المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وأما نحو: (الرجا ل يعفون) .. فأصله: (يعفوون) بواوين، فحذفت - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ١

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌اسِتهْلَال

- ‌بَيْنَ يَدَيّ الكِتَاب

- ‌الألْفِيَّة في النَّحو

- ‌وعلى هذا الشرح:

- ‌ومن شروح الألفية:

- ‌وفي إعراب الألفية:

- ‌وفي شرح (شواهد شروح الألفية) كتابان: كبير، وصغير

- ‌وممن نثر الألفية:

- ‌وله عدة حواشَ على الألفية، منها:

- ‌ومن الحواشي على (التوضيح):

- ‌تَرْجَمَة الشَّارِح مُحَمَّد الفَارِضِي رحمه الله

- ‌وَصف النُّسخ الخَطِّيَّة

- ‌عَيِّنَةٌ مِن صُوَرِ المَخْطُوطَاتِ المُعْتَمدَةِ فِي التَّحْقِيقِ

- ‌خِطَّةُ العَمَلِ وَمَنْهَجُ التَّحْقِيق

- ‌وأهم مصادر المؤلف:

- ‌وختامًا:

- ‌شُكْرٌ وَتَقْدِيرٌ

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌[أقسام الكلمة]:

- ‌[الاسم وعلاماته]:

- ‌[الفعل وعلاماته]:

- ‌المُعْرَب والمَبْني

- ‌تنبيه:

- ‌[إعراب المضارع وبناؤه]:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌[أنواع الإعراب أربعة]:

- ‌الأَسْمَاءُ السِّتَّة

- ‌تنبيه:

- ‌شُروطُ إعراب الأسماء الستة بالحروف

- ‌المُثَنَّى وإعْرَابُه

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمِ وَإعْرَابُهُ

- ‌[كيفية جمع المنقوص جمعَ مذكر سالم]:

- ‌[كيفية جمع المقصور جمعَ مذكر سالم]:

- ‌تنبيه:

- ‌المُلْحَق بِجَمْعِ المُذَكَّر السَّالِم

- ‌جَمْعُ الألِف وَالتَّاء وَإعْرَابه

- ‌[الملحق بجمع الألف والتاء]:

- ‌تنبيه:

- ‌المَمْنُوع مِن الصَّرْف

- ‌الأفْعَالُ الخَمْسَة

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌الأسْمَاءُ المُعْتَلَّة

- ‌الفِعْلُ المُعْتَل بالألِف

- ‌النَّكِرَة وَالمَعْرِفَة

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌العَلَم

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌اسْمُ الإِشَارَةِ

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه:

- ‌المَوْصُول

- ‌المَوْصُولُ الحَرْفِي

- ‌المَوْصُول الاسْمِي

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌المُعَرَّفَة بِأدَاةِ التَّعْرِيف

- ‌الاِبْتِدَاء

- ‌والمبتدأ علَى ضربين:

- ‌ومنع ثعلب وقوع الجملة القسمية خبرًا

- ‌تنبيه:

- ‌[مسوغات الابتداء بالنكرة]:

- ‌الخبر مع المبتدأ باعتبار تقديمه وتأخيره علَى ثلاثة أقسام:

- ‌تنبيه:

- ‌واختلف فِي الضّمير الرّابط هنا:

- ‌تنبيه:

- ‌كانَ وَأَخَوَاتُها

- ‌وهذه الأفعال علَى ثلاثة أقسام:

- ‌[ما يستعمل استعمال "ليس" من الأفعال]

- ‌وهذه الأفعال:

- ‌ومن اسم الفاعل: قولُهُ:

- ‌[مواضع وجوب تقديم الاسم في كان وأخواتها]

- ‌[مواضع وجوب تأخير الاسم في كان وأخواتها]

- ‌وخالفهم الكوفيون

- ‌ومنع الفراء التّقديم مع أحرف النّفي مطلقًا

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لا يكون اسم كَانَ نكرة إِلَّا بمسوغ:

