الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأشهر ما تقدم.
وتقول: (جاء اثنان واثنتان)؛ كما تقول: (ابنان وابنتان)، وكذا (بنتان) في لغة تميم.
فتُجري المثنى حكمًا مجرى المثنى حقيقة في الإعراب بالألف رفعًا.
وقوله: (وَتَخْلُفُ الْيَا في جَمِيْعِهَا الأَلِفْ)، معناه: أن الياء تخلف الألف في الجر والنصب في جميع ما ذكر، فتقول:(رأيت الرجلين، والقمرين، واثنين، واثنتين، وكليهما، وكلتيهما).
و (مررت بالرجلَين، والقمرَين)
…
إلى آخره.
والحاصل: أن المثنى حقيقة أو حكمًا يرفع بالألف، وينصب ويجر بالياء، بعد فتح استوجبته الألف في حالة الرفع.
تنبيه:
من العرب من يجري المثنى مجرى المقصور، فيثبت ألفه في الأحوال الثلاث؛ كـ (جاء الزيدان، ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان)، فتقدر الحركات على الألف.
وعزيت للحارث وكنانة وبكر بن وائل وخثعم وهمدان وفزارة وبلعنبر، ومنه قولُ الشَّاعرِ:
تَزَوَّدَ مِنَّا يَينَ أُذْنَاهُ ضَربَةً
…
.............
(1)
(1)
صدر بيت من الطويل، وعجزه: دعتْه إلى هَابِي التراب عقيمِ
التخريج: البيت لهوبر الحارثي في لسان العرب 8/ 197 (صرع)، 14/ 434 (شظى)، 15/ 351 (هبا)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 707، وخزانة الأدب 7/ 453، والدرر 1/ 116، وسرّ صناعة الإعراب 2/ 70 والصاحبي في فقه اللغة ص 49، وهمع الهوامع 1/ 40.
اللغة والمعنى: هابي التراب: ما ارتفع ودق. العقيم: التي لا تُثنى؛ لأنها نافذة. يصف الشاعر رجلًا قتله قوم الشاعر بطعنة نافذة أصابت منه مقتلًا.
الإعراب: تزود: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. منا: جار ومجرور متعلقان بـ تزود. بينَ: ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف حال من طعنة، وهو مضاف. أذناه: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذّر. (ويروى: أذنيه على الأصل)، وهو مضاف،
ومن العرب من يعرب المثنى على النون؛ إجراءً له مجرى المفرد، حكى الشيباني:(هما خليلانُ) بضم النون، ومنه قولُ الشَّاعرِ:
..................
…
مِن بَعدِهَا لَمْ تَنَمِ العَينَانُ (1)
والهاء ضمير متصل مبنيّ في محلّ جر بالإضافة. ضربة: مفعول به منصوب بالفتحة. دعته: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محلّ نصب مفعول به. إلى: حرف جرّ. هابي: اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بـ دعته، وهابي مضاف. التراب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. عقيمِ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هي وقد جرّها الشاعر مُراعاة للقافية.
وجملة (تزوّد): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، وجملة (دعته): في محلّ نصب صفة لطعنة، وكذلك جملة (هي عقيم).
الشاهد: قوله: (بين أذناه)؛ حيث استعمل المثنى بالألف في حالة الجر، وذلك على لغة بلحارث ابن كعب، وخثعم، وزبيد، وكنانة، وغيرهم، الذين يستعملون المثنى بالألف في جميع حالاته ويروى بين أذنيه، ولا شاهد في هذه الرواية.
(1)
لم أجده فيما بين يدي من مراجع، والمحفوظ هنا ويستشهد به النحاة في هذا الموضع: هو قول الشاعر:
يا أَبَتَا أَرَّقَني القِذَّانُ
…
فالنَّومُ لا تألَفُهُ العَيْنَانُ
التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص 186، وخزانة الأدب 1/ 9 وبلا نسبة في الدرر 1/ 142 وشرح التصريح 1/ 7 وهمع الهوامع 1/ 49.
اللغة: أرقني: سهرني. القذان: البراغيث.
الإعراب: يا: حرف نداء. أبتا: منادى منصوب بالفتحة المقدرة على الياء المقلوبة ألفًا، وهو مضاف، والياء المقلوبة ألفًا ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. أرّقَني: فعل ماض مبني على الفتحة؛ والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محلّ نصب مفعول به. القَذَّانُ: فاعل مرفوع بالضمة. فالنوم: الفاء: للتفريع، النوم: مبتدأ مرفوع بالضمة. لا: نافية. تألفه: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. العينانُ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره على لغة من يعرب المثنى إعراب المفرد.
وجملة النداء: ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (أرقني القذان): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (النوم
…
): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (تألفه): في محلّ رفع خبر المبتدأ.
الشاهد: قوله: (العينان)؛ حيث رفع المثنى بالضمة الظاهرة على النون؛ إجراء له مجرى المفرد، وهو لغة لبعض العرب.
