الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بفتح التاء وكسرها.
ويُذكَر الخبر بعد الاسم مرفوعًا كما قال: (وبعْدَ ذاكَ الخَبَرَ اذكُر رَافِعَه)؛ أي: اذكر الخبر حالة كونك رافعه، ورفعه بها عند عدم التركيب؛ كـ (لا صاحب بر في الدار)، و (لا طالعًا جبلًا حاضر).
وأما في حالة التركيب؛ كـ (لا رجل في الدار) .. فسيبويه: أن (لا) واسمه في محل رفع بالابتداء، والخبر المذكور: للمبتدأ، وليس لها عمل فيه؛ لضعفها بالتركيب، فصارت كجزء كلمة.
والأخفش والمازني: أن الخبر لها.
وأقرَّه في "التسهيل".
وإذا بني معها ما يعمل؛ كالمصدر والصفة .. لم يعمل، فاليوم في قوله تعالى:{لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} : متعلق بما في (عليكم) من معنى الاستقرار، أو (يغفر).
وأجاز الزمخشري: أن يتعلق بـ (تثريب).
قال أبو حيان: لو كان كذلك .. لكان (تثريب) معربًا منونًا.
وعلى هذا: فيقدر عاملٌ في نحو: (لا مانع لما أعطيت).
تنبيه:
القياس: (لا أبا لك)، و (لا غلامين لك)، و (لا بنين لك) على الاسم المَبْني، والمجرور خبر كما علم، أو صفة والخبر محذوف؛ أي:(لا أبا لك موجود)، و (لا غلامين لك موجودان).
كل حال فجملة مجد عواقبه -سواء أقدرت مبتدأ أم لم تقدر- لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. فيه: جار ومجرور متعلق بنلذ. نلذ: فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه. ولا: نافية للجنس. لذات: اسمها مبني على الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم في محل نصب. للشيب: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا.
الشاهد: قوله: (ولا لذات)؛ حيث يجوز في (لذات) البناء على الكسر والفتح جميعًا؛ لأن اسم (لا) إذا كان جمعًا بألف وتاء .. يجوز فيه الوجهان، البناء على الفتح، والبناء على الكسر، والفتح أشهر، كذا قاله ابن مالك.
ونحوهُ قالَ الشاعُر:
أَبِي الإِسْـ مُ لَا أَبَ لِي سِوَاهُ
…
إِذَا افتَخَرُوا بِقَيسٍ أَو تَمِيْمِ
(1)
وجاء بثبوت الألف وحذف التنوين كقولِهِ:
فَقُلتُ خَلُّوا سبَيِلِي لَا أَبَا لَكُمُ
…
فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحمَنُ مَفعُولُ
(2)
(1)
التخريج: البيت من الوافر، وهو لنهار بن توسعة في الدرر 2/ 218، وشرح المفصل 2/ 104، والكتاب 2/ 282، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 402، وهمع الهوامع 1/ 145.
الإعراب: أبى: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. الإسلامُ: خبر مرفوع بالضمة. لا: نافية للجنس. أبَ: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب. لي: جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر لا. سواه: اسم منصوب على الاستثناء، منصوب بالفتحة المقدرة على الألف، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جرّ بحرف الجرّ. إذا: اسم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلِّق بخبر لا، أو بها لما فيها من معنى النفي. افتخروا: فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو: فاعل، والألف: فارقة. بقيس: جار ومجرور متعلقان بـ افتخروا. أو: حرف عطف: تميم: معطوف على قيسٍ مجرور بالكسرة.
وجملة (أبي الإِسلام): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا أب لي سواه): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (افتخروا): مضاف إليها محلها الجر.
الشاهد فيه جعله الجار والمجرور خَبر لا في قوله: (لا أبَ لي)، ولو كان قاصدًا الإضافة وتوكيدها باللام الزائدة لقال:(لا أبا لي).
(2)
البيت من البسيط، وهو لكعب بن زهير من قصديته التي مطلعها:
بانتْ سعادُ فقلبِي اليومَ متبولُ
…
متيمٌ إثرها لم يفدَ مكبولُ
ومنها:
وقالَ كلُّ خليلٍ كنتُ آملهُ
…
لا ألهينكَ إني عنكَ مشغولُ
فقلتُ خَلُّوا سبيلي لا أبَا لكمُ
…
فكلُّ ما قدَّر الرحمنُ مفعولُ
كلُّ ابنِ أنثَى وإنْ طالتْ سلامتهُ
…
يومًا على آلةٍ حدباءَ محمولُ
أنبئتُ أن رسولَ اللَّهِ أوعدنِي
…
والعفوُ عندَ رسولِ اللَّهِ مأمولُ
مهلًا هداكَ الذي أعطاكَ نافلةَ ال
…
قرآنِ فيها مواعيظٌ وتفصيلُ
لا تأخذنّي بأقوالِ الوشاةِ ولمْ
…
أذنبْ وإن كثرتْ في الأقاويلُ
الشاهد في البيت قوله: (لا أبا لكم)؛ حيث أدخل اللام على خبر (لا)، قاصدًا الإضافة وتوكيدها باللام الزائدة.
