتكميل (1/ 202). وهو من بحر البسيط ولم ينسب إلى أحد في مراجعه.
المعنى: يرثي قائل هذا البيت رجلًا فيقول: بينما هو يعدنا ويعللنا بالخير والعطاء .. إذ بالمنية تنزل به، فينتقل إلى دار الصدق والرضوان.
الإعراب: بيناه: بينا: ظرف زمان مبني على السكون، متعلق بمحذوف، وأصل الهاء: هو: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. في دار: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف. صدق: نعت مجرور بالكسرة الظاهرة. قد: حرف تحقيق. أقام: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. بها: جار ومجرور متعلقان بأقام.
وجملة (هو في دار): في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: بيناه؛ أصله: (بينا هو) فحذفت الواو ضرورة.
العائضين"؛ كما تقول: "أبد الآبدين".
وفي "القاموس": "ما رأيتُ مثلَه عوضُ"، فاستعملها في الماضي.
واللَّه الموفق
ص:
57 -
وَكُلُّ مُضْمَرٍ لَهُ الْبِنَا يَجِبْ
…
وَلَفظُ مَا جُرَّ كَلَفْظِ مَا نُصِبْ
(1)
ش:
الضمير والمضمر: اصطلاح البصريين.
وسعاه بعضهم: ذِكرًا.
والكوفيون: كناية ومكني.
وهو مبني لشبه الحرف في الجمود؛ إِذ لَا يُصَغَّر ولا يثنَّى ولا يجمع.
وقيل: في الافتقار، فافتقر إِلَى ما يعود إِليه؛ كما افتقر الحرف إِلَى الاسم.
وقيل: لأَنَّ أكثر الضمائر وضعُهُ وضعُ الحروف، فبني لذلك، وحمل عليه غيره.
وعلَى الأقوال .. فالبناء: لشبه الحرف.
والضمير المتصل عَلَى ثلاثة أقسام:
(1)
وكل: مبتدأ أول، وكل مضاف. ومضمر: مضاف إليه. له: جار ومجرور متعلق بيجب الآتي. البنا: مبتدأ ثان. يجب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى البنا، والجملة من الفعل وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، ولفظ: مبتدأ، ولفظ مضاف. وما: اسم موصول مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. جُرَّ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة. كلفظ: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، ولفظ مضاف. وما: اسم موصول مضاف إليه. نصب: فعل ماضٍ مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى ما المجرورة محلًا بالإضافة، والجملة من الفعل ونائب فاعله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
* مختص بالرفع؛ كـ "ضربتُ".
* ومشترك بَينَ النصب والجر؛ كالكاف والهاء في: "أكرمتك، وإنه، ومررت بك وبه"، فيحكم عَلَى محل الكاف والهاء بالنصب أَو بالجر، ولا يختلف لفظ الضمير في الحالتين، فلفظ ما هو في محل نصب: كلفظ ما هو في محل جر.
* وقسم يقبل الرفع والنصب والجر وسيأتي.
تنبيه:
الأصل في هاء الضمير: الضم؛ نحو: إِنهُ ومنهُ.
وشاع الكسر بعد الياء والكسرة؛ نحو: (عليهِم وبهِم)؛ لأَنَّ الكسر يجانسهما، وهي لغة قيس وتميم وأهل نجد.
وقرأ جعفر: بضم الهاء بعد الياء في: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} ، وهي لغة قريش وأهل الحجاز ومن جاورهم من فصحاء اليمن.
ذكر ذلك الفراء.
وقرأ حمزة بضم الهاء في قوله تعالَى: {فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} .
وحكَى السهيلي: كسر الكاف في نحو: (عليكِم).
واللَّه الموفق
ص:
58 -
لِلرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَجَرٍّ (نا) صَلَحْ
…
كَاعْرِفْ بِنَا فَإِنَّنَا نِلْنَا الْمِنَحْ
(1)
(1)
للرفع: جار ومجرور متعلق بصلح الآتي. والنصب وجر: معطوفان على الرفع. ونا: مبتدأ، وقد قصد لفظه. صلح: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى نا، والجملة من صلح وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ. كاعرف: الكاف حرف جر، والمجرور محذوف، والتقدير: كقولك، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، واعرف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. بنا: جار ومجرور متعلق باعرف. فإننا: الفاء تعليلية، وإن حرف توكيد ونصب، ونا: اسمها. نلنا: فعل وفاعل، والجملة من نال وفاعله في محل رفع خبر إن. المنح: مفعول به لنال، منصوب بالفتحة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف.
ش:
هذا هو القسم الثالث من المتصل الَّذي يصلح للرفع والنصب والجر، وهو:"نا" للمتكلم وحده أَو معه غيره فهو في قوله: (بِنَا) في محل جر، وفي (فَإِنَّنَا) في محل نصب، وفي (نِلْنَا) في محل رفع، ومنه في القرآن:{إِنَّا سَمِعْنَا} .
