الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنبيه:
الفارسي والزّمخشري وابن الحاجب علَى تقدير الفعل فِي نحو: (زيد عندك)، قالوا: لأنه الأصل فِي العمل، وتقدير المفرد أولَى؛ إِذ لا يصلح تقدير الفعل فِي نحو:(أما فِي الدّار فزيد)؛ لأنَّ (أما) لا يليها الفعل، فالتّقدير: أما مستقر فِي الدّار فزيد.
وكذا نحو: (خرجت فإِذا بالباب زيد)؛ التّقدير: فإِذا مستقر بالباب زيد. ولَا يحسن تقدير الفعل هنا؛ لأنَّ إذأ المفاجأة لا يليها الفعل علَى الأصح، قال تعالَى:{إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا} ، التّقدير واللَّه أعلم بمراده: إِذا حاصل لهم مكر.
وقيل: فعل، ولكن يقدر مؤخرًا.
واعلم: أَن الظّرف والمجرور فِي نحو: (زيد عندك) فِي موضع نصب بـ (كائن)، أَو (مستقر)، فالمحذوف هو الخبر حقيقة، والظّرف أَو المجرور فِي محل نصب به.
وتسمية الظّرف أَو المجرور خبرًا إِنما هو مجاز والشائع.
• وأيده ابن كيسان فقال: إِن الخبر هو العامل المحذوف.
• ونحا الشّيخ موفق الدّين بن يعيش الحلبي فِي "شرح المفصل" نحو هذا.
• وأبو الفتح وشيخه الفارسي: أن الظّرف والمجرور خبر فِي الحقيقة،
فهو فِي موضع رفع حقيقة، وأن العامل صار نسيًا منسيًا، ذكره السّيوطي فِي "همع الهوامع".
• حكَى الفارسي عن شيخه محمد بن السَّراج: أَن نحو: (زيد فِي الدّار) قسم برأسه لا من قبيل الخبر المفرد ولَا من الجملة.
• قال بعضهم: وقد لا يصلح تقدير الكون؛ كقولِهِ تعالَى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ} فالتّقدير هنا: (تقتل بالنّفس)، أَو:(مقتولة بالنّفس)، فَلَا يصلح كائنة ولَا مستقرة.
ونقل عن السّيرافي: أَن الضّمير محذوف، مع أَن الكون العام فِي نحو:(زيد عندك)، والظّرف حينئذ فارغ ليس فيه ضمير.
والمعتمد: خلافه، ولَا يجوز حذف الكون الخاص فَلَا تقول:(زيد خلفك) تريد: (ضاحك خلفك)؛ إِذ لو حذف .. لم يعلم كونه ضاحكًا.
• ولَا يقع الظّرف المقطوع عن الإِضافة خبرًا؛ كـ (قبل وبعد)، وسيأتي فِي الإِضافة.
• ولَا يقع ظرف الزّمان حالًا، ولَا صلة، ولَا صفة لجثة، ولَا خبرًا عن اسم العين؛ بخلاف اسم المعنَى، كـ (السفر غدًا)، كما سبق.
وتقول: (زيدٌ حيثُ عمروٌ)، فـ (زيد،: مبتدأ، و (حيث): ظرف مكان فِي موضع رفع خبر زيد، و (عمرو): مبتدأ، وخبره محذوف لدلالة المعنَى عليه، والتّقدير:(زيد مستقر حيث عمرو مستقر)، ذكر ذلك أبو حيان.
وإِعرابه هذا مبني علَى أَن (حيثُ) ظرف مكان وهو المشهور.
قيل: وهي ظرف زمان في قول بعضهم:
لِلفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ به
…
حَيْثُ تَهْدِي سَاقَهُ قَدَمُهْ
(1)
واللَّه الموفق
(1)
التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص 86، وخزانة الأدب 7/ 19، والدرر 3/ 125، وسمط اللآلي ص 319، ولسان العرب 10/ 168 (سوق)، 15/ 357 (هدى)، وبلا نسبة في مجالس ثعلب ص 238، وهمع الهوامع 1/ 212.
اللغة: هَدَاه: تَقَدَّمه.
المعنى: إن للفتى عقلًا يهديهِ إلى الرشاد ما دام حيًّا، وأينما كان.
الإعراب: للفتى: جار ومجرور بكسرة مقدرة على الألف للتعذر، والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم. عقل: مبتدأ مرفوع مؤخر. يعيشُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل مستتر تقديره: هو. به: جار ومجرور متعلقان بالفعل يعيشُ. حَيث: اسم مبني على الضم في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل يعيش. تهدِي: فعل مضارع مرفوع بالضمة. ساقَه: مفعول به منصوب، والهاء: مضاف إليه محله الجر. قدَمُه: فاعل مرفوع بالضمة، والهاء: مضاف إليه محله الجر.
جيلة (للفتى عقل): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يعيش به): صفة لعقل محلها الرفع. وجملة (تهدِي ساقه قدمه): مضاف إليها محلها الجر.
الشاهد: قوله: (حيت)؛ حيث إن الأخفش قال: إِن (حيث) قد تأتي بمعنى الحين كما في هذا البيت.
ص:
124 -
ولَا يَكُوْنُ اسْمُ زَمَانٍ خَبَرًا
…
عَنْ جُثَّةٍ وَإِن يُفِدْ فَأَخبِرَا
(1)
ش:
1.