وحذف نون المثنى في قولهم: (هذا قميص لا كُمَّيْ له).
واختلفوا؛ فسيبويه والجمهور: أن الاسم مضاف لمدخول (لا) في الخبر؛ بدليل حذف نون المثنى من نحو: (لا غلاميك)، وثبوت الألف من نحو (لا أبا لك)؛ لأنها تعود في الإضافة، ولام الجر حينئذ مقحمة بين المتضايفين، لازمة الذكر، مزيلة لصورة الإضافة، ولولا اللام .. لاقترنت (لا) بالمعرفة، والاسم حينئذ معرب، بمنزلة:(لا صاحب بر)؛ فـ (لا أبا لك) منصوب بالألف، و (لا غلاميك) منصوب بالياء، ولا تتعلق اللام بشيء، والكلام ناقص؛ لأن الخبر محذوف، والتقدير: لا غلامين موجودان ونحوه.
وهشام وابن كيسان: أن ما بعد (لا) اسمه أيضًا، ولكنه ليس مضافًا، والمجرور صفة للاسم، فتتعلق اللام بمحذوف، وخبر (لا) محذوف أيضًا.
ولا يشكل ثبوت الألف وحذف نون المثنى؛ لأن الموصوفَ لهُ شبهٌ بالمضاف، فتثبت الألف، وحذفت نون المثنى لذلك.
ووجه الشبه: أن الصفة مكملة للموصوف؛ كما أن المضاف إليه مكمل للمضاف، فلما تشابه الصّفةُ والمضاف إِليه .. تشابه الموصوف والمضاف، فاتفق المتقدم ذكرهم علَى أَن ما بعد (لا): اسمها، والخبر: محذوف.
والخلاف بينهم: إِنما هو فِي اللّام والضّمير، هل اللّام زائدة والاسم مضاف للضمير، أَو اللّام والكاف فِي موضع الصّفة لاسم (لا)؟
والفارسي، ويوسف بن يسعون، وابن الطّراوة: أَن (لا أبا لك) علَى لغة القصر.
وقد تحذف اللّام ضرورة، فيتصل الاسم بالضّمير؛ كقولهِ:
أَبِالْمَوْتِ الَّذِي لَا بُدَّ أنَّي
…
مُلاقٍ لَا أَبَاكِ تُخوِّفِينِي؟
(1)
(1)
التخريج: البيت لأبي حيّة النّميري في ديوانه ص 177، وخزانة الأدب 4/ 100، 105، 107، الدرر 2/ 219، وشرح شواهد الإِيضاح ص 211، ولسان العرب 14/ 12 (أبي)، وبلا نسبة في الأشباه والنّظائر 3/ 132، والخصائص 1/ 345، وشرح التّصريح 2/ 26، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 501، واللّامات ص 103، والمقتضب 4/ 375، والمقرب 1/ 197، والمنصف 2/ 337، وهمع الهوامع 1/ 337.
وقولِ الآخرِ:
...................
…
وأيُّ كَرِيمٍ لا أَبَاكِ مُخَلَّدُ؟
(1)
المعنى يقول: أتخوّفينني بالموت الذي لا بدّ أنّه ملاقيني آجلًا أم عاجلًا، شئت أم أبيت.
الإِعراب: أبالموت: الهمزة: للاستفهام، بالموت: جار ومجرور متعلّقان بتخوفيني. الذي: اسم موصول مبني في محل نعت الموت. لا: نافية للجنس. بدّ: اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب. أنّي: حرف مشبّه بالفعل، والنّون: للوقاية، والياء: ضمير في محلّ نصب اسم أنّ. ملاق: خبر أنّ. لا: نافية للجنس. أباك: اسم لا منصوب بالألف؛ لأنه من الأسماء السّتّة، وهو مضاف، والكاف: ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. وخبر (لا) محذوف. تخوّفيني: فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون لأنّه من الأفعال الخمسة. والياء الأولى في محل رفع فاعل، والنّون: للوقاية، والياء الثّانية في محلّ نصب مفعول به.
وجملة (أبالموت تخوّفيني): لا محلّ لها من الإِعراب؛ لأَنَّها ابتدائيّة أو استئنافيّة. وجملة (لا بدّ أني ملاق): لا محل لها من الإِعراب؛ لأنَّها صلة الموصول الاسميّ. وجملة (أني ملاقٍ): المؤوّلة بمصدر في محلِّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره مِن. وجملة (لا أباك): الاسميّة لا محلّ لها من الإِعراب؛ لأنَّها اعتراضيّة.
الشَّاهد: قوله: (لا أباك)؛ حيث حذف اللّام الجارة شذوذًا، فاتصل الاسم بالضمير، والأصل:(لا أبا لك).
