المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الملحق بجمع المذكر السالم - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ١

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌اسِتهْلَال

- ‌بَيْنَ يَدَيّ الكِتَاب

- ‌الألْفِيَّة في النَّحو

- ‌وعلى هذا الشرح:

- ‌ومن شروح الألفية:

- ‌وفي إعراب الألفية:

- ‌وفي شرح (شواهد شروح الألفية) كتابان: كبير، وصغير

- ‌وممن نثر الألفية:

- ‌وله عدة حواشَ على الألفية، منها:

- ‌ومن الحواشي على (التوضيح):

- ‌تَرْجَمَة الشَّارِح مُحَمَّد الفَارِضِي رحمه الله

- ‌وَصف النُّسخ الخَطِّيَّة

- ‌عَيِّنَةٌ مِن صُوَرِ المَخْطُوطَاتِ المُعْتَمدَةِ فِي التَّحْقِيقِ

- ‌خِطَّةُ العَمَلِ وَمَنْهَجُ التَّحْقِيق

- ‌وأهم مصادر المؤلف:

- ‌وختامًا:

- ‌شُكْرٌ وَتَقْدِيرٌ

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌[أقسام الكلمة]:

- ‌[الاسم وعلاماته]:

- ‌[الفعل وعلاماته]:

- ‌المُعْرَب والمَبْني

- ‌تنبيه:

- ‌[إعراب المضارع وبناؤه]:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌[أنواع الإعراب أربعة]:

- ‌الأَسْمَاءُ السِّتَّة

- ‌تنبيه:

- ‌شُروطُ إعراب الأسماء الستة بالحروف

- ‌المُثَنَّى وإعْرَابُه

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمِ وَإعْرَابُهُ

- ‌[كيفية جمع المنقوص جمعَ مذكر سالم]:

- ‌[كيفية جمع المقصور جمعَ مذكر سالم]:

- ‌تنبيه:

- ‌المُلْحَق بِجَمْعِ المُذَكَّر السَّالِم

- ‌جَمْعُ الألِف وَالتَّاء وَإعْرَابه

- ‌[الملحق بجمع الألف والتاء]:

- ‌تنبيه:

- ‌المَمْنُوع مِن الصَّرْف

- ‌الأفْعَالُ الخَمْسَة

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌الأسْمَاءُ المُعْتَلَّة

- ‌الفِعْلُ المُعْتَل بالألِف

- ‌النَّكِرَة وَالمَعْرِفَة

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌العَلَم

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌اسْمُ الإِشَارَةِ

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه:

- ‌المَوْصُول

- ‌المَوْصُولُ الحَرْفِي

- ‌المَوْصُول الاسْمِي

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌المُعَرَّفَة بِأدَاةِ التَّعْرِيف

- ‌الاِبْتِدَاء

- ‌والمبتدأ علَى ضربين:

- ‌ومنع ثعلب وقوع الجملة القسمية خبرًا

- ‌تنبيه:

- ‌[مسوغات الابتداء بالنكرة]:

- ‌الخبر مع المبتدأ باعتبار تقديمه وتأخيره علَى ثلاثة أقسام:

- ‌تنبيه:

- ‌واختلف فِي الضّمير الرّابط هنا:

- ‌تنبيه:

- ‌كانَ وَأَخَوَاتُها

- ‌وهذه الأفعال علَى ثلاثة أقسام:

- ‌[ما يستعمل استعمال "ليس" من الأفعال]

- ‌وهذه الأفعال:

- ‌ومن اسم الفاعل: قولُهُ:

- ‌[مواضع وجوب تقديم الاسم في كان وأخواتها]

- ‌[مواضع وجوب تأخير الاسم في كان وأخواتها]

- ‌وخالفهم الكوفيون

- ‌ومنع الفراء التّقديم مع أحرف النّفي مطلقًا

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لا يكون اسم كَانَ نكرة إِلَّا بمسوغ:

- ‌ولَا يكون اسمها نكرة وخبرها معرفة إِلا فِي الضّرورة

- ‌ويختص "ليس" بمجيء اسمها نكرة بِلَا شرط

- ‌وقد يقتصر عليه للعلم بالخبر

- ‌وليس للزائدة اسم ولَا خبر

- ‌يجوز أَن تحذف كَانَ مع اسمها ويبقَى الخبر دليلًا علَى ذلك

- ‌ولَا يحذف خبر كَانَ؛ لأنه عوض أَو كَالعوض

- ‌وأن المصدرية حينئذ فِي محل نصب أو جر علَى الخلاف فِي محلها بعد حذف الحرف معها

- ‌وأجازه المبرد

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في (ما) و (لا) و (لات) و (إنْ) المشبَّهات بِـ (لَيْسَ)

- ‌وتعمل بشروط خمسة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌أفْعَالُ المُقَارَبَة

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إِنَّ وأخَواتُها

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لَا الَّتي لِنَفْيِ الجِنْس

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

الفصل: ‌الملحق بجمع المذكر السالم

‌المُلْحَق بِجَمْعِ المُذَكَّر السَّالِم

ص:

36 -

وَشِبْهِ ذَيْنِ وَبِهِ [عِشْرُوْنَا]

وَبَابُهُ أُلْحِقَ وَ (الأَهْلُوْنَا)

(1)

37 -

(أُوْلُو) وَ (عَالَمُوْنَ)(عِلِّيُّونا)

وَ (أَرَضُوْنَ) شَذَّ وَ (السِّنُوْنَ)

(2)

38 -

وَبَابُهُ وَمِثْلَ حِيْنٍ قَدْ يَرِدْ

ذَا الْبَابُ وَهْوَ عِنْدَ قَوْمٍ يَطَّرِدْ

(3)

ش:

(ذين) إشارة إلى (عامر ومذنب) في البيت قبله؛ أي: وشبه عامر ومذنب يعطى حكمهما كما مر.

(1)

وشبه: الواو حرف عطف، شبه: معطوف على عامر ومذنب، وشبه مضاف. وذين: مضاف إليه مبني على الياء في محلّ جر. وبه: جار ومجرور متعلق بقوله: أُلحق الآتي. عشرونا: مبتدأ.

وبابه: الواو عاطفة، باب: معطوف على قوله عشرون، وباب مضاف والهاء ضمير الغائب العائد إلى قوله:(عشرونا) مضاف إليه. ألحق: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى قوله عشرونا، والجملة في محلّ رفع خبر المتبدأ. والأهلون: معطوف على قوله عشرون.

(2)

أولو، وعالمون، وعليون، وأرضون: كلهن معطوف على قوله عشرون. شذ: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على المتعاطفات كلها، والجملة من الفعل والفاعل لا محلّ لها؛ لأنها استئنافية، وقيل: بل الجملة في محلّ رفع خبر عن المتعاطفات، والمتعاطفات مبتدأ، وعلى هذا يكون قد أخبر عن الأخير منها فقط.

(3)

والسنون وبابه: معطوفان على قوله عشرون. ومثل: الواو عاطفة أو للاستئناف، مثل: نصب على الحال من الفاعل المستتر في قوله: يَرِد الآتي، ومثل مضاف. وحين: مضاف إليه. قد: حرف تقليل. يرد: فعل مضارع. ذا: اسم إشارة فاعل يرد. الباب: بدل أو عطف بيان أو نعت لاسم الإشارة. وهو: مبتدأ. عند: ظرف متعلق بيطّرد، وعند مضاف. وقوم: مضاف إليه. يطرد: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى الضَمير المنفصل الواقع مبتدأ، والجملة في محلّ رفع خبر المبتدأ، وتقدير البيت: وقد يرد هذا الباب (وهو باب سنين) معربًا بحركات ظاهرة على النون مع لزوم الياء، مثل إعراب حين بالضمة رفعًا والفتحة نصبًا والكسرة جرًا، والإعراب بحركات ظاهرة على النون مع لزوم الياء يطرد في كل جمع المذكر وما ألحق به عند قوم من النحاة أو من العرب.