وفي "شرح التسهيل" لابن عقيل: قالت فاطمة رضي الله عنها: (يا حسَنانُ، يا حُسَيْنَانُ) بالضم كذلك.
وأجاز الكسائي حذف النون في السعة؛ كـ (جاء الزيدا).
وقال الشَّاعرُ:
بَيضُكَ ثِنتَانِ وَبَيضِي مِأَتَا
…
................
(1)
أراد: (مأتان).
وإذا ثني المركَّب كـ (برق نحره، ومعدي كرب، وسيبويه) .. يقال: (جاء ذو برق نحره، وذو معدي كرب، وذو سيبويه).
ويفال في غير الرفع: (ذوَي) بفتح الواو.
وأما المركب الإضافي؛ كـ (عبد اللَّه) .. فيثنى فيه المضاف؛ كـ (جاءني عبدا اللَّه، ورأيت عبدَي اللَّه، ومررت بعبدَي اللَّه).
وسيأتي الكلام على الجمع.
ومنع أبو عثمان المازني تثنية المعدول وجمعه؛ نحو: (عمر وزفر).
• فلا يقال عنده؛ (العُمَران) ولا (العُمَرُون).
• بل: (رجلان كلاهما عُمَرُ)، و (رجال كلُّهم عُمَرُ).
• والصحيح: خلافه.
وإذا روعي لفظ (كلا) و (كلتا) .. أفرد الضَمير العائد عليهما؛ نحو: (كلا الرجلين أكرمني).
وإن روعي المعنى .. قيل: (أكرماني).
والوجهان في قولِهِ:
(1)
قال أ. د. علي محمد فاخر في تحقيقه لشرح التسهيل: أعطى له الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رقمًا وجعله بيتا من الشواهد عند تحقيقه للمغني: (1/ 17)، ثم قال: ولا يتم له وزن من الرجز إلا بثبوت النون في ثنتا وحذفها في مائتا ولم يرد كذلك، وهو من كلام الحجلة (طير لحمه وكبده مفيد) تخاطب القطا.
كِلَاهُمَا حِينَ جَدَّ الجَرْيُ بَينَهُمَا
…
قَدْ أَقْلَعَا وَكِلَا أَنفَيهِمَا رَابِيْ
(1)
راعى المعنى فقال: (أقلعا)، وراعى اللفظ فقال:(رابي)، ولو راعى المعنى لقال:(رابيان).
ويتعين مراعاة اللفظ في نحو: (كلانا محب لصاحبه)، فلا يقال:(محبان).
وألف (كلتا) منقلبة عن واو، وسيأتي إن شاء اللَّه تعالى في النسب.
ولا بد أن يقصد تنكير العَلَم قبل التثنية أو الجمع.
والتثنية والجمع من خصائص الأسماء؛ فلا يقال في نحو: (يفعلان) مثنى؛ إذ
(1)
التخريج: البيت للفرزدق في أسرار العربية ص 287، وتخليص الشواهد ص 66، والخصائص 3/ 31 والدرر 1/ 12 وشرح التصريح 2/ 4 وشرح شواهد المغني ص 522 ونوادر أبي زيد ص 16 ولم أقع عليه في ديوانه، وهو للفرزدق أو لجرير في لسان العرب 9/ 156، سكف، وبلا نسبة في خزانة الأدب 1/ 131، 4/ 299، والخصائص 2/ 421، وشرح شواهد الإيضاح ص 171، وشرح المفصل 1/ 5 ومغني اللبيب ص 20 وهمع الهوامع 1/ 41.
اللغة: كلاهما: يقصد بنت جرير وزوجها الأبلق. أقلعا: كفا عنه وتركاه. رابي: منتفخ. الإعراب: كلاهما: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وهما: ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. حين: ظرف مبني على الفتح في محلّ نصب متعلق بأقلعا. جد: فعل ماض مبني على الفتح. الجريُ: فاعل مرفوع بالضمة. بينهما: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل جد، والضمير هما في محلّ جر بالإضافة. قد أقلعا: قد: حرف تحقيق، أقلعا: فعل ماض مبني على الفتح، وألف الاثنين في محلّ رفع فاعل. وكلا: الواو حالية، كلا: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى. أنفيهما: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، وهما: ضمير متصل مبني على السكون في محلّ جر بالإضافة. رابي: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة.
وجملة: (كلاهما قد أقلعا): ابتدائية لا محلّ لها. وجملة (قد أقلعا): في محلّ رفع خبر. وجملة (وكلا أنفيهما رابي): في محلّ نصب حال.
الشاهد: قوله: (كلاهما قد أقلعا)، وقوله:(وكلا أنفيهما رابي)؛ فقد أعاد الضَمير إلى (كلاهما) في العبارة الأولى مثنى، وذلك قوله:(أقلعا)؛ مراعاة لمعنى كلا. وأخبر عن (كلا) في العبارة الثانية بمفرد، وذلك في قوله:(رابي)؛ مراعاة للفظ (كلا) فدل ذلك على أنه: يجوز مراعاة لفظ (كلا)، ومراعاة معناها.