المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقد يحذف "أل" من (لَذين)، وسمع أبو عمرٍو أعرابيًا يقرأ: - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ١

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌اسِتهْلَال

- ‌بَيْنَ يَدَيّ الكِتَاب

- ‌الألْفِيَّة في النَّحو

- ‌وعلى هذا الشرح:

- ‌ومن شروح الألفية:

- ‌وفي إعراب الألفية:

- ‌وفي شرح (شواهد شروح الألفية) كتابان: كبير، وصغير

- ‌وممن نثر الألفية:

- ‌وله عدة حواشَ على الألفية، منها:

- ‌ومن الحواشي على (التوضيح):

- ‌تَرْجَمَة الشَّارِح مُحَمَّد الفَارِضِي رحمه الله

- ‌وَصف النُّسخ الخَطِّيَّة

- ‌عَيِّنَةٌ مِن صُوَرِ المَخْطُوطَاتِ المُعْتَمدَةِ فِي التَّحْقِيقِ

- ‌خِطَّةُ العَمَلِ وَمَنْهَجُ التَّحْقِيق

- ‌وأهم مصادر المؤلف:

- ‌وختامًا:

- ‌شُكْرٌ وَتَقْدِيرٌ

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌[أقسام الكلمة]:

- ‌[الاسم وعلاماته]:

- ‌[الفعل وعلاماته]:

- ‌المُعْرَب والمَبْني

- ‌تنبيه:

- ‌[إعراب المضارع وبناؤه]:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌[أنواع الإعراب أربعة]:

- ‌الأَسْمَاءُ السِّتَّة

- ‌تنبيه:

- ‌شُروطُ إعراب الأسماء الستة بالحروف

- ‌المُثَنَّى وإعْرَابُه

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمِ وَإعْرَابُهُ

- ‌[كيفية جمع المنقوص جمعَ مذكر سالم]:

- ‌[كيفية جمع المقصور جمعَ مذكر سالم]:

- ‌تنبيه:

- ‌المُلْحَق بِجَمْعِ المُذَكَّر السَّالِم

- ‌جَمْعُ الألِف وَالتَّاء وَإعْرَابه

- ‌[الملحق بجمع الألف والتاء]:

- ‌تنبيه:

- ‌المَمْنُوع مِن الصَّرْف

- ‌الأفْعَالُ الخَمْسَة

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌الأسْمَاءُ المُعْتَلَّة

- ‌الفِعْلُ المُعْتَل بالألِف

- ‌النَّكِرَة وَالمَعْرِفَة

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌العَلَم

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌اسْمُ الإِشَارَةِ

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه:

- ‌المَوْصُول

- ‌المَوْصُولُ الحَرْفِي

- ‌المَوْصُول الاسْمِي

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌المُعَرَّفَة بِأدَاةِ التَّعْرِيف

- ‌الاِبْتِدَاء

- ‌والمبتدأ علَى ضربين:

- ‌ومنع ثعلب وقوع الجملة القسمية خبرًا

- ‌تنبيه:

- ‌[مسوغات الابتداء بالنكرة]:

- ‌الخبر مع المبتدأ باعتبار تقديمه وتأخيره علَى ثلاثة أقسام:

- ‌تنبيه:

- ‌واختلف فِي الضّمير الرّابط هنا:

- ‌تنبيه:

- ‌كانَ وَأَخَوَاتُها

- ‌وهذه الأفعال علَى ثلاثة أقسام:

- ‌[ما يستعمل استعمال "ليس" من الأفعال]

- ‌وهذه الأفعال:

- ‌ومن اسم الفاعل: قولُهُ:

- ‌[مواضع وجوب تقديم الاسم في كان وأخواتها]

- ‌[مواضع وجوب تأخير الاسم في كان وأخواتها]

- ‌وخالفهم الكوفيون

- ‌ومنع الفراء التّقديم مع أحرف النّفي مطلقًا

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لا يكون اسم كَانَ نكرة إِلَّا بمسوغ:

- ‌ولَا يكون اسمها نكرة وخبرها معرفة إِلا فِي الضّرورة

- ‌ويختص "ليس" بمجيء اسمها نكرة بِلَا شرط

- ‌وقد يقتصر عليه للعلم بالخبر

- ‌وليس للزائدة اسم ولَا خبر

- ‌يجوز أَن تحذف كَانَ مع اسمها ويبقَى الخبر دليلًا علَى ذلك

- ‌ولَا يحذف خبر كَانَ؛ لأنه عوض أَو كَالعوض

- ‌وأن المصدرية حينئذ فِي محل نصب أو جر علَى الخلاف فِي محلها بعد حذف الحرف معها

- ‌وأجازه المبرد

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في (ما) و (لا) و (لات) و (إنْ) المشبَّهات بِـ (لَيْسَ)

- ‌وتعمل بشروط خمسة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌أفْعَالُ المُقَارَبَة

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إِنَّ وأخَواتُها

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لَا الَّتي لِنَفْيِ الجِنْس

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

الفصل: وقد يحذف "أل" من (لَذين)، وسمع أبو عمرٍو أعرابيًا يقرأ:

وقد يحذف "أل" من (لَذين)، وسمع أبو عمرٍو أعرابيًا يقرأ:(صراط لذين أنعمت عليهم).

‌تنبيه:

يجوز استعمال (التي) في موضع جمعِهِ؛ كـ (قام الهنود التي في الدار)؛ لأَنَّ جمع التكسير بمنزلة المفرد.

ويقع (الَّذي) موقع (الذين) كثيرًا، وفي القرآن:{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} .

ونحوَ قولِ الشَّاعرِ:

وإِنَّ الَّذِي حَانَت بِفَلجٍ دِمَاؤُهُم

هُمُ القَومُ كُلَّ القَوْمِ يَا أُمَّ مَالِكِ

(1)

صقل، وصقل السيف: جلاه.

المعنى: يقول: إن اللَّه تعالى قد خلق هؤلاء القوم عزيزي الجانب، بعيدين عن فعل المنكرات، وهم كالسيوف التي أجاد صنعها الحداد وصقلها.

الإعراب: أبى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر. اللَّه: اسم الجلالة فاعل مرفوع. والمفعول به محذوف تقديره: أبى اللَّه لهم السوء. للشم: جار ومجرور متعلقان بأبى. الألاء: اسم موصول بمعنى الذين مبني في محل نعت للشم. كأنهم: حرف مشبه بالفعل، وهم: ضمير في محل نصب اسم كأن. سيوف: خبر كأن مرفوع. أجاد: فعل ماض. القين: فاعل مرفوع. يومًا: ظرف متعلق بأجاد. صقالها: مفعول به منصوب، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة.

وجملة (أبى اللَّه): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (كأنهم سيوف): لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة (أجاد القين صقالها): في محل رفع نعت سيوف.

الشاهد: قوله: (الألاء) ممدودا؛ وهو لغة في الألى، وكلاهما بمعنى الذي مبني على الكسر.

(1)

التخريج: قائله: الأشهب ابن زميلة، وزميلة -بالزاي- أمه، وهو شاعر إسلامي محسن متمكن. والبيت من الطويل، ذكره ابن هشام في المغني 1/ 164، وابن يعيش في شرح المفصل 3/ 155، والسيوطي في همع الهوامع 1/ 49، والشاهد رقم 426 في خزانة الأدب، وكتاب سيبويه ج 1 ص 96.

الشرح: حانت: أي هلكت. من الحين -بفتح الحاء- وهو الهلاك. بفلج -بفتح الفاء وسكون اللام- موضع بين البصرة وضربة وهو معروف. دماؤهم: نفوسهم.

ص: 234

وحانت: بالمهملة؛ أَي: هلكت وفلج: اسم موضع.

وقيل: إن الموصول في نحو هذا: أريد به الجنس، فلفظه: مفرد، ومعناه: الجمع.

وقيل: حذف الموصوف؛ أَي: الفريق الَّذي، أَو القوم الَّذي.

وقيل: إن هذا لَا يكونَ إِلَّا إِذا أريد به الجزاء والتخصيص بالحكم، فلما حانت بفلج دماؤهم .. جُوْزوا بأن قيل في حقهم:(هم القوم كل القوم) ونحو ذلك.

وفي "سر الصناعة": الأصل (الذين)، فحذفت النون، واستَشهَدَ بقولِ الشَّاعرِ:

إِلَّا الَّذِيْ قَامُوا بأَطْرَافِ المَسَدْ

...........................

