الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّكِرَة وَالمَعْرِفَة
ص:
52 -
نَكِرَةٌ قَابِلُ "أَلْ"، مُؤثِّوا
…
أَوْ وَاقِع مَوْقِعَ مَا قَدْ ذُكِرَا
(1)
ش:
الاسم نوعان:
نكرة: وهي الأصل؛ لاندراج كلِّ معرفةٍ تحتَ نكرةٍ، ولا عكس.
ومعرفة: وهي الفرع، وسيأتي.
والنكرة عَلَى نوعين:
* ما يقبل "أل" وتؤثر فيهِ التعريف؛ كـ "رجل"، واكتفَى الشيخ هنا بحد النكرة عن حد المعرفة، قال في "شرحه عَلَى التسهيل":(مَن تعرَّض لحد المعرفة .. عجز عن الوصول إِليه دون استدراك عليه).
و (مُؤثِّرًا) حال من "أَلْ"، وكأنه قال: النكرة هي التي تقبل "أل" حالة كون "أل" مؤثرة التعريف.
فخرج ما لَا تؤثر فيهِ التعريف:
كالداخلة عَلَى العَلَم لمحض الزيادة في قولِهِ:
رأَيَت الَوَلِيدَ بْنَ اليَزيدِ مُبَارَكًا
…
..................
(2)
(1)
نكرة: مبتدأ، وجاز الابتداء بها لأنها في معرض التقسيم، أو لكونها جارية على موصوف محذوف، أي: اسم نكرة، ويؤيد ذلك الأخير: كون الخبر مذكرًا. قابل: خبر المبتدأ، ويجوز العكس، لكن الأول أولى، لكون النكرة هي المحدث عنها، وقابل مضاف. وأل: مضاف إليه، مقصود لفظه. مؤثرا: حال من أل. أو: عاطفة. واقع: معطوف على قابل. وموقع: مفعول فيه ظرف مكان، وموقع مضاف. وما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. قد: حرف تحقيق. ذُكِرا: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى قابل أل، والألف للإطلاق، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
(2)
التخريج: ذكره الأشموني 1/ 42، والشاطبي، وابن هشام رقم 119 في خزانة الأدب، والسيوطي في همع الهوامع 1/ 24، والإنصاف 1/ 198. وهو لابن ميادة واسمه الرماح بن
فهي زائدة في (اليزيد).
أَو الداخلة للمح الصفة، كقولهم في عباس وحارث علَمَين:(العباس والحارث) فهذه إِنما دلت عَلَى شيء كان موجودًا قبلها وهو صفة التعبيس والحرث.
بخلاف "أل" المعرفة فإنها دلت عَلَى التعريف، وقد كان معدومًا.
* والثاني:
* هو الَّذي يقع موقع ما يقبل "أل": كـ "جاءني ذو مال"، فـ "ذو" نكرة؛ لأنها وقعت موقع ما يقبل "أل" وهو صاحب، والوصف به أشرف من الوصف بصاحب كما سيأتي في الإضافة.
* وَكذَا: "مَن، وما" في نحو: (مررت بمن معجب لك وما معجب لك)، فـ "من، وما" نكرتان أيضًا، لأَنَّ "مَن" وقعت موقع إِنسان، و"ما"
أبرد، وهو شاعر مقدم من مخضرمي شعراء الدولتين وهو من قصيدة يمدح بها الوليد بن اليزيد بن عبد الملك بن مروان. وهو من الطويل.
وعجزه:
....................
…
شَديدًا بِأَعْبَاءِ الخِلَافَةِ كَاهِلُهْ
اللغة: رأيت بمعنى أبصرت، ويجوز أن تكون بمعنى علمت، الوليد: هو الوليد بن اليزيد بن عبد الملك بن مروان، أعباء جمع عبء -بكسر العين- أثقال، والمراد أمور الخلافة الشاقة.
المعنى: أبصرت هذا الرجل في حال كونه مباركًا شديدًا كاهله، يتحمل أمور الخلافة الشديدة، شبهه بالجمل الحمول، وشبه الخلافة بالقتب، وأراد: أنه يحمل أمور الخلافة الشديدة.
الإعراب: رأيتُ: بمعنى أبصرت فعل وفاعل. الوليدَ: مفعول به. بنَ: صفة. اليزيدِ: مضاف إليه. مباركًا: حال من المفعول، أو مفعول ثان إذا جعلت رأيت بمعنى علمت. شديدًا: معطوف على مباركا بإسقاط حرف العطف. بأعباءِ: جار ومجرور متعلق بقوله شديدا، وأعباء مضاف. الخلافةِ: مضاف إليه. كاهلُهْ: فاعل شديد؛ لأنه صفة مشبهة تعمل عمل الفعل، والهاء ضمير الوليد مضاف إليه.
