الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَا الَّتي لِنَفْيِ الجِنْس
ص:
197 -
عَمَلَ إِنَّ اجْعَلْ لِلا فِي نَكِرَهْ
…
مُفْرَدَةً جَاءتْكَ أَوْ مُكَرَّرَهْ
(1)
198 -
فَانْصِبْ بِهَا مُضافًا أَو مُضَارِعَهْ
…
وَبَعْدَ ذَاكَ الْخَبَرَ اذْكُرْ رَافِعَه
(2)
ش:
القياس أَنَّ (لا) لا تعمل؛ لعدم اختصاصها؛ إِذ تدخل علَى الأسماء والأفعال، ولكن لما كانت (إنَّ) لتوكيد الإثبات، و (لَا) لتوكيد النّفي، ولفظ (لا) مساويًا للفظ (إنْ) المخففة فِي تضمن متحرك وساكن .. أشبهتهما، فعملت عملها من نصب الاسم ورفع الخبر؛ نحو:(لا صاحبَ بِرٍّ ممقوتٌ) كما سيأتي مفصلًا.
و (لَا) تعمل زائدة، ولا مقترنة بحرف جر.
وشذ من الأول:
لَو لَم تَكُن غَطَفَانٌ لا ذُنُوبَ لَهَا
…
.................
(3)
(1)
عمل: مفعول أول مقدم على عامله وهو قوله اجعل الآتي، وعمل مضاف. وإنَّ: قصد لفظه: مضاف إليه. اجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. للا: جار ومجرور متعلق باجعل، وهو المفعول الثاني لاجعل. في نكرة: جار ومجرور متعلق باجعل. مفردة: حال من الضمير المستتر في جاءتك الآتي. جاءتك: جاء: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود على لا، والتاء للتأنيث، والكاف مفعول به لجاء. أو: عاطفة. مكررة: معطوف على مفردة.
(2)
فانصب: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. بها: جار ومجرور متعلق بانصب. مضافًا: مفعول به لانصب. أو: عاطفة. مضارعه: مضارع بمعنى: مشابه: معطوف على قوله مضافًا، ومضارع مضاف، والهاء العائدة إلى قوله: مضافًا: مضاف إليه. وبعد: ظرف متعلق بقوله: اذكر الآتي، وبعد مضاف. وذا من ذاك: اسم إشارة: مضاف إليه، والكاف: حرف خطاب. الخبر: مفعول به لاذكر الآتي. اذكر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. رافعه: رافع: حال من الضمير المستتر في اذكر، ورافع مضاف، والهاء: مضاف إليه من إضافة الصفة لمعمولها، وهي لا تفيد تعريفًا ولا تخصيصًا، ولذلك وقع هذا المضاف حالًا.
(3)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: إذًا لَلَامَ ذَوُو أَحسَابِهَا عُمَرَا
أَي: لها ذنوب، فَـ (لَا): زائدة، و (غطفان): قبيلة، و (الذَّنوب) بفتح المعجمة: الدّلو.
ومن الثّاني: قول بعض العرب: (جئتُ بِلَا زادَ) بفتح الدّال.
ويجوز بقاء العمل فِي نحو: (جئت يوم لا حرَّ ولَا بردَ).
وقد يجر مضافًا إِليه أَو يرفع.
ومن شروط إعمالها:
* أَن يكونَ المنفىِ بها الجنسُ علَى سبيل الاستغراق والتّنصيص.
فإِن قصد بها نفي الوحدة، أَو نفي الجنس لا علَى سبيل التّنصيص .. لم تعمل عمل (إنَّ) بَلْ تلغى، أَو تعمل عمل ليس.
وهو من قصيدة للفرزدق يهجو فيها عمر بن هبيرة الفزاري.
