الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذا لا حذف مع الحصر؛ كـ "مررت بالذي مَا مررت إِلَّا به".
وكذا إِن كان العائد نائب الفاعل؛ كـ "مررت بالذي مُرَّ به" بضم الميم.
وقد حذف العائد المجرور بالحرف من غير أَن يجر الموصول بحرف في قوله:
....................
…
وأَيُّ الدَّهرِ ذُو لَم يَحسُدُونِي
(1)
أَي: الدهرُ الَّذِي لم يحسدُوني فيهِ.
وأَجَازَ بعضُهم أَن يكونَ منهُ قولُهُ تعالى: {افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} ؛ أي: افعل مَا تؤمر به.
تنبيه:
* لا تتقدم الصلة ولا معمولها على الموصول.
(1)
عجز بيت وصدره:
ومن حسدٍ يجورُ عليَّ قومي
…
....................
التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديوانه ص 276، وشرح التصريح 1/ 147، والمقاصد النحوية 1/ 451.
شرح المفردات: يجور: يظلم. ذو: الذي.
المعنى: يقول: أَن قومه يظلمونه بسبب الحسد الَّذِي ألهب صدورهم منذ زمن بعيد.
الإِعراب: ومن حسد: الواو بحسب مَا قبلها، من حسد: جار ومجرور متعلقان بيجور. يجور: فعل مضارع مرفوع. عليَّ: جار ومجرور متعلقان بيجور. قومي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإِضافة. وأي: الواو استئنافية، أيُّ: اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف. الدهر: مضاف إِليه مجرور. ذو: اسم موصول بمعنى الَّذِي مبني في محل رفع خبر المبتدأ أي. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يحسدوني: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو: فاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به.
وجملة: (يجور) بحسب مَا قبلها. وجملة: (أي الدهر) استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة: (لم يحسدوني) صلة الموصولة لا محل لها من الإِعراب.
الشاهد: قوله: ذو لم يحسدوني؛ حيث حذف العائد المجرور بالحرف، واسم الموصول غير مخفوض بمثل ذلك الحرف. والتقدير: الَّذِي لم يحسدوني فيه وهذا الحذف ضرورة.
* و [لا] يجوز الفصل بَينَ الصلة والموصول غير الحرفي إِلا:
* بالقسم؛ كـ "جاء الَّذِي -واللَّه- يكرمني".
* وبالاعتراض، "كجاء الَّذِي -وما التشكي نافعًا- يشكو الأمير".
* وبالجملة الحالية؛ كـ "أنت الَّذِي -وزيد واقف- خرجت".
* وبالنداء إِن كان المذكور بعد المنادى هو المنادى؛ كَقولِهِ:
وأنتَ الَّذِي يا سعدُ أُبتَ بمشهدِ
…
................
(1)
فالتاء في قوله: "أنت" هي سعد في المعني.
(1)
صدر بيت وعجزه:
....................
…
كريم وأبواب المكارم والحمد
التخريج: البيت من مقطوعة لحسان بن ثابت يرثي فيها سعد بن معاذ سيد الأوس الَّذِي سمعت فيه قريش، وفي سعد بن عبادة صائحًا يصيح على جبل أبي قبيس يقول:
فإِن يسلم السّعدان يصبح محمّد
…
بمكّة لا يخشى خلاف المخالف
وسعد بن معاذ هو الَّذِي رضي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حكمه في بني قريظة لما غدروا به، وكان الحكم أَن تقتل الرجال وتسبى الذرية والنساء وإِلى هذا يشير حسان بقوله هذا الشاهد مخاطبًا سعدًا (ديوان حسان ص 114):
بحكمك في حيّي قريظة بالذي
…
قضى اللَّه فيهم مَا قضيت على عمد
فوافق حكمُ اللَّه حكمَك قاطعا
…
ولم تعف إِذ ذكّرت مَا كان من عهد
والبيت في شروح التسهيل لابن مالك (1/ 232) ولأبي حيان (3/ 166) وللمرادي (1/ 238) وفي معجم الشواهد (ص 108).
شرح المفردات: أُبت: رجعت وعدتَ، ويروى:(بؤت).
الإِعراب: وأنت: الواو حسب مَا قبلها، أنت ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. الذي: اسم موصول خبر المبتدأ. يا: أداة نداء. سعد: منادى مفرد علم مبني على الضم. أُبت: فعل ماض مبني على الفتح وسكِّن لاتصاله بالتاء؛ والتاء: فاعل. بمشهد: جار ومجرور متعلقان بأبت. وجملة: (أنت الذي) استئنافية لا محل لها. وجملة: (يا سعد) اعتراضية لا محل لها. وجملة: (أبت بمشهد) صلة الموصول لا محل لها.
الشاهد: قوله: الَّذِي يا سعد أبت؛ حيث فصل بَينَ الصلة والموصول بالنداء، والفصل بينهما جائز إِذا كان المذكور بعد المنادى هو المنادى.
ومعنى "أُبتَ": رجعتَ.
وشذ قوله:
.....................
…
نَكُنْ مثلَ مَن -يا ذئبُ- يَصطَحِبانِ
(1)
ففصل بَينَ "مَن" و"يَصطحبانِ" بالنداء من غير الشرط المذكور.