ص: 114

والضمير في (وَبِهِ): راجع لجمع المذكر السالم، والتقدير:

• بجمع المذكر السالم ألحق (عشرون)، وبابه في الإعراب.

وهو: من ثلاثين إلى تسعين، وهي أسماء جموع؛ لأن اسم الجمع لا واحد له من لفظه.

• ومما ألحق أيضًا بجموع التصحيح: (الأهلون)، وهو جمع لم يستوف الشروط؛ لأن مفرده ليس علمًا ولا صفة.

• و (أولو)، وهو جمع لا واحد له من لفظه، بل واحده (ذو) من غير لفظه.

وقيل: اسم جمع.

• و (عالَمُون)، وهو اسم جمع؛ لأن العالَم عامة: لما سوى اللَّه تعالى، والعالمِين: خاص بالعقلاء.

• وقيل: جمع (عالَم) مرادًا به العقلاء، وهم الإنس والجن والملائكة.

وقيل: اسم جنس.

• و (علِّيُّون) ، وهو اسم لأعلى الجنة.

وقيل: جمع علِّي بالتشديد، وهو اسم ملك.

فتقول: (جاءني عشرون وثلاثون، ورأيت عشرين وثلاثين، ومررت بعشرين وثلاثين) وهكذا إلى تسعين.

و (جاء الأهلون) ورأيت الأهلين، ومررت بالأهلين).

و (جاءني أولو الفضل)، قال اللَّه تعالى:{وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} ، و:{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} ، فهو في الآية الأولى مرفوع بالواو، وفي الثانية مفعول منصوب بالياء.

وعلى القول أن (علِّيين) جمع (علي) .. يكون تقدير الآية: لفي حفظ عِلِّيِّين، فحذف المضاف.

• ومما كثر فيه هذا الاستعمال من جمع التكسير: (سنون) وبابُهُ.

وهو: كل ثلاثي حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث ولم يثبت له جمع تكسير، فيدخل نحو:(سنة، وعِضَة، وثُبَة، وعِزَة، ومِقَة، وقِلَة).

ص: 115

قال اللَّه تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} ، {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} .

فالأول: منصوب على أنه مفعول لـ (جعلوا)، ومعناه: أجزاء، لأنهم آمنوا ببعض وكفروا ببعض.

والثاني: منصوب على الحال، ومعناه: جماعات حلقًا حلقًا.

وتقول: (مرت سنونَ، ورأيت سنين، وعجبت من سنينَ).

وأصله: (سنو)، و قيل:(سنه) بالهاء.

و (عِضة): (عِضوَة)، وقيل:(عِضَهَة).

و (ثُبة): (ثُبوة)، وهو الجماعة.

و (عِزَة): (عِزَيَة).

وتخرج نحو: (شاة وشفة)؛ فإنه كسر في قولهم: (شياه، وشفاه).

وندر (ظُبين) في (ظِبَة) بكسر الظاء، وهو ظرف السهم، لأنه كسر في قولهم:(ظباة)، و أصله:(ظبوة).

وتخرج (أخت، وبنت)؛ لأنه وإن حذف منها اللام .. لم يعوض منها الهاء، وإنما عرضوا التاء.

ويخرج نحو (عِدَة وزِنَة)؛ لعدم حذف لامه؛ إذ الأصل: (وعد ووزن)، فحذفت فاؤه وعوض عنها الهاء.

وأجاز أبو حيان أن يقال: (عِدون)؛ إلحاقًا بـ (سَنة وثُبة).

وقيده في "سر الصناعة" بما إذا سمي به مذكر، ونقله عن سيبويه.

وشذ (أرضون)؛ لأن مفرده لم تحذف لامه كما حذفت في (سنة) ونحوها، وإنما حذفت منه هاء التأنيث؛ بدليل: رجوعها في التصغير، نحو:(أريضة).