وهو من شواهد: التصريح: 1/ 237، والأشموني: 290/ 1/ 149، وهمع الهوامع: 1/ 147، والدرر اللوامع: 1/ 127، والخصائص: 2/ 87، وخزانة الأدب: 2/ 78، وديوان الفرزدق:283.
اللغة: غطفان. اسم قبيلة. لام اللوم: العذل والتعنيف. أحسابها: جمع حسب، وهو ما يعده الإنسان من مفاخر أصوله.
المعنى: لو لم يكن لغطفان ذنوب وأعمال مخزية .. للاموا عمر الفزاري على تعرضه لنا، ولكنهم يعلمون أنهم مذنبون، ولذلك امتنع لومهم.
الإعراب: لو: حرف شرط غير جازم. لم: نافية جازمة. تكن: فعل الشرط غير الجازم مجزوم بـ (لم). غطفان: اسم تكن الناقص. لا: زائدة. ذنوب: اسم لا. لها: متعلق بمحذوف خبر لا. وجملة لا ذنوب لها: في محل نصب خبر تكن. إذًا: حرف جواب واقع في جواب لو. للام: اللام واقعة في جواب الشرط غير الجازم، تفيد التوكيد. لام: فعل ماضٍ. ذوو: فاعل لام مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. أحسابها: مضاف إليه، وها: مضاف إليه ثانٍ. عمرا: مفعول به، والألف: للإطلاق.
الشاهد: (لا ذنوب لها)؛ حيث وقعت (لا) زائدة في البيت، وإعمالها عمل إن؛ ومعلوم أن لا الزائدة، تأتي في الكلام لمجرد تأكيد نفيه وتقويته؛ فحُكْمُ عملها عمل إن في البيت شاذ، ولا يقاس عليه؛ وأما وجوه زيادتها في الشاهد؛ فإن المقصود ثبوت الذنوب لـ (غطفان)؛ وهذا مستفاد من نفي النفي المعلوم من (لو)؛ التي تدل على امتناع شرطها، ومن (لم) التي أعقبتها؛ ونفي النفي إثبات؛ ولهذا فـ (لا) لم تفد شيئا؛ ولذا، حكم بزيادتها. وانظر شرح التصريح: 1/ 237، وحاشية الصبان: 4/ 2.
فعلَى الإلغاء تقول: (لا رجلٌ قائمٌ) علَى المبتدأ والخبر.
وعلَى الثّاني: (لا رجلٌ قائمًا).
وإِذا قصد بها نفي الوحدة .. يحسن أَن يقال معها: (بَلْ رجلان).
* ومنها: أَن يكونَ اسمها نكرة وخبرها كذلك.
وإِنما منعوا كون اسمها معرفة؛ لقصدهم أَن يكونَ لنفي الجنس، والَّذي يدل علَى الأجناس: إِنما هو النّكرات.
وقيل: لأنه جواب (هل من رجل؟) فلما سئل عن نكرة .. كَانَ الجواب كذلك.
* ومنها: أَن لا يفصل بينها وبين الاسم.
فإِن فصل .. أهملت إجماعًا؛ لضعف مرتبتها عن (إنّ).
وكذا إن اقترنت بمعرفة.
وحينئذ يجب التّكرار عند غير المُبَرد وتلميذِهِ محمد بن كَيْسان، فيكون الاسم مُبتدأ.
ومن الفصلِ قولُه تعالَى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} .
وتقول: (لا زيد فِي الدّار ولَا عمرو).
وترك التّكرار للضرورة فِي قولِ الشّاعرِ:
بَكَتْ جَزعًا وَاسْترجَعَتْ ثُمَّ آذنَتْ
…
رَكَائِبُها أَنْ لَا إِلينَا رُجُوعُها
(1)
(1)
التخريج: البيت بِلَا نسبة في خزانة الأدب 4/ 34، والدّرر 2/ 233، ورصف المباني ص 261، وشرح المفصل 2/ 112، والكتاب 2/ 298، والمقتضب 4/ 361، والمقرب 1/ 189، وهمع الهوامع 1/ 148.