ويفصل بمعمول الصلة؛ كـ "جاء الَّذِي زيدًا ضرب".
وفيه وفي الجملة الحالية تقديم معمول الصلة عليها وهو جائز مَا لم يكن
(1)
عجز بيت وصدره:
تَعَشَّ فإِنْ عَاهَدتَني لا تَخونُني
…
....................
التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 329، وتخليص الشواهد ص 142، والدرر 1/ 284، وشرح أبيات سيبويه 2/ 84، وشرح شواهد المغني 2/ 536، والكتاب 2/ 416، والمقاصد النحوية 1/ 461، وبلا نسبة في الخصائص 2/ 422، وشرح شواهد المغني 2/ 829، وشرح المفصل 2/ 132، 4/ 13، والصاحبي في فقه اللغة ص 173، ولسان العرب 13/ 419 منن، والمحتسب 1/ 219، والمقتضب 2/ 295، 3/ 253.
المعنى: أقبل إِلي أيها الذئب؛ فإِن واثقتني على عدم الغدر، إِذن نكن صديقين لا يغدر أحدنا بصاحبه.
الإِعراب: تعشَّ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل: ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت. فإِن: الفاء: استئنافية، إِن: حرف شرط جازم. عاهدتني: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لا تخونني: لا: نافية، تخون: فعل مضارع مرفوع، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل: ضمير مستتر تقديره: أنت. نكن: فعل مضارع ناقص، مجزوم، واسمه: ضمير مستتر وجوبًا تقديره: نحن. مثل: خبره منصوب بالفتحة وهو مضاف. مَن: اسم موصول في محل جر بالإِضافة. يا ذئب: يا: حرف نداء، ذئب: منادى نكرة مقصودة مبني على الضمة في محل نصب. يصطحبان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والنون عوض التنوين.
وجملة: (فإِن عاهدتني نكن مثل): استئنافية. وجملة: (لا تخونني): في محل نصب حال. وجملة (نكن): جواب شرط لا محل لها لعدم الاقتران بالفاء أَو إِذا. وجملة: (عاهدتني) جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها.
الشاهد: قوله: من يا ذئب يصطحبان؛ حيث فصل بَينَ "مَن" الموصولة و"يصطحبان" شذوذًا بالنداء من غير الشرط المذكور، وهو كون المذكور بعد المنادى هو المنادى.
الموصول "أل" أَو حرفًا كما ذكر.
وفصل بَينَ الصلة ومعمولها بأجنبي في قوله:
لسنا كَمَن جَعَلت إِيادٍ دارَهَا
…
تكريتَ تَمنَعُ حَبَّها أَن يُحصَدَا
(1)
أراد: لسنا كمن جعلت دارها تكريت، ففصل بـ "إياد" وهو بدل.
وقيل: دارها منصوب بـ "جعلت" محذوفًا؛ أَي: كمن جعلت إِياد جعلت دارها.
واللام متعلقة بمحذوف في قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} أي:
(1)
التخريج: البيت من الكامل، وهو للأعشى في ديوانه ص 281، وهو في معجم الشواهد (ص 98) وفي التذييل والتكميل (3/ 167) وفي شرح التسهيل للمرادي (1/ 238)، ومعاني القرآن للفراء (1/ 428)، ولسان العرب 13/ 419 (منن)؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 402، 403، 3/ 256؛ ومغني اللبيب 2/ 541، ولسان العرب 2/ 78 (كرت).
اللغة: إِياد: قبيلة كبيرة من معد كانوا نزلوا العراق واستقلوا بالزرع. تكريت: بلد على نهر دجلة بَينَ بغداد والموصل. الحبّ: جنس للحبة يذكر ويؤنث.
وهذا البيت من قصيدة الأعشى التي قالها لكسرى حينما أغار قومه على سواد العراق، وهو في سلطان كسرى، فغضب كسرى وطلب منهم رهائن، فأبى قومه ذلك. ويذكر الأعشى في هذه القصيدة أنهم بدو لا يستذلون، وليسوا كإِياد الذين أقاموا في تكريت -وهو بلد على دجلة- فعالجوا الزرع والحرث ورضوا بالهوان، ويفتخر في البيت بأن قومه شجعان وأقوياء ليسوا كهذه القبيلة التي كل همها الزرع وحصد الحب.
الإِعراب: لسنا: فعل ماض ناقص واسمه. كمن: جار ومجرور متعلقان بخبر ليس. جعلت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث لا محل لها. إِيادٍ: بدل من الاسم الموصول مَن مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. دارها: مفعول به، وها ضمير مضاف إِليه. تكريت: مفعول ثان لجعلت. تمنع: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هي. حبها: مفعول به منصوب، وها ضمير مضاف إِليه. أن: حرف مصدر ونصب. يحصدا: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بالفتحة، والألف للإِطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو.
وجملة: (لسنا كمن) استئنافية لا محل لها. وجملة: (جعلت) صلة الموصول. وجملة: (تمنع) حالية في محل نصب.