(1)

يريد: (الذين).

الإعراب: وإن: الواو للعطف وإن حرف توكيد ونصب. الذي: اسم إن. حانت: فعل ماض والتاء للتأنيث. بفلج: جار ومجرور متعلق بالفعل. دماؤهم: فاعل ومضاف إليه، والجملة لا محل لها صلة الموصول. هم: مبتدأ. القوم: خبره. كل: تأكيد لأجل المدح والثناء. القوم: مضاف إليه، والجملة في محل رفع خبر إن. يا أم: يا حرف نداء وأم منادى منصوب. مالك: مضاف إليه. الشاهد: (الذي)؛ حيث جاء الذي موضع الذين، وذلك جائز.

(1)

يا ربّ عبس لا تبارك في أحد

في قائم منهم ولا في من قعد

إلّا الّذي قاموا بأطراف المسد

التخريج: الأبيات من بحر الرجز المشطور وردت في لسان العرب أول باب الذال (3/ 1474) ولم تنسب لقائل، وهي في التذييل والتكميل (3/ 30)، ولم ترد في معجم الشواهد.

اللغة: عبس: قبيلة في العرب مشهورة منها عنترة العبسي. المسد: الحبل المحكم الفتل.

المعنى: يدعو الشاعر على قبيلة عبس بأن يهلكهم اللَّه جميعًا إلا قومًا فعلوا خيرًا.

الإعراب: إلا: أداة استثناء. الذي: اسم موصول مبني مستثنى بإلا. قاموا: فعل ماض، والواو فاعل. بأطراف: جار ومجرور متعلقان بالفعل قاموا. المسد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وجملة: (قاموا): صلة الموصول لا محل لها.

الشاهد: قوله: (إلّا الّذي قاموا)؛ حيث إن أصل (الذي): (الذين)، فحذفت نونه ضرورة أو لتقصير الصلة.

ص: 235

وقولِ الآخرِ:

أُولئِكَ أَشيَاخِي الَّذيْ تَعرِفُونَهُم

لُيُوثٌ سَعَوا يَومَ النَّبِيِّ بِفَيلَقِ

(1)

يريد (الَّذين تعرفونهم).

وقال العيني: إنها لغة هذيل.

وبعضهم يجعله ضرورة؛ لأَنَّ بعض الكلمة يحذف في الشعر:

مَيسُورةٌ قَضَاؤُهَا مِنهُ وَمِنْ

..................

(2)

أَي: ومنِّي.

وقولِ الآخرِ:

(1)

التخريج: البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في الدرر 1/ 56؛ وسرّ صناعة الإعراب 2/ 538؛ وهمع الهوامع 1/ 83.

اللغة والمعنى: ليوث: أسود. يوم النبي: أراد به يوم فتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر. بفيلق: الفيلق: هو الكتيبة الضخمة.

الإعراب: أولئك: اسم إشارة مبتدأ. أشياخي: خبر المبتدأ. الذي: اسم موصول صفة أشياخي. تعرفونهم: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو: فاعل، وهم ضمير مفعول به. ليوث: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم. سعوا: فعل وفاعل. يوم: مفعول فيه ظرف زمان في محل نصب. النبي: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. بفيلق: جار ومجرور متعلقان بالفعل سعى.

وجملة (أولئك أشياخي): ابتدائية لا محل لها. وجملة (تعرفونهم): صلة الموصول لا محل لها. وجملة (سعوا): صفة ليوث في محل رفع.

الشاهد: قوله: (الذي تعرفونهم)؛ حيث إن أصل (الذي): (الذين)، فحذفت نونه ضرورة أو لتقصير الصلة.

(2)

التخريج: البيت من بحر الرجز لرؤبة بن العجاج، وهو في ديوانه المسمى بمجموع أشعار العرب (186) تحقيق: وليم بن الورد، وقبله:

قَالتْ سُلَيْمَى لَيْتَ لِي بَعْلًا يَمُنْ

يَغْسِلُ جِلْدِي ويُنَسِّينِي الحَزَنْ

وَحَاجَةً مَا إِنْ لَهَا عِنْدِي ثَمَنْ

مَيسُورَةً قضاؤها مِنَّهْ وَمِنْ

الإعراب: ميسورة: صفة حاجة في البيت قبله منصوبة. قضاؤها: مبتدأ مرفوع، وها ضمير مضاف إليه. منه: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف. ومِن: الواو حرف عطف، ومِن: حرف جر، ومجروره ضمير محذوف للضرورة.

الشاهد: قوله: (ومِن)؛ حيث حذف جزء الكلمة للضرورة.

ص: 236

نَادَوْهُمُ أَنْ أَلجِمُوا أَلَا تَا

؟؟ قَالُوا جَميعًا كُلُّهُم: أَلَافَا

(1)

يريد: ألا تركبون، ألا فاركبوا.

واللَّه الموفق

ص:

93 -

وَ (مَنْ) وَ (مَا) وَ (أَلْ) تُسَاوي مَا ذُكِرْ

وَهكَذَا (ذُو) عِنْدَ طَيِّئٍ شُهِرْ

(2)

94 -

وَكَـ (الَّتِي) أَيْضًا لَدَيْهِمْ (ذَاتُ)

وَمَوْضِعَ (اللَّاتِي) أَتَي (ذَوَاتُ)

(3)

(1)

التخريج: البيت من السريع، وهو من شواهد شرح شافية ابن الحاجب (4/ 264)، ولم يعزه إلى قائل.

اللغة: ألجموا: ضعوا اللجام للخيول كي ننطلق، والمعنى: أنهم قالوا لهم: ألجموا الخيول كي تركبوا وننطلق، فقالوا لهم: نحن مستعدون فاركبوا.

الإعراب: نادوهم: فعل ماض وفاعله ضمير مستتر، وهم مفعول به. أن: حرف مصدري ونصب. ألجموا: فعل أمر، والواو فاعل. ألا: حرف تحضيض لا محل له من الإعراب. تا: حرف أريد به ما دل عليه، وهو الفعل المضارع. قالوا: فعل ماض والواو فاعل. جميعًا: حال منصوبة، ومعناها التوكيد. كلهم: توكيد للفاعل مرفوع. ألا: حرف تحضيض. فا: حرف أريد به ما دل عليه، وهو فعل الأمر.

وجملة (نادوهم): ابتدائية لا محل لها. وجملة (ألا تركبون): في محل نصب مفعول ثان لنادوهم. وجملة (قالوا): استئنافية لا محل لها. وجملة (ألا فاركبوا): مقول القول.

الشاهد: قوله: (تا) وقوله (فا)؛ حيث حذف جزء الكلمة للضرورة.

(2)

ومَن: مبتدأ. وما، وأل: معطوفان على مَن. تساوي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود إلى الألفاظ الثلاثة (مَن وما وأل)، والجملة مِن (تساوي) وفاعله: في محل رفع خبر المبتدأ. ما: اسم موصول مفعول به لقوله: تساوي، وقوله: ذكر: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على (ما) الواقع مفعولًا به، والجملة لا محل لها صلة الموصول. وهكذا: ها: حرف تنبيه، كذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال صاحبه الضمير في قوله: شُهِر الآتي. ذو: مبتدأ. عند: ظرف متعلق بقوله: شُهِر الآتي، وعند مضاف. وطيئ: مضاف إليه. شُهِر: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على ذو، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو ذو.

(3)

كالتي: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. أيضًا: مفعول مطلق فعله محذوف. لديهم: لدى: ظرف متعلق بما تعلق به الجار والمجرور السابق، ولدى مضاف، والضمير مضاف إليه.

ص: 237

ش:

من الموصولات: أسماء تستعمل بمعنى (الَّذي، والتي) وتثنيتهما وجمعهما، فتساوي جميع ما مر، وهي:(مَن، وما، وأل).

نحو: (جاءني مَن أخذ، ومَن أخذَتْ، ومَن أخذا، ومَن أخذتا، ومَن أخذوا، ومَن أخذن).

وتقول في (ما): كذلك؛ نحو: (جاءني ما أخد، وما أخذَتْ)

إِلَى آخره.

وَكذَا: نحو: (جاءني الآخذ، والآخذة، والآخدان، والآخذتان).