اللُّغة: الجزع: الخوف. استرجعت: طلبت الرّجوع من الرّحل لصعوبة فراق الأحبة. آذنت: أعلمت. الرّكائب: المطي.
المعنى: يصور الشّاعر جزع محبوبته الَّتي فارقته وبكاءها واسترجاعها لفراقه. قال البغدادي في الخزانة: جعل تهيؤ الْإِبِل للرّكوب عَلَيْهَا كأنّه إِعلامٌ مِنْهَا بالفراق. وَفِي إِسْنَاد الإِيذان للرّكائب دونَ الحبيبة أمرٌ لطيف لَا يخفى حسنه.
الإِعراب: بكت: فعل ماض، والتّاء: للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. جزعًا: مفعول لأجله، أو مفعول مطلق، أو حال، تقديره: جازعة منصوب. واسترجعت: الواو: حرف عطف،
واعلم:
أَن اسمها من حيث هو اسمها
…
لا يكون مَعرفة ولَا مضافًا لمعرفة.
فدخل نحو: (لا رجل)، و (لَا رجال)، و (لَا غلامين)، و (لَا بنين)، و (لَا زيدِين)، و (لَا هندات).
ودخل أيضًا المضاف للنكرة؛ نحو: (لا صاحب بر).
والشّبيه بالمضاف نحو: (لا طالعًا جبلًا).
فالمضاف للنكرة والمشبه به: ينصبان؛ إِذ لا يبنى أكثر من شيئين، فتقول:(لا صاحبَ برٍّ ممقوت، ولَا مانع خير محبوب، ولَا طالعًا جبلًا حاضر، ولَا قبيحًا فعله محمود).
ولهذا قال: (فانصبْ بِها مضافًا أَو مُضارعَه) يعني أَو مشابهه.
وعنى بـ (المفرد) كما يأتي: ما عدا هذين.
فيبنى على ما ينصب به.
وعلة البناء: تضمنه معنى الحرف؛ بدليل ظهور الحرف في قولهِ:
.....................
…
وقَالَ أَلَا لَا مِن سَبِيلٍ إِلَى هِنْدِ
(1)
استرجعت: فعل ماض، والتّاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. ثم: حرف عطف. آذنت: فعل ماض، والتّاء: للتأنيث. ركائبُها: فاعل مرفوع بالضّمة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإِضافة. أن: تفسيرية أو مخففة من أنّ، واسمها ضمير الشّأن. لا: حرف نفي. إِلينا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. رجوعُها: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، وها: ضمير متصل في محل جر بالإِضافة.
وجملة (بكت): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (استرجعت): معطوفة على سابقتها. وجملة (آذنت): معطوفة أيضًا على الجملة السّابقة. وجملة (لا إِلينا رجوعها): تفسيرية لا محل لها من الإِعراب.
الشَّاهد: قوله: (لا إِلينا رجوعها)؛ حيث دخلت لا على الخبر إِلينا وَلَم تكرر، وهذا شاذ.
(1)
التخريج: هذا عجز بيت، وصدره قوله: فَقَامَ يَذُودُ النَّاسَ عَنْهَا بِسَيْفِهِ
وهو من شواهد: التصريح 1/ 239، والأشموني 289/ 1/ 148، وهمع الهوامع 1/ 146 والدرر اللوامع 1/ 125، والعيني 2/ 332.
فتقول: (ألا رجل ولا رجال في الدار) ببناء على الفتح كما ذكر.
وقيل: بني لتركيبه مع (لا) تركيب خمسة عشر.
وصحح ابن عصفور: الأول، قال: لأن ما بني لتضمنه معنى الحرف أكثر مما بني لتركيبه مع الحرف.
