الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِذ لا تزاد إِلَّا فِي حشو الكلام كما قال المصنف.
ولَا تزاد أول الكلام؛ لأنَّ التقدم يدل علَى العناية، والزّيادة تدل علَى العناية، والزّيادة تدل علَى عدمها .. فتنافيا، قاله القواس رحمه الله.
وزيدت بَينَ الجار والمجرور فِي قولِهِ:
جِيَادُ بَنِي بَكرٍ تَسَامَى
…
عَلَى كَان المُسَوَّمَةِ العِرَاب
(1)
أي: الخيل العربية، و (تسامى): أصله (تتسامَى) بتاءين، فحذفتَ الثّانية عند البصريين، أَو الأولَى عند هشام الكوفي.
وليس للزائدة اسم ولَا خبر
.
والحسن أبو سعيد السّيرافي تلميذ ابن السّراج: أَنَّ فيها ضميرًا عائدًا علَى مصدرها، قال: لئلا يخلو الفعل من الفاعل.
قال البعلي تلميذ المصنف: ولَا حاجة إِلَى ذلك؛ لأنّها قَدْ زيدت بَينَ (على) ومجرورها -يعني فِي هذا الشّاهد- فيصير فيه الفصل بَينَ الجار والمجرور بجملة، ولَا نظير لهُ.
(1)
التخريج: البيت بلا نسبة في الأزهية ص 187، وأسرار العربية ص 136، والأشباه والنظائر 3/ 303، وتخليص الشواهد ص 252، وخزانة الأدب 9/ 207 - 210، 10/ 187، والدرر 2/ 79، ورصف المباني ص 140، 141، 217، 255، وشرح التصريح 1/ 192، وشرح ابن عقيل ص 147، وشرح المفصل 7/ 98، ولسان العرب 13/ 370 كون، واللمع في العربية ص 122، والمقاصد النحوية 2/ 41، وهمع الهوامع 1/ 120.
شرح المفردات: تسامى: أي تتسامى، ترتفع. المسومة من الخيل: التي جعلت لها علامة تعرف بها. العراب: الكريمة، السالمة من الهجنة.
المعنى: يقول: إن جياد بني بكر تسمو على سائر الخيول، التي تبعد كل البعد عن الهجنة.
الإعراب: جياد: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. بني: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. أبي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. بكر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. تسامى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. على: حرف جر. كان: زائدة. المسومة: اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بتسامى. العراب: نعت المسومة مجرور بالكسرة.
وجملة (سراة بني أبي بكر تسامى): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تسامى): في محل رفع خبر المبتدأ.
الثا هد: قوله: (على كان المسومة)؛ حيث زاد كان بين الجار والمجرور.
وشذ زيادتها بلفظ المضارع، فِي قول أمِّ عقيلٍ:
أَنتَ تَكُونُ مَاجِدٌ نَبيلُ
…
إِذَا تَهُبُّ شَمْألٌ بَلِيلُ
(1)
أي: مبلول.
وأَجازَ الفراء مثل ذلك ولو مع التّعجب نحو: (مَا يكون أحسن زيدًا).
ومنه قولُهُ:
صَدَّقْتَ قَائلَ: مَا يَكونُ أحقَّ ذا
…
طِفْلًا ببَذِّ أُولي السِّيَادَةِ يَافِعًا
(2)
أصله: (ما أحق ذا).
وأَجازَ زيادتها آخرًا؛ كـ (زيد قائم كَانَ).
(1)
التخريج: الرجز لأم عقيل في تخليص الشواهد ص 252، وخزانة الأدب 9/ 225، 226، والدرر 2/ 78، وشرح التصريح 1/ 191، وشرح ابن عقيل ص 147، والمقاصد النحوية 2/ 39، وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 120.
شرح المفردات: ماجد: كريم. نبيل: شريف. هبت: هاجت. الشمال: الرياح الشمالية. البليل: الرطبة.
الإعراب: أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. تكون: زائدة. ماجد: خبر المبتدأ مرفوع. نبيل: نعت ماجد مرفوع. إذا: ظرف مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. تهب: فعل مضارع مرفوع. شمأل: فاعل مرفوع بالضمة. بليل: نعت شمأل مرفوع.
وجيلة (أنت تكون ماجد نبيل): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تهب): في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: (أنت تكون ماجد)، حيث فصل بين المبتدأ والخبر شذوذًا بـ (تكون) الزائدة، إذ القياس أن يكون ماضيًا دون المضارع، لأن الماضي مبني أشبه بالحروف، والحروف تكون زائدة.
(2)
التخريج: البيت من بحر الكامل مجهول القائل، وهو في شرح التسهيل (1/ 362)، وفي التذييل والتكميل (4/ 217) وليس في معجم الشواهد.
الإعراب: صدقت: فعل ماض وفاعله. قائل: مفعول به. ما: نكرة تعجبية في محل رفع مبتدأ. يكون: زائدة. أحق: فعل ماض جامد للتعجب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره: هو. ذا: مفعول به. طفلا: حال منصوبة. ببذِّ: جار ومجرور متعلقان بأحق. أولي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. السيادة: مضاف إليه ثان مجرور بالكسرة الظاهرة. يافعًا: حال منصوبة.
وجعلة (صدقت): ابتدائية لا محل لها. وجملة (ما يكون أحق ذا): مقول القول في محل نصب.
الشاهد: قوله: (ما يكون أحق ذا)؛ حيث جاء يكون زائدًا بين ما التعجبية وفعل التعجب.