الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و (عليك يسير): خبر المبتدأ.
ومن اسم الفاعل: قولُهُ:
وَمَا كلُّ مَنْ يُبْدِي الْبَشَاشَةَ كائِنًا
…
أَخَاكَ إِذَا لَمْ تُلْفِهِ لَكَ مُنْجِدَا
(1)
• ومنها: ما يتصرف تصرفًا ناقصًا فَلَا يستعمل منه أمر ولَا مصدر، وهي:(زال)، و (برح)، و (فتئ)، و (انفك)، فإعمال اسم الفاعل فِي قولِهِ:
قَضَى اللَّهُ يا أَسماءُ أَن لَسْتُ زائِلا
…
أُحِبُّكِ حتى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ
(2)
(1)
التخريج: البيت من الطويل، وهو من شواهد: التصريح: 1/ 187، وابن عقيل 63/ 1/ 269، والأشموني: 182/ 1/ 112 وهمع الهوامع: 1/ 114، والدرر اللوامع: 1/ 84، والعيني: 2/ 17.
المفردات الغريبة: يبدي: يظهر. البشاشة: طلاقة الوجه. تلفه: تجده. منجدًا: مساعدًا.
المعنى: ليس كل من يظهر لك البشر وطلاقة الوجه أخًا مخلصًا لك، ما لم تجده معينًا في الشدائد، مساعدًا في الملمات.
الإعراب: ما: نافية حجازية، تعمل عمل ليس. كل: اسم ما مرفوع. من: اسم موصول في محل جر بالإضافة. يبدي: فعل مضارع، والفاعل: هو. البشاشة: مفعول به، وجملة (يبدي البشاشة): صلة للموصول، لا محل لها. كائنًا: خبر ما منصوب، وكائنًا: اسم فاعل من كان الناقصة، واسمه: ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى مَن. أخاك: خبر كائنًا منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الستة، والكاف في محل جر بالإضافة. إذا: ظرف متضمن معنى الشرط. تلفه: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والهاء مفعول أول. منجدا: مفعول ثانٍ منصوب.
الشاهد: قوله: (كائنا أخاك)؛ حيث أعمل اسم الفاعل من كان عمل كان.
(2)
التخريج: وهو من شواهد: التصريح: 1/ 187، والأشموني: 183/ 1/ 112، وهمع الهوامع: 1/ 114، والدرر اللوامع: 1/ 84، ومجالس ثعلب: 265، وزهر الآدب للحصري: 98، والعيني: 2/ 18.
المفردات الغريبة: قضى اللَّه: حكم وقدر. أسماء: اسم محبوبته. يغمض العين: يطبق جفونها، وهو كناية عن الموت.
المعنى: قدر اللَّه يا أسماء أن أتعلق بك وأحبك، على الرغم من صدودك وهجرك لي، حتى أفارق هذه الحياة.
الإعراب: قضى اللَّه: فعل وفاعل. يا أسماء: حرف نداء، ومنادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب. أن: مخففة من الثقيلة، واسمها: ضمير الشأن المحذوف. لست: فعل ماضٍ ناقص، والتاء:=
فاسمها: ضمير فيها، وجملة (أحبك): خبر.
ومن إعمال المضارع قولُهُ:
مَنْ لَا يَزالُ شَاكِرًا عَلَى المَعَهْ
…
فَهُوَ حَرٍ بِعيشَةٍ ذَاتِ سَعَهْ
(1)
وسبق إعمال المضارع من (برح)، و (انفك).
• ومنها: ما لا يتصرف بوجه، وهو (ليس)، و (دام).
وبعضهم أثبت مضارعًا لدام ولهذا قال أبو حيان: ما ذكر من عدم تصرفها لم يذكره البصريون.
وقول الشّيخ: (مثلَه) مسموع بالنّصب.
ونص بعضهم: علَى أَن الفعل المقرون بـ (قد) لا يعمل فيما قبله، وسيأتي فِي الفاعل.
واللَّه الموفق
ص:
148 -
وَفِي جَمِيعِهَا تَوَسُّطَ الْخَبر
…
أَجِزْ وِكُلٌّ سَبْقَهُ دَامَ حَظَرْ
(2)
=اسمه. زائلا: خبره منصوب، وزائلا: اسم فاعل من زال الناقصة، واسمه: ضمير مستتر فيه وجوبًا. أحبك: فعل مضارع، والفاعل: أنا، والكاف: مفعول به. وجملة (أحبك): في محل نصب خبر زائلًا، وجملة (ليس واسمها وخبرها): في محل رفع خبر أن المخففة من الثقيلة. حتى: حرف غاية وجر. يغمض: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى. الجفن: مفعول به منصوب مقدم على الفاعل. مغمض: فاعل مرفوع مؤخر، والمصدر المؤول من أن وما بعدها: في محل جر بحتى، والجار والمجرور متعلق بأحبك.
الشاهد: قوله: (زائلًا)؛ حيث أعمل اسم الفاعل عمل الفعل، فرفع به ونصب.
(1)
تقدم إعرابه وشرحه، والشاهد فيه هنا: إعمال الفعل (يزال) في المضارع عمله في الماضي.
(2)
وفي جميعها: الجار والمجرور متعلق بتوسط، وجميع مضاف، وها مضاف إليه. توسطَ: مفعول به لأجز مقدم عليه، وتوسط مضاف. والخبر: مضاف إليه. أجز: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. كلٌّ: مبتدأ. سَبْقَه: سبق: مفعول به مقدم على عامله وهو حظر، وسبق مضاف، وضمير الغائب العائد إلى الخبر: مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله. دام: قصد لفظه مفعول به لسبق. حظر: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى كل، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ وهو كل.