والصحيح: أن (أل) هذه: اسم موصول يعود الضمير عليها؛ كـ (جاء الضاربها)، وهو لابن السراج والرماني وابن معط.

وذهب المازني والأخفش والفارسي: إِلَى أنها حرف موصول؛ لأَنَّ العامل يتخطاها في نحو: (جاء الضارب، ومررت بالضارب) فلا يعمل فيها، وإنما يعمل في مدخولها.

وقد يجاب: بأن (أل) لما لم يظهر فيها إِعراب لكونها عَلَى صورة الحرف .. جعل إِعرابها فيما بعدها.

وقيل: هي عندهم حرف تعريف.

وبعضهم: لَا يكونَ حرف تعريف إِلَّا إِذا كان مدخولها مقتضيًا للدوام والاستمرار؛ كـ (الحسن الوجه).

وقال الشلوبين ما معناه: أنها لو كانت اسمًا .. لكانت فاعلا في نحو: (جاء الضارب) ولم يتأثر مدخولها بالعامل؛ حملا عَلَى: (جاء الَّذي يضرب).

وقد يجاب أيضًا: بأن (الضارب) مفرد في اللفظ، فتأثر بالعامل، بخلاف (يضرب).

أَو لأنها صارت كبعض أح. رف الكلمة، وإذا امتزج الحرف بالكلمة حتَّى

ذات: مبتدأ مؤخر. وموضع: منصوب على الظرفية المكانية ناصبه قوله: أتى الآتي، وموضع مضاف. واللاتي: مضاف إليه. أتى ذوات: فعل ماض وفاعله.

ص: 238

صار كبعض أحرفها .. تخطاه العامل:

* كأداة التعريف في نحو: (جاء الرجل).

* وما المزيدة؛ نحو: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} .

* وهاء التنبيه؛ نحو: (مررت بهذا).

و (من، وما) اسمان في هذا الباب كما ذكر.

واختلف في (ما المصدرية):

فالأخفش وابن السراج: أنها اسم، وهي موصولة.

ويردُّه: أنه لم يَعُدْ عليها ضمير في نحو: (أعجبني ما قمت، وسرني ما ذهبت)، ولم يُسمع:(أعجبني ما قمته، وسرني ما ذهبته).

والأكثرون: أنها حرف.

* وأكثر ما تستعمل (مَن) في العاقل؛ كقوله تعالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} ؛ {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ} .

وتكون في غيره قليلا؛ كقول الشَّاعر:

أَسِربَ الَقطَاهَل مَن يُعِيرُ جَنَاحَهُ

لَعَلِّي إِلَى مَن قَد هَوِيْتُ أَطِيرُ

(1)

(1)

التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص 106، وللعباس بن الأحنف في ديوانه ص 168، وتخليص الشواهد ص 141، وللعباس أو للمجنون في الدرر 1/ 300، وشرح التصريح 1/ 133، والمقاصد النحوية 1/ 431، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص 80، 81.

شرح المفردات: السرب: الجماعة من الطير. القطا: نوع من الطيور بحجم الحمام يعيش في الصحراء. هويت: أحببت.

المعنى: يا سرب الحمام هل يعيرني أحد منكَ جناحه حتى أطير به إلى من أحببت؟!

الإعراب: أسرب: الهمزة حرف نداء، سرب: منادى مضاف منصوب، وهو مضاف. القطا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. هل: حرف استفهام. مَن: اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ. يعبر: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: هو. جناحه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. لعلي: حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير متصل في محل نصب اسم لعل. إلى من: جار ومجرور متعلقان بأطير. قد: حرف تحقيق. هويت: فعل ماض، والتاء: فاعل. أطير: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير

ص: 239

فلما خاطبه .. نزّله منزلة من يعقل.

وأجازه قطرب بلا شرط.

واستحسنوها في غير العاقل إِن كان تفصيلا من جملة، ومنه:{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} .

* والكثير في (ما) أن تكون:

لغير العاقل، وفي القرآن:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} .

أَو للمبهم أمرُهُ؛ نحو: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} .

وقد يجيء في العاقل، وفي القرآن:{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} .

وإذا اختلط العاقل مع غيره .. فلك الخيار؛ نحو: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}

وفي "الإتقان": إنه لما كانت (ما) أكثر وقوعًا في الكلام، وما لَا يعقل أكثر ممن يعقل .. فأعطوا ما كثر للكثير، وما قل للقليل؛ للمشاكلة.

* و (أل) للعاقل وغيره.

وإذا روعي معنَى (مَن) .. أعيد الضمير فيها مطابقًا؛ كَقولِهِ تعالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} ، {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ} .

ونحو قولِ الشَّاعرِ:

...................

نَكُنْ مِثْلَ مَن يَا ذِئبُ يَصطَحِبَانِ

(1)

ولو راعَى اللفظ .. لقال: (يصطحب).

مستتر وجوبًا تقديره: أنا.

وجملة (أسرب القطا): في محل نصب مفعول به. وجملة: (يعير جناحه): في محل رفع خبر للمبتدأ. وجملة: (هويت): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: (أطير): في محل رفع خبر لعل.

الشاهد: قوله: (مَن يعير جناحه)؛ حيث استخدم (مَن) لغير العاقل، وذلك قليل.

(1)

سيأتي تخريجه وإعرابه مفصلًا، والشاهد فيه هنا: قوله: (من يصطحبان)؛ حيث راعى معنى من فأعاد الضمير مطابقًا.

ص: 240

وإذا روعي اللفظ .. أعيد الضمير مفردًا؛ كقولك في المثنَّى أَو الجمع: (أعط من قام).

فإن روعي المعنَى .. قيل: (من قاما ومن قاموا).

وأشار بقوله: (وَهكَذَا ذُو عِنْدَ طَيِّئٍ شُهِرْ) إِلَى أن (ذو) من الموصولات أيضًا عند طيء، للعاقل وغيره.

وأكثر ما يستعملونها: مبنية لازمة الواو في الأحوال الثلاث، بلفظ واحد في الإفراد والتثنية والجمع؛ كـ (جاءني ذو ضرب، وذو ضربَتْ، وذو ضربا، وذو ضربتا، وذو ضربوا، وذو ضربنَ).

وهي بمعنى:

* (الَّذي) في قولِهِ:

وَمِن حَسَدٍ يَجُورُ عَلَيَّ قَومِي

وَأَيُّ الدَّهْرِ ذُو لَم يَحْسُدُونِي

(1)

* وبمعنَى (التي) في قولِهِ:

(1)

التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديوانه ص 276؛ وتخليص الشواهد ص 164؛ وشرح التصريح 1/ 147؛ والمقاصد النحوية 1/ 451.

شرح المفردات: يجور: يظلم. ذو: الذي.

المعنى: يقول: إن قومه يظلمونه بسبب الحسد الذي ألهب صدورهم منذ زمن بعيد.

الإعراب: ومن حسد: الواو بحسب ما قبلها، من حسد: جار ومجرور متعلقان بيجور. يجور: فعل مضارع مرفوع. علي: جار ومجرور متعلقان بيجور. قومي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. وأي: الواو استئنافية، وأي: اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف. الدهر: مضاف إليه مجرور. ذو: اسم موصول بمعنى الذي مبني في محل رفع خبر المبتدأ أي. لم: حرف جزم. يحسدوني: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو: فاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به.

وجملة: (يجور): بحسب ما قبلها. وجملة: (أي الدهر): استئنافية لا محل لها من الإعراب، وجملة:(لم يحسدوني): صلة الموصولة لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (ذو لم يحسدوني)؛ حيث استعمل (ذو) بمعنى الذي، وهي لغة طيء.

ص: 241

فَإِنَّ المَاءَ مَاءُ أَبِيْ وَجَدِّيْ

وَبِئْريْ ذُوْ حَفَرْتُ وَذُوْ طَوَيْتُ

(1)

وحكَى ابن جني في "المحتسب"، وابن درستويه في "الإرشاد": أن بعضهم يعربها إِعراب (ذو بمعنَى صاحب) قالَ الشَّاعرُ:

فَإِمَّا كِرَامٌ مُوسِرُون رَأَيتُهُمْ

فَحَسْبِيَ مَن ذِيْ عِندَهُمْ مَا كَفَانِيَا

(2)

(1)

التخريج: البيت لسنان بن الفحل في الإنصاف ص 384؛ وخزانة الأدب 6/ 34، 35؛ والدرر 1/ 267؛ وشرح التصريح 1/ 137؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 591؛ والمقاصد النحوية 1/ 436؛ وبلا نسبة في الأزهية ص 295؛ وأوضح المسالك 1/ 154؛ وتخليص الشواهد ص 143؛ وشرح قطر الندى ص 102؛ وشرح المفصل 3/ 147، 8/ 45؛ ولسان العرب 15/ 460 ذوا؛ وهمع الهوامع 1/ 84.

