الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نقلا ولا تخلصًا من ساكنين .. فهو لفظي.
[المعرب من الأسماء]:
فالمعرب: ما ليس يشبه الحرف شبهًا تامًا.
والمَبْني بخلافه.
فخرج بـ (شبهًا تامًا) نحو (أي)، فإنها تكون: موصولة، وشرطية، واستفهامية، وهي فيها مشابهة للحرف، فكان من حقها البناء، ولكن أعربت للزومها الإضافة التي هي من خصائص الأسماء فعورض شبه الحرف.
واللام في (لِشَبَهٍ) تعليل لقوله: (وَمَبْنِيِ)؛ أي: ومنه مبني لأجل الشبه المقرب من الحرف، وهي طريقة المصنف رحمه الله.
وأما ابن الحاجب .. فيبني الاسم إذا شابه مبني الأصل، حرفًا كان أو فعلا.
تنبيه:
ذكر ابن يعيش في "شرح المفصل": أن نحو (يا زيد) واسطةٌ، لا معربٌ ولا مبنيٌّ.
والحسن بن الدهان في "الغرة"
(1)
: الكلام على ضربين، معرب ومبني، وعند الرماني وغيره قسم ثالث: لا معرب ولا مبني، كـ (سَحَرَ) المعدول، وسيأتي إن شاء اللَّه تعالى فيما لا منصرف.
وأبو البقاء في "شرح اللباب": ليس في الكلام كلمة لا معربة ولا مبنية عند المحققين .. وهذا هو الصحيح.
وسبق أن الأصل في الأسماء: الإعراب، وهو الصحيح.
والكوفيين: الإعراب أصل في الأسماء والأفعال.
وقيل: أصل في الفعل، فرع في الاسم. حكاه في "البسيط"
(2)
.
(1)
"الغرة" شرح لمع ابن جني.
(2)
مؤلفه ضياء الدين بن العلج، ونقل هذا القول عنه ابن عقيل في شرحه على الألفية (1/ 37).
واختلف في الأسماء قبل التركيب:
فالزمخشري: معربة.
وابن الحاجب: مبنية.
وأبو حيان: واسطة، لا معربة ولا مبنية.
قال السيوطي: وهو اختياري.
ويحكم على المحل في المَبْنيات، فالكلمة كلها في موضع رفع، من نحو:(قام هؤلاء).
وهل وضع الواضع المفردات فقط وترك الجمل إلى اختيار المتكلم، فالدلالة عقلية؟
أو وضع المفردات والجمل، فالدلالة وضعية؟
أبو حيان في "شرح التسهيل" على الثاني.
واللَّه الموفق
ص:
16 -
كالشَّبَهِ الوَضعِيِّ في اسْمَي (جِئتَنَا)
…
وَالمَعنَوِيِّ في (مَتَى) وَفِي (هُنَا)
(1)
17 -
وَكَنِيَابَةٍ عَنِ الفِعلِ بِلَا
…
تَأَثُّرِ وَكَافِتقَارٍ أُصِّلَا
(2)
(1)
كالشبه: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كالشبه.
الوضعي: نعت للشبه. في اسمَي: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة للوضعي، واسمَي مضاف. وجئتنا: قصد لفظه: مضاف إليه. والمعنوي: معطوف على الوضعي. في متى، وفي هنا: جاران ومجروران متعلقان بمحذوف نعت للمعنوي، وتقدير البيت: والشبه المدني من الحروف: مثل الشبه الوضعي الكائن في الاسمين الموجودين في قولك: (جئتنا)، وهما تاء المخاطب و (نا)، ومثل الشبه المعنوي الكائن في متى الاستفهامية والشرطية، وفي هنا الإشارية.
