الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحصرُ الكلامِ في الاسم والفعل والحرف: دليله: الاستقراء، ولأنه يُعبَّرُ عما خطَر في النفس بهذه الثلاثة؛ فلو كان أكثر من ذلك .. لبقي في النفس من المعاني ما لا يمكن العبارة عنه، وليس كذلك.
وقدم الاسم: لأنه يخبّر عنه، وبه.
وأخر عنه الفعل؛ لأنه يخبر به فقط عرض حال في الذات، وهي: الاسم، والمحل مقدم على الحال عقلًا.
وأخّر الحرف؛ لأنه لا يخبر عنه، ولا به.
واللَّه الموفق
ص:
10 -
بِالجَرِّ وَالتَّنوينِ وَالنِّدَا وَأَلْ
…
وَمُسنَدٍ لِلاسمِ تَمْيِيزٌ حَصَل
(1)
ش:
[الاسم وعلاماته]:
الاسم كلمة دلت على معنى في نفسها، غير مقترنة بزمان معين لذلك المعنى.
فالمقترن بزمان معين: لا ينصرف إلا إلى: الماضي، أو الحال، أو المستقبل.
وأما ما دل على مطلق الزمان الشامل لهذه الثلاثة ولغيرها: فهو اسم، كـ (الصبوح
(1)
بالجر: جار ومجرور متعلق بقوله: حصل الآتي آخر البيت، ويجوز أن يكون متعلقًا بمحذوف خبر مقدم، مبتدؤه المؤخر هو قوله:(تمييز) الآتي. والتنوين، والندا، وأل، ومسند: كلهن معطوفات على قوله الجر. للاسم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم إن جعلت قوله: (بالجر) متعلقًا بحصل، فإن جعلت بالجر خبرًا مقدمًا -وهو الوجه الثاني- كان هذا متعلقًا بحصل. تمييز: مبتدأ مؤخر، وقد عرفت أن خبره واحد من اثنين. حصل: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى تمييز، والجملة في محل رفع نعت لتمييز، وتقدير البيت: التمييز الحاصل بالجر والتنوين والندا وأل والإسناد: كائن للاسم، أو: التمييز الحاصل للاسم عن أخويه الفعل والحرف كائن بالجر والتنوين والنداء وأل والإسناد: أي كائن بكل واحد من هذه الخمسة.
والغبوق)، فلما كان غير مقترن بزمان معين .. كان اسمًا.
فقولنا: (معين) مدخل لها، وسيأتي الكلام إن شاء اللَّه تعالى على اشتقاقه، ونحو ذلك في آخر النعت.
ويتميز عن قسيميه الفعل والحرف بأشياء:
1 -
فمنها: الجر: وهو كسرةٌ يُحدِثها عامل الجر في آخر الاسم، فالجر:
2 -
بالحرف كـ (مررت بزيد).
3 -
وبالمضاف كـ (كلام بزيد).
4 -
ومنها: التنوين: وسيأتي.
5 -
ومنها: النداء: كـ (يا زيد).
6 -
منها: (أل التعريف): كقولك في: (رجل): (الرجل).
7 -
منها: الإسناد إليه: كـ (زيد قام).
فلا يسند لقسيميه؛ لعدم استقامة المعنى.
أما إذا نسب لأحدهما حُكمٌ .. فيجعل اسمًا؛ كقولك: (قام: فعلٌ ماضٍ)، وسيأتي إن شاء اللَّه تعالى في الحكاية.
والتنوين: نون ساكنة، تلحق الاسم بعد كماله، تفصله عما بعده.
وقسمه الأكثرون إلى ستة تناوين:
1 -
تمكين: في الاسم المتمكن؛ كـ (زيدٍ، ورجلٍ).
2 -
وتنوين تنكير:
- في بعض الأسماء المَبْنية؛ فرقًا بين المعرفة والنكرة كـ (سيبويهِ، ونفطويهِ) بلا تنوين في المعرفة، وبه في النكرة،
- وفي بعض أسماء الأفعال؛ نحو: (صهٍ)، أي: سكوتًا.
ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "إيهٍ يا بن الخطاب".
قال أبو الفتح بن جني في "سر الصناعة": فإن قلت: (إيهِ) بلا تنوين .. فكأنك
قلت: الاستزادة، وإن نوّنت .. فكأنك قلت: استزادة.
فالتنوين: علامة التنكير، وتركه: علامة التعريف.
