الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التقدير: (لأن كنت ذا نفر)، و (لأَن كنت مرتحلًا).
فمعنَى البيت: (ارتُكِبَ تعويضٌ عن كَانَ بعد "أَن"؛ كمثل قولك: أما أنت برا)، و (أما أنت ذا نفر) ونحوه.
وأن المصدرية حينئذ فِي محل نصب أو جر علَى الخلاف فِي محلها بعد حذف الحرف معها
.
• ولَا تحذف (ما)؛ فَلَا يقال: (أَن أنت برًا).
• ولَا يجمع بَينَ (ما) وَ (كَانَ)؛ فَلَا يقال: (أما كنت منطلقًا انطلقت) ونحوه.
وأجازه المبرد
.
وَلَم يسمع هذا العمل إِلا فِي ضمير المخاطب؛ نحو: (أما أنت) كما سبق.
وأَجازَ سيبويه: (أما زيد ذاهبًا) علَى تقدير؛ (لأنَّ كَانَ زيد ذاهبًا) فحذفت (اللّام) وَ (كَانَ) وعوض عنها (ما).
ونقل ابن جني عن شيخه الفارسي: أَن ما المعوضة عن كَانَ فيما سبق: عاملة فِي الجزأين عمل كان قال؛ لأنَّها لما نابت فِي اللّفظ .. نابت فِي العمل.
والكوفيون: أنَّ (أنْ) المفتوحة الهمزة هنا: شرطية؛ لدخول الفاء فِي جوابها دائمًا؛ فالتّقدير عندهم: (إن كنت برًا فاقترب).
ونقل عنهم: جواز فتح همزة (أَن الشّرطية).
تنبيه:
حذفت أيضًا كَانَ واسمها وعوض عنها ما فِي قولهم: (افعل كذا إمَّا لا)، أصله:(افعل كذا، إن كنت لا تفعل غيره) فحذفت كما ذكر، وأدغمت نون (إن الشّرطية) فِي (ما)؛ لقرب المخرج أيضًا، ثم حذف أيضًا خبر (كَانَ)، وبقيت (لا) النّافية لهُ، فحصل: أما لا.
=من الإعراب.
الشاهد: قوله: (أمّا أنت مرتحلا)، والأصل:(لأن كنت مرتحلًا)، فحذف كان، وعوِّض عنها ما الزائدة، وأبقى اسمها وهو قوله: أنت، وخبرها وهو قوله: مرتحلًا.
وقولهم: (افعل كذا) أغنَى عن جواب الشّرط.
قال الشّاعرُ:
لَو أَنَّ نُوقًا لَكَ أَو جِمَالا
…
أَوْ ثُلَّةً مِن غَنَمٍ إِمَّا لا
(1)
قال أبو حيان: وهذا شاذ خارج عن الأقيسة.
واللَّه الموفق
ص:
157 -
وَمِنْ مُضَارِعٍ لِكَانَ مُنْجَزِمْ
…
تُحْذَفُ نُوْنٌ وَهْوَ حَذْفٌ مَا الْتُزِمْ
(2)
ش:
إِذا جزم مضارع (كَانَ) .. يجوز حذف نونه؛ قال الله تعالَى: {وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} .
وسواء فِي ذلك كَانَ التّامة والنّاقصة.
ومن الأول: (إِنها إن تك مثقالُ حبة)، (وإِن تك حسنةٌ) بالرفع فيهما.
(1)
التخريج: الرجز بلا نسبة في تخليص الشواهد ص 381، والدرر 2/ 94، وهمع الهوامع 1/ 122. اللغة: الثلة: جماعة من الماشية. وهنا، الغنم.
الإعراب: لو: حرف شرط غير جازم. أن: حرف مشبه بالفعل. نوقا: اسم أن منصوب. لك: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. أو: حرف عطف. جمالا: معطوف على نوقا منصوب. أو: حرف عطف. ثلة: معطوف على جمالا. من غنم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لثلة. إما: إن: حرف شرط جازم، ما: زائدة. لا: نافية لا عمل لها.
وجملة (أمرعت الأرض): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من (أن وما بعدها): في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: لو ثبت وجود مال. وجملة (إما لا): في محل نصب خبر كان المحذوفة مع اسمها، تقديره:(إن كنت لا تجدين).
الشاهد: قوله: (إمّا لا)؛ حيث حذف كان مع اسمها وعوض عنها ما.
(2)
ومن مضارع: جار ومجرور متعلق بقوله: تحذف الآتي. لكان: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لمضارع. مجزم: صحفة ثانية لمضارع. تحذف: فعل مضارع مبني للمجهول. نون: نائب فاعل تحذف. وهو: مبتدأ. حذف: خبر المبتدأ. ما: نافية. التزم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى حذف، والجملة من التزم ونائب الفاعل في محل رفع صفة لحذف، وتقدير البيت: وتحذف نون من مضارع منجزم آت من مصدر كان، وهو حذف لم تلتزمه العرب، يريد أنه جائز لا واجب.
ولَا حذف إن اتصل النّون بساكن.
خلافًا ليونس.
ويعضده القراءة الشّاذة: (لم يكُ الَّذين كفروا)، وقالَ الشّاعرُ:
فإِن لَم تَكُ المِرْآةُ أَبدَتْ وَسَامَةً .................
(1)
وكذا لا تحذف إِذا اتصل بها ضمير متحرك؛ نحو: (إن يكنه)، و (لا تكنه).
ولَا إِذا وقف عليها؛ فَلَا يقال: (لم يك)، ذكره ابن خروف.
ولَا فِي نحو: (لم يكونوا)، بخلاف:(يكون).
فإِذا دخل الجازم .. حذفت الضّمة، ثم تحذف الواو للساكنين، ثم تحذف النّون تخفيفًا.
وقوله: (ما التُزِمْ): جملة فِي موضع رفع صفة لـ (حذفٌ)، و (بها): نافية؛ يعني: أنه حذف لم يلزم، بَلْ هو جائز.
واللَّه الموفق
(1)
التخريج: هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه: فَقَد أَبْدَتِ المِرْآةُ جَبْهةَ ضَيغَمِ
وهو من شواهد: التصريح: 1/ 196، والأشموني: 209/ 1/ 120، وهمع الهوامع: 1/ 122 والدرر اللوامع: 1/ 93، والمقتضب: 3/ 167، والإنصاف: 1/ 422، والعيني: 2/ 63.
المفردات: المرآة: معروفة، وسميت بذلك؛ لأنها آلة الرؤية. أبدت: أظهرت. وسامة: حسنًا وجمالًا وبهاءَ منظر. ضيغم: أسد.
المعنى: نظر الشاعر في المرآة، فلم يرقه منظره، فقال مسليًا نفسه: إن لم تظهر المرآة جمالا وحسن منظر .. فقد أظهرت وجه أسد في الإقدام والشجاعة.
الإعراب: إن: شرطية جازمة. لم: نافية جازمة. تك: فعل مضارع ناقص، مجزوم بـ لم وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة تخفيفًا. المرآة: اسم تكن. أبدت: فعل ماضٍ، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي، وجملة (أبدت): في محل نصب خبر تك، وجملة تكن واسمها وخبرها: في محل جزم فعل الشرط. فقد: الفاء رابطة لجواب الشرط. قد: حرف تحقيق. أبدت: فعل ماضٍ، والتاء: للتأنيث. المرآة: فاعل مرفوع. جبهة: مفعول به. ضيغم: مضاف إليه. وجملة (أبدت المرآة جبهة): في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد: قوله: (لم تك المرآة)؛ حيث حذف نون تكن المجزوم بسكون النون، على الرغم من أنه وليها ساكن، وحذف النون في هذه الحالة ضرورة عند الجمهور جائزة عند يونس بن حبيب شيخ سيبويه، حيث يعد الحذف في هذا الموضع جائزًا في سعة الكلام، وأنه غير مختص بضرورة الشعر.