(2)
وكنيابة: الواو عاطفة، والجار والمجرور معطوف على كالشبه. عن الفعل: جار ومجرور متعلق بنيابة. بلا تأثر: الباء حرف جر، ولا: اسم بمعنى غير مجرور بالباء، وظهر إعرابه على ما بعده بطريق العارية، والجار والمجرور متعلق بمحذوف نعت لنيابة، ولا مضاف، وتأثر:
ش:
[أوجه شبه الاسم بالحرف]:
أخذ يبين أوجه شبه الاسم بالحرف، فمن الأسماء ما أشبه الحرف لكونه:
* على حرف أو حرفين وضعًا كـ (التاء، ونا) في (جِئْتَنَا)، فالتاء: فاعل ضمير في محلّ رفع، أشبهت باء الجر، و (نا)، مفعول ضمير في محلّ نصب أشبهت (قد) للشبه الوضعي.
فخرج بالوضع: نحو (أب، ودم) فإنه ثلاثي وضعًا، والأصل:(أبو ودمو) أو (دمي)؛ كما سيأتي في التصريف، فهو معرب.
* ومنها ما أشبهه شبهًا معنويًا؛ كـ (متى) ففي الاستفهام: أشبهت الهمزة، وفي الشرط: أشبهت (إنْ).
وأما اسم الإشارة (هكذا وهُنا) .. فمبني، لأنه أشبه حرفًا كان من حقه الوضع، إذ الإشارة معنى من المعاني، فمن حقها: أن يو ضع لها حرف كما وضعت (الهمزة) للاستفهام، و (إنْ) للشرط، و (هاء) للتنبيه، و (هلا) للتحضيض، فلم تضعه العرب.
وقيل: إن (أل) التي للعهد لما كان يشار بها إلى معهود ذهنًا .. صدق أنها حرف وضع للإشارة.
وغاية ما في الباب: أنها إشارة ذهنية، وتلك إشارة خارجية، فلا فرق؛ ذكره السيوطي رحمه الله.
وقيل: بنيت أسماء الإشارة؛ لشبه الحرف في الافتقار؛ إذ هي مفتقرة إلى مشار
مضاف إليه، مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة العارية التي يقتضيها ما قبله. وكافتقار: الواو حرف عطف والجار والمجرور معطوف على كنيابة. أصلا: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على افتقار، والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محلّ جر نعت لافتقار، وتقدير البيت: ومثل النيابة عن الفعل في العمل مع أنه لا يتأثر بالعامل، ومثل الافتقار المتأصل، والافتقار المتأصل: هو الافتقار اللازم له الذي لا يفرقه في حالة من حالاته.
إليه كافتقار الحرف إلى غيره.
وإنما أعرب منها (هذان، وهاتان) لما عرض لهما من التثنية المبعدة لهما من شبه الحرف.
وعن الفارسي وجماعة: أن نحو (هذان): مبني في الرفع، و (هذين): مبني في غيره.
* ومنها ما أشبه الحرف في كونه يعمل ولا يعمل فيه؛ كأسماء الأفعال النائبة عنها؛ نحو: (دراكِ، وكَتاب) بالبناء على الكسر؛ أي: أدرك واكتب، فناب كلاهما عن الفعل ولم يتأثَر بعامل؛ إذ لا يعمل فيه شيء كما ذكر.
فخرج: ما ناب عن الفعل وتأثر بعامل محذوف، نحو:(ضربًا زيدًا)، فـ (ضربًا) مصدر ناب مناب (اضرب)، وأثر فيه عامل محذوف وجوبًا، تقديره:(اضرب).
* ومنها ما أشبه الحرف في الافتقار الأصلي إلى جملة؛ كـ (الذي والتي)، إذ هو مفتقر إلى الصلة، كما أن الحرف مفتقر إلى غيره.
هذا مذهب المصنف رحمه الله.
وقيل: بنيت الموصولات لأن بعضها وضعُه وضع الحروف، ثم حُمِل الباقي عليه.
وقيل: بني الموصول لأنه كبعض الكلمة، فحكمه حكم (جع) من (جعفر).