الشاهد: قوله: كمن جعلت إِيادٍ دارها؛ حيث فصل بَينَ صلة الموصول وهي قوله: (جعلت)، ومعمولها وهو قوله:(دارها)، بأجنبي وهو قوله:(إِياد).
[إِني] لَقالٍ لعملِكُم من القالين، لا يتعلق بالقالين؛ لأَن صلة الموصول لا تعمل فيما قبل الموصول كما سبق ذكره.
وكذا: قول الشاعر:
لا تَظلِمُوا مِسوَرًا فإِنَّهُ لكمُ
…
مِن الَّذِينَ وَفَوا في السِّرِّ والعَلَنِ
(1)
أي: فإِنه وفى لكم من الذين وفوا.
وأَجَازَ الفراءُ أَن يعملَ مدخولُ "أنْ" فيما قبلها كـ "يعجبني العسلُ أَن أشربَ"، وهي موصول حرفي كما علم، وأنشد:
......................
…
كان جزائي بالعصا أَن أجلدا
(2)
(1)
التخريج: البيت في معجم الشواهد (ص 402) وفي شروح التسهيل لابن مالك (1/ 238) وللمرادي (1/ 243) ولأبي حيان (3/ 177).
الإِعراب: لا: ناهية جازمة. تظلموا: فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: فاعل، والألف: فارقة. مسورًا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. فإِنه: الفاء واقعة في جواب الطلب، إِن: حرف توكيد ونصب، والهاء: اسمها. لكم: جار ومجرور متعلقان بخبر أَن المحذوف. من الذين: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف يدل عليه المذكور. وفوا: فعل وفاعل. في السر: جار ومجرور متعلقان بوفوا. والعلن: الواو: حرف عطف، العلن: اسم معطوف على السر مجرور مثله.
الشاهد: قوله: فإِنه لكم من الذين وفوا؛ حيث تعلق الجار والمجرور المقدم على الموصول بما دلت عليه الصلة والتقدير: فإِنه وفى لكم من الذين وفوا.
(2)
التخريج: شطر من رجز لعجاج، وقبله:
ربّيته حتَّى إِذا تمعددا
…
وآض نهدا كالحصان أجردا
كان جزائي بالعصا أَن أجلدا
انظره في ملحق ديوانه 2/ 281، وخزانة الأدب 8/ 429، 430، 432، والدرر 1 م 292، 2/ 50، والمحتسب 2/ 310، وبلا نسبة في تاج العروس 8/ 359 (عدد)، 9/ 180 (معد)، وأساس البلاغة (معد)، والأشباه والنظائر 8/ 142، والدرر 4/ 59، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 336، وشرح المفصل 9/ 151، واللامات ص 59، والمنصف 1/ 129، وهمع الهوامع 1/ 88، 112، 2/ 3، ولسان العرب 3/ 287 (عدد)، 404، 407 (معد)، وتهذيب اللغة 2/ 260، وجمهرة اللغة ص 665، والمخصص 14/ 175.
اللغة: تمعدد الغلام: إِذا شبّ وغلظ، والنهد: العظيم الجسم من الخيل، وِإنما يوصف به الإِنسان
وأجيب: بأن التقدير: كان جزائي جلدي بالعصا، أَو أَن أجلد بالعصا.
وقد يحذف الموصول إِن كان معطوفًا على موصول قبله؛ كقول حسان رضي اللَّه تعالى عنه:
أَمَن يَهجو رسولَ اللَّهِ مِنكُم
…
ويمدَحُهُ وينصرُهُ سواءُ؟
(1)
على وجه التشبيه. والأجرد: الَّذِي لا شعر له.
الإِعراب: كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. جزائي: اسم كان، والياء مضاف إِليه. بالعصا: جار ومجرور متعلقان بأجلد الآتي. أن: حرف مصدر ونصب. أجلدا: فعل مضارع منصوب بالفتحة، والألف للإِطلاق.
وجملة: (كان جزائي) جواب "إِذا" لا محل لها. والمصدر المؤول من أَن وما بعدها خبر كان.
الشاهد: قوله: "بالعصا أَن أجلدا" فإِن "بالعصا" يتعلق بـ "أجلد" و"أجلد" معمول "أن" وصلتها، و"بالعصا" معمول معمول "أن" فاستدل به الفراء على جواز تقديم معمول معمول "أن" عليها، وأجيب بأنه نادر لا يقاس عليه.
(1)
التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص 76، وتذكرة النحاة ص 70، والدرر 1/ 296، والمقتضب 2/ 137، وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 88.
المعنى: لا يستوي من يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يشتمه ويسيء إِليه، بل هما متباينان، لأَن من يمدحه يستحق المثوبة والأجر، ومن يشتمه فقد باء بالخطيئة والوزر.
الإِعراب: أمن: أ: حرف استفهام، مَن: اسم موصول في محل رفع مبتدأ. يهجو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل: ضمير مستتر تقديره: هو. رسول: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف. اللَّه: لفظ الجلالة، مضاف إِليه مجرور بالكسرة الظاهرة. منكم: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة لفاعل يهجو، والميم للجماعة. ويمدحه: الواو: عاطفة، يمدحه: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. وينصره: الواو: عاطفة، ينصره: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. سواءُ: خبر مرفوع للمبتدأ (مَن) مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة: (أمن يهجو رسول اللَّه
…
سواء): ابتدائية لا محل لها. وجملة (يهجو): صلة الموصول لا محل لها. وجملة (يمدحه): صلة الموصول لا محل لها. وجملة (ينصره): صلة الموصول لا محل لها.