اللغة وشرح المفردات: ذو حفرت: أي التي حفرتها. ذو طويت. أي التي طويتها، أي بنيتها بالحجارة.

المعنى: يقول: إن هذا الماء كان يرِدُه أبي وجدي، وهذه البئر أنا الذي حفرتها وبنيتها بالحجارة، إذن لا يحق لكم ورودها.

الإعراب: فإن: الفاء بحسب ما قبلها، إن حرف مشبه بالفعل. الماء: اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة، ماء: خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. أبي: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل الياء لانشغال المحل بالحركة المناسبة. وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجدي: الواو حرف عطف، جدي: معطوف على أبي ويعرب إعرابه. وبئري: الواو: حرف عطف، بئري: مبتدأ مرفوع وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ذو: اسم موصول خبر المبتدأ مبني في محل رفع. حفرت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. وذو طويت: معطوف على ذو حفرت، وتعرب إعرابها.

وجملة (إن الماء): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: (بئري ذو حفرت): معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة (حفرت): لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة (ذو طويت): معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله: (ذو حفرت وذو طويت)؛ حيث استعمل (ذو) اسما موصولا بمعنى التي، وأجراه على غير العاقل، لأن المقصود بها البئر وهي مؤنثة.

(2)

التخريج: البيت لمنظور بن سحيم في الدرر 1/ 268، وشرح التصريح 1/ 63، 137، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 1158، وشرح شواهد المغني 2/ 830، وشرح المفصل

ص: 242

ومن البناء: قول بعضهم: (لَا وذو في السماءِ عرشُهُ)؛ أَي: (لَا والذي في السماء عرشه).

وروي: (لَا وذي في السماء عرشه) عَلَى الإعراب.

= 3/ 148، والمقرب 1/ 59، والمقاصد النحوية 1/ 127، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 54، 144، وشرح ابن عقيل ص 30، 82، وشرح عمدة الحافظ ص 122، وهمع الهوامع 1/ 84.

شرح المفردات: الموسرون: الأغنياء. حسبي: كفاني. ذو: أي الذي.

المعنى: يقول: إن الناس إما أن يكونوا أغنياء وعندهم ما يقدمونه للضيفان، وحسبي ما لقيته عندهم من كرم الضيافة وحسن استقبال، وإما غير ذلك وهو ما عناه بقوله في الأبيات:

وَلَسْت بِهَاجٍ فِي القُرُى أَهْلَ مَنْزِلِ

عَلَى زَادِهِم أَبْكي وأُبكي البَوَاكِيَا

فَإِمَّا كِرَامٌ مُوسرُون أَتَيْتُهُم

فَحَسْبي مِنْ ذِي عِنْدَهُم مَا كَفَانِيَا

وَإِمَّا كِرَامٌ مُعْسرُونَ عَذَرْتُهُم

وَإِمَّا لِئَامٌ فَادَّخَرْتُ حَيَائِيَا

الإعراب: فإما: الفاء بحسب ما قبلها، وإما: حرف شرط وتفصيل. كرام: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره: إما قابلني. موسرون: نعت كرام مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. لقيتهم: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، وهم: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. فحسبي: الفاء: رابطة لجواب الشرط، حسبي: خبر مقدم، أو مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. من ذي: جار ومجرور متعلقان بحسبي. عندهم: ظرف مكان منصوب متعلق بفعل محذوف تقديره: استقر صلة الموصول، أو بخبر محذوف لمبتدأ محذوف، وهو مضاف، وهم: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ما: اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ، أو خبر المبتدأ حسب. كفانيا: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والألف للإطلاق.

وجملة (إما كرام): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لقيتهم): مفسرة لا محل لها من الإعراب. وجملة (فحسبي): الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. والجملة المحذوفة المؤلفة من المبتدأ والخبر، أو من الفعل استقر: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة (كفانيا): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (من ذي)؛ حيث جاءت (ذو) اسما موصولا بمعنى الذي، على لغة أهل طيئ.

ص: 243

وحكي أنها تثنَّى وتجمع: كـ (جاءني ذوا قاما)؛ أَي: اللذان قاما، و (ذوو قاموا)؛ أَي: اللذين قاموا.

وأشار بقوله: (وَكَالَّتِي أيضًا لَدَيْهِمْ ذَاتُ)

إِلَى آخره: إلى أن مِن طَيّءٍ من يقول:

في المفرد المؤنث: (ذات).

وفي الجمع المؤنث: (ذوات).

ومنه: (والكرامة ذات فضلكم اللَّه بَهْ) بفتح الموحدة وسكون الهاء، فـ (ذات) موصولة بمعنَى (التي).

والأصل: (التي فضلكم اللَّه بها) فحذف الألف وحركت الباء بحركة الهاء وهي الفتحة.

قال في "الكافية" وهي من لغة طيء أيضًا.

ومن ورود (ذوات) بمعنَى (اللاتي) قولُهُ:

جَمَعتُها مِنْ أَيْنُقٍ مُوَارِقِ

ذَوَاتَ يَنهَضْنَ بِغَيرِ ساَئِقِ

(1)

وتستعمل (ذاتُ، وذواتُ) بالبناء عَلَى الضم وهو المشهور.

(1)

التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص 180؛ والدرر 1/ 267؛ وبلا نسبة في الأزهية ص 295؛ وتخليص الشواهد ص 144؛ وهمع الهوامع 1/ 83.

شرح المفردات: الأينق: ج الناقة، وهي أنثى الجمل. الموارق: ج المارقة، وهي السريعة في السير. ذوات: اللواتي. ينهضن: يقمن.

الإعراب: جمعتها: فعل ماض، والتاء فاعل، والها ضمير في محل نصب مفعول به. من أينق: جار ومجرور متعلقان بجمعتها. موارق: نعت أينق مجرور. ذوات: بدل من أينق مبني على الضم، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هن اللواتي. ينهضن: فعل مضارع مبني على السكون، والنون في محل رفع فاعل. بغير: جار ومجرور متعلقان بينهضن، وهو مضاف. سائق: مضاف إليه. وجملة: (جمعتها): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ينهضن): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، وعلى تقدير ذوات خبرًا تكون (هن ذوات): استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله (ذوات)؛ حيث جاء بمعنى اللواتي وبناه على الضم، وصلته جملة ينهضن. وقيل: ذوات هنا بمعنى: صاحبات.

ص: 244

وحكي إِعرابهما إِعراب (ذات، وذوات) بمعنَى صاحبة وصاحبات، فيرفعان بالضمة، ويجران بالكسرة، وتنصب ذات بالفتحة، وذوات بالكسرة؛ كمسلمات.

وتقول في التي بمعنَى صاحبة: (هند ذاتُ مال، والهندان ذواتا مال)، عَلَى اللفظ.

والأول هو الأصل، قال تعالَى:{ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} .

واللَّه الموفق

ص:

9 -

وَمِثلُ (مَا): (ذَا) بَعْدَ مَا اسْتِفْهَامِ

أَوْ (مَنْ) إذَا لَمْ تُلْغَ فِي الْكَلَامِ

(1)

ش:

لفظة (ذا) تكون مثل (ما الموصولة) إِن وقعت بعد (ما، أَو مَن الاستفهاميتين) ولم يقصد إِلغاؤها.

فإن قصد إِلغاؤها .. كانت (ماذا) كلها كلمة استفهام.

وبالجملة: أن (ماذا) عَلَى خمسة أوجه:

الأول: أن تكون كلمة استفهام برمَّتها عَلَى التركيب.