3 -
وتنوين المقابلة، في جمع المؤنث السالم؛ كـ (هنداتٍ) مقابل نون جمع المذكر السالم؛ كـ (الزيدِين)؛ إلحاقًا للفرع بالأصل، فكان الألف والتاء في مقابلة الواو؛ لدلالتها على الجمع، فصار التنوين في مقابلة النون، أو أن التنوين في (هنداتٍ): علامة لتمام الاسم؛ كما أن النون في (مسلمِين) علامة لتمامه أيضًا؛ لأنها قائمة مقام التنوين في المفرد كما سيأتي.
وقيل: تنوين صرف، وهو لعلي بن عيسى الرّبعي.
4 -
وتنوين عوض، في: كل اسم، ممنوع الصرف، آخره ياء، قبلها كسرة؛ كـ (جوارٍ، وغوشٍ)، رفعًا وجرًا.
وتثبت الياء مفتوحة في النصب؛ كـ (رأيت جواريَ)؛ لأن التنوين كان عوضًا منها في الرفع والجر؛ كـ (هذه جوارٍ، ومررت بجوارٍ)، فلما ثبتت .. زال العوض.
وحذفها رفعًا وجرًا للخفة.
والحركة مقدرة على هذه الياء المحذوفة تخفيفًا، وهو لسيبويه.
ولم يقولوا: (مررت بجواريَ) بفتح الياء؛ لأنهم استثقلوا الفتحة هنا؛ حيث كانت نائبة عن مستثقل، وهو: الكسرة.
والأخفش أنه تنوين صرف.
والمبرد والزجاج: عوض عن حركة الياء، فنحو:(هذه جوارٍ): أصله: (جواريُ) بضم الياء من غير تنوين على الأقوال.
فسيبويه: حذفت الضمة لثقلها على الياء، ثم الياء تخفيفًا، وجيء بالتنوين عوضًا عنها.
والأخفش: حذفت الضمة للثقل أيضًا، والياء تخفيفًا، فحصل:(جوارِ) كـ (جناح)، فزالت صيغة مفاعل، فانصرف.
والمبرد والزجاج: أن الضمة لما حذفت للثقل .. جيء بالتنوين عوضًا عنها، فالتقى ساكنان، فحذف الأول وهو الياء.
وادعى السيرافي فيما نقله الرضي: أن الأصل عند سيبويه (جواريٌ) بالتنوين.
قال بعضهم: بناء على أن الأصل في الاسم: الصرف، فحذفت الضمة للثقل، ثم الياء لالتقاء الساكنين، فحصل:(جوارٍ) منونًا.
واختلف حينئذ، فقيل: تنوين صرف قبل الإعلال وبعده.
وقيل: تنوين صرف قبل الإعلال وهو غير منصرف بعد الإعلال.
وعلى هذا القول الثاني لا يكون التنوين فيه إلا عوضًا عن الياء، وتنوين الصرف محذوف.
وصحح الرضي قول السيرافي.
والقياس يقتضي ما عزي إلى سيبويه أولا.
وكذا تنوين (إذٍ) إلا إنه عوض عن جملة؛ كقوله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ} ، التقدير:(ويوم إذ غلبت الروم).
ومنه ما هو عوض عن اسم في رأي؛ نحو: (كلٌّ وبعضٌ)؛ كما تقول: (كلٌّ قائم)؛ أي: (كل شخص قائم)
والأصح: أنه تنوين تمكين، فيزول عند الإضافة، وثبت عند عدمها.
وهذه الأربعة تختص بالاسم.
5 -
والخامس: تنوين الترنم: يؤتى به بدلا من حرف الإطلاق، وهو في الحقيقة بدل من الترنم؛ لأن الترنم: مد الصوت بما يجانس حركة الروي؛ فإذا ترنموا .. ألحقوا الواو والألف والياء لأجل مد الصوت.
فأهل الحجاز: يدَعون القوافي على حالها.
وبعض تميم: يقلبون المدة تنوينًا؛ كقوله:
يَا صَاحِ مَا هَاجَ الدُّمُوعَ الذُّرّفَنْ
…
..................................
(1)
(1)
التخريج: صدر بيت من الرجز وعجزه: مِنْ طَلَلٍ أَمْسَى يُحَاكِي المُصحفَنْ
وهو للعجاج في ديوانه 2/ 219، وتخليص الشَّواهد ص 47؛ وخزانة الأدب 3/ 443؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 352 والكتاب 4/ 207، والمقاصد النحوية 1/ 26.