الشاهد: قوله: ويمدحه فقد حذف الاسم الموصول للدلالة عليه، ولعدم ضرورة التكرار بالعطف، والتقدير ومن يمدحه.
التقدير: أمَن يهجو رسول اللَّه منكم أيها المشركون، ومن يمدحه وينصره منا سواء؟! ليس الأمر كذلك، فحذف الموصول الثاني لدلالة الأول عليه.
كَقولِ الآخرِ:
مَا الَّذِي دَأبُهُ احتياطٌ وَحَزْمُ
…
وَهَواهُ أَطَاعَ يَستَويانِ
(1)
أَي: والذي هواه أطاع.
وجعل منه قوله تعالى: {آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} ؛ أي: وبالذي أنزل إِليكم.
وقد يحذف بدون عطف، وجعل منه الكوفيون:{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} ؛ أي: من له مقام معلوم.
والبصريون: تقديره: وما منا ملك أَو واحد إِلَّا له مقام معلوم، فحذف الموصوف.
ويجوز حدف الصلة للعلم لها، أَو لإِبهام:
فالأوَّلُ: كَقولِهِ:
نَحنُ الأُلى، فَاجمَعْ جُمُو
…
عَكَ ثُمَّ وَجِّهْهُمْ إِلَينا
(2)
(1)
التخريج: البيت من الخفيف، غير منسوب في مراجعه في شرح التسهيل (1/ 235) وفي التذييل والتكميل (3/ 170) وفي شرح المرادي (1/ 240) وفي المغني (2/ 625) وليس في معجم الشواهد.
المعنى: لا يستوي الماجد واللاهي والمجد واللَّهو.
الإِعراب: ما: اسم بمعنى ليس. الذي: اسم موصول اسم في محل رفع اسم ما. دأبه: مبتدأ مرفوع، والهاء: ضمير مضاف إِليه. احتياط: خبر مرفوع. وحزم: حرف عطف واسم معطوف. وهواه: الواو: حرف عطف، هواه: مفعول به منصوب مقدم. أطاع: فعل ماض مبني على الفاح، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. يستويان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف فاعل.
الشاهد: قوله: (وهواه أطاع)؛ إذ حذف الموصول الثاني لدلالة الأول عليه.
(2)
التخريج: البيت من الكامل، وهو: لعبيد اللَّه بن الأبرص، وهو شاعر فحل من شعراء الجاهلية، والبيت من قصيدة نونية يقولها لامرئ القيس بن حجر الكندي بعد مقتل أبيه حجر.
أَي: نَحنُ الأُلى جمعنا جموعنا، فاجمع أنت جموعك.
والثاني: كَقولِهِ:
.....................
…
وَكَفَيتُ جَانِيْهَا اللُّتَيَّا والَّتِي
(1)
ذكره الأشموني في شرحه للألفية 1/ 74، وابن هشام في المغني 1/ 79، والسيوطي في همع الهوامع 1/ 89.
المعنى: نَحنُ الذين عرفوا بالشجاعة فاجمع جموعك ثُمَّ وجههم إِلينا فإِنا لا نبالي بهم ولا هم عندنا في حساب.
الإِعراب: نحن: مبتدأ. الألى: اسم موصول خبر المبتدأ، والصلة محذوفة ينبئ عنها سياق الكلام والتقدير: نَحنُ الألى قتلوا أباك، أَو نَحنُ الألى عرفت شجاعتهم وإِقدامهم، أَو نَحنُ الألى اشتهر أمرهم فلا يخفى على أحد أَو نحو ذلك. فاجمع: فعل أمر، فاعله ضمير المخاطب المستتر فيه وجوبًا. جموعك: جموعَ: مفعول به، والكاف: مضاف إِليه. ثم: عاطفة. وجِّهْهُم: وجِّهْ: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر، والضمير البارز: مفعول به، إِلينا: جار ومجرور متعلق بوجِّه.
الشاهد: قوله: الألى فاجمع؛ حيث حذف صلة الموصول للعلم بها.
(1)
عجز بيت وصدره:
وَلَقَد رَأبتُ ثَأَى العَشِيرة بَيْنها
…
....................
التخريج: البيت من الكامل، وهو لسلمي بن ربيعة من قصيدة يتلهف فيها على زوجته في خزانة الأدب 6/ 155؛ ونوادر أبي زيد ص 120؛ ولعلباء بن أرقم في الأصمعيات ص 162.
المفردات: الرأب: الإِصلاح. الثأى: الفساد. اللتيا والتي: اسمان للكبيرة والصغيرة من الدواهي. والشاعر يفتخر أنه يسعى لإِصلاح ذات البين في العشيرة ولم شعثها ويكفي من جنى فيها الجناية الصغيرة والكبيرة بالمال والنفس والجاه والعز.