فخرج بالافتقار الأصلي: نحو: قوله تعالى: {يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} لأن (يوم) وان افتقر إلى الجملة التي بعدها هو مستغن عنها في بعض التراكيب، فهو معرب كما سيأتي في الإضافة.
وبالافتقار إلى جملة: يخرج ما افتقر إلى مفرد، فهو معرب أيضًا؛ نحو:(سبحان اللَّه)، {في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} ، نصب الأول على المصدرية، والثاني على الظرفية.
وإنما أعربت (أي) في أخص أحوالها وهي من الموصلات؛ للزومها الإضافة كما سبق.
و (لا) في قوله: (بِلا تَأْثُّرٍ)، اسم بمعنى (غير) جعل إعرابها فيما بعدها؛ إذ لا
يظهر فيها إعراب ولا يقدر.
واللَّه الموفق
ص:
18 -
وَمُعْرَبُ الأَسْمَاءِ مَا قَد سَلِمَا
…
مِنْ شَبَهِ الْحَرْفِ كَأَرْضٍ وَسُمَا
(1)
ش:
[الأسماء المُعْرَبة]:
المُعْرَب: ما سلم من شبهه الحرف؛ كـ (أرض، وزيد، وأحمد)، وهو ما يظهر فيه الإعراب.
و (سُما، وفتى، وحبلى)، وهو: ما يقدر فيه.
و (سُما) لغة في (الاسم)، وفيه عشر لغات، نظمتها في قولي:
ثَلِّثْ لِبَدْءٍ في سُمَا كذا اسْمُ
…
وَسُمُ عَاشِرُ اللُّغَاتِ سُمَاة
ومن الضم في (سُما) قولُهُ:
(1)
ومعرب: مبتدأ، ومعرب مضاف. والأسماء؛ مضاف إليه. ما: اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ. قد سلماة قد: حرف تحقيق ع وسلم: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ما، والجملة لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول، والألف في سلما للإطلاق. من شبه: جار ومجرور متعلق بقوله سلم، وشبه مضاف. والحرف مضاف إليه. كأرض: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كأرض. وسما: الواو حرف عطف، سعا: معطوف على أرض، مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، وهو -بضم السين مقصورا- إحدى اللغات في اسم كما سيذكره الشارح، ونظيره في الوزن هدى وعلا وتقى وضحى. وههنا سؤال، وهو -أن الناظم في ترجمة هذا الباب بدأ بالمعرب وثنى بالمَبْني فقال المُعْرَب والمَبْني وحين أراد التقسيم بدأ بالمعرب أيضًا فقال والاسم منه معرب ومبني ولكنه حين بدأ في التفصيل وتعريف كل واحد منهما بدأ بالمَبْني وأخر المُعْرَب، فما وجهه؟ والجواب عن ذلك: أنه بدأ في الترجمة والتقسيم بالمعرب لكونه أشرف من المَبْني بسبب كونه هو الأصل في الأسماء.
وبدأ في التعريف بالمَبْني؛ لكونه منحصرًا، والمعرب غير منحصر، ألا ترى أن خلاصة الكلام في أسباب البناء قد أنتجت أن المَبْني من الأسماء ستة أبواب ليس غير؟!
وَاللَّهُ أَسْمَاكَ سُمًا مُبَارَكًا
…
.............................
(1)
ومن الكسر في (سِمٌ) قولُهُ:
بِاسْمِ الَّذِي في كُلِّ سُورَةٍ سِمُهْ ..........................
(2)
واللَّه الموفق
* * *
(1)
التخريج: هذا بيت من مشطور الرجز، لابن خالد القناني الأسدي، نسبة إلى قنان جبل لبني أسد وبعده: آثرك اللَّه به إيثاركا
وهو من شواهد: التصريح: 1/ 54 والإنصاف لابن الأنباري: 1/ وشرح العيني: 1/ 45.