- ‌ولَا يكون اسمها نكرة وخبرها معرفة إِلا فِي الضّرورة

- ‌ويختص "ليس" بمجيء اسمها نكرة بِلَا شرط

- ‌وقد يقتصر عليه للعلم بالخبر

- ‌وليس للزائدة اسم ولَا خبر

- ‌يجوز أَن تحذف كَانَ مع اسمها ويبقَى الخبر دليلًا علَى ذلك

- ‌ولَا يحذف خبر كَانَ؛ لأنه عوض أَو كَالعوض

- ‌وأن المصدرية حينئذ فِي محل نصب أو جر علَى الخلاف فِي محلها بعد حذف الحرف معها

- ‌وأجازه المبرد

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في (ما) و (لا) و (لات) و (إنْ) المشبَّهات بِـ (لَيْسَ)

- ‌وتعمل بشروط خمسة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌أفْعَالُ المُقَارَبَة

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إِنَّ وأخَواتُها

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لَا الَّتي لِنَفْيِ الجِنْس

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

الفصل: وأما نحو: (الرجا ل يعفون) .. فأصله: (يعفوون) بواوين، فحذفت

وأما نحو: (الرجا ل يعفون) .. فأصله: (يعفوون) بواوين، فحذفت الأولى التي هي لام الفعل، وثبتت واو الضمير، فحصل (يعفون) بواو.

ويقال في النصب هنا: (أن يعفوا).

وإنما أعرب المضارع.

* لموافقته الاسم في الحركة والسكون، كموافقة (يضرب) لـ (ضارب).

* أو: لأنه اشترك مع الاسم في قبول المعاني.

‌تنبيه:

دليل انقسام الأفعال إلى ثلاثةٍ: السماعُ، منه في القرآن:{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}

الآية، فـ (خلقني): ماض، و (يهدين) وما بعده: مراد به الحال والذي أطمع أن يغفر لي): مستقبل.

ونحو قول الشَّاعرِ:

وَأَعْلَمُ مَا في اليَومِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ

وَلَكِنَّنِيْ عَنْ عِلْمِ مَا في غَدٍ عَمِ

(1)

والدليلُ من جهة العقل أيضًا: أن المخبر بفعلٍ:

* إن تقدم وجود الفعل على الإخبار .. فماضٍ؛ كـ (قام زيدٌ).

وإن تقدم الإخبار به على وجوده .. فمستقبلٌ كـ (سيقوم زيد).

(1)

التخريج: البيت من بحر الطويل، لزهير بن أبي سلمى من معلقته المشهورة التي تمتلئ بالحكم والمواعظ وتصور عادات العرب في الجاهلية وحروبهم والسّلام والصلح بينهم، وهي في ديوان زهير (ص 4)، ويُنظر في شرح القصائد السّبع الطِّوال 289، وشرح ملحة الإعراب 60، واللّباب 2/ 14 والخزانة 7/ 506.

الإعراب: وأعلم: الواو حسب ما قبلها، أعلم: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا. ما: اسم موصول مفعول به. في اليوم: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف، والذي هو صلة الموصول. والأمس: عاطف ومعطوف. قبله: ظرف زمان منصوب، والهاءة ضمير مضاف إليه. ولكنني: الواو: حرف عطف، لكنني: حرف مشبه بالعفل واسمه. عن علم: جار ومجرور متعلقان بالخبر. ما: اسم موصول مفعول به للمصدر. في غد: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف، والذي هو صلة الموصول. عم: خبر لكن مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة القافية.

الشاهد فيه: وُرودُ الأزْمِنَة الثّلاثة فيه: اليوم للحال، والأمس للماضي، وغد للمستقبَل.

ص: 77

* وإن كان وجود الفعل مقارنًا الإخبار .. فحالٌ؛ نحو: (زيد يقوم الآن).

وبعضهم قال: لا وجود للحال.

واللَّه الموفق

ص:

21 -

وَكلُّ حَرْفٍ مُستَحِقٌّ لِلبِنَا

وَالأصلُ في المَبنِيِّ أن يُسَكَّنَا

(1)

22 -

وَمِنهُ ذُو فَتحٍ وَذُوُ كَسرٍ وَضَمّ

كَأَينَ أَمْسِ حَيثُ وَالسَّاكِنُ كَمْ

(2)

ش:

[الكلام على الحرف]:

الحرف لغة: طرف الشيء.