وفي مجمع الأمثال (1/ 159) جاء قوله بعد اللتيا والتي "إِنه مثل من أمثال العرب، يقال لمن قاسى الداهية الصغيرة والكبيرة، وأصله: أَن رجلا تزوج امرأة قصيرة فقاسى منها الشدائد، فتزوج طويلة، فقاسى منها ضعف مَا قاسى من القصيرة، فقال: بعد اللتيا والتي لا أتزوج أبدا". وكَنَّى عن الكبيرة بلفظ التصغير تشبيهًا بالحيّة التي إِذا كَثُر سمها صغُرت؛ لأَن السم يأكل جسدها.
الإِعراب: ولقد: الواو بحسب مَا قبلها، واللام رابطة جواب القسم، وقد: للتحقيق. رأبت: فعل ماض مبني على الفتح وسكن لاتصاله بالتاء، والتاء: ضمير فاعل. ثأى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة للتعذر، وهو مضاف. العشيرة: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. بينها: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، وها: ضمير مضاف إِليه. وكَفيتُ: والواو حرف عطف، كفيتُ:
وقال الأيدي: حذفت هنا لفهم المعني؛ أَي: "اللتيا جلت" -أي عظمت- "والتي دقَّت"، بحذف الصلة، ودل عليها التصغير والتكبير.
وقالَ آخرُ:
مِنَ اللُّتَيَّا والَّتي واللَّاتِي
…
زَعَمْنَ أَنْ قَدْ كَبِرَتْ لِدَاتِي
(1)
= فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المنقلبة ياء، والتاء: ضمير فاعل. جانيها: مفعول به بالفتحة الظاهرة، وها: ضمير مضاف إِليه. اللتيا: اسم موصول في محل نصب مفعول به. والتي: عاطف ومعطوف.
وجملة: (ولقد رأبت): استئنافية لا محل لها. وجملة: (وكفيت): معطوفة عليها لا محل لها.
الشاهد: قوله: بعد اللتيا والتي؛ حيث حذف صلة الموصول بقصد الإِبهام.
(1)
التخريج: البيت من الرجز المشطور، في شرح التسهيل (1/ 233) وفي التذييل والتكميل (1/ 714). وفي شرح المرادي (1/ 239) وفي معجم الشواهد (ص 451). وقال صاحب خزانة الأدب (6/ 156): لا أعرف مَا قبلهما ولا قائلهما مع كثرة ورودهما في كتب النحو.
اللغة: اللواتي واللاتي: جمع للتي. كبِرت: بكسر ثانيه من الكبر في السن. لداتي: جمع لِدَة، ولدة الرجل: تِربُه الَّذِي ولد قريبًا منه، والهاء عوض من الواو الذاهبة لأنه من الولادة، وجمعه: لدات ولِدُون، والأخير على غير قياس.
والشاعر يهجو نسوة رمينه بالطعن في السن.
الإِعراب: من: حرف جر. اللواتي: اسم موصول مجرور، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر تقديره:"هن من اللاتي زعمن". والتي: عاطف ومعطوف. واللاتي: مثله. زعمن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون: ضمير فاعل. أني: أن: حرف توكيد ونصب، والياء: ضمير متصل، اسمها. كبرت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث لا محل لها. لداتي: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على مَا قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير المتكلم في محل جر مضاف إِليه.
وجملة: (زعمن) صلة الموصول لا محل لها. وجملة: (كبرت لداتي) مفعول زعمن.
الشاهد: قوله: اللواتي والتي واللاتي زعمن؛ حيث حذف صلة الموصول من الموصولين الأولين بقصد الإِبهام.
وقال في شرح تسهيل الفوائد (2/ 781): ولم يظهر لي أَن هذا البيت فيه حذف، وكنت أقول: أَن هذه الصلة من الصلات المشترك فيها فقوله: يزعمن صلة للموصولات الثلاثة المذكورة إِلى أَن وقفت على شرح الشيخ فرأيته قال بعد ذكر هذا البيت:
"ولو أنشد هذا دليلًا على أَن الصّلة مشترك فيها أكثر من موصولين .. لكان أولى".
وقيل: الحذف هنا لتفخيم الأمر.
ووصف الموصول بالمعرفة يغني عن صلته عند الفارسي كـ "جاء الَّذِي أخوك"، ومنه قولُهُ:
حتَّى إِذا كَانَا هُمَا اللَّذَينْ
…
مِثْلَ الجَدِيلَينِ المُحَمْلَجَينْ
(1)
بنصب مثل صفة اللَّذَين.
وإِذا سُبِقَ الموصولُ بضميرِ حاضرٍ .. جاز أَن يكونَ عائد الصوصول غير ضمير غيبة؛ نحو: "أنا الَّذِي ضربني زيد، وأنتما اللَّذَان ضربكما زيد، وأنتم الَّذِين ضربكم عمرو"، ويروى لعلي رضي الله عنه:
أَنا الَّذِي سمَّتْني أُمِّي حَيدَرَه
…
..................
(2)
(1)
التخريج: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب 6/ 81؛ والدرر 1/ 279؛ وسرّ صناعة الإِعراب 1/ 365؛ وهمع الهوامع 1/ 86.