ش:
يجوز أَن يتوسط الخبر فِي هذا الباب بَنَ الفعل والاسم ما لم يكن مانع كما سيأتي.
فمن توسط الخبر: قوله تعالَى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين} ، {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} ، (ثم لم تكن فتنتَهم إِلَّا أَن قالوا) فِي قراءة نصب (فتنتهم) علَى الخبر، و (أن) ومدخولها: الاسم كالذي قبله.
وتقرأ: (ثم لم تكن) بالتّاء المثناة فوق، وفيه تأنيث (أَن قالوا) ولَا يضر، لأنه فِي معنَى المقالة أَو الفتنة.
وعن عبد الله بن درستويه تلميذ أبي العباس المبرد: منع توسط خبر (ليس)، وهو محجوج بقراءة حمزة وحفص:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} بنصب (البر) علَى أنه خبر.
وكَقَولِ الشَّاعرِ:
سَلِي إِنْ جَهِلتِ النَّاسَ عَنَّا وَعنَهُمُ
…
فَلَيسَ سَوَاءً عَالِمٌ وَجَهُولُ
(1)
(1)
التخريج: البيت -من قصيدة للسموأل بن عادياء الغساني، المضروب به المثل في الوفاء ومطلع قصيدته التي منها بيت الشاهد قوله:
إذا المَرْءُ لَمْ يُدنسْ مِنَ اللُّؤْمِ عِرْضَهُ
…
فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ
وَإِنْ هُوَ لَمْ يَحْمِلْ عَلَى النَّفْسِ ضَيْمَهَا
…
فَلَيْسَ إِلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ
اللغة: يدنس: الدنس بفتح الدال المهملة والنون هو الوسخ والقذر، والأصل فيه: أن يكونَ في الأمور الحسية، والمراد هاهنا الدنس المعنوي. اللؤم: اسم جامع للخصال الدنيئة ومقابح الصفات. رداء: هو في هذا الموضع مستعار للخصلة من الخصال؛ أي: إذا نظف عرض المرء فلم يتصف بصفة من الصفات الدنيئة .. فإن له بعد ذلك أن يتصف بما يشاء، يريد أن له أن يختار من المكارم وخصال البر الخصلة التي يرغبها. الضيم: الظلم.
المعنى: يقول لمن يخاطبها: سلي الناس عنا وعمن تقارنينهم بنا إن لم تكوني عالمة بحالنا، مدركة للفرق العظيم الذي بيننا وبينهم؛ لكي يتضح لك الحال، فإن العالم، بحقيقة الأمر ليس كمن جهلها.
الإعراب: سلي: فعل أمر، وياء المخاطبة فاعله. إن: شرطية. جهلت: فعل ماض فعل الشرط، وتاء المخاطبة فاعل، وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله. عنا: جار ومجرور متعلق بقوله=
بنصب (سوَاء).
والصّحيح: جواز توسط خبر (دام)؛ كقولهِ:
لَا طِيبَ لِلْعَيشِ مَا دَامَتْ مُنَغَصَةً
…
لَذَّاتُهُ بِادِّكَارِ المَوتِ وَالهَرَمِ
(1)
بنصب (منغصةً) علَى الخبر.
ومنع ذلك يحيىَ بن معطي، قال فِي "ألفيته":
وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَدَّمَ الخَبَرْ
…
عَلَى اسْمِ (مَا دَامَ) وَجَازَ فِي الأُخَرْ
وقد اعتُذر عنهُ: بأن (ما) مصدرية، ودام وما فِي خبرها صلة، وكأنه رحمه الله يرَى التّرتيب فِي أجزاء الصّلة.
وقيل: نقله عبد الله بن الخشاب عن قوم.
=سلي. وعنهم: جار ومجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور قبله. فليس: الفاء حرف دال على التعليل، وليس: فعل ماض ناقص. سواء: خبر ليس مقدم. عالم: اسم ليس مؤخر. وجهول: معطوف على عالم.
الشاهد: قوله: (فليس سواء عالم)؛ حيث قدم خبر ليس وهو سواء على اسمها وهو عالم وذلك جائز سائغ في الشعر وغيره.
(1)
التخريج: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص 55، وابن هشام 1/ 171، والسندوبي، والأصطهناوي، والأشموني 1/ 112، والسيوطي ص 131، وابن عقيل 1/ 156.
الشرح: لا طيب: الطيب بكسر الطاء وسكون الياء اسم لما تستطيبه النفس. منغصة: اسم مفعول من التنغيص، وهو التكدير: ويقال: نغص فلان عيش فلان إذا كدره. لذاته: جمع لذة وهو ما يتلذذ به الإنسان. ادكار: بتشديد الدال مكسورة، وأصله: اذتكار، فقلبت التاء دالًا، ثم قلبت الذال المعجمة دالًا، ثم أدغمت الدال في الدال، ومنه قوله تعالى:{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} .
المعنى: لا يرتاح الإنسان إلى الحياة ولا يستطيب فيها العيش ما دام يتذكر أيام الهرم التي تجيئه بأسقامها وأوجاعها، ولا ينسى أنه مقبل على الموت لا محالة.
الإعراب: لا طيب: لا نافية للجنس واسمها. للعيش: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا. ما: مصدرية ظرفية. دامت: فعل ماض ناقص والتاء للتأنيث. منغصة: خبر دام مقدم. لذاته: اسم دام مؤخر، والهاء مضاف إليه. بادكار: جار ومجرور متعلق بقوله منغصة. الموت: مضاف إليه. والهرم: معطوف عليه.
الشاهد: قوله: (ما دامت منغصة لذاته)؛ حيث قدم خبر ما دامت على اسمه وهو جائز وواقع.