واصطلاحًا: كلمة دلت على معنى في نفسها -كما صرح به النحاس- مفتقرة لغيرها، في مقترنة بزمان.

وعلامته: عدم قبول شيء من علامات الاسم والفعل.

والحروف مبنية.

وسبق تعريف البناء.

(1)

كل: مبتدأ، وكل: مضاف. وحرف: مضاف إليه. مستحق: خبر المبتدأ. للبنا: جار ومجرور متعلق بمستحق. والأصل: مبتدأ. في المَبْني: جار ومجرور متعلق بالأصل. أن: مصدرية. يُسَكَّنَا: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى المَبْني، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر المبتدأ، والتقدير: والأصل في المَبْني تسكينه، والمراد كونه ساكنًا.

(2)

ومنه: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. ذو: مبتدأ مؤخر، مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة، وذو مضاف. وفتح: مضاف إليه: وذو: معطوف على ذو السابق. كسر: مضاف إليه. وضم: معطوف على كسر بتقدير مضاف: أي وذو ضم. كأين: متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف. أمس، حيث: معطوفان على أين بحرف عطف محذوف. والساكنُ: الواو عاطفة أو للاستئناف، الساكن: مبتدأ. كم: خبره، ويجوز العكس.

ص: 78

والأصل في المَبْني: السكون؛ اسما كان المَبْني أو غيره.

وقد يخرج عنه:

فمن المَبْني على الفتح للخفة وهو اسم: (أين)، بُنِيت لشبه الهمزة في الاستفهام، ولشبه (إِنْ) في الشرط، ولو بنيت على الكسر .. لانضاف نقل الكسرة إلى نقل الياء والهمزة.

ومن المَبْني على الكسر وهو اسم أيضًا: (أمسِ)، بُني لتضمنه حرف التعريف؛ لأنه يوصف بما فيه (أل)؛ نحو:(لقيته أمسِ الدابر)، فلولا أنه معرف بـ (أل) تقديرًا .. لما وُصِف بما فيه (أل).

والذي يدل على أنه معرف بـ (أل) تقديرًا: كونه ليس عَلَمًا، ولا مضافًا لمعرفة، ولا اسم إشارة، ولا موصولا، ولا منادى معرفًا، ولا مضمرًا، فلم يبق من أقسام المعرفة إلا المعرف بالأداة.

والمبرد: بُنِي لشبه الحرف في الافتقار" إذ هو مفتقر إلى اليوم الذي بعده، فجرى مجرى الحرف الذي لا يدل على معنى إلا في غيره.

ولا يبنى إلا إذا أريد به اليوم الذي قبل يومك، من غير فصل.

قال بعضهم: ويعرب إن:

صُغِّر؛ كـ (أُمَيس).

أو جُمِع كـ (أُموس).

أو أضيف كـ (أمسكم).

وقيده ابن بابشاذ: بغير (أمسِ) المذكورة.

قال في "شرح الجمل": (أمسِ) المَبْنية على الكسر لا تبنى، ولا تجمع، ولا تصغر، لقلة تمكنها، أما على إعرابها .. فتجمع. انتهى.

وكذا يعرب المصاحب لـ (أل) كـ (الأمس).

قيل: مبني في حالة التصغير، وبني على أصل التقاء الساكنين؛ إذ الأصل فيهما تحريك الثاني بالكسر.

ص: 79

وبعض تميم: يعربه بالضمة رفعًا، ويبنيه على الكسر جرًا ونصبًا.

وحكى الكسائي: أن بعضهم يعربه إعراب ما لا ينصرف؛ للتعريف والعدل عما فيه (أل)، فيجري مجرى (سَحَر) المعدول، وعلى هذه اللغة جُرَّ بالفتحة في قولِهِ:

لَقَدْ رَأَيتُ عَجَبًا مُذْ أَمْسَا

..................

(1)

والزجاجي: أنه في هذا الشاهد مبني على الفتح.