المفردات الغريبة: أسماك: ألهم أهلك أن يسموك. سُمًا: اسمًا. آثرك: ميزك واختصك. إيثاركا: مصدر آثر.
المعنى: ألهم اللَّه تعالى أهلك أن يسموك اسمًا مباركًا ميمونًا؛ لأن اللَّه تعالى اختصك بهذا الاسم وميزك به عن الناس، كما تؤثر أنت بخيرك ومعروفك. ولعل المراد: أن الاسم دالٌّ على المسمى. فكان الاسم خيرًا طيبًا؛ لأن صاحبه متَّصف بالبذل والمعروف والكرم.
الإعراب: والله: مبتدأ. أسماك: فعل ماضٍ، والفاعل: هو، والكاف: مفعول به أول، والجملة في محلّ رفع خبر المبتدأ. سمًا: مفعول ثانٍ لأسماك، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
مباركًا: صفة. آثرك: فعل ماض، والكاف مفعول به. الله: لفظ الجلالة: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. به: متعلق بـ آثرك. إيثارك: مفعول آثرك، وهو مصدر مضاف إلى مفعوله، أي إيثارك إياه، ويمكن أن يكون مضافًا إلى فاعله، والمفعول محذوف، والتقدير: إيثارك الناس بالخير.
الشاهد: قوله: (سما)؛ حيث جاء سما على هذا اللفظ، وهو لغة في الاسم.
(2)
صدر بيت وعجزه: قَدْ وَرَدَتْ عَلَى طَرِيقٍ تَعْلَمُهْ
التخريج: الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص 8، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 25 وشرح شواهد الشافية ص 176، ولسان العرب 14/ 401، 402 (سما)، والمقتضب 1/ 229، والمنصف 1/ 60، ونوادر أبي زيد ص 166.
المعنى: يقسم باللَّه الذي ذكر اسمه في كلّ سور القرآن الكريم، وهذه السور تدلّنا على طريق واضح نعلمه حقًّا.
ص:
19 -
وَفِعلُ أمرٍ ومُضيٍّ بُنِيَا
…
وأَعرَبُوا مُضَارِعًا إن عَرِيَا
(1)
20 -
مِن نُونِ تَوكِيدٍ مُبَاشرٍ، وَمِنْ:
…
نُونِ إنَاثٍ كَيَرُعنَ مَن فُتِنْ
(2)
ش:
= الإعراب: باسم: جار ومجرور متعلّقان بفعل القسم المحذوف. الذي: اسم موصول في محلّ جر بالإضافة. في كلّ: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدّم محذوف. سورة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. سِمه: مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة، والهاء: ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة.
وجملة القسم المحذوفة: (أقسم): ابتدائية لا محلّ لها. وجملة (في كل سورة سِمُه): صلة الموصول لا محلّ لها.
الشاهد: قوله: (سِمُه) بحذف اللام من غير تعويض.
(1)
وفعل: مبتدأ، وفعل مضاف. وأمر: مضاف إليه. ومضي: يقرأ بالجر على أنه معطوف على أمر، ويقرأ بالرفع على أنه معطوف على فعل. بنيا: فعل ماض مبني للمجهول، والألف التي فيه للتثنية، وهي نائب فاعل، وذلك إذا عطفت (مضي) على فعل؛ فإن عطفته على أمر فالألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على فعل. أعربوا: فعل وفاعل. مضارعًا: مفعول به. إن: حرف شرط. عريا: فعل ماض مبني على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، وألفه للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه، وجواب الشرط محذوف يدل عليه السابق من الكلام، أي: إن عري الفعل المضارع من النون .. أعرب، و (عري) من باب (رضي) بمعنى خلا، ويأتي من باب قعد بمعنى آخر، تقول: عراه يعروه عروًّا -مثل سما يسمو سموّا- إذا نزل به، ومنه قول أبي صخر الهذلي:
وَإِني لتَعْرُونِي لِذِكْرَاكِ هَزةٌ
…
كَمَا انْتَفَضَ العُصْفُورُ بَلَّلَهُ القَطْر
(2)
من نون: جار ومجرور متعلق بعري، ونون مضاف. وتوكيد: مضاف إليه. مباشر: صفة لنون. ومن نون: جار ومجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور السابق، ونون مضاف. وإناث: مضاف إليه. كيرعن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، وتقديره: وذلك كائن كيرعن. من اسم موصول مفعول به ليرعن، باعتباره فعلًا قبل أن يقصد لفظه مع سائر التركيب، مبني على السكون في محلّ نصب، فأما بعد أن قصد لفظ الجملة فكل كلمة منها كحرف من حروف زيد مثلًا. فتن: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى مَن، والجملة لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول.