ونُظِمت في قولِ بعضِهِم:
اُجرُرْ مَحَلًّا وَانْصِبَنْ وَارْفَعْ (نا)
…
في رَبَّنا مَعْ إِنَّنَا سَمِعْنَا
وتشاركه الياء [و"هم"] في قبول الرفع والنصب والجر أيضًا:
كـ "افعلي، وأعطني، وسر بي".
و"هم قائمون، وألحقتهم، بهم".
لكن الياء في (افعلي) لغير المتكلم، والضمير في:(هم قائمون) منفصل، فليست المشاركة من كل وجه.
و (نَا) مبتدأ، و (صَلَحْ) خبره، وفيه تقديم معمول الخبر الفعلي عَلَى المبتدأ.
ويجوز كون المجرور خبرًا، و (صَلَحْ) حال من الضمير فيهِ، وفيه الفصل بأجبني بَينَ العامل والمعمول، وأجازه الرضي.
واللَّه الموفق
ص:
59 -
وَأَلِفٌ وَالْوَاوُ وَالنُّوْنُ لِمَا
…
غَابَ وَغَيْرِهِ كَـ (قَامَا وَاعْلَمَا)
(1)
(1)
ألف: مبتدأ، وهو نكرة، وسوغ الابتداء به عطف المعرفة عليها. والواو، والنون: معطوفان على ألف. ما: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. غاب: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود على ما، والجملة لا محل لها صلة ما. وغيره: الواو حرف عطف، غير: معطوف على ما، وغير مضاف والضمير مضاف إليه. كقاما: الكاف جارة لقول محذوف، والجار والمجرور يتعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أي وذلك كائن كقولك، وقاما: فعل ماض وفاعل، واعلما الواو عاطفة، واعلما: فعل أمر، وألف الاثنين فاعله، والجملة معطوفة بالواو على جملة قاما.
ش:
ضمير الرفع بالنسبة إِلَى المتكلم والمخاطب والغائب علَى ثلاثة أقسام:
* فالمرفوع للمتكلم: فعلتُ وفعلنا.
* والمخاطب: فعلتَ وفعلتِ.
* والغائب: فعلَ وفعلَت ونحوه
(1)
.
فكل من "نا" و"التاء" فاعل في هذه الأمثال، إِلَّا تاء فعلَتْ الساكنة؛ فإنها حرف، والفاعل مستتر تقديرُهُ:"هي" بخلاف التاء فيما قبله.
وفي نحو: (ضربتما، وضربتم، وضربتن) فهي فاعل.
و (ما) علامة التثنية، و (الميم) علامة جمع الذكور، والنون علامة جمع الإناث.
وضمير النصب المتصل كذلك عَلَى ثلاثة أقسام:
* فالمتكلم: (أكرمني وأكرمنا).
* والمخاطب: (أكرمك) ونحوه.
* والغائب: (ضربه) ونحوه.
ويشترك المخاطب والغائب: في (الألف والواو والنون)؛ كما قال: (وَأَلِفٌ وَالْوَاوُ وَالنُّوْنُ لِمَا غَابَ وَغَيْرِهِ).
ولا يدخل المتكلم تحت قوله: (وَغَيْرِهِ)؛ لعدم اشتراكه في: (الألف، والواو، والنون) بطريق الوضع.
فمثالها في المخاطب: (قوما، قوموا، قمن).
وفي الغائب: (قاما، قامتا، قاموا، قمن).
فكل من: (الألف، والواو، والنون) فاعل هنا.
(1)
أراد الضمير المستتر فيهما، فالضمير في فعَلَ مستتر تقديره:(هو)، وفي فعلَتْ تقديره (هي).
والمازني والأخفش: كل منها حرف، والفاعل مستتر.
وأما نحو: (جاء الضاربان، والضاربون) .. فكلاهما حرف، والفاعل مستتر؛ لأَنَّ أحرف العلة أسماء في الأفعال، وأحرف في الأسماء.
(وَأَلِفٌ) مبتدأ، وسوغ ذلك عطفُ المعرفة عليه.
واللَّه الموفق
ص:
60 -
وَمِن ضَمِيْرِ الرَّفْعِ مَا يَسْتَتِرُ
…
كَافْعَلْ أُوَافِقْ نَغتَبِطْ إذْ تَشْكُرُ
(1)
ش:
لا يستتر من الضمائر إِلَّا ضمير الرفع، وهو واجب وجائز.
فالواجب الاستتار: ما لَا يخلفه الظاهر ولا الضمير المنفصل، فمن ذلك:
* فعل الأمر للواحد المذكر كـ "أفعل".
* والمضارع للمتكلم وحده؛ كـ "أوافق".
* أَو معه غيره؛ كـ "نغتبط".
* والمضارع الَّذي للواحد المخاطب، نحو:"شكر".
هذا ما ذكره الشيخ هنا.