ورُفِع بالضمة في قول الآخرِ:

(1)

إنِّي رَأيتُ عَجَبًا مُذْ أمْسَا

عَجَائِزًا مِثْل السَّعَالي خَمْسا

يَأْكُلْنَ مَا فِي رَحْلِهِن هَمْسا

لَا تَرَكَ اللَّهُ لَهُن ضِرْسا

التخريج: الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص 32، وأوضح المسالك 4/ 13 وخزانة الأدب 4/ 167، 16 والدرر 3/ 108، وشرح التصريح 2/ 226، وشرح قطر الندى ص 16، وشرح المفصل 4/ 106، 107، والكتاب 3/ 248 ولسان العرب 6/ 9، 10 أمس، وما ينصرف وما لا ينصرف ص 95، والمقاصد النحوية 4/ 357، ونوادر أبي زيد ص 75، وهمع الهوامع 1/ 209، وجمهرة اللغة ص 841، 863.

اللغة والمعنى: السعالي: جمع السعلاة، وهي أخبث الغيلان، أو ساحرة الجن كما يعتقد الجاهليون. يقول: من العجائب التي رأيتها أمس: تلك العجائز الخمس اللواتي يشبهن الغيلان.

الإعراب: إني: حرف مشبه بالفعل، واسمها ياء المتكلم. رأيت: فعل ماض مبني على السكون.

والتاء: فاعل. عجبًا: مفعول به منصوب. مذ: حرف جر. أمسا: اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل، والألف للإطلاق، والجار والمجرور متعلقان برأيت. عجائزًا: بدل من عجبًا منصوب. مثلَ: نعت عجائزًا وهو مضاف. السعالى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة. خمسًا: نعت عجائز. يأكلن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث.

والنون: ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. ما: اسم موصول مبني على السكون في محلّ نصب مفعول به. في: حرف جر. رحلهن: رحل: اسم مجرور، وهو مضاف، وهن: ضمير متصل مبني في محلّ جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول. همسًا: حال منصوب. لا: حرف نفي. ترك: فعل ماض. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع. لهن: جار ومجرور متعلقان بترك. ضرسًا: مفعول به منصوب بالفتحة.

وجملة (رأيت عجبًا): في محلّ رفع خبر إن. وجملة (يأكلن) في محلّ نصب نعت عجائزًا. وجملة (لا ترك الله لهن ضرسًا): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.

والشاهد فيه قوله: (أمسا)؛ حيث جاءت كلمة أمس غير منصرفة، فجرت بالفتحة، والألف للإطلاق.

ص: 80

اِعتَصِمْ بالرَّجَاءِ إِنْ عَنَّ بَأسٌ

وَتَنَاسَ الَّذِي تَضَمَّنَ أَمْسُ

(1)

ومن نصبه على الظرفية مع (أل) قولُهُ:

وَإِنِّيْ وَقَفْتُ اليوَمَ وَالأَمْسَ قَبْلَهُ

بِبَابِكَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ

(2)

(1)

التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 107، وشرح التصريح 2/ 226، والمقاصد النحوية 4/ 37 وهمع الهوامع 1/ 209.

شرح المفردات: اعتصم: تمسك. البأس: الشدة: عنّ: بدا، ظهر.

المعنى: يقول: تمسك بالأمل، ولا تستسلم لليأس إن انتشرت أمامك المصاعب وتغافل عن الماضي وما حمله لك من آلام.

الإعراب: اعتصم: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. بالرجاء: جار ومجرور متعلقان باعتصم. إن: حرف شرط. عنَّ: فعل ماض، وهو فعل الشرط. بأسٌ: فاعل مرفوع بالضمة. وتناسَ: الواو حرف عطف؛ تناس: فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. الذي: اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به. تضمَّن: فعل ماض مبني على الفتح. أمسُ: فاعل مرفوع بالضمة.

وجملة: (اعتصم): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة: (إن عنّ بأس): الشرطية اعتراضية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط المحذوفة المقدرة ب (فتناسَ): في محلّ جزم؛ لاقترانها بالفاء. وجملة (تناس): معطوفة على جملة (اعتصم) لا محلّ لها من الإعراب. وجملة: (تضمن أمس): صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (تضمن أمسُ)؛ حيث رفع (أمسُ) بالضمة على لغة بني تميم، والحجازيون يبنونها على الكسر.