[المُعْرَب والمَبْني من الأفعال]:
لمَّا بيَّن المُعْرَب والمَبْني من الأسماء .. أخذ يبين المُعْرَب والمَبْني من الأفعال.
[بناء الماضي]:
والماضي مبني على:
* الفتح للخفة، أو لأن عينه قد تُضَمُّ؛ كـ (شَزف و ظَرُف)، فلو ضم أو كسر ..
لثقل النقل من ضمة إلى ضمة، ومن كسرة إلى كسرة، أو من ضمة إلى كسرة، وعكسه.
* والصحيح: أنه مبني على الفتح تقديرًا في نحو: (ضربتُ وضربوا)، وإنما سكن كراهة اجتماع أربع متحركات؛ كما في (ضربَتُ) ثم طرد الباب في نحو:(دحرجت)؛ طردًا للحكم.
* وقيل: مبني على السكون في (ضربْتُ).
* وعلى الضم في (ضربُوا).
قال ابن إياز: وبني على السكون في قولِ الشَّاعرِ:
إِنَّمَا شِعْرِيَ شَهْدٌ
…
قَدْ خُلِطْ بالجَلْجُنَ
(1)
وهي: حبة القلب.
والوجه: أنه سكن تخفيفًا؛ كقولِ الآخرِ: [ .... ]
(2)
.
(1)
التخريج: البيت من مجزوء الرمَل، وهو لوضاح اليمن في الأغاني (12/ 276)، ولسان العرب جلجل.
اللغة والمعاني: الشهد: العسل في شمعه. الجلجلان: هو حبة القلب كما ذكر المصنف.
الإعراب: إنما: أداة حصر. شعري: مبتدأ مرفوع. شهذ: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. قد: حرف تحقيق. خُلِط: فعل ماض مبني للمجهول، مبني على السكون تخفيفًا، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. بالجلجلان: جار ومجرور متعلقان بالفعل خلط.
وجملة (إنما شعري): استئنافية لا محلّ لها. وجملة (خلط): في محلّ رفع صفة شهد.
الشاهد: قوله: (خلطْ)، حيث بنى الفعل الماضي على السكون تخفيفًا.
(2)
يوجد كلام غير واضح في المخطوط هنا.
وكقول الآخر:
...................................
…
وَمَنْ يُشَابِهْ أَبَهُ فَمَا ظَلَمْ
(1)
وكما في قراءة الحسَن: (وذروا ما بَقِيْ من الربا)، وقراءة الأعمش:(فَنَسِيْ) بسكون الياء فيهما.
[بناء الأمر]:
ومذهب البصريين: البناء في الأمر العاري من اللام؛ لأن المصاحب لها أمر للغائب غالبًا؛ نحو: اليضرب)، وهو معرب مجزوم بلام الأمر، وليس هو أمرًا بالوضع، بل هو مضارع عرض له الأمر بدخول اللام الجازمة، فقلبت معناه من الخبر إلى الطلب.
(1)
عجز بيت من الرجز، وصدره: بِأبِهِ اقْتَدَى عَدِيّ في الكَرَمِ
التخريج: الرجز لرؤبة بن العجاج في ملحق ديوانه ص 18 والدرر 1/ 106؛ وشرح التصريح 1/ 6؛ والمقاصد النحوية 1/ 129؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 57؛ وشرح ابن عقيل ص 3 وهمع الهوامع 1/ 39.
شرح المفردات: عدي: هو ابن حاتم الطائي. اقتدى: اتخذه قدوة. ما ظلم: أي لم يظلم أمه؛ لأنه جاء على مثال أبيه.
المعنى: يقول: إن عديًّا سار على خطى أبيه في الجود والكرم، وليس هناك من هو أولى بهذا الشبه.
الإعراب: بأبه: جار ومجرور متعلقان باقتدى، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محلّ جر بالإضافة. اقتدى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة. عدي: فاعل مرفوع بالضمة. في الكرم: جار ومجرور متعلقان با قتدى. ومن: الواو حرف استئناف! ومن: اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ. يتنابه: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. أبَه: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محلّ جر بالإضافة. فما: الفاء واقعة في جواب الشرط، وما: حرف نفي. ظلم: فعل ماض مبني على الفتح، وجيء بالسكون مراعاة للروي، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو.
وجملة: (اقتدى عدي): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (ومن يشابه فما ظلم): الشرطية استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (يشابه): في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة (فما ظلم): في محلّ جزم جواب الشرط المقترن بالفاء.
الشاهد: قوله: (ظلمْ)؛ حيث جاء الفعل الماضي مبنيًا على السكون تخفيفًا.
والكوفيون: أن فعل الأمر معرب؛ لأنه مقتطع من المضارع، وهو عندهم مجزوم باللام المحذوفة.
والمعتمد: ما سبق.
* فيبنى الأمر الصحيح الآخر: على السكون؛ نحو: (كلْ، واشربْ).
* والمعتل الآخر: على الحذف؛ نحو: (اغزُ، واخشَ، وارمِ).
وتثبت الياء في الضرورة كقولِهِ:
ثُمَّ نَادِي إِذَا دَخَلْتَ دِمَشْقَا
…
يَا يَزِيدُ بْنَ خَالِدِ بْنِ يَزيدَا
(1)
* ويبنى على حذف النون في نحو: (اضربا واضربوا)، لأنه مقتطع من المضارع كما سبق، وهو معرب لمشابهته الاسم كما سيأتي، فلما اقتطع الأمر من المضارع المشبه الاسم وانفصل منه .. بعُدَ عن شبه الاسم، ورجع إلى البناء الذي هو الأصل في الأفعال، على الصحيح.
* وهو في نحوْ (اضربْنَ، واغزِيْنَ، واخشَيْنَ، وارمِيْنَ يا هندات) مبني على السكون.
وسيأتي الكلام على نحو: (تعالَين) في أسماء الأفعال.
(1)
التخريج: البيت من البحر الخفيف، ولم أجده فيما بين يدي من مراجع.
اعراب؛ ثم: حرف عطف. نادي: فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة الثابت هنا للضرورة. إذا: ظرفية شرطية. دخلت: فعل وفاعل. دمشقا: مفعول به، والألف للإطلاق. يا: أداة نداء.
يزيد؛ مفيدى مفرد علم مبني على الضم في محلّ نصب. بنَ: صفة منصوبة. خالد: مضاف إليه مجرور. بن: صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة. يزيدا: مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، والألف للإطلاق.
وجملة (نادي): معطوفة على ما قبلها. وجملة (دخلت): فعل الشرط غير الجازم لا محلّ لها. وجملة (يا يزيد .. ): مفعول به لنادي.
الشاهد: قوله: (نادي)؛ حيث إنّ فعل الأمر المعتل الآخر حقه أن يكون مبنيًا على حذف آخره، وثبت هنا للضرورة.