اسم المكان يخبر به عن اسم العين وعن اسم المعنَى.
فالأول: (زيد عندك)، فـ (عندك): اسم مكان وقع خبرًا عن الجثة وأفاد.
والثّاني: (المعروف عندك)، فوقع أيضًا خبرًا عن اسم المعنَى وأفاد أيضًا.
2.
وأما اسم الزّمان فيجوز أَن يقع خبرًا عن اسم المعنَى؛ نحو: (السّفر يوم الإِثنين) بنصب (يوم) علَى الظّرفية، أو تقول:(فِي يوم الإِثنين)، وفي القرآن:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} .
• ولَا يخبر به عن اسم العين، كما قال:(ولَا يكونُ اسمُ زَمانِ خبرًا عَن جُثَّةٍ)، فَلَا تقول:(زيد غدًا)، ولَا (زيد اليوم).
فإن حصلت فائدةٌ جازَ ذلك؛ لكن بتقدير مضاف غالبًا، كقولهم:(الرّطبُ تموزُ)؛ أَي: الرّطب فِي تموز، و (اللّيلةُ الهلالُ) فـ (الهلال): مبتدأ، و (اللّيلة): ظرف زمان مخبر به عن الجثة أيضًا، والتّقدير اللّيلةُ طلوع الهلالِ، وقالَ الشّاعرُ:
أكُلَّ عامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَهْ
…
يُلْقِحُه قَوْمٌ وتَنْتِجونَهْ؟
(2)
(1)
ولا: الواو للاستئناف، ولا: نافية. يكون: فعل مضارع ناقص. اسم: هو اسم يكون، واسم مضاف. وزمان: مضاف إليه. خبرا: خبر يكون. عن جثة: جار ومجرور متعلق بقوله: خبرا، أو بمحذوف صفة لخبر. وإن: الواو للاستئناف، إن: شرطية. يفد: فعل مضارع فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى كون الخبر اسم زمان. فأخبرا: الفاء واقعة في جواب الشرط، أخبر: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والجملة من فعل الأمر وفاعله في محل جزم جواب الشرط.
(2)
التخريج: الرجز لقيس بن حصين في خزانة الأدب 1/ 409، والكتاب 1/ 129، ولصبي من بني سعد قيل إنه قيس بن الحصين في المقاصد النحوية 1/ 529، وشرح أبيات سيبويه 1/ 119، ولرجل ضبي في الأغاني 16/ 256، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 102، وتخليص الشواهد ص 191، والرد على النحاة ص 120، ولسان العرب 12/ 585 نعم، واللمع في العربية ص 113.
فقوله: (نَعَمٌ): مبتدأ واقع هنا علَى الإِبل والبقر، وقوله:(كلَّ عام): ظرف زمان وهو خبر مقدم، والتّقدير:(أكلُّ عام إِحرازُ نعمٍ تحوونه؟).
وحكَى أبو الفتح: رفع (نعمٌ) بمحذوف.
وحكَى الأخفش: نصبه علَى الاشتغال، حكَى ذلك القواس رحمه الله.
و (كلَّ) فِي البيت منصوبة علَى الظّرفية؛ لأنَّ (كل وبعض) ينصبان علَى الظّرفية إِذا أضيفا للظرف كما فِي الشّاهد، وكقولك:(أكلَّ يوم ثوب تلبسه؟) ونحو ذلك.
وتقول: (زيد فِي يوم طيب)، و (نحن فِي زمان كذا).
ولَا يقدر المضاف إِلَّا أَن احتيج إِليه فِي الكلام.
وقوله: (يُلقحه) بضم الياء آخر الحروف، من:(ألقح الفحل النّاقة)، و (تَنتِجونه): بفتح التّاء من نتج ينتج.
وأَجازَ بعضهم: أَن يخبر عن اسم العين بظرف الزّمان الّذي فيه معنَى الشّرط؛ كقولِك: (الرّطبُ إِذا جاء الحرُّ).
واللَّه الموفق
=اللغة: النعم: الإبل والشاء. تحوونه: تملكونه وتضمونه. يلقحه: يجعله لاقحًا حاملًا. تنتجونه: تتولون وضعه، ونتجتُ الناقة: إذا ولَّدتُها.
المعنى: أتضمون الإبل والشاء في كل عام بعدما سهر عليها قوم حتى غذت لواقحًا، ثم تأتون أنتم فتولدونها، وهي إشارة إلى ما يستولونِ عليه في غاراتهم على الأقوام الأخرى.
الإعراب: أكل: الهمزة: حرف استفهام، كلَّ: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف خبر مقدم. عامٍ: مضاف إليه مجرور بالكسرة. نعَمٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. تحوونه: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. يلقحه: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. قوم: فاعل يلقحه مرفوع بالضمة. وتنتجونه: الواو: للعطف، تنتجون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
وجملة (أكل عام نعم): ابتدائية لا محل لها. وجملة (تحوونه): في محل رفع صفة لنعم. وجملة (يلقحه): في محل رفع صفة لنعم. وجملة (تنتجونه): معطوفة على جملة في محل رفع.
الشاهد: قوله: (أكل عام نعم)، حيث حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، والأصل: إحراز نعمٍ أو حواية نعم في كل عام.