(2)

التخريج: البيت من الطويل، وهو لنصيب يمدح سليمان بن عبد الملك، وهو في معاني القرآن للفراء (1/ 467)، والخصائص (1/ 394، (3/ 57)، والمحتسب (2/ 190)، والإنصاف (1/ 320)، والأمالي الشجرية (2/ 260)، والبحر المحيط (7/ 110)، والارتشاف (ص 575)، والتذييل (3/ 376، 377)، وتعليق الفرائد (ص 1605)، والهمع (1/ 209)، والدرر (1/ 175)، وديوان نصيب (ص 62) واللسان مادة "أمس".

الإعراب: وإني: الواو حسب ما قبلها، إن: حرف توكيد ونصب، والياء ضمير متصل اسمها. وقفت: فعل وفاعل. الوم: ظرف زمان منصوب، متعلق بوقفت. والأمس: الواو حرف عطف، الأمس: اسم معطوف على اليوم منصوب مثله. قبله: ظرف زمان منصوب، والهاء: ضمير مضاف إليه. ببابك: جار ومجرور متعلقان بوقفت. حتى: حرف غاية وجر. كادت: فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة، والتاء للتأنيث. الشمس: اسم كاد مرفوع. تغرب: فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر جوازًا تقديره هي.

ص: 81

قال السيوطي في "الأشباه والنظائر": لما عرف باللام الظاهرة .. زال عنه تضمنها فأعرب، وروي بالكسر على البناء المعهود، واللام حينئذ زائدة فيه، وهو معرف بلام أخرى.

مراده: وهذه إنما زيدت للتوكيد.

وعن الخليل: أنه أجاز في نحو: (لقيته أمس) أن يكون التقدير: (بالأمس)، فحذف (الباء وأل)، والكسرة حينئذ كسرة إعراب.

* ومن المَبْني على الضمة وهو اسم أيضًا: (حيثُ):

بنيت؛ لافتقارها إلى جملة على الصحيح.

وعلى الضمة؛ لمشابهة (قبلُ وبعدُ) في حالة حذف المضاف إليه ونية معناه، وذلك أن الأصل في (حيث) أن تضاف لمفرد، فمُنِعَتْهُ وأُلزمت الإضافة للجمل، وقد منع أيضًا كل واحد من (قبل وبعد) أن يذكر معه المضاف إليه في حالة بنائهما على الضم؛ يعني: عند حذف المضاف إليه ونيَّةِ معناه، فلما أشبهتهما (حيث) في المنع خاصة .. بُنِيت على الضم كما ذكر.

وبعضهم: بناها على الفتح تخفيفًا.

وبعضهم: على الكسر على أصل التقاء الساكنين.

وأعربها فقعس، وجعل منه قراءة:(سنستدرجهم من حيثِ لا يعلمون) بالجر على الإعراب.

ولغة طيء: إبدال يائها واوًا؛ لقولهم: (حوث) بتثليث الثاء.

وقد يقال: (حاث) بتثليث الثاء أيضًا

(1)

.

وندر جرها بـ (إلى) في قولِ الشَّاعرِ:

= وجملة (وقفت): خبر إن في محلّ رفع. وجملة (كادت): مع مصدرها المؤول في محلّ جر بحرف الجر، متعلقان بالفعل وقفت. وجملة (تغرب): في محلّ نصب خبر كاد.

والشاهد: قوله: (الأمس)؛ حيث نصبه على الظرفية مع (أل).

(1)

العبارة كما ترى فيها تشويش ههنا، وملخص القول في لغات (حيث):

أن فيها خمس لغات: (حيثُ)، و (حيثَ)، و (حيثِ)، بتثليث الثاء، ويقال:(حوث)، بقلب الياء واوًا، ويقال:(حاثُ).

ص: 82

.........

إِلَى حَيْثُ أَلقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ

(1)

قاله في "همع الهوامع"

(2)

.

وعن الزجاج: أنها موصولة، لأنها مفتقرة إلى جملة كما ذكر.

* ومن المَبْني على السكون، وهو اسم:(كم).

بنيت؛ لشبهها الحرف في الوضع.

أو لشبه الهمزة في الاستفهام.