والزجاج والسيرافي والكوفيون: أنه معرب استصحابًا لنحو: (لا صاحب بر) كما سبق؛ لأن خبره معرب، ولو عرض له بناء .. لكانت حركت البناء غير حركة الإعراب كضمة كما في قبل وبعد عند عروض البناء لهما.
قالوا: وإنما حذف تنوينه تنبيهًا على ضعف عمل (لا)، وانحطاطها عن درجة (إنَّ).
ومن المثنى والجمع المذكر قولهُ:
تَعَزَّ فَلا إِلْفَينِ بِالعَيشِ مُتِّعَا
…
.................
(1)
اللغة: يذود: يمنع ويدفع. سبيل: طريق. هند: اسم محبوبته.
المعنى: أخذ يدفع الناس، ويمنعهم عنها بسيفه، ويقول: ألا إنه لا طريق للوصول إلى هند، فإني سأذود عنها وأدافع بحد الحسام.
الإعراب: ألا: أداة استفتاح وتنبيه. لا: نافية للجنس. من: زائدة للاستغراق. سبيل: اسم لا مبني على فتح مقدر، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. إلى هند: متعلق بالخبر المحذوف. الشاهد: قوله: (ألا لا من سبيل)؛ حيث ظهرت (من) الاستغراقية بعد لا النافية للجنس؛ وفي هذا دليل على أنها، إذا لم تذكر مع الاسم؛ فهو متضمن معناها؛ ولهذا اختار ابن عصفور أن سبب بناء اسمها على الفتح كونه متضمنًا معنى من الاستغراقية؛ وعلل ذلك بأن تركيب الاسم مع الحرف قليل؛ وأما البناء لتضمن معنى الحرف فكثير.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: ولكنْ لِوُرَّاد المنُونِ تَتَابعُ
وهو بلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 10، وتخليص الشواهد ص 395، والدرر 2/ 222، وشرح التصريح 1/ 239، والمقاصد النحوية 2/ 333، وهمع الهوامع 1/ 146.
اللغة: تعز: أي تصبر وتجلد. الإلفان: مثنى الإلف، وهو الصاحب. الوراد: جمع الوارد، وهو الشارب. المنون: الموت.
المعنى: يقول: تصبر إذا ما أصابتك مصيبة بفقد إلفك، فسنة الحياة ما إن يتمتع إلفان فيها حتى يفرق الموت بينهما، فيأخذ أحدهما ثم يلحقه الآخر.
الإعراب: تعز: فعل أمر مبني على حذف العلة، والفاعل: أنت. فلا: الفاء: للتعليل أو للتفريع، لا:
فبني على الياء؛ لأنه ينصب به.
ومثله: (لا غلامَين في الدار).
وقول الآخر:
يُحشَرُ النَّاسُ لَا بَنينَ وَلَا آ
…
بَاءَ إِلَّا وَقَد عَنَتْهُمْ شُؤُوْنُ
(1)
بالبناء على الياء؛ لأنه ينصب بها.
ومثله: (لا زيدين، ولا عمرين في الدار).
النافية للجنس. إلفين: اسم لا مبني على الياء في محل نصب. بالعيش: جار ومجرور متعلقان بمتعا. متعا: فعل ماض للمجهول، والألف: نائب فاعل. ولكن: الواو: حرف عطف، لكن: حرف استدراك. لوراد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف. المنون: مضاف إليه مجرور. تتابع: مبتدأ مؤخر مرفوع.
وجملة (تعز): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (لا إلفين): لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة (متعا): في محل رفع خبر لا. وجملة (لوراد تتابع): معطوفة على جملة (لا إلفين) لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (فلا إلفين)؛ حيث بنى اسم لا وهو قوله: (إلفين) على الياء؛ لأنه مثنى، والمثنى يبنى، إذا كان اسما للا، على ما ينصب به لو كان معربًا.
(1)
التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 11، وتخليص الشواهد ص 396، والدرر 2/ 223، وشرح التصريح 1/ 239، والمقاصد النحوية 2/ 334، وهمع الهوامع 1/ 146.