وجملة قوله: (شَذَّ): حال من (أَرَضُوْنَ)؛ أي: وأرضون حالة كونه شاذًا.

ولو بقيت الراء ساكنة في (أرَضون) .. لاستوى لفظها بجمع التصحيح، والحال: أنها ملحقة بمجموع التكسيري (سنين)، ففتحت الراء؛ ليدخل الكلمة ضرب من التكسير.

ص: 116

ويجوز أن يُجرى بابُ سنين مُجرى (حينٍ وغِسلِين)، فينوّن ويعرب با لحركات على النون، وتلزمه الياء، وهي لغة غربت لبعض بني تميم وبني عامر، ومنه قوله صلئ اللَّه عليه وسلم:"اللَّهم اجعلها عليهم سنينَ كسنينِ يوسف".

ومنه قولُ الشَّاعرِ:

دَعَانَيَ مِن نَجدٍ فَإِنَّ سِنِينَهُ

............

(1)

وثبتت النون حينئذ في الإضافة؛ كما في الحديث الشريف والبيت.

وتحذف على الإعراب الأول؛ كـ (هذه سنوُّهُ، ورأيت سنيَّهُ).

(1)

صدر بيت من الطويل، وعجزه: لَعبْنَ بِنَا شِيبًا وَشَيَّبْنَنَا مُرْدَا.

التخريج: البيت للصمة بن عبد اللَّه القشيري في تخليص الشواهد ص 71، وخزانة الأدب 8/ 58، 59، 61، 62، 76، وشرح التصريح 1/ 77، وشرح شواهد الإيضاح ص 597، وشرح المفصل 5/ 11، 12 والمقاصد النحوية 1/ 169، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 157، وشرح ابن عقيل ص 39، ولسان العرب 3/ 413 نجد، 13/ 501 سنه، ومجالس ثعلب ص 177، 320.

شرح المفردات: دعاني: اتركاني. نجد: اسم موضع. السنين: جمع السنة. المرد: جمع الأمرد، وهو الذي لم ينبت شعر بوجهه.

المعنى: يقول: اتركاني من ذكر نجد، لأن الأيام التي قضاها هناك شيبته رغم صغره، وذلك لكثرة ما لاقى من المآسي والأحزان.

الإعراب: دعاني: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف ضمير متصل في محلّ رفع فاعل، والنون: للوقاية، والياء في محلّ نصب مفعول به. من نجد: جار ومجرور متعلقان بدعاني. فإن: الفاء استئنافية، إن: حرف مشبه بالفعل. سنينه: اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة على النون على لغة من يعربه بالحركات الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. لعبن: فعل ماض مبني على السكون، والنون ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. بنا: جار ومجرور متعلقان بلعبن. شيبًا: حال منصوب. وشيبننا: الواو حرف عطف، وشيبننا فعل ماض مبني على السكون. والنون: ضمير في محلّ رفع فاعل، ونا: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. مردًا: حال منصوب.

وجملة: (دعاني): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، وجملة:(إن سنينه): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة: (لعبن): الفعلية في محلّ رفع خبر إن. وجملة (شيَّبننا): معطوفة على جملة لعبن، فهي مثلها في محلّ رفع.

الشاهد: قوله: (فإن سنينه)؛ حيث نصب (سنين) بالفتحة على لغة بعض العرب. ولم يعاملها معاملة جمع المذكر السالم في رفعها بالواو، ونصبها وجرها بالياء.

ص: 117

ونقل عن بني تميم أنهم يحذفون منه التنوين تخفيفًا.

وفهم من قوله: (وَمِثْلَ حِيْنٍ قَدْ يَرِدْ ذَا الْبَابُ): أن هذا الباب الإعراب قليل في (سنين) وبابه، لكنه مطرد عند العرب المتقدم ذكرهم.

وبعضهم: يلزم جمع المذكر السالم واوًا ويعربه بحركة على النون؛ كـ (زيتون).

وبعضهم: يلزمه الواو، وبفتح النون مطلقًا، وهي لغة عزيت لبني الحارث.

وبعضهم: مجرى (حين وغسلين) أيضًا، فيلزم الياء، ويعرب بالحركات على النون، وخُرِّجَ عليه قولُ الشَّاعرِ:

...............

لَا يَزَالُونَ ضَارِبِينَ القِبَابِ

(1)

فـ (ضاربينَ): خبر يزال منصوب با لفتحة على النون، والقبابِ مضاف إليه، ولو كان منصوبًا بالياء .. لحذفت النون للإضافة.

(1)

عجز بيت وصدره: رُبَّ حَيٍّ عَرندَسِ ذي طَلَال.

التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشَواَهد ص 75، وخزانة الأدب 8/ 61، والدرر 1/ 136، وشرح التصريح 1/ 77، ومغني اللبيب ص 64 والمقاصد النحوية 1/ 176، وهمع الهوامع 1/ 47.

شرح المفردات: العرندس: الأسد. وحيٌّ عرندسٌ: أي منيع. الطَّلال: الحال الحسنة والهيئة الجميلة. القباب: جمع القبة، وهي الخيمة.

المعنن: يقول: إنه حي عزيز الجانب، خصيب، لا يستطيع أحد أن يزحزحهم عنه؛ لأنهم أشداء لا يهابون الموت.

الإعراب: رُبَّ: حرف جر شبيه بالزائد. حي: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه مبتدأ. عرندس: نعت حي مجرور لفظًا، مرفوع محلًا. ذي: نعت ثان لحي مجرور لفظًا بالياء لأنه من الأسماء الستة مرفوع محلًا، وهو مضاف. طلال: مضاف إليه مجرور بالكسرة لا: حرف نفي. يزالون: فعل مضارع ناقص، والواو: ضمير متصل مبني في محلّ رفع اسم "لا يزالون". ضاربين: خبر "لا يزالون" منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف. القباب: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجعلة: (رب حي لا يزالون): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (لا يزالون): في محلّ رفع خبر المبتدأ حي.

الشاهد: قوله: (ضاربينَ)؛ حيث نصب ضاربين بالفتحة الظاهرة على النون، وجعل هذه النون كالنون التي من أصل الكلمة وقبلها ياء في نحو مجانين. ولو لم يعاملها هذه المعاملة لكان عليه أن يقول: ضاربي القباب لأن نون جمع المذكر السالم تحذف عند الإضافة.

ص: 118

وقال ابن فلاح: يحتمل أنه أراد للقباب فأعمل حرف الجر مع حذفه. انتهى.

وقيل: تقديره: (ضاربين ضاربي القباب).

وقيل: تقديره: (ضاربين نفس القباب)، فحذف المضاف، وهذا قليل جدًا؛ لأن حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه على حاله مجرورًا مشروطٌ بعطف على ما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى في الإضافة.

وقول الشيخ رحمه الله: (وَشِبْهِ ذَيْنِ)، مجرور بالعطف على (عَامِر وَمُذْنِب) و (وَمِثْلَ) منصوب على الحال من قوله:(ذَا البَابُ) و (الأَهْلُوْنَ) و (أوْلُوَ) و (عَالَمُوْنَ) و (عِلِّيّونَ) و (أَرْضُوْنَ) معطوفات على (عِشْرُوْنَ)، وهو: مبتدأ، خبوه:(أُلْحِقَ)؛ و (شَذَّ): حال من (أَرَضُوْنَ) كما سبق.

ويجوز كون (أَرَضُوْنَ) مبتدأ، و (شَذَّ) خبره، و (السِّنُونَ) معطوف على (عِشْرُوْنَ).

واللَّه الموفق

ص:

39 -

وَنُوْنَ مَجْمُوْعٍ وَمَا بِهِ الْتَحَقْ

فَافْتَحْ وَقَلَّ مَنْ بِكَسْرِهِ نَطَقْ

(1)

ش:

النون في جمع المذكر السّالم: عوض من التنوين في المفرد، وهو لابن كيسان.