[وقوله]:
...............
…
مِنِ طَلَلٍ كالأَتْحَمِيِّ أَنْهَجَنْ
(1)
على هذه الرواية: أصله: (الذرفا)، و (أنهجا) فعل ماض وألفه للإطلاق.
وقال آخر:
أَقلِّ اللَّومَ عَاذِلَ والعِتَابَنْ
…
وَقُولي إِنْ أَصَبتُ لَقَدْ أَصَابَن
(2)
اللغة: هاج: حرك. الذرف: جحم الذارفة، وهي القاطرة. الطلل: ما شخص من آثار الدار. يحاكي: يشابه. المصحف: الصحيفة.
الإعراب: يا: حرف نداء. صاح: منادى مضاف مرخم منصوب، والياء: المحذوفة في محل جر بالإضافة. ما: اسم استفهام مبتدأ. هاج: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. العيون: مفعول يه. الذرفن: نعت العيون منصوب، والنون: للترنم. من طلل: جار ومجرور متعلقان بحال من (ما). أمسى: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. يحاكى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. المصحفن: مفعول به منصوب، والنون للترنم.
وجملة (يا صاح): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ما هاج): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (هاج): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (أمسى) في محل جر نعت طلل. وجملة (يحاكي): في محل نصب خبر أمسى.
الشاهد: قوله: (الذرفن، والمصحفن)؛ حيث وصل القافية بالنون للترنم.
(1)
التخريج: عجز بيت وصدره: مَا هَاجَ أَشْجانا وَشَجوا قَدْ شَجَا
قائله العجاج، ذكره ابن هشام في المغني 2/ 41 وسيبويه ج 2 ص 299. وابن الناظم ص 5، والخصائص 1/ 171.
الشرح: من طلل -بفتحتين-: وهو ما شخص من آثار الدار وجمعه أطلال وطلول. كالأتحمي -بفتح الهمزة وسكون التاء المثناة من فوق وفتح الحاء المهملة-: وهو نوع من البرود بها خطوط دقيقة، وليست الياء فيه للنسبة، وشبه به الأطلال من أجل الخطوط التي فيه. أنهجا: فعل ماض يقال أنهج الثوب إذا بلي وخلق.
الإعراب: من طلل: جار ومجرور متعلق بقوله: هاج. كالأتحمي: جار ومجرور متعلقان بموصوف محذوف لطلل؛ أي: طلل كالبرد الأتحمي، ومحلا الجري أنهجن: فعل ماض مبني على الفتح، والنون للترنم، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.
وجعلة (أنهجن): فعلية في محل النصب على الحال.
الشاهد: قوله: (أنهجن)؛ فإنه أدخل تنوين الترنم في الفعل.
(2)
التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 813 وخزانة الأدب 1/ 69، 338، 3/ 151؛
أصله: (العتابا)، و (أصابا)، فدخل الاسم والفعل كالذي قبله.
6 -
والسَّادس: الغالي: يلحق القوافي المقيدة؛ أي: الساكنة؛ كقوله:
وَقَاتِمِ الأَعمَاقِ خَاوِي المُخْتَرَقْن
…
.................................. (1)
والخصائص 2/ 96؛ والدرر 5/ 176، 6/ 223، 309؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 349؛ وسر صناعة الإعراب ص 471، 479، 480، 481، 493، 501، 503، 513، 677، 726؛ وشرح شواهد المغني 2/ 762؛ وشرح المفصل 9/ 29؛ والكتاب 4/ 205، 208؛ والمقاصد النحوية 1/ 91؛ وهمع الهوامع 2/ 80، 212؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص 655؛ وجواهر الأدب ص 139، 141؛ وخزانة الأدب 7/ 432، 11/ 374؛ ورصف المباني ص 29، 353؛ وشرح ابن عقيل ص 17؛ وشرح عمدة الحافظ ص 98؛ وشرح المفصل 4/ 15، 145، 7/ 9؛ ولسان العرب 14/ 244 خنا؛ والمنصف 1/ 224، 2/ 79؛ ونوادر أبي زيد ص 127.
شرح المفردات؛ أقلي: خففي، أو اتركي. عاذل: ترخيم عاذلة، وهي اللائمة. أصبت: أي كنت مصيبا فيما أقول أو أفعل.