اللغة: يحشر الناس: يبعثون يوم القيامة. عنتهم: أهمتهم. الشؤون: القضايا، وهنا الخطوب.
المعنى: يقول: يبعث الناس يوم القيامة للحساب، وهنا لا ينفع الناس أبناؤهم ولا آباؤهم؛ لأن كلًا منهم يكون قد شغله همه عن هموم غيره.
الإعراب: يحشر: فعل مضارع للمجهول مرفوع. الناس: نائب فاعل مرفوع. لا: نافية للجنس. بنين: اسم لا مبني على الياء في محل نصب، وخبر (لا) محذوف. ولا: الواو: حرف عطف، لا: النافية للجنس. آباء: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف. إلا: حرف استثناء. وقد: الواو: حالية. قد: حرف تحقيق. عنتهم: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وهم: ضمير في محل نصب مفعول به. شؤون: فاعل مرفوع.
وجملة (يحشر): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (لا بنين): في محل نصب حال. وجملة (لا آباء): معطوفة على سابقتها. وجملة (عنتهم): في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: (لا بنين)؛ حيث جاء فيه اسم لا جمع مذكر سالمًا، وبني على الياء التي هي علامة نصبه في حال الإعراب.
و (بنون) وإن كان في الحقيقة جمع تكسير كرجال: هو جار مجرى جمع السلامة.
وهذا النوع معرب عند المبرد؛ لأن اسم (لا) عنده متى ثُنِّيَ أو جمع .. خرج من البناء، ولا يقال:(لا هذين)؛ لأن المعارف لا تثنى ولا تجمع حتى يقصد تنكيرها.
واسم الإشارة لا ينكر، بخلاف نحو:(لا غلامين) و (لا زيدين).
وسمع: (لا هذين).
وعن الفراء: جوازه على أنه اسم محكوم بتنكيره.
وكذا: نحو (لا هو، ولا هي).
وقال أبو حيان: في نحو (لا هذين، ولا أبا زيد) لا نجعله أصلًا، ولا نبني عليه قاعدة.
وتقول: (لا عشرين لك)؛ لأنه ملحق بجمع السلامة.
وتقول: (لا هنداتِ في الدار) بالبناء على الكسرة؛ لأنه ينصب بها.
وقال المصنف رحمه الله: بناؤه على الفتح أولى.
وأوجبه ابن عصفور.
وروي بالوجهين قولُهُ:
إِنَّ الشَّبَابَ الَّذِي مَجْدٌ عَوَاقِبُهُ
…
فِيهِ نَلَذُّ وَلَا لَذَّاتِ لِلشِّيبِ
(1)
(1)
التخريج: البيت لسلامة بن جندل السعدي، يأسف على فراق الشباب من قصيدة بائية من البسيط. ذكره من شراح الألفية: ابن عقيل 1/ 226، الأشموني 1/ 151، ابن هشام 1/ 176، وذكره في شذور الذهب 75، والتسهيل لابن مالك ص 6.
اللغة: مجد عواقبه: المراد أن نهايته محمودة. الشِّيب -بكسر الشين- أي: لذي الشيب.
المعنى: إن الشباب الذي تحمد عواقبه وترتاح له النفوس، فيه نجد اللذة، ولا لذة في زمن الشيخوخة.
الإعراب: إن: حرف توكيد ونصب. الشباب: اسمها. الذي: اسم موصول نعت للشباب. مجد: يجوز أن تكون خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو مجد. وعواقبه: على هذا نائب فاعل مجد؛ لأنه مصدر بمعنى اسم المفعول، ويجوز أن يكون مجد خبرًا مقدمًا، وعواقبه مبتدأ مؤخرًا، وجاز الإخبار بالمفرد وهو مجد عن الجمع وهو عواقب لأنه مصدر، والمصدر لا يثنى ولا يجمع، وعلى