شرح المفردات: الجديل: الزمام. المُحَمْلَج: المفتول فتلا شديدًا.
الإِعراب: حتى: حرف ابتداء. إِذا: ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. كانا: فعل ماض ناقص مبني على الفتح، والألف: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم كان. هما: ضمير منفصل مبني في محل رفع توكيد لضمير التثنية. اللذين: اسم موصول منصوب بالياء لأنه مثنى على أنه خبر كان. مثلَ: صفة اللذين منصوبة بالفتحة، وهي مضاف. الجديلين: مضاف إِليه مجرور بالياء لأنه مثنى. المُحَملَجين: نعت مجرور بالياء لأنه مثنى.
وجملة: (كانا هما اللذين) في محل جرّ مضاف إِليه.
الشاهد: قوله: اللذين مثلَ؛ حيث حذف صلة اللذين ووصفها بمثل. والكوفيون يجعلون "مثل" صلة لأنهم يُجرونها مجرى الظرف.
(2)
أَنا الَّذِي سمّتني أمّي حَيْدَرَه
…
ضِرغامُ آجامٍ وليثٌ قَسوَرَه
التخريج: الرجز لأمير المؤمنين سيدنا علي رضي الله عنه، ارتجزه لما واجه مرحبًا في غزوة خيبر. وهو في خزانة البغدادي (6/ 62)، ومن شواهد همع الهوامع (1/ 336).
اللغة: حيدرة وضرغام وليث: من أسماء الأسد. والآجام: الغابات المكتظة الأشجار.
الإِعراب: أنا: ضمير رفع منفصل مبتدأ. الذي: اسم موصول خبر المبتدأ. سمتني: فعل ماض مبني الفتح على الياء المحذوفة، والتاء: للتأنيث لا محل لها، والنون للوقاية، والياء: ضمير مفعول به أول. أمي: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على مما قبل ياء المتكلم، والياء:
حيثُ لم يقلْ: سمَّتهُ.
وقولُ الشَّاعرِ:
أَنا الَّذِي فَرَرْتُ يَومَ الحرَّةْ
…
وَالحُرُّ لَا يَفِرُّ إِلَّا مَرَّهْ
(1)
= ضمير مضاف إِليه. حيدره: مفعول به ثان منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها مناسبة القافية.
وجملة: (سمتني): صلة الموصول لا محل لها.
الشاهد: قوله: سمتني أمي؛ حيث جاء عائد الموصول ضمير متكلم ولم يشترط كونه ضمير غيبة؛ لأَن الموصول سبق بضمير حاضر.
وقال في خزانة الأدب (6/ 62 - 63): أَنا الَّذِي سمتني أُمِّي حيدره
أورده المؤلف شاهدًا على أنه يجوز أَن يُقال: سمتني، والأكثر: سمته. وظاهر كلامه أنه غير قبِيح. وكذلِك كلام صاحب الكشّاف، وبِه استشهد عِند قوله تعالى:{وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي} على جواز كون {أُبَلِّغُكُمْ} صفة {رَسُولٌ} ؛ لأَن الرّسول وقع خبرًا عن ضمير المُتكلّم فِي لكني، فجاز عود ضمير المُتكلِّم عليهِ كما وقع الموصول فِي البيت خبرًا عن ضمير المُتكلّم، مع أَن حق الضّمِير العائِد إِلى الموصول: الغيبة، فكان مُقتضى الظّاهِر فِي الآية: يبلغكم، وفِي البيت: سمته.
وكذلِك ظاهر كلام ابن الشجري فِي أمالِيهِ فإِنّهُ تكلم على قول المتنبي:
كفى بجسمي نحولًا أنني رجل
…
لولا مخاطبتي إِياك لم ترني
قال: "رجلٌ" خبر موطئ، والجُملة بعده صفته والفائدة بها، والخبر الموطئ كالزيادة فِي الكلام.
فلذلِك عاد الضميران وهما: الياء فِي "مخاطبتي" و"لم ترني" إِلى الياء فِي "أنني"، ولم يعودا على "رجل"، لأَن الجُملة فِي الحقِيقة خبرٌ عن "أنني".
ونظِيره: عود الياء إِلى الَّذِي فِي قول عليّ رضي الله عنه: أَنا الَّذِي سمتني أُمِّي حيدره؛ لما كان المعني الَّذِي هو أَنا فِي المعني، وليس هذا مِمّا يحمل على الضّرورة؛ لِأنّهُ وقع فِي القُرآن؛ نحو:{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} .
ومِمّا جاء فِي الشّعر لغير ضرورة قوله:
(أَأَكْرَمُ مِنْ لَيْلَى عَلَيّ فَتَبْتَغِي
…
بِهِ الجَاهَ أَمْ كُنْتَ امْرَأً لَا أُطِيعهَا)
ولم يقل يطيعها وفاقًا لامرئٍ؛ فهذا دلِيل على دلِيل التّنزِيل .. فاعرف هذا وقس عليهِ نظائِره.
