الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كانَ وَأَخَوَاتُها
ص:
143 -
تَرْفَعُ كَانَ الْمُبْتدَا اسْمًا وَالْخَبرْ
…
تَنْصِبُهُ كَكَانَ سَيِّدًا عُمَرْ
(1)
144 -
كَكَانَ ظَلَّ بَاتَ أَضْحَىَ أَصْبَحَا
…
أَمسَى وَصَارَ لَيسَ زَالَ بَرِحَا
(2)
145 -
فَتِئَ وَانْفَكَّ وَهَذِي الأَرْبَعَة
…
لِشِبْهِ نَفيٍ أْو لِنَفْيٍ مُتْبَعَهْ
(3)
146 -
وَمِثلُ كَانَ دَامَ مَسْبُوْقًا بِمَا
…
كَأَعْطِ مَا دُمْتَ مُصِيبًا دِرْهَمَا
(4)
(1)
ترفع: فعل مضارع. كان: قصد لفظه: فاعل ترفع. المبتدا: مفعول به لترفع. اسمًا: حال من قوله:
(المبتدا). والخبر: الواو عاطفة، الخبر مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده، والتقدير:
وتنصب الخبر. تنصبه: تنصب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود
على كان، والضمير البارز المتصل مفعول به، والجملة من تنصب وفاعله ومفعوله: لا محل لها
تفسيرية. ككان: الكاف جارة لقول محذوف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ
محذوف، أي: وذلك كائن كقولك، كان: فعل ماض ناقص. سيدًا: خبر كان مقدم. عمر: اسمها
مؤخر، مرفوع بالضمة الظاهرة، وسكن للوقف.
(2)
ككان: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، وكان هنا قصد لفظه. ظل: قصد لفظه أيضًا: مبتدأ مؤخر. بات، أضحى، أصبحا، أمسى، وصار، ليس؛ زال؛ برحا: كلهن معطوفات على ظل بإسقاط حرف العطف مما عدا الخامس.
(3)
فتئ، وانفك: معطوفان أيضًا على ظل بإسقاط حرف العطف في الأول. وهذي: الواو للاستئناف، ها: حرف تنبيه، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وذي: اسم إشارة مبتدأ. الأربعة: بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، أو نعت له. لشبه: جار ومجرور متعلق بقوله: متبعة الآتي، وشبه مضاف، ونفي: مضاف إليه. أو: حرف عطف. لنفي: جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور السابق. متبعه: خبر المبتدأ الذي هو اسم الإشارة.
(4)
ومثل: خبر مقدم، ومثل مضاف. وكان: قصد لفظه: مضاف إليه. دام: قصد لفظه أيضًا: مبتدأ مؤخر. مسبوقًا: حال من دام. بما: الباء حرف جر، وما قصد لفظه مجرور محلًا بالباء، والجار والمجرور متعلق بمسبوقًا. كأعط: الكاف جارة لقول محذوف كما سبق مرارًا، أعط: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، ومفعوله الأول: محذوف، والتقدير: أعط المحتاج مثلًا. ما: مصدرية ظرفية. دمت: دام: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير المخاطب اسم دام. مصيبًا: خبر دام. درهمًا: مفعول ثان لأعط، وتلخيص البيت: ودام مثل كان -في العمل الذي هو رفع الاسم ونصب الخبر- لكن في حالة معينة، وهي حالة ما إذا سبقت دام بما المصدرية الظرفية الواقعة في نحو قولك: أعط المحتاج درهمًا ما دمت مصيبًا؛ أي: مدة دوامك مصيبًا، والمراد ما=
ش:
نواسخ الابتداء: أفعال وحروف.
فالحروف: إن وأخواتها، وما وأخواتها، ولَا التبرئة.
والأفعال: كَانَ وأخواتها، وأفعال المقاربة، وظننت وأخواتها.
والمبتدأ مع خبره جملة، ودخول الأفعال علَى الجمل علَى خلاف القياس؛ لأنَّ الأفعال تناسب معانيها للمفردات، بخلاف الحروف، كـ (هل زيد قائم؟)، و (ليت عمرًا فِي الدّار)، وإِن كَانَ كل منهما ناب عن فعل، لأنَّ الأول ناب عن (أسأل)، والثّاني عن (أتمنَى)، فجيء بالحرفِ قصدًا للاختصار، وترك الأول، ولكن توسعت العرب فِي بعض الأفعال، فأجروها مجرَى الحروف، وسميت نواسخ الابتداء؛ لأنَّ المبتدأ مرفوع بالابتداء كما علم، فلما دخلت هذه الأفعال .. نسخت عمله، وصار العمل لها، فترفع المبتدأ اسمًا لها، وتنصب الخبر خبرًا لها.
والكوفيون: لم تعمل شيئًا، والمرفوع بعدها باق علَى رفعه، والمنصوب حال، وهذه الأفعال غير حقيقية؛ لدلالتها علَى الزّمان دونَ الحدث، فـ (كان زيد قائمًا) بمنزلة (قام زيد) فِي الدّلالة علَى قيامِ فِي زمان ماض دونَ الحدث، فلما كانت غير حقيقية .. أطلق علَى معمولها ما يطلقَ علَى معمول الحروف؛ من كون الأول اسمًا، والثّاني خبرًا، ولما سلبت الدّلالة علَى الحدث .. عوضت الخبر، ولهذا لا تؤكد، فَلَا يقال:(كَانَ زيد قائمًا كونًا)؛ لجعل خبرها عوضًا منه -كما ذكر- ولأَنَّ معانيها فِي غيرها، فإِنها وضعت لتقرير الخبر للمبتدأ.
ومِن هنا قال عبد الرّحمن الزّجاجي: هي حروف.
وهذا فِي غير كَانَ التامة، فإِن التّامة: فعل حقيقي يدل علَى الحدث والزّمان.
ونازع المصنف فِي أَن النّاقصة لا تدل علَى الحدث؛ لأَنَّها لو جردت عن الحدث .. ما صيغ منها أمر لأنَّ الأمر لا يُبنَى ممَّا لا دلالة للحدث عليه.
=دمت تحب أن تكون مصيبًا.