* وكذا: (هل) و (لم)، وهما حرفان.

*ومن المَبْني على الفتح أيضًا: (أنَّ) و (ليتَ) وهما حرفان.

* و (كيفَ)، وهي اسم استفهام، بنيت على الفتح للخفة، ويستفهم بها عن حال الشيء، فهي:

* خبر في: (كيف زيد؟).

* وحال في: (كيف جاء زيد؟)، وكذا:(كيت كان زيد؟)، إن جعلت (كان) تامة، وإلا .. فهي خبر (كان).

* ومفعول في قوله تعالى: {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ} ؛ فهي في موضع نصب بـ (فعلنا).

وبعض الكوفيين: أن جملة (كيف فعلنا): فاعل لـ (تبين)؛ لأنه يجيز كون

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: فشَدَّ وَلَم يَنْظُر بُيوتًا كثيرةً

وهو من معلقة زهير وينظر في: الارتشاف (ص 584)، والتذييل (3/ 400، 413)، وشرح التّسهيل للمصنف (1/ 232)، وشرح المعلقات للزوزني (161)، وشجر الدّر لأبي الطّيب اللّغوي (95)، والخزانة (3/ 157)، والمغني (1/ 131)، وشرح شواهده (1/ 384)، والهمع (1/ 212)، والدّرر (1/ 181)، وحاشية يس (2/ 39)، وديوان زهير (ص 84).

اللُّغة: الشدة: الحملة. أم قشعم: كنية الموت.

المعنى: يقول: فحمل حصين -المذكور في الأبيات السابقة- علَى الرجل الّذي رام أَن يقتله بأخيه، وَلَم يفزع بيوتًا كثيرة؛ أي: لم يتعرض لغيره عند ملقَى رحل المنية، وملقَى الرحل: المنزل؛ لأنَّ المسافر يلقي به رحله، أراد عند منزل المنية. وجعله منزل المنية لحلولها ثُمّ بمن قتله حصين.

الشَّاهد؛ قوله: (إلى حيثُ)؛ إذ خرجت (حيث) عن الظّرفية؛ فجُرَّت بإلى.

(2)

همع الهوامع (2/ 211).

ص: 83

الفاعل جملة.

والصحيح: أنه محذوف؛ لدلالة الكلام عليه؛ أي: حالهم، ولأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.

وقال البعلي تلميذ المصنف: الفاعل: مضمونُ كيف فعلنا؛ كأنه قيل: وتبين لكم كيفية فعلنا بهم.

* وهي في محل نصب أيضًا بالفعل بعدها في {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} .

وقالوا: مفعول مطلق في سورة الفيل.

وسيبويه: أن (كيف) ظرف دائمًا.

ورُدَّ عليه، لكن قال المصنف رحمه الله: لما كانت تفسر بقولك: (على أي حال) .. سُمِّيت ظرفًا مجازًا.

وعلى القول بالظرفية. لا يفتقر إلى استقرار، قاله أحمد بن الخباز في "النهاية".

فنحو: (كيف جاء زيد؟):

على قول سيبويه: تقديره: (في أي حالة أتى زيد؟).

وعلى كونها أسماء عند الأخفش تقديره (على أي حال جاء زيد؟).

* وفي "الإتقان" ترِدُ شرطيَّةً، وخرَّج عليه:{يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} ، وجوابها: محذوف؛ لدلالة ما قبلها عليه. انتهى.

* وسمع جرها بالحرف في قولهم: (على كيف تبيع الأحمرين)، و (انظر إلى كيف تضع).

* ومن المَبْني على الكسر أيضًا: (جيرِ) وهي حرف جواب بمعنى (نعم)، ولم تُبنَ على الفتح كـ (أينَ)؛ لأنها قليلة الاستعمال، فاغتفر نقل الكسرة بعد الياء، بخلاف (أينَ) كما مر؛ فإنها كثيرة الاستعمال، وفيها ثقل الهمزة والياء كما سبق.

* ولا تخرج (منذُ) عن البناء إن استعملت اسمًا، لتضمنها معنى الحرف في نحو:(ما رأيته منذُ يومين)؛ أي: من يومين.

ص: 84