(1)
التخريج: البيتان من الرجز المشطور قالهما عبد اللَّه بن مطيع بن الأسود العدوي وكان قد
وقالَ آخرُ:
يَا أَبْجرُ بْنَ أبجرٍ يَا أَنتا
…
أَنتَ الَّذِي طلَّقتَ حِينَ جُعتَا
(1)
فر يوم الحرة من جيش مسلم بن عقبة فلما كان حصار الحجاج بمكة لعبد الله بن الزبير جعل يقاتل أهل الشام وهو يقول:
أنا الَّذِي فررت يوم الحرّه
…
والشّيخ لا يفرّ إِلَّا مرّه
فاليومِ أجزي فرّة بكرّه
…
لا بأس بالكرّة بعد الفره
فلم يزل يقاتل حتَّى قتل. انظر هذا الخبر وهذا الشعر في العقد الفريد: (1/ 104).
الإِعراب: أنا: ضمير رفع منفصل مبتدأ. الذي: اسم موصول خبره. فررت: فعل ماض مبني على الفتح وسكن لاتصاله بالتاء، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. يوم: مفعول فيه ظرف زمان في محل نص، متعلق بفررت، وهو مضاف. الحرة: مضاف إِليه مجرور. والشيخ: الواو: استئنافية، الشيخ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. لا: نافية لا عمل لها. يفر: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. إِلا: أداة حصر. مرة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب، متعلق بيفر.
وجملة: (أنا الذي) استئنافية لا محل لها. وجملة: (فررت) صلة الموصول. وجملة: (لا يفر) خبر المبتدأ.
الشاهد: قوله: الَّذِي فررت؛ حيث جاء عائد الموصول ضمير متكلم ولم يشترط كونه ضمير غيبة؛ لأَن الموصول سبق بضمير حاضر.
(1)
التخريج: الرجز للأحوص في ملحق ديوانه ص 216؛ وشرح التصريح 2/ 164؛ والمقاصد النحوية 4/ 232؛ ولسالم بن دارة في خزانة الأدب 2/ 139 - 143، 146؛ والدرر 3/ 27؛ ونوادر أبي زيد ص 163؛ وبلا نسبة في الإِنصاف 1/ 325؛ وسر صناعة الإِعراب 1/ 359؛ وشرح عمدة الحافظ ص 301؛ وشرح المفصل 1/ 127، 130، والمقرب 1/ 76؛ وهمع الهوامع 1/ 174.
شرح المفردات: الأبجر: في الأصل، العظيم البطن.
الإِعراب: يا: حرف نداء. أبجر: منادى مبني على الضم في محل نصب. بن: نعت أبجر منصوب، تبعه في المحل، وهو مضاف. أبجر: مضاف إِليه مجرور. يا: حرف نداء. أنتا: منادى مبني على الضم في محل نصب، والألف للإِطلاق. أنت: ضمير منفصل في محل رفع فاعل. الذي: اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ. طلقت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. عام: ظرف زمان منصوب، متعلق بطلقت. جعتا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت، والألف للإِطلاق.
حيثُ لم يَقلْ: "طلَّقَ".
وقولُ الشَّاعرِ:
وأَنا الَّذِي قتَّلتُ بَكرًا بِالقَنَا
…
................
(1)
وقد يقومُ الظاهرُ مقامَ الضميرِ العائدِ على الموصولِ؛ كَقولِهِ:
سُعَادُ الَّتي أَضناكَ حُبُّ سُعَادا
…
................
(2)
وجملة النداء: (يا أبجر) ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة النداء الثانية: (يا أنت) استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة: (أنت الذي) استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة: (طلقت) صلة الموصول لا محل من لها الإِعراب. وجملة: (جعتا) في محل جر بالإِضافة.
الشاهد: قوله: الَّذِي طلقت؛ حيث جاء عائد الموصول ضمير مخاطب ولم يشترط كونه ضمير غيبة؛ لأَن الموصول سبق بضمير مخاطب.
(1)
صدر بيت وعجزه:
...................
…
وتَرَكْتُ تَغْلِبَ غَيْرَ ذَاتِ سَنَامِ
التخريج: البيت للمهلهل بن ربيعة. وانظر: المقتضب 4/ 132، والمقصور والممدود لابن ولاد 88، والأبيات المشكلة للفارقي / 238، وشرح السيرافي 3/ 136.
المعنى: يفخر بأنه قتل بكرًا برماحه، وبأنه سلب تغلب عِزها، وقد عَبر عن العز بالسنام.
الإِعراب: وأنا: الواو بحسب مَا قبلها، أَنا مبتدأ. الذي: خره. قتَّلتُ: فعل ماضٍ، والتاء فاعل. بكرًا: مفعول به. بالقنا: جار ومجرور متعلقان بـ (قتّلت). وتركت: الواو حرف عطف، تركت: مثل قتلت. تغلب: مفعول به أول منصوب. غير: مفعول به ثان لترك. ذاتِ: مضاف إِليه، وكذلك سنام.
جملة: (أنا الذي) بحسب مَا قبلها، وجملة:(قتلت) صلة الموصول الاسمي لا محل لها من الإِعراب، وعطف عليها جملة تركت.