(1)

ونون: مفعول مقدم لافتح، ونون مضاف. ومجموع: مضاف إليه. وما: الواو عاطفة، ما: اسم موصول معطوف على مجموع، مبني على السكون في محلّ جر. به: جار ومجرور متعلق بالتحق الآتي. التحق: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على ما، والجملة لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول. فافتح: الفاء زائدة لتزيين اللفظ، وافتح: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. وقلَّ: فعل ماض. قن: اسم موصول في محلّ رفع فاعل بقل. يكسره: الجار والمجرور متعلق بنطق، وكسر مضاف، والضمير العائد على النون مضاف إليه. نطق: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى مَن، والجملة لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول، وتقدير البيت: افتح نون الاسم المجموع والذي التحق به، وقل من العرب من نطق بهذه النون مكسورة: أي في حالتي النصب والجر، أما في حالة الرفع فلم يسمع كسر هذه النون من أحد منهم.

ص: 119

وقيل: من حركة الواحد.

وهو للزجاج.

وقيل: منهما.

وهو لابن ولاد؛ لأن الاسم مستحق للحركة والتنوين، وقد تعذرا في التثنية والجمع.

وحقها الفتح في الجحع وما ألحق به؛ من عشرين وبابه، وأهلين ونحو ذلك.

وقد تكسب في الجمع شذوذًا لا لغة.

كقولِهِ:

عَرَفنَا جَعْفَرًا وَبَنِي أَبِيهِ

وَأَنكَرْنَا زَعَانِفَ آخَرِيْنِ

(1)

بكسر النون جمع (آخر)، وهو هنا صفة لمذكر عاقل، والزعانف: بالزاي والنون والفاء: الذين ليس لهم أصل واحد.

وكسرت أيضًا في الملحق؛ كقولِهِ:

(1)

التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 429، والاشتقاق ص 53 وتخليص الشّواهد ص 7 وتذكرة النّحاة ص 480، وخزانة الأدب 8/ 6، 9، والدّرر 1/ 140، والمقاصد النّحوية 1/ 187، وبلا نسبة في شرح التّصريح 1/ 79، وشرح ابن عقيل ص 40.

شرح المفردات: جعفر: هو جعفر بن يربوع. بنو أبيه: أي إخوته. أنكرنا: جهلنا. زعانف: جمع زعنفة، وهي الأتباع والحواشي.

المعنى: يقول: عرفنا جعفرًا هاخوانه، وعرفنا أنهم ليسوا منا، كما أنكرنا الأتباع والحواشي الآخرين الذين لا يفتخر بهم.

الإعراب: عرفنا: فعل ماض مبني على السّكون، ونا: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. جعفرًا: مفعول به منصوب بالفتحة. وبني: الواو حرف عطف، بني: معطوف على جعفرًا منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السّالم، وهو مضاف. أبيه: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء السّتة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محلّ جر بالإضافة. وأنكرنا: الواو حرف عطف، أنكرنا: معطوف على عرفنا وتعرب إعرابها. زعانف: مفعول به منصوب بالفتحة. آخرينِ: نعت زعانف منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.

وجملة (عرفنا): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (أنكرنا): معطوفة على الجملة السّابقة. الشاهد: قوله: (آخرينِ)؛ حيث نصبه بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وكسر النّون بعدها شذوذًا لا لغة.

ص: 120

وَمَاذَا تَبتَغِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي

وَقَد جَاوَزْتُ حَدَّ الأرْبَعِينِ

(1)

وفي هذا الشاهد ثلاثة أقوال:

فقيل: ضرورة، وقيل: لغة، وقيل: حركة إعراب. ذكره أبو الفتح.

ولم يسمع كسر النون إلا مع الياء.

وقد حذفت نون الجمع في السعة، قرأ الأعمش:(وما هم بضاري به من أحد)، ذكره ابن عقيل في "شرح التسهيل".

واللَّه الموفق

ص:

40 -

وَنُوْنُ مَا ثُنِّي وَالمُلْحَقِ بِهْ

بِعَكْسِ ذَاكَ اسْتَعْمَلُوْهُ فَانْتَبِهْ

(2)

(1)

التخريج: البيت قائله: سحيم بن وثيل الرّياحي من مقطوعة له في ديوان جرير، وكان عبدًا حبشيًا، وكان فصيحًا بليغًا، وكان قد اتهم ببنت مولاه فقتله. وهو من الوافر.

الشرح: قوله: وماذا تبتغي: أي: وماذا تطلب؟!

الإعراب: وماذا: ما: اسم استفهام مبتدأ، وذا: اسم موصول بمعنى الذي في محلّ رفع خبر. تبتغي: فعل مضارع. الشّعراء: فاعله. مني: جار ومجرور متعلق بتبتغي، والجملة لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول. وقد: الواو حالية، وقد: حرف تحقيق. جاوزت: فعل وفاعل. حد: مفعول به. الأربعين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

الشاهد: قوله: (الأربعينِ)؛ حيث كسر النون وفي ذلك ثلاثة أقوال كما ذكر المؤلف رحمه الله.

(2)

ونون: الواو عاطفة، نون: مبتدأ، ونون مضاف. وما: اسم موصول مضاف إليه. ثُنِّيَ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ما، والجملة لا محلّ لها من الإعراب صلة ما. والملحق: معطوف على ما. به: جار ومجرور متعلق بالملحق. بعكس: جار ومجرور متعلق باستعملوه، وعكس مضاف. وذا من ذاك: مضاف إليه، والكاف حرف خطاب. استعملوه: فعل ماض، والواو فاعل، والهاء مفعول به، والجملة في محلّ رفع خبر المبتدأ الذي هو نون في أول البيت. فانتبه: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، يريد أن لغة جمهور العرب جارية على أن ينطقوا بنون المثنى مكسورة، وقليل منهم من ينطق بها مفتوحة.

ص: 121

ش:

نونُ المثنى وما ألحق به: عكسُ نون جمع المذكر السالم، فتكسر في الأحوال الثلاث، وهي عوض من التنوين في المفرد.

وقيل: من حركة الواحد.

وقيل: من التنوين والحركة معًا كما سبق في الجمع.

وقيل: ليست عوضًا من شيء فيهما.

وقيل: جيء بها لدفع توهم إضافة؛ فلو حذفت من نحو: (جاءني خليلان موسى وعيسى)، و (مررت ببنين كرام) .. لالتبس بالإضافة وأنت تريد البدل في الأول، والصفة في الثاني.

ولو حذفت من نحو: (جاءني هذان) .. لتوهم إرادة هذا.

قال بعضهم: نون المثنى أصلها السكون، فاستأصلت بالكسر على أصل التقاء الساكنين؛ لأنها قبل نون الجمع، وفتحت نون الجمع للفرق، ولم تضم لثقل الضمة.

وأبو الفتح في "سر الصناعة": إنما كسرت نون المثنى؛ لأن قبلها ألفًا خفيفة، والكسرة ثقيلة، فاعتدلا، وقبل نون الجمع واو ثقيلة، والفتحة خفيفة، ففتحوا النون لتعديل الأمر.

ثم قال ما معناه: أنه لا يرد على ذلك كسر النون من أجل المثنى مع الياء، ولا فتحها في الجمع مع الياء، لأن الرفع هو الأصل، والنصب والجر فرعان عليه.

وقد فتحت نون المثنى قليلا.

قال الفراء: وفتحها لغة بني أسد.

والكسائي: لغة زياد بن فقعس.

قال أبو الفتح: في النصب والجر؛ كقولِهِ:

ص: 122

عَلَى أَحْوَذِيَّينَ اسْتَقَلَّتْ عَشِيَّةً

.............

(1)

بفتح النون، تثنية أحوذي بالحاء المهملة وكسر الذال المعجمة وتشديد الياء آخر الحروف، ومعناه: الخفيف في المشي.