المعنذ: يقول: خففي لومك وعتابك يا لائمتي، واعترفي بصواب ما أقوله إذا ما كنت مصيبًا.
الإعراب: أقلي: فعل أمر مبني على حذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. اللوم: مفعول به منصوب بالفتحة. -عاذل: منادى مرخم مبني على ضم الحرف المحذوف للترخيم في محل نصب. والعتابن: الواو حرف عطف، والعتاب معطوف على اللوم منصوب بالفتحة، والنون للترنم. وقولي: الواو حرف عطف. قولي: فعل أمر مبني على حذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. إن: حرف شرط جازم. أصبت: فعل ماض مبني على السكون. والتاء: ضمير في محل رفع فاعل، وهو في محل جزم فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف تقديره: إن أصبت فقولي. لقد: اللام: واقعة في جواب قسم محذوف تقديره واللَّه، وقد: حرف تحقيق. أصابن: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، والنون للترنم.
وجملة (أقلي): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء: اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
وجملة (قولي): معطوفة على جملة (أقلي) لا محل لها من الإعراب. وجملة (إن أصبت فقولي): شرطية اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قولي المحذوفة): في محل جزم جواب الشرط. وجملة (القسم المحذوف وجوابه): في محل نصب مفعول به. والجملة من الفعل وفاعله: جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (العتابن، وأصابن)؛ حيث أدخل على اللفظين تنوين الترنم، واللفظة الأولى اسم، والثانية فعل، فدل ذلك على أنه ليس مختصًا بالاسم.
(1)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: مُشْتَبه الأَعلام لماع الخفَقْنْ
وهو لرؤبة في ديوانه ص 104، والأشباه والنظائر 2/ 35، و الأغاني 10/ 158، وجمهرة اللغة ص 408، 614، 941، وخزانة الأدب 10/ 25، والخصائص 2/ 22 والدرر 4/ 195، وشرح أبيات سيبويه 2/ 353، وشرح شواهد الإيضاح ص 22 وشرح شواهد المغني
أصله: المخترق؛ أي: الواسع. والقاتم: المظلم.
* ويلحق الفعل؛ كقوله:
...........................
…
وَيَعدُوْ عَلَى المَرْءِ مَا يَأْتَمِرْنْ
(1)
2/ 764، 782 والمقاصد النحوية 1/ 38.
اللغة: القاتم. المغبر. الأعماق: أطراف المفاوز. الخاوي: الخالي. المخترق: مهب الريح.
المعنى: يقول: إنه اتجاز مفازات خالية ومضلة، يريد أنه شجاع.
الإعراب: وقاتم: الواو: واو رب حرف جر، قاتم: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه مبتدأ، وهو مضاف. الأعماق: مضاف إليه مجرور بالكسرة. خاوي: نعت قاتم مجرور بالكسرة المقدرة، وهو مضاف. المخترقن: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن للوقف، والنون هى تنوين الغالي.
وخبر المبتدأ: جملة فعلية في بيت لاحق.
الشاهد: قوله: (المخترقن)؛ حيث لحق التنوين القافية المساكنة، وهذا ما يسمى بالتنوين الغالي.
(1)
التخريج: عجز بيت من المتقارب، وصدره: أَحَارَ بن عَمْرٍو كَأَنِّي خمِرن
البيت لامرئ القيس في ديوانه ص 154؛ وخزانة الأدب 1/ 374، 2/ 279؛ والدرر 5/ 179؛ ولسان العرب 4/ 30 أمر، 254، 255 خمر، 6/ 239 نفس؛ والمقاصد النحوية 1/ 95، 4/ 264؛ وللنمر بن تولب في ملحق ديوانه ص 404؛ ولسان العرب 4/ 29 أمر؛ وبلا نسبة في المقتضب 4/ 234؛ وهمع الهوامع 2/ 143.
اللغة: الخمِر: الذي أصيب بالداء أو الوجع. يعدو: يصيب. يأتمر: يهم به.
المعنى: يا حارث بن عمرو كأني مصاب بداء أو وجع، ويصيب الإنسان ما نواه في نفسه، وقيل:
المعنى: كأن نفسي أمرتني بشيء فأطعتها.