الشاهد: قوله: قتّلت؛ حيث جعل ضمير المتكلم هو الرابط لجملة الصلة بالاسم الموصول، والقياس أَن يربطه بها ضمير الغائب، فيقال: أَنا الَّذِي قَتَّل.
وقد استشهد به ابن يعيش، لإِعادة الضمير على "الذي" بلفظ ضمير الحاضر، لجريان "الذي" على حاضر، وهو المتكلم، وإِن كان لفظه من ألفاظ الغيبة. شرح المفصل 4/ 25.
(2)
صدر بيت وعجزه:
....................
…
وإِعراضها عنك استمر وزادا
التخريج: البيت من الطويل، ولم ينسبه أحد من العلماء.
أَي: أضناك حبُّها.
وكقولِهم: "أبو سعيدٍ الَّذِي رَويتَ عنهُ".
ويعتبر هنا أَن يُسبَقَ الموصول بلفظ الظاهر أَو بمرادفه؛ كما في الشاهدين.
ولوضع الظاهر موضع المضمر فوائد:
فمنها: زيادة التقرير والتمكين؛ كما في قوله تعالى: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} ، ونحو قول الشاعر:
لا أَرى المَوتَ يسبقُ المَوتَ شَيءٌ
…
..............................
(1)
= وهو من شواهد شرح التسهيل لابن مالك 1/ 238. وشرح الشذور ص 142 وشفاء العليل 1/ 236 والتصريح 1/ 140 وشرح الأشموني 1/ 146.
اللغة والمعنى: سعاد: اسم امرأة. أضناك: أسقمك، أمرضك. الإِعراض: الابتعاد، أَو الهجران. استمر: دام.
الإِعراب: سعاد: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هي. التي: اسم موصول مبني في محل رفع نعت سعاد. أضناك: فعل ماض، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به. حب: فاعل مرفوع وهو مضاف. سعادا: مضاف إِليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. وإِعراضها: الواو: حرف عطف، إِعراضها: مبتدأ مرفوع، وها ضمير في محل جر بالإِضافة. عنك: جار ومجرور متعلقان بإِعراض. استمر: فعل ماض، والفاعل: هو. وزادا: الواو: حرف عطف، زاد: فعل ماض. والفاعل: هو، والألف: للإِطلاق.
وجملة: (سعاد) لا محل لها من الإِعراب لأنها ابتدائية. وجملة: (أضناك) صلة الموصول. وجملة: (استمر) خبرية في محل رفع. وجملة: (زاد) معطوفة على جملة استمر. وجملة: (إِعراضها عنك) معطوفة على جملة سعاد الابتدائية.
الشاهد: قوله: التي أضناك حب سعادا؛ حيث وضع الاسم الظاهر، وهو قوله: سعاد الثانية في آخر الصدر بدل العائد من جملة الصفة، والأصل: سعاد التي أضناك حبها، وعود الاسم الظاهر بدل الضمير لا يجوز إِلَّا في ضرورة شعر.
(1)
صدر بيت وعجزه:
....................
…
نغَّصَ الموتُ ذا الغنى والفقيرا
التخريج: البيت من الخفيف، وهو لعدي بن زيد في ديوانه ص 65؛ والأشباه والنظائر 8/ 30؛ وخزانة الأدب 1/ 378، 379؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 36، 118؛ ولسواهدة ابن عدي في شرح أبيات سيبويه 1/ 125؛ وشرح شواهد المغني 2/ 176؛ والكتاب 1/
ومنها: قصد التعظيم؛ نحو: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون} ، و:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ} .
ومنها: قصد الإِهانة؛ نحو: {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .
ومنها: قصد العموم؛ نحو: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} .
وقول الشيخ: (الموصول) مفعول مقدم بقولهِ: (كذا الَّذِي جُرَّ بما الموصولَ).
واللَّه الموفق
* * *
= 62؛ ولسوادة أَو لعدي في لسان العرب 7/ 99 (نغص)؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 153، 286، 2/ 829؛ وخزانة الأدب 6/ 90، 11/ 366؛ والخصائص 3/ 53؛ ومغني اللبيب 2/ 500.
المعنى: لا يسبق الموت شيءٌ؛ فقد أقض مضجع الغني والفقير، وذلك مصداق قول القائل:(سبحان من قهر العباد بالموت).
الإِعراب: لا: نافية لا عمل لها. أرى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا. الموت: مفعول به منصوب. يسبق: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الموت: مفعول به مقدم، منصوب بالفتحة الظاهرة. شيءٌ: فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة. نغّص: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره. الموتُ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. ذا: مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. الغنى: مضاف إِليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. والفقيرا: الواو: حرف عطف، الفقيرا: اسم معطوف على ذا منصوب مثله، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والألف للإِطلاق.
وجملة: (لا أرى الموت) استئنافية لا محل لها. وجملة: (يسبق) في محل نصب صفة لـ (الموت)، وجملة:(نغص الموت) استئنافية لا محل لها.
الشاهد: قوله: أرى الموت يسبق الموت؛ حيث كان الواجب أَن يقول: يسبقه، ولكنه عدل عن هذا الأصل ووضع الظاهر موضع المضمر لفائدة، وهي: زيادة التقرير والتمكين.