قال بعضهم: وفتحت مع الألف في قولِ الشَّاعرِ:

أَعْرِفُ مِنهَا الجِيْدَ وَالعَيْنَانَا

وَمِنْخَرَينِ أَشبَهَا ظَبيَانَا

(2)

(1)

صدر بيت من الطويل، وعجزه: فمَا هِيَ إلَّا لمحةٌ فتَغيبُ

التخريج: البيت لحميد بن ثور في ديوانه ص 55، وخزانة الأدب 7/ 58 والدرر 1/ 137، والمقاصد النحوية 1/ 177، وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 63 وتخليص الشواهد ص 79، وجواهر الأدب ص 154، وسر صناعة الإعراب 2/ 48 وشرح التصريح 1/ 78، وشرح ابن عقيل ص 4 ولسان العرب 3/ 486 (حوذ)، والمقرب 3/ 136، وهمع الهوامع 1/ 49.

شرح المفردات: الأحوذيِّان. مثنِّى الأحوذي، وهو الحاذق، أو الخفيف المشمّر لأمر ما. استقلّت: ارتفعت.

المعنى: إنّ القطاة قد طارت بجناحين سريعين، فما إن يقع عليها نظرك حتّى تختفي وتغيب لشدّة هذه السرعة.

الإعراب: على أحوذيين: جار ومجرور متعلّقان باستقلّت. استقلّت: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتحة، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. عشيّة: ظرف زمان منصوب متعلّق باستقلّ. فما: الفاء حرف استئناف، وما: حرف نفي. هي: ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. إلا: حرف حصر. لمحة: خبر المبتدأ مرفوع بالضمّة. فتغيب: الفاء حرف عطف، تغيب: فعل مضارع مرفوع بالضمّة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي.

وجملة (استقلت): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (هي لمحة): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (تغيب) معطوفة على جملة هي لمحة لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (أحوذيّينَ)؛ حيث فُتحت نون المثنّى على لغة بعض العرب. وليس الفتح، هنا، ضرورة لأن الكسر يصح معه الوزن.

(2)

التخريج: البيت: قيل: إن قائله لا يعرف كما زعم العيني، وقيل: هو لرؤية بن العجاج، والصّحيح أنه لرجل من ضبة كما قال المفضل، وهو من الرِّجز المسدس، انظر ابن عقيل 1/ 36، والأشموني 1/ 39، والسّيوطي ص 12، والمكودي.

الشرح: الجيد: بكسر الجيم: العنق، وجمعه أجياد. ظبيانا: اسم رجل بعينه، وليس تثنية ظبي.

ص: 123

والشاهد في (العينانا)، وأما (ظبيانا): فاسم رجل على الصحيح، وليست الألف في (العينانا) علامة إعراب، بل هي التي تلزم المثنى في جميع أحواله، وهي اللغة الحارثية، والعينانا منقول؛ كما تقول على هذه اللغة:(رأيت الزيدان)؛ فإذا فتحت النون .. قلت: (رأيت الزيدانا) في الشعر، فتكون الألف الأخيرة للإطلاق.

وكل هذا خلاف المشهود.

واللَّه الموفق

* * *

منخرين: بفتح النّون أو بكسرها على التّلفيق بين اللّغات مثنى منخر، وأصله: مكان النّخير، واستعمل في الأنف.

المعنى: أعرف من سلمى جيدها وعينيها، ومنخريها اللّذين يشبهان منخري هذا الرّجل.

الإعراب: أعرف: فعل مضارع مرفوع فاعله مستتر فيه. منها: جار ومجرور متعلق بأعرف. الجيد: مفعول به. والعينانا: معطوف عليه. ومنخرين: معطوف عليه أيضًا. أشبها: فعل ماض وألف الاثنين فاعل. ظبيانا: مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة.

والجملة من الفعل وفاعله في محلّ نصب صفة لمنخرين.

الشاهد: قوله: (والعينانا)؛ حيث فتح الشّاعر فيه نون التّثنية، وذلك خلاف المشهور كما قال المؤلف.

ص: 124