الإعراب: أحار: الهمزة: للنداء، حار: منادى مرخم مبني في محل نصب. بن: نعت حار منصوب لاتباعها المحل، وهو مضاف. عمرو: مضاف إليه مجرور. كأني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم كأن. خمِرن: خبر كأن مرفوع، والنون: تنوين الغالي. ويعدو: الواو: حرف استئناف، يعدو: فعل مضارع مرفوع. على المرء: جار ومجرور متعلقان بيعدو. ما: اسم موصول مبني في محل رفع فاعل. يأتمرن: فعل مضارع مرفوع، والنون: تنوين الغالي.
وجملة: النداء: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (كأني خمر): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يعدو): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يأتمر): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (خمرن ويأتمرن)؛ حيث دخل التنوين الغالي على الاسم والفعل
الأصل: يأتمر.
* والحرف؛ كقوله:
قَالَتْ بَنَاتُ العّمِّ يَا سَلمَى وَإِنْن
…
كَانَ فَقِيرًا مَعْدَمًا قَالَتْ وَإِنْن
(1)
أصله: (إن) فزاد نونًا.
وسمي الغالي؛ لأنه غلا عن الحد وخرج عنه؛ لأنه زائد على الوزن فهو
(1)
التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص 186؛ وخزانة الأدب 9/ 14، 16، 11/ 216؛ والدرر 5/ 88؛ وشرح التصريح 1/ 37؛ وشرح شواهد المغني 2/ 936؛ والمقاصد النحوية 1/ 104؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 181؛ ورصف المباني ص 106؛ وشرح التصريح 1/ 195؛ وشرح عمدة الحافظ ص 370؛ ومغني اللبيب 2/ 649؛ والمقاصد النحوية 4/ 436؛ وهمع الهوامع 2/ 62، 80.
شرح المفردات: المعدم: من لا مال له، الفقير.
المعنى: يقول: لقد قالت بنات العم لسلمى بألا ترفض من جاء يطلب يدها وإن كان فقيرًا، فرحبت سلمى به. وهذا القول قريب من المثل القائل:(زوجٌ مِن عُود خير من قعود).
الإعراب: قالت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث. بناتُ: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف.
العم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. يا: حرف نداء. سلمى: منادى مبني على الضمة المقدرة في محل نصب. وإن: الواو: حالية وإن حرف وصل، أو الواو حرف عطف، عطف على محذوف، وإن حرف شرط جازم. كان: فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط في محل جزم، واسمه ضمير مستتر تقديره هو. فقيرًا: خبر كان منصوب. معدمًا: نعت فقيرًا منصوب، أو خبر ثان لكان منصوب، وجواب الشرط محذوف تقديره: إن كان فقيرًا معدمًا أفترضين به. قالت: فعل ماض مبني على الفتحة، والتاء: للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. وإن: الواو حالية. وإن: حرف وصل، أو الواو حرف عطف، وإن: حرف شرط جازم، وفعله وجوابه محذوفان تقديرهما: وإن كان فقيرًا معدمًا رضيت به.
وجملة: (قالت بنات العم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يا سلمى): في محل نصب مفعول به. والجملة من إن الوصلية والجملة المحذوفة في محل نصب حال، باعتبار الواو حالية، أو معطوفة على جملة محذوفة يدل عليها سياق الكلام. وجملة (قالت) الثانية: استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (إن كان فقيرا رضيت به): الشرطية المحذوفة تعرب مثل الجملة الشرطية الأولى.
الشاهد: قوله: (إنْ)؛ حيث ألحق التنوين الغالي بالحرف في الموضعين، وهو يدخل على القوافي المقيدة، ودخوله هنا دليل على أنه لا يختص فقط بالاسم.
كالخرم
(1)
، في أول البيت.
ومنه على رواية:
وكأن ثبيرًا في عرانين وبله .................
(2)
فالواو: زائدة على الوزن لا يعتد بها.
وأنكر الزجاج والسيرافي هذا التنوين.
وقيل: ليس الترنم والغالي تنوينًا، بل نونان زائدتان؛ لأنهما تثبتان في: الفعل، والحرف، والخط، والوقف، ومع (أل) .. والتنوين لا يثبت في هذه، فالأنواع: أربعة.
(1)
الخرم: بالراء المهملة، وهو إسقاط أول الوتد المجموع في صدر المصراع الأول. وذلك يكون في:
أ - فعولن: فتصير بالخرم عولن، وتنقل إلى فعلن بسكون العين، ويكون هذا في الطويل والمتقارب.