وَكذَا:
(1)
من: ضمير، جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. وضمير: مضاف. والرفع: مضاف إليه. ما: اسم موصول مبتدأ مؤخر، مبني على السكون في محل رفع. يستتر: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى ما، والجملة لا محل لها صلة ما. كافعل: الكاف جارة لقول محذوف، والجار والمجرور يتعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كقولك، وافعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. أوافق: فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. نغتبط: بدل من أوافق. إذ: ظرف وضع للزمن الماضي، ويستعمل مجازًا في المستقبل، وهو متعلق بقوله نغتبط مبني على السكون في محل نصب. تشكر: فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والجملة في محل جر بإضافة إذ إليها.
* الضمير المرفوع بأفعل التعجب؛ كـ "ما أحسن زيدًا".
* وبأفعل التفضيل؛ كـ "زيد أفضل من عمرو".
* وبالمصدر الواقع بدلا من فعله كـ "ضربًا زيدًا".
* أَو باسم الفعل غير الماضي كَـ "أَوَّه وصه".
* أَو (خلا، وعدا) إِذا نصبت بهما.
* أَو بـ (لا يكون).
وأما اسم الفعل بمعنَى الماضي نحو (هيهات) .. فيرفع الظاهر؛ نحو: "هيهات العقيقُ".
وقيل: يرفع الضمير، وسيأتي في أسماء الأفعال إِن شاء اللَّه تعالَى.
فالضمير في: (افْعَلْ) تقديرُهُ: أنت.
وفي: (أوَافِقْ) تقديرُهُ: أنا.
وفي: (نَغتَبِطْ) تقديرُهُ: نحن.
وفي: (تَشْكرُ) تقديرُهُ: أنت.
وفي: (ما أحسن) تقديرُهُ: هو، وقس عليه ما بقي.
كما تقول: (قاموا خلا زيدًا)؛ ففي (خلا) ضمير تقديرُهُ: (هو) ونحو ذلك.
فإن قلت: (نغتبط نحن) .. لم يكن فاعلا، بل توكيدًا للفاعل المستتر.
ومتَى كان الأمر لواحد أَو لاثنين أَو لجماعة .. برز الضمير؛ كـ: (افعلي، وافعلا، وافعلوا).
وَكذَا: المضارع في الخطاب لواحدة أَو لاثنين أَو لجماعة؛ كـ: (تفعلين، وتفعلان، وتفعلون)؛ فكل من الياء والألف والواو: فاعل.
وسبق الخلاف في (تفعلين).
والجائز الاستتار: ما يكون:
للغائب أَو للغائبة مرفوعًا بفعل أَو صفة.
فالأول: كـ (زيد قام، أَو يقوم، وهند قامت، أَو تقوم).
والثاني: كـ (زيد قائم، وهند قائمة).
وإنما جاز ستره ولم يجب؛ لأنه يخلفه الظاهر والضمير المنفصل؛ كـ (زيد قام أبوه، أَو يقوم أبوه، وزيد قائم أبوه، وهند قائمة أمها، وزيد ما قام إِلَّا هو، وهند ما تقوم إِلَّا هي) ونحو ذلك.
بخلاف الواجب الاستتار؛ كما سبق؛ إذ لا يجوز أن تقول: (افعل زيد) ويكون زيد فاعلا بـ (افعل).
وَكذَا لَا تقول: (لَا تضرب عمرو) ويكون عمرو فاعلا.
وذهب ابن هشام إِلَى أن الضمير في: (زيد يقوم) ونحوه: واجب الاستتار، قال:(وأما نحو: زيد يقوم أبوه .. فتركيب آخر).
واللَّه الموفق
ص:
61 -
وَذُو ارْتِفَاعٍ وَانْفِصَالٍ: أَنَا هُوْ
…
وِأَنْتَ وَالْفُرُوْعُ لَا تَشْتَبِهُ
(1)
ش:
تقدم الكلام عَلَى ضمير الرفع المتصل، والكلام هنا عَلَى ضمير الرفع المنفصل، وهو اثنا عشر ضميرًا:
منها ثلاثة أصول، أشار إِليها بقوله:"أَنَا، هُوْ، وَأَنْتَ" وما بعدها فروع لَا تشتبه؛ أَي: لَا تلتبس.
والفروع ما دل عَلَى مؤنث، أَو مثنَى، أَو مجموع؛ كـ "نحن، وأنت، وأنتما، وأنتم، وأنتن، وهي، وهما، وهم، وهن".
(1)
وذو: مبتدأ، وذو مضاف. وارتفاع: مضاف إليه. وانفصال: معطوف على ارتفاع. أنا: خبر المبتدأ. هو، وأنت: معطوفان على أنا. والفروع: مبتدأ. لا: نافية. تشتبه: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي يعود إلى الفروع، والجملة من الفعل المضارع المنفي وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ، الذي هو الفروع.