(1)
التخريج عجز بيت من الطويل، وصدره: وَقَد مَاتَ شَمّاخٌ وماتَ مُزَرِّدٌ
وهو لمسكين الدّارمي في ديوانه ص 31، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 242، وكتاب اللّامات ص 103، ولسان العرب 14/ 12 (أبي)، والمقتضب 4/ 375.
اللُّغة: الشّماخ: شاعر معروف، ومُزرِّد هو أخو الشّماخ، وهو رجل مغمور.
المعنى: لن يخلُدَ أحدٌ؛ فسيموت الغني والفقير، والمشهور والمغمور.
الإِعراب: وقد: الواو: بحسب ما قبلها، قد: حرف تحقيق. مات: فعل ماضٍ مبني على الفتح. شمَّاخ: فاعل مرفوع. ومات: الواو: حرف عطف، مات: فعل ماضٍ مبني على الفتح. مزرّدٌ: فاعل مرفوع بالضّمة. وأيُّ: الواو: حرف استئناف، أيُّ: اسم استفهام مرفوع على أنه مبتدأ. كريمٍ: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. لا: نافية للجنس. أباك: اسم لا منصوب بالألف، لأنه من الأسماء السّتة، والكاف، مضاف إِليه محله الجر. مخلَّدُ: خبر المبتدأ (أيّ) مرفوع بالضّمة.
وجملة (مات شمَّاخ): بحسب الواو. وجملة (مات مزرّدٌ): معطوفة على جملة (مات شماخٌ). وجملة (أيُّ كريم مخلّد): استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (لا أباك) مع الخبر المحذوف: اعتراضية لا محل لها من الإِعراب.
الشَّاهد: قوله: (لا أباك)؛ حيث حذف اللّام الجارة، إِذ الشّائع في الاستعمال أن يقال: لا أبا لك، وقد قيل في البيت (لا أباك) شذوذًا عمَّا هو شائع.
ومتَى جر ما بعد اللّام بغيرها .. حذفت الألف، وثبتت النّون نحو:(لا أب فيها ولَا غلامين فيها)، وحمل علَى الشّذوذ أو التأويل قولُهُ:
وَقَد عَلِمَتْ أَنْ لَا أخًا بِعَشَوزَنٍ
…
.................
(1)
وقد يقع العلم بعد (لا) فيؤول بنكرة ويبنى معها إن كَانَ مفردًا؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: "إِذا هلك كِسرَى .. فَلَا كِسرَى بعده".
وقول أبي سفيان: (لا قريشَ بعد اليوم).
وقول الشّاعر:
لا هَيْثَمَ اللّيْلَةَ لِلْمَطِيِّ
…
...................
(2)
(1)
التخريج: الشاهد من شواهد الارتشاف لأبي حيان (3/ 1303)، والتذييل والتكميل 5/ 265، غير منسوب لقائل.
اللغة: العشوزن: الشديد الصعب من كل شيء.
المعنى: إن الشدائد تعرِّفك صديقَك من عدوك، ولن تجد عندها أخًا.
الشاهد: قوله: (أخًا بعشوزن)؛ حيث أقحم الباء شذوذًا بين أخ وعشوزن؛ لأنه متَى جر ما بعد اللّام بغيرها .. حذفت الألف وبني على الفتح.
(2)
صدر بيت من الرجز، وعجزه: وَلَا فَتى مِثْل ابْنِ خَيْبَرِي
التخريج: صدر بيت من شواهد سيبويه الخمسين التي لا يعرف قائلها. وانظر: الكتاب 1/ 354، والمقتضب 4/ 374، وشرح السيرافي 3/ 92، وأمالي ابن الشجري 1/ 139، وابن يعيش 2/ 103، والمفصل للزمخشري/ 222، وَلَم يتعرض العيني لقائله، وقال في الدّرر اللّوامع: البيت لبعض بني دبير.
اللغة: هيثم المراد به: هيثم بن الأشتر، وَكَانَ مشهورًا بين العرب بحسن الصّوت في حدائه الإِبل، ابن خيبري المراد به: جميل بن معمر صاحب بثينة فيكون نسبه إِلى أحد أجداده، ونعته بالفتوة لأنه كَانَ شجاعًا يحمي أدبار المطي من الأعداء.
الإِعراب: لا: نافية للجنس. هيثم: اسمها مبني على الفتح في محل نصب. اللّيلة: ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر لا، وقد أفاد الإِخبار بالزّمان عن الذات. للمطي: جار ومجرور متعلق بما تعلق به الظّرف.
الشَّاهد: قوله: (لا هيثم)؛ حيث دخلت لا النّافية للجنس على علم معرفة، وهي لا تعمل إِلا في النّكرة؛ فهو مؤول، إِما بتقدير مضاف، وهو (مثل)، وإما بتأويل العلم باسم الجنس.
وقد أورده صاحب الكشاف عند قوله تعالى: {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} أنه على