ب - مفاعلتن: فتصير بالخرم فاعلتن، وتنقل إلى مفتعلن ويكون هذا في الوافر.
جـ - مفاعيلن: فتصير بالخرم فاعيلن، وتنقل إلى مفعولن، ويكون هذا في الهزج والمضارع.
(2)
التخريج: من الطويل من معلقة امرئ القيس الخزانة (2/ 237)(3/ 639) والشجري (1/ 90) والمحتسب (2/ 135)، وعجزه قوله:
.................
…
كبيرُ أُناسٍ في بِجَادٍ مزمَّلِ
اللغة: ثبير: جبل، ويروى (كأن أبانا) وهي رواية اللسان: ابن. عرانين: جمع العرنين: الأنف، وقال جمهور الأئمة: هو معظم الأنف، والجمع العرانين، ثم استعار العرانين لأوائل المطر؛ لأن الأنوف تتقدم الوجوه. البجاد: الكساء. المزّمل: الملفف.
الإعراب: وكأن: الواو: الواوة حسب ما قبلها، كأن: حرف مشبه بالفعل. ثبيرًا: اسم كأن منصوب بالفتحة الظاهرة. في عرانين: جار ومجرور متعلقان بحال محذوف. وبله: مضاف إليه، والهاء ضمير مضاف إليه ثان.
الشاهد: قوله: (وكأن)؛ حيث جاءت الواو زائدة على الوزن.
وفي الحقيقة ليس هذا شاهدًا نحويًا، وإنما ذكره المصنف ليستشهد على ما ذكرناه.
وفي البيت شاهد نحوي في آخره عند قوله: (مزمل)؛ حيث جر على المجاورة، والأصل (مزملُ) صفة لـ (كبيرُ).
وربما ذكر بعضهم النون الأصلية عند أقسام التنوين؛ كنطق ونسك.
والزائدة: كزيدان ومنطلقٍ.
والثانية: ضرورة، كتنوين ([أيا] أحمدٌ، وزيد) في النداء.
أو شذوذًا؛ كتنوين (هؤلاء)
(1)
.
و (تَمْيِيْزٌ): مبتدأ، و (حَصَلْ): في موضع الصفة له، والاسم خبر، و (مُسْنَدٍ) مجرور بالعطف على (الْجَرِّ) وهو مصدر ميمي، ومعناه: الإسناد.
واللَّه الموفق
ص:
11 -
بِتَا فَعَلْتَ وَأَتت وَيَا افْعَلِي
…
ونونِ أَقبِلَنَ فِعْل يَنْجَلِي
(2)
(1)
قال في حاشية الصبان على الأشموني (1/ 50): فلا يرد أنه بقي من أنواع التنوين الحقيقي المختصة بالاسم:
تنوين الحكاية؛ كتنوين عاقلةٍ علَم امرأة حكاية لما قبل العلمية.
تنوين الضرورة؛ كتنوين ما لا ينصرف في قوله:
وَيَوْم دَخَلَت الخِدْرُ خِدْرَ عُنيْزةٍ
…
..........................
وكتنوين المنادى المضموم في قوله:
سَلَامُ اللهِ يَا مَطَرٌ عَلَيْها
…
.................................
وتنوين الشذوذ، حكي:(هؤلاءٌ قومك) بتنوين هؤلاء؛ لتكثير اللفظ.
(2)
بتا: جار ومجرو متعلق بينجلي الواقع هو وفاعله الضميرُ المستتر فيه في محلّ رفع خبر عن المبتدأ، فإن قلت: يلزم تقديم معمول الخبر الفعلي على المبتدأ وهو لا يجوز، قلت: إن ضرورة الشعر هي التي ألجأته إلى ذلك، وإن المعمول لكونه جارًا ومجرورًا يحتمل فيه ذلك التقدم الذي لا يسوغ في غيره، وتا مضاف. وفعلت: قصد لفظه: مضاف إليه. وأتت: الواو حرف عطف، أتت: قصد لفظه أيضًا: معطوف على فعلت. ويا: معطوف على تا، وتا مضاف، وافعلي: مضاف إليه، وهو مقصود لفظه أيضًا. ونون: الواو حرف عطف، نون: معطوف على تاء، وهو مضاف. وأقبلن: قصد لفظه: مضاف إليه. فعلٌ؛ مبتدأ. ينجلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى فعل، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.