الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• والتعدد في اللفظ فقط، كـ (المان حلو حامض) ولَا عطف فيه، لأنهما كالشيء الواحد، والمعنَى:(الرّمان مز)، فهو مفرد حكمًا.
وأَجازَ الفارسي العطف؛ نظرًا إِلَى تغاير اللّفظ، وتبعه العكبري، قال فِي قوله تعالَى:{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ} ، (الَّذين): مبتدأ، و (صم بكم): الخبر؛ مثل: (حلو حامض)، والواو لا تمنع من ذلك. انتهَى.
واختلف فِي الضّمير الرّابط هنا:
فقيل: فِي الأول.
وقيل: فِي الثّاني.
وأبو حيان: فِي كل منهما ضمير.
وقيل: الضّمير يعود من معنَى الكلام، وكأنه قيل:(هذا مز).
ولَا يفصل بينهما مطلقًا، ولَا يقدمان علَى المبتدأ، ولَا يتقدم الحامض علَى الحلو؛ خلافًا لبعضهم، ومثله:(زيد أعسر أيسر)؛ أَي: (أضبطُ): يعمل بكلتا يديه.
ويتعدد الخبر بتعدد صاحبه حقيقة؛ كـ (إِخوتك كاتب وحاسب وشاعر).
قال محمد بن أبي الفتح البعلي تلميذ المصنف فِي "شرح جمل عبد القاهر الجرجاني": ومنه قولُ الشّاعرِ:
=إِذا خافَ جَورًا مِن عَدو رَمَت بِهِ
…
مَخالِبُهُ والجانِبُ المُتواسِعُ
وإِن باتَ وَحشًا لَيلَةً لَم يَضِق بِها
…
ذِراعًا وَلَم يُصبِح لَها وَهوَ خاضِعُ
الإعراب: ينام: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى الذئب. بإحدى: جار ومجرور متعلق بقوله ينام، وإحدى مضاف، ومقلتَي: من مقلتيه: مضاف إليه، ومقلتَي مضاف، والضمير: مضاف إليه. ويتقي: الواو عاطفة، يتقي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى الذئب، والجملة معطوفة على جملة (ينام) السابقه. بأخرى: جار ومجرور متعلق بقوله: يتقي. المنايا: مفعول به ليتقي. فهو: مبتدأ. يقظان: خبره. هاجع: خبر بعد خبر.
الشاهد: قوله: (فهو يقظان هاجع)؛ حيث أخبر عن مبتدأ واحد، وهو قوله:(هو) بخبرين، وهما قوله:(يقظان هاجع)، من غير عطف الثاني منهما على الأول.
يداكَ يدٌ خَيرُها يُرتَجَى
…
وأُخرَى لأعدَائِها غائظة
(1)
وقال ابن قيم الجوزية فِي شرح هذا الكتاب: والاستشهاد به علَى تعدد الخبر لمبيدأٍ واحدٍ وهمٌ
(2)
.
واستشهد به بعضهم علَى أنه ممَّا تعدد فيه المبتدأ حكمًا لا حقيقة والحقيقة أظهر، فهو مبتدأ، و (يد): خبر، و (يرتجَى خيرها): صفة ليد، و (أخرى) خبرٌ ثانٍ عطفَ علَى يد، و (غائظة): صفة لـ (أخرَى).
وقيل: تقديرُهُ: (هاتان يداك، إِحداهما يد يرتجَى خيرها، والأخرَى غائظة للأعداء).
وأما تعدده حكمًا .. فكقوله تعالَى: {أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ} .
وكَقَولِ الشَّاعرِ:
(1)
التخربج: الشاهد -كما ذكر العيني في شرح الشواهد- أنشده الخليل، وما قيل: إنه لطرفة لم يثبت، وهو من شواهد: التصريح: 1/ 182، والأشموني: 166/ 1/ 106، والعيني: 1/ 572، وليس في ديوان طرفة. الشعر والشعراء: 1/ 185، والخزانة: 1/ 412، ومعاهد التنصيص:164.
المفردات الغريبة: يداك: مثنى يد.
المعنى: يمدح الشاعر رجلًا بالكرم والجود، ذاكرًا أن إحدى يديه يرتجى منها الخير والبر، ويصفه بالشجاعة، فيذكر أن يده الأخرى غيظ للأعداء، لأنها قوية عليهم.
الإعراب: يداك: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى، والكاف: مضاف إليه. يد: خبر المبتدأ مرفوع. خيرها: خير: مبتدأ، وهو مضاف، وها: مضاف إليه. يُرتجى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل هو، والجملة: في محل رفع خبر المبتدأ (خيرها)، والجملة الاسمية (خيرها يرتجى): في محل رفع صفة ليد. وأخرى: الواو عاطفة، أخرى: معطوف على يد مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. لأعدائها: جار ومجرور متعلقان بغائظة الآتي، وها: مضاف إليه. غائظة: صفة لأخرى.
الشاهد: قوله: (يداك يد خيرها)؛ حيث تعدد الخبر بتعدد صاحبه، وفي الشاهد كلام ذكره المؤلف.
(2)
إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك (1/ 37).