وجملة (رأيت): استئنافية لا محل لها.
الشاهد: في الوليد واليزيد؛ حيث أدخل الشاعر فيهما الألف واللام لمحض الزيادة، وهي لا تؤثر تعريفًا ولا تنكيرًا؛ لأنها داخلة على العلَم.
وقعت موقع شيء، وكأنه قيل:(مررت بإنسان معجب لك، وشيء معجب لك).
* وَكذَا: اسم الفعل إِذا نونته؛ نحو: "صهٍ"؛ فإنه واقع موقع قولك: (سكوتًا).
* ونحو: "شمس وقمر" نكرة أيضًا؛ لأنه مقدر الشياع.
واختلف في: "مَن، وما" الاستفهاميتين:
فقيل: نكرتان، وصح الابتداء بهما في نحو:(من جاءك؟ وما الخبر؟)؛ لما فيهما من معنَى العموم؛ إِذ لم يقصد بهما معين.
ومحمد بن كيسان: معرفتان.
وأنكر النكرات: "شيء"، ثم "موجود"، ثم "محدث"، ثم "جسم"، ثم "نامي"، ثم "حيوان"، ثم "إِنسان"، ثم "بالغ"، ثم "ذكر"، ثم "رجل".
وقوله: (نكِرَةٌ) خبر، و (قَابِلُ "أَلْ" مُؤثِّرًا) مبتدأ، ويجوز العكس، والمسوغ التفصيل.
واللَّه الموفق
ص:
53 -
وَغَيْرُهُ مَعْرِفَةٌ كَهُمْ وَذِي
…
وَهِنْدَ وَابْنيِ وَالْغُلَامِ وَالَّذِي
(1)
(1)
وغيره: غير: مبتدأ، وغير مضاف، والهاء العائد على النكرة مضاف إليه. معرفة: خبر المبتدأ. كهم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك كهم. وذي، وهند، وابني، والغلام، والذي: كلهن معطوفات على هم، وفي عبارة المصنف قلب، وكان حقه أن يقول: والمعرفة غير ذلك، لأن المعرفة هي المحدث عنها.
وهذه العبارة تنبئ عن انحصار الاسم في النكرة والمعرفة، وذلك هو الراجح عند علماء النحو، ومنهم قوم جعلوا الاسم على ثلاثة أقسام:
الأول: النكرة، وهو ما يقبل أل كرجل وكريم.
والثاني: المعرفة، وهو ما وضع ليستعمل في شيء بعينه كالضمير والعلم.
والثالث: اسم لا هو نكرة ولا هو معرفة، وهو ما لا تنوين فيه ولا يقبل أل كمَن وما، وهذا ليس بسديد.
ش:
غير النكرة: هو المعرفة، وهي سبعة:
1 -
المضمرة؛ نحو: "أنا؛ وأنت، وهو".
2 -
والعلم؛ كـ "زيد، ومكة، وأسامة".
3 -
واسم الإشارة؛ كـ "ذا، وذي، وأولئك".
4 -
والموصول؛ كـ "الذي، والتي، والذين".
5 -
والمعرف بالأداة؛ كـ "الغلام، والفرس".
6 -
والمضاف لواحد مما ذكر، وهو في رتبة ما أضيف له، إِلَّا المضاف للضمير؛ فإنه في رتبة العَلَم، لَا في رتبة الضمير عند الأكثرين؛ لئلا يلزم أن تكون الصفة أعرف من الموصوف في:(جاء زيد صاحبك)؛ إِذ المشهور: أن الضمير أعرف المعارف، ثم العلم، ثم اسم الإشارة، ثم الموصول، ثم ذو الأداة.
7 -
ثم المنادَى المعيَّن؛ نحو: "يا رجلُ"؛ لأنه شُخِّص بالقصد، فتعرف بعد تنكيره، وسيأتي في النداء.
ثم المضاف عَلَى ما ذكره، وهذا ترتيب المصنف في "الكافية".
وقيل غير ذلك.
والحق: أن أعرف المعارف الجلالة، ثم الضمير العائد عليها، ثم ضمير المتكلم، ثم ضمير المخاطب، ثم ضمير الغائب.
وقد يكون الظاهر أعرف من المضمر؛ كما لو طرقت بابًا وقيل: "مَن أنت؟ "، فتجيب بـ "أنا"، وهذا يلتبس، بخلاف ما لو ذكرت اسمك الَّذي تعرف به، ذكره في "التسهيل".
واللَّه الموفق