الثاني: أن تكون كلها اسم جنس بمعنَى شيء؛ كَقولِه:

(1)

ومثل: خبر مقدم، ومثل مضاف. وما: مضاف إليه. ذا: مبتدأ مؤخر. بعد: ظرف متعلق بمحذوف حال من ذا، وبعد مضاف. وما: قصد لفظه: مضاف إليه، وما مضاف. واستفهام: مضاف إليه. أو: حرف عطف. مَن: معطوف على ما. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تُلغَ: فعل مضارع مبني للمجهول، مجزوم بحذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي يعود إلى ذا، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها، وهي فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف يدل عليه الكلام، وتقديره:(ذا مثل ما حال كونها بعد ما أو مَن الاستفهاميتين، إذا لم تلغ في الكلام فهي كذلك)، وقوله: في الكلام: جار ومجرور متعلق بقوله: تلغ.

ص: 245

دَعِي مَاذَا عَلِمتُ سَأَتَّقِيهِ

................

(1)

أَي: دعي شيئًا علمتُه.

الثالث: أن تكون كلها موصولة، وتجوز أن تكون هي في الشاهد، أَي: دعي الَّذي علمت.

الرابع: أن تكون (ما) استفهامًا و (ذا) اسم إِشارة؛ نحو: (ما ذا التواني؟).

فـ (ما) مبتدأ، و (ذا) اسم إِشارة خبره، و (التواني) صفة لاسم الإشارة.

الخامس: وهو المراد هنا: أن (ذا) تكون مثل (ما الموصولة) فى كونها تستعمل في موضع (الَّذي والتي) وفروعهما؛ بشرط: أن تسبق بـ (ما) أو بـ (مَن) كما سبق؛ كقولِ الشَّاعرِ:

أَلَا تَسْأَلُونَ المَرْءَ مَاذَا يُحُاوِلِ

................

(2)

(1)

صدر بيت وعجزه: ولكن بالمغيّب نبئيني

التخريج: قائله: سحيم بن وثيل الرياحي، وهو من قصيدة طويلة، وقال سيبويه: وقال الشاعر سمعنا من العرب الموثوق بهم. من الوافر، ذكره ابن هشام في مغني اللبيب 2/ 5، والسيوطي في همع الهوامع 1/ 84، والخزانة رقم 444، وسيبويه ج 1 ص 405.

الشرح: دعي: اتركي. نبئيني: من النبأ وهو الخبر.

المعنى: دعي الذي علمتُه فإني سأتقيه لعلمي منه مثل الذي علمتِ، ولكن نبئيني بما غاب عني وعنك مما يأتي به الدهر؛ أي: لا تعذليني فيما أبادرُ به الزمانَ من إتلاف مالي في وجوه الفتوة، ولا تخوفيني الفقر.

الإعراب: دعي: فعل وفاعل. ماذا علمت: مفعول دعي، وماذا: كله اسم جنس بمعنى شيء. أو موصول بمعنى الذي، على خلاف فيه. سأتقيه: فعل وفاعل ومفعول. ولكن: للاستدراك. بالمغيب: جار ومجرور متعلق بنبئيني. نبئيني: فعل وفاعل، والنون للوقاية، والياء مفعول به. الشاهد: قوله: (ماذا)؛ حيث جاءت هنا اسم جنس بمعنى شيء.

(2)

التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص 254، والأزهية ص 206، والجنى الداني ص 239، وخزانة الأدب 2/ 252، 253، 6/ 145 - 147، وديوان المعاني 1/ 119، وشرح أبيات سيبويه 2/ 40، وشرح التصريح 1/ 139، وشرح شواهد المغني 1/ 150، 2/ 711، والكتاب 2/ 417، ولسان العرب 1/ 751 نحب، 11/ 187 حول، 15/ 459 ذو، والمعاني الكبير ص 1201، ومغني اللبيب ص 300، وبلا نسبة في رصف المباني ص 188، وشرح المفصل 3/ 149، 150، 4/ 23، وكتاب اللامات ص 64، ومجالس ثعلب ص 530.

ص: 246

أَي: الَّذي يحاول.

وقولِ الآخرِ:

أَلَا إِنَّ قَلبِي لِدَاءِ الظَّاعِنِينَا

حَزِينٌ فَمَن ذَا يُعَزِّي الحَزِينَا

(1)

شرح المفردات: يحاول: يطلب بالحيلة. النحب: النذر.

المعنى: يقول: اسألا المرء عما يسعى إليه في هذه الحياة، أهو نذر يقضيه أم ضلال باطل؟

الإعراب: ألا: حرف استفتاح. تسألان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف فاعل. المرء: مفعول به. ماذا: ما اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ، أو خبر مقدم للمبتدأ، وذا اسم موصول مبني في محل رفع خبر للمبتدأ، أو مبتدأ مؤخر. يحاول: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. أنحب: الهمزة للاستفهام، ونحب: بدل من ما مرفوع. فيقضى: الفاء حرف عطف، يقضى: فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله هو. أم: حرف عطف. ضلال: معطوف على نحب مرفوع. وباطل: الواو حرف عطف، وباطل: معطوف على ضلال مرفوع.

وجملة: (ألا تسألان): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: (يحاول): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة (فيقضى) في محل رفع صفة لنحب.

الشاهد: قوله: (ماذا يحاول)؛ حيث استعمل ذا موصولة بمعنى الذي، وأخبر بها عن ما الاستفهامية، وأتى لها بصلة هي جملة يحاول.

(1)

التخريج: البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي في ديوانه ص 63، في مدح عبد العزيز بن مروان، وهي في شرح أشعار الهذليين، وخزانة الأدب 2/ 436، وشرح التسهيل 1/ 199، ولأمية بن أبي الصلت في المقاصد النحوية 1/ 441، وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 161، وهو من شواهد: التصريح: 1/ 139.

اللغة: الظاعنين: جمع ظاعن وهو الراحل المفارق.

الإعراب: ألا: أداة استفتاح. إن: حرف توكيد ناسخ ينصب المبتدأ ويرفع الخبر. قلبي: اسم إن منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم وياء المتكلم مضاف إليه. لدى: ظرف مكان منصوب بفتحة مقدرة على الألف، شبه جملة خبر أول للحرف إن. الظاعنين: مضاف إليه مجرور بالياء. حزين: خبر ثانٍ مرفوع بالضمة، من: اسم استفهام مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. ذا: اسم موصول بمعنى الذي خبر المبتدأ مبني على السكون في محل رفع. يعزي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء الثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. الحزينا: مفعول به منصوب بالفتحة، والألف القافية.

وجملة (يعزي الحزينا): صلة الموصول.

الشاهد: قوله: (من ذا يعزي الحزينا)؛ فإن (ذا) بمعنى الذي فهي اسم موصول.

ص: 247

أي: (من ذا الَّذي يعزي الحزينا؟).

ولا تكون (ذا) موصولهَ إِلَّا إِذا لم يقصد إِلغاوها:

كانت (ماذا) برمتها: اسم استفهام، أَو نكرة، أَو موصولة عَلَى التركيب كما سبق.

أَو تكون (ما) استفهامًا وحدها، و (ذا) زائدة حكاه فى "الإتقان".

ويعرف كونها موصولة أَو ملغاة بجواب المجيب:

فإن كانت موصولة في نحو: (ما ذا صنعت؟) .. فالجواب: (خير)؛ أَي: الَّذي صنعته خير، فالسؤال: جملة اسمية، والجواب كذلك.

وإن كانت ملغاة .. كانت (ماذا) كلها اسم استفهام، مفعولا مقدم في محل نصب، والجواب:(خيرًا) بالنصب؛ أَي: صنعت خيرًا، فالسؤال جملة فعلية، والجواب كذلك.

ولهذا رفع الجواب لما كانت موصولة في قوله تعالَى: (ويسألونك ما ذا ينفقون قل العفوُ)؛ أَي: (الَّذي تنفقون العفو) في قراءة أبى عمرو، فالجواب جملة اسمية كالسؤال.

وقرأ غيرُه بالنصب عَلَى أن (ماذا) كله اسم استفهام في محل نصب (ينفقون)؛ أَي: (أنفقوا العفو).

وعلَى الوجهين: أعرب قوله تعالَى: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا} .

فـ (ما) مبتدأ، و (ذا) موصولة وهو خبر.

أَو أن (ماذا) اسم استفهام مبتدأ، و (عليهم) خبر.

وأما قوله تعالَى: {فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} .. فيجوز في (ما) أن تكون اسم استفهام مبتدأ، و (ذا) موصول خبره، والجملة في محل نصب بـ (انظر).

وأَجازَ الكوفيون أن تكون (ذا) موصولة من غير أن يسبقها استفهام، وأنشدوا قولَهُ:

عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ عَلَيكِ إِمَارَةٌ

أَمِنتِ هَذَا تَحمِلِينَ طَلِيقُ

(1)

(1)

التخريج: البيت ليزيد بن مفرغ في ديوانه ص 170، وأدب الكاتب ص 417، والإنصاف 2/ 717، وتخليص الشواهد ص 150، وتذكرة النحاة ص 20، وجمهرة اللغة ص 645،

ص: 248

أي: والذي تحملينه طليق.

والبصريون: أنه اسم إِشارة مبتدأ، و (طليق) خبره، و (تحملين) حال؛ أَي: وهذا طليق محمولا.

وعدس: كلمة يزجر بها البغل.

وقيل: اسم للبغل هنا.

والأصل: يا عدس.

وجعل الفراء اسم الإشارة موصولا أيضًا في قوله تعالَى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} ؛ أَي: (وما التي بيمينك)، وهو من أكابر الكوفيين.

= وخزانة الأدب 6/ 41، 42، 48، والدرر 1/ 269، وشرح التصريح 1/ 139، 381، وشرح شواهد المغني 2/ 859، وشرح المفصل 4/ 79، والشعر والشعراء 1/ 371، ولسان العرب 6/ 47 حدس، 6/ 133 عدس، والمقاصد النحوية 1/ 442، 3/ 216، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص 362، 447، وأوضح المسالك 1/ 162، وخزانة الأدب 4/ 333، 6/ 388، وشرح قطر الندى ص 106، وشرح المفصل 2/ 16، 4/ 23، ولسان العرب 15/ 460 ذوا، والمحتسب 2/ 94، ومغني اللبيب 2/ 462، وهمع الهوامع 1/ 84.

اللغة والمعنى: عدس: اسم صوت لزجر البغل. عباد: هو عباد بن زياد والي سجستان لمعاوية. يقول مخاطبًا بغلته: إن عبادًا لم يعد له سلطة عليك وأنت تحملين رجلًا طليقًا بعد أن أفرج عنه.

الإعراب: عدس: اسم صوت مبني على السكون لا محل له من الإعراب، أو منادى إذا كان المقصود البغلة. ما: حرف نفي. لعباد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. عليك: جار ومجرور متعلقان بإمارة. إمارة: مبتدأ مؤخر مرفوع. نجوت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل. وهذا: الواو: حالية. هذا: الهاء: للتنبيه، وذا: اسم موصول في محل رفع مبتدأ. تحملين: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء: فاعل. طليق: خبر المبتدأ مرفوع.

وجملة (ما لعباد): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة (نجوت): لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة (هذا تحملين): في محل نصب حال. وجملة (تحملين): لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.

الشاهد: قوله: (وهذا تحملين طليق)؛ فإن الكوفيين ذهبوا إلى أن (ذا) اسم موصول وقع مبتدأ، ولم يمنعهم اتصال حرف التنبيه به من أن يلتزموا موصوليته، كما لم يمنعهم عدم تقدم ما أو من الاستفهاميتين من التزام موصوليته، وعندهم أن التقدير: والذي تحملينه طليق.

ص: 249

وقال المانعون: (ما) مبتدأ، و (تلك) خبره، و (بيمينك) حال، والعامل فيها معنَى اسم الإشارة؛ لأنه بمعنَى أسير؛ كما سيأتي في الحال.

واللَّه الموفق

ص:

96 -

وَكُلُّهَا يَلْزَمُ بَعْدَهُ صِلَة

عَلَى ضَمِيْرٍ لَائِقٍ مُشْتَمِلَة

(1)

ش:

كل موصول لَا بد له من صلةٍ بعده -لأنه اسم ناقص مفتقر لها- مشتملةٍ عَلَى ضمير لائق بالموصول؛ كـ (الذي أكرمته، واللذان أكرمتهما، والذين أكرمتهم، والتي أكرمتها، واللتان أكرمتهما، واللاتي أكرمتهن، والذين أكرمتهم).

ويراعَى لفظ (مَن، وما)، فيفرد الضمير العائد عليهما، أَو يراعَى المعنَى فيطابق كما سبق ذكره.

واللَّه الموفق

ص:

97 -

وَجُمْلَةٌ أوْ شِبْهُهَا الَّذِي وُصِلْ

بِهِ كَمَنْ عِنْدِي الَّذِي ابْنُهُ كُفِلْ

(2)

(1)

وكلها: الواو للاستئناف، كل: مبتدأ، وكل مضاف، والضمير مضاف إليه، ومرجعه الموصولات الاسمية وحدها، خلافًا لتعميم الشارح، لأنه نعتَ الصلة بكونها مشتملة على عائد، وهذا خاص بصلة الموصول الاسمي، ولأن المصنف لم يتعرض للموصول الحرفي هنا أصلًا، بل خص كلامه بالاسمي، ألا ترى أنه بدأ الباب بقوله: موصول الأسماء؟ ويلزم: فعل مضارع. بعده: بعد: ظرف متعلق بقوله: يلزم، وبعد مضاف، والضمير العائد على كل مضاف إليه. صلة: فاعل يلزم. على ضمير: جار ومجرور متعلق بقوله: (مشتملة) الآتي. لائق: نعت لضمير. مشتملة: نعت لصلة.

(2)

وجملة: خبر مقدم. أو شبهها: أو: حرف عطف، شبه: معطوف على جملة، وشبه مضاف، والضمير مضاف إليه. الذي: اسم موصول مبتدأ مؤخر. وصل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على قوله: كلها في البيت السابق. به: جار ومجرور متعلق بقوله: وصل، وتقدير الكلام على هذا الوجه: والذي وصل به كل واحد من الموصولات السابق ذكرها: جملة أو شبه جملة، وقيل: قوله: جملة: مبتدأ، وقوله: الذي:

ص: 250

ش:

صلة غير "أل": جملة، أَو شبهها.

فالجملة: تشمل: الاسمية والفعلية بشرطها كما سيأتي.

فالاسمية: كـ (جاء الَّذي أبوه صالح، والذي ابنه كفل).

والفعلية: كـ (جاء الَّذي يضرب عبده، وأكرمت الَّذي قام).

وشبه الجملة: هو الظرف، والمجرور هنا فعل وجوبًا؛ أَي: استقر، لَا نحو: مستقر وكائن؛ لأنه مفرد.

ويشترط: كون الظرف والمجرور: تامَّين، فخرج نحو:(الَّذي بك، والذي اليوم)، والظرف المقطوع عن الإضافة؛ كـ (جاء الَّذي من قبل) كما سيأتي في الإضافة.

ولا بد من كون الجملة: خبرية، مفيدة، معهودة، خالية من الطلب، والتعجب، والإنشاء، غير مفتقرة إِلَى كلام سابق.

فخرج بالمفيدة نحو: (جاء الَّذي حاجباه فوق عينيه).

ونحو: (جاء الَّذي أضربه)؛ لأنها طلبية.

ونحو: (ما أحسنه)؛ لأنها تعجبية.

ونحو: (بعتكه)؛ لأنها إِنشائية.

ونحو: (جاء الَّذي لكنه بخيل)؛ لأنها مفتقرة إِلَى كلام سابق.

فلو رددت ما افتقرت إِليه .. جاز؛ نحو: (جاء الَّذي هو شجاع، لكنه بخيل).

= خبره، ونائب فاعل (وصل) ليس ضميرًا مستترًا، بل هو الضمير المجرور بالباء في قوله:(به)، وليس هذا الإعراب بجيد. كمَن: الكاف جارة لمحذوف تقديره: كقولك، ومَن اسم موصول مبتدأ. عندي: عند: ظرف متعلق بفعل محذوف تقع جملته صلة، وعند مضاف، والضمير مضاف إليه. الذي: خبر المبتدأ. ابنه: ابن: مبتدأ، وابن مضاف، والضمير مضاف إليه. كُفِل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على ابن، والجملة من الفعل ونائب الفاعل: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله: ابنه، والجملة من المبتدأ وخبره: لا محل لها من الإعراب، صلة الذي.

ص: 251

وأَجازَ الكسائي:

* الوصل بالطلبية؛ كـ: (جاء الَّذي أضربه، والذي لَا تعطه شيئًا).

* والدعائية؛ نحو: (جاء الَّذي رحمه الله.

* والمصدرة بحرف التمني؛ نحو: (جاء الَّذي ليته عالم).

وارتضَى المازني الوصل بالدعاء.

والبصريون عَلَى خلافه.

ولم يوصل بالترجي في قولِ الشَّاعرِ:

وَإِنِّي لَرَاجٍ نَظرَةً قِبَلَ الَّتِي

لَعَلِّي وَإِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا أَزُورُهَا

(1)

(1)

التخريج: البيت لتوبة بن الحمير في شرح أبيات سيبويه 1/ 603، والكتاب 2/ 200، ونوادر أبي زيد ص 72، وبلا نسبة في المقتضب 4/ 203.

اللغة: شطت نواها: بعدت.

المعنى: يتمنى الشاعر لو يتمكن من زيارة التي يحب، ويلقى عليها نظرة.

الإعراب: وإني: الواو: بحسب ما قبلها، إني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إن. لراج: اللام مزحلقة للتوكيد، راج: خبر إن مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص. نظرة: مفعول به لاسم الفاعل منصوب بالفتحة. قِبَل: ظرف مكان متعلق براج، وهو مضاف. التي: اسم موصول في محل جر بالإضافة. لعلي: حرف مشبه بالفعل. والياء: ضمير متصل في محل نصب اسم لعل. وإنْ: الواو: حالية، إن: حرف شرط جازم. شطت: فعل ماض مبني على الفتحة، وهو فعل الشرط، والتاء: للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. نواها: اسم منصوب على نزع الخافض تقديره: شطت في نواها، أو فاعل شطت، وهو مضاف، وها: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. أزورها: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وها: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا.

وجملة (إني لراج): بحسب ما قبلها. وجملة (لعلي أزورها): في محل نصب مفعول به لفعل القول المحذوف تقديره: أقول فيها لعلي. وجملة (أقول): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة (أزورها): في محل رفع خبر لعل. وجملة (وإن شطت): اعتراضية لا محل لها من الإعراب أو حالية.

الشاهد: قوله: (التي لعلي أزورها)؛ حيث وردت جملة لعلي أزورها صلة الموصول على الظاهر، فتمسك به الكسائي، بينما اعتبرها آخرون مفعولًا به لفعل القول المحذوف كما بينا في الإعراب.

ص: 252

لأن التقدير: أقول لعلي.

ويحسن إبهام الجملة في:

مقام التهويل؛ كَقولِهِ تعالَى: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} .

أَو تعظيم الموصول؛ كَقولِهِ تعالَى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} .

ويجوز الوصل بصلتين مختلفتين في الزمان؛ نحو: (جاء الَّذي قتل زيدًا أمس، ويضرب بكرًا غدًا) ذكره بعضهم، وفيه عطف المضارع عَلَى الماضي، وليس الزمان واحدًا كما سيأتي في العطف.

وقوله: (الَّذِي وُصِلْ) مبتدأ، وقوله:(جُمْلَةٌ) خبر، والتقدير: الَّذي وصل به الموصولات: جملة أَو شبهها.

ولا ضمير في (وُصِلْ)؛ لأَنَّ المجرور بعده نائب الفاعل؛ حيث حذف المفعول به؛ أعني الموصولات.

واللَّه الموفق

ص:

98 -

وَصفَةٌ صَرِيْحَةٌ صِلَةُ (أَلْ)

وَكَوْنُهَا بِمُعْرَبِ الأَفعَالِ قَلّ

(1)

ش:

توصل (أل) بصفة صريحة، وهي: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة؛ كـ (جاء الضارب زيدًا، والمضروب عبده، والحسن وجهه).

فإن دخلت عَلَى اسم جامد كـ (الرجل) .. فحرف تعريف.

(1)

وصفة: الواو للاستئناف، صفة: خبر مقدم. صريحة: نعت لصفة. صلة: مبتدأ مؤخر، وصلة مضاف. وأل: مضاف إليه. وكونها: كون: مبتدأ، وهو من جهة الابتداء يحتاج إلى خبر، ومن جهة كونه مصدرًا لكان الناقصة يحتاج إلى اسم وخبر، فالضمير المتصل به اسمه. وبمعرب: جار ومجرور متعلق بمحذوفِ خبره من حيث النقصان، ومعرب مضاف. والأفعال: مضاف إليه. قَلّ: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى كونه الواقع مبتدأ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.

ص: 253

وَكذَا: إِن دخلت عَلَى وصف يشبه الجامد؛ كـ (الأبطح، والأجرع، والصاحب، والراكب)؛ لأَنَّ الاسمية غلبت عَلَى هذه الأشياء لكثرة الاستعمال.

وقد وصلت (أل) بالفعل المضارع شذوذًا في قولِ الشَّاعرِ:

مَا أَنتَ بِالحَكَمِ التُّرضَى حُكُومَتُهُ

................

(1)

وهو المراد بقوله: (وَكَوْنُهَا بِمُعْرَبِ الأَفْعَالِ قَلْ).

وهو ضرورة عند النحويين إِلَّا المصنف، قال في "شرح الكافية الشافية": ليس

(1)

التخريج: البيت للفرزدق في الإنصاف 2/ 521، وجواهر الأدب ص 319، وخزانة الأدب 1/ 32، والدرر 1/ 274، وشرح التصريح 1/ 38، 142، ولسان العرب 6/ 9 أمس، 12/ 565 لوم، والمقاصد النحوية 1/ 111، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 20، وتخليص الشواهد ص 154، والجنى الداني ص 202، ورصف المباني ص 75، 148، وشرح ابن عقيل ص 85، وشرح عمدة الحافظ ص 99، والمقرب 1/ 60، وهمع الهوامع 1/ 85.

اللغة والمعنى: الحكم: الذي يفصل بين المتخاصمين. الترضى: أي الذي ترضى. حكومته: أي حُكمُه. الأصيل: شريف الحسب والنسب. الجدل: مغالبة الخصم ومقارعته. يهجو الشاعرُ ذلكَ الرجلَ الذي فضل جريرًا عليه وعلى الأخطل في حضرة الخليفة عبد الملك بن مروان، وينعته بأنه ليس أهلًا لأن يحكمه الناس فيما بينهم، لأنه لا أصل له، ولا فصل، وليس له رأي راجح وحجة مقنعة.

الإعراب: ما: حرف نفي أو من أخوات ليس. أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، أو اسم ما. بالحكم: الباء حرف جر زائد. الحكم: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه خبر المبتدأ، أو اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر ما. الترضى: أل: اسم موصول بمعنى الذي في محل نعت الحكم، ترضى: فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة. حكومته: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. الأصيل: اسم معطوف على الحكم. ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. ذي: اسم معطوف على الحكم مجرور بالياء، وهو مضاف. الرأي: مضاف إليه مجرور. والجدل: الواو: حرف عطف، الجدل: معطوف على الرأي مجرور.

وجملة (ما أنت) ابتدائية لا محل لها من الإعراب. و (ترضى حكومته)، فعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.

الشاهد: قوله: (الترضى)؛ حيث أدخل الموصول الاسمي (أل) على الفعل المضارع، وهذا شاذ.

ص: 254

هذا بضرورة؛ لتمكن قائله من أن يقول: (المرضي) فيرَى أن هذا مطرد نثرًا ونظمًا؛ لأَنَّ الضرورة عنده: هي التي لَا يجد الشَّاعر عنها مندوحة، وكان يمكن الشَّاعرَ أن يقول:(المرضي) ولم يحصل خلل في الوزن ولا في المعنَى.

وشذ وصلها بالجملة الاسمية كقولِهِ:

مِنَ القَومِ الرَّسولُ اللَّهِ مِنهُمْ

لَهُ دَانَتْ رِقَابُ بَنِي مَعَدِّ

(1)

أي: الَّذي رسول اللَّه منهم.

وبالظرف في قول الآخرِ:

مَن لَا يَزَالُ شَاكرًا عَلَى المَعَهْ

فَهُوَ حَرٍ بِعِيشَةٍ ذَاتِ سَعَهْ

(2)

(1)

التخريج: البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص 201، وجواهر الأدب ص 319، والدرر 1/ 276، ورصف المباني ص 75، وشرح شواهد المغني 1/ 161، واللامات ص 54، ومغني اللبيب 1/ 49، والمقاصد النحوية 1/ 15، 477، وهمع الهوامع 1/ 85.

اللغة: دانت: خضعت، ذلت.

الإعراب: من القوم: جار ومجرور متعلقان بما سبق. الرسول: أل: بمعنى الذين اسم موصول في محل جر نعت القوم، رسول: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. اللَّه: لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور. منهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. لهم: جار ومجرور متعلقان بدانت. دانت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. رقاب: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. بني: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. معد: مضاف إليه مجرور.

وجملة: (رسول اللَّه): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: (دانت لهم رقاب): استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (الرسول اللَّه منهم)؛ حيث وصل (أل) بالجملة الاسمية، وهذا شاذ.

(2)

التخريج: الرجز بلا نسبة في الجنى الداني ص 203، وجواهر الأدب ص 321، وخزانة الأدب 1/ 32، والدرر 1/ 277، وشرح شواهد المغني 1/ 161، ومغني اللبيب 1/ 49، والمقاصد النحوية 1/ 475، وهمع الهوامع 1/ 85.

اللغة: الععه: الذي معه. السعة: رغد العيش.

المعنى: يقول: من يشكر اللَّه على ما هو فيه .. فإنه يستحق رغد العيش.

الإعراب: من: اسم موصول في محل رفع مبتدأ. لا: نافية. يزال: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير

ص: 255

أي: الَّذي معه.

وقيل: إن (أل) حرف تعريف لَا موصولة في نحو: (الحسن وجهه)؛ كما سبق.

وعلله بعضهم: بكون الصفة المشبهة ضعيفة قريبة من الأسماء.

وجزم به في "البسيط"، ورجحه في "المغني".

ومثلها: أفعل التفضيل.

وقال بعضهم: لما كانت الصفة المشبهة للدوام والاستمرار .. بَعُدَ شبهها بالفعل، فكانت (أل) فيها معرفة. انتهَى.

ولكن المشهور: كونها موصولة فيها، دون أفعل التفضيل.

واللَّه الموفق

ص:

99 -

(أَيٌّ) كَـ (مَا) وَأُعْرِبَتْ مَا لَمْ تُضَفْ

وَصَدْرُ وَصْلِهَا ضَمِيْرٌ انْحَذَفْ

(1)

مستتر تقديره: هو. شاكرًا: خبر لا يزال منصوب. على: حرف جر. المعه: أل بمعنى الذي اسم موصول في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بشاكرًا، معه: ظرف متعلق بمحذوف صلة أل، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. فهو: الفاء زائدة، هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. حَرٍ: خبر المبتدأ مرفوع. بعيشة: جار ومجرور متعلقان بحر، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. ذات: نعت عيشة مجرور، وهو مضاف. سعة: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن للوقف.

وجملة (لا يزال شاكرًا): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة (هو حر): في محل رفع خبر المبتدأ.

الشاهد: قوله: (المعه)؛ حيث وصل أل بالظرف، وهذا شاذ.

(1)

أيٌّ: مبتدأ. كما: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر. وأعربت: الواو عاطفة، أعرب: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء تاء التأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي يعود على أي. ما: مصدرية ظرفية. لم: حرف نفي وجزم. تضف: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود على أي. وصدر: الواو واو الحال، صدر: مبتدأ، وصدر مضاف، و (وصلُ) مِن وصلها: مضاف إليه، ووصل مضاف، والضمير مضاف إليه. ضمير: خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ والخبر: في محل نصب حال،

ص: 256

ش:

من الأسماء الموصولة: (أَي)، وهي مثل (ما الموصولة) في الدلالة عَلَى معنى:(الَّذي، والتي، وتثنيتهما، وجمعهما) ولا يتغير لفظها، كما أن (ما) كذلك.

وبعض العرب: يفرِّعها باعتبار التأنيث والتثنية والجمع؛ كـ (يعجبني أيتهن تقوم، وأيوهم يقومون، وأياتهما وأياتهن، ويعجبني أيةٌ قامت، واضرب أيةً قامت، واضرب أيةً خرجت، وامرر بأيةٍ قامت).

وأبو عمرو: يمنع الصرف هنا، فلا ينون.

والمشهور: إِفراد (أي) مطلقًا، ولها أربعة أحوال:

فتبنَى في حالة، وتعرب في الثلاث.

وأعربت دون الموصولات:

حملا عَلَى نظيرها، وهو جزء بعضها وهو كل.

أَو تنبيهًا عَلَى الأصل؛ كما قاله ابن الأنباري؛ ليعلم أن أصل المبنيات الإعراب.

وقيل: لما عرض لها من الإضافة .. فلم تشبه الحرف شبهًا تامًا.

فأول الصور الثلاث: أن لَا تضاف، ولا يذكر صدر صلتها؛ كـ (يعجبني أَيُّ قائم، وأيُّ قائمان، وأيُّ قائمون، وأيُّ قائمة، وأيُّ قائمتان، وأيُّ قائمات).

الثاني: أن لَا تضاف، ولكن يذكر صدر صلتها؛ كـ (رأيت أيًّا هو قائم، وأيًّا هما قائمان، وأيًّا هم قائمون، وأيًّا هي قائمة، وأيًّا هما قائمتان، وأيًّا هنَّ قائمات).

الثالث: أن تضاف، ويذكر صدر صلتها؛ كـ (مررت بأيِّهم هو قائم، وأيِّهم هما قائمان، وأيِّهم هم قائمون) فترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتجر بالكسرة.

فإن أضيفت وحذف صدر صلتها .. بنيت عَلَى الضم؛ لأنها لما زاد نقصها بحذف صدر الصلة .. رجعت إِلَى ما كانت تستحقه من البناء.

أَو: لأَنَّ المبتدأ لما حذف ولم ينطق به في هذه الحالة .. أشبهت (قبلُ، وبعدُ)

صاحبه الضمير المستتر في تضف العائد على أي. انحذف: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على (ضميرٌ)، والتقدير: أيٌّ مثل ما -في كونها موصولًا صالحًا لكل واحد من المفرد والمثنى والجمع، مذكرًا كان أو مؤنثًا- وأعربت هذه الكلمة مدة عدم إضافتها في حال كون صدر صلتها ضميرًا محذوفًا.

ص: 257

عند قطعهما عن الإضافة في الحالة فتقول: (يعجبني أيُّهم قائم، وأيُّهم قائمان، وأيُّهم قائمون، وأيُّهن قائمة، وأيُّهن قائمات، ورأيت أيَّهم قائم، ومررت بأيِّهم قائم).

قال جل ذكره: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ}

الآية.

فـ (أي): موصولة بمعنى الَّذي، وضمَّتُها ضمة بناء، و (أشد): خبر لمحذوف هو صدر صلتها، والتقدير:(أيهم هو أشد)؛ أَي: الَّذي هو أشد، و (أي) في محل نصب بـ (ننزعن).

ومنه أيضًا قولُ الشَّاعرِ:

..................

فَسَلِّمْ عَلَى أَيُّهُم أَفْضَلُ

(1)

هذا مذهب سيبويه، واستغربه إِبراهيم الزجاج، فقال: أعربها مفردة، فكيف بناها مضافة؟!!

(1)

التخريج: البيت لغسان بن وعلة في الدرر 1/ 272، وشرح التصريح 1/ 135، والمقاصد النحوية 1/ 436، وله أو لرجل من غسان في شرح شواهد المغني 1/ 236، ولغسان في الإنصاف 2/ 715، ولغسان أو لرجل من غسان في خزانة الأدب 6/ 16، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 158، وجواهر الأدب ص 210، ورصف المباني ص 197، وشرح ابن عقيل ص 87، وشرح المفصل 3/ 147، 4/ 21، 7/ 87، ولسان العرب 14/ 59 أيا، ومغني اللبيب 1/ 78، وهمع الهوامع 1/ 84.

الإعراب: إذا: اسم شرط غير جازم مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بجوابه. ما: زائدة. لقيت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل. بني: مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. مالك: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فسلم: الفاء رابطة لجواب الشرط، وسلم: فعل أمر، وفاعله مستتر وجوبًا أنت. على: حرف جر. أيهم: اسم موصول مبني على الضم في محل جر بحرف الجر، وهو مضاف، وهم: ضمير في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بسلم. أفضل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو أفضل.

وجملة (إذا لقيت فسلم) الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لقيت): في محل جر بالإضافة. وجملة: (سلم) جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: (هو أفضل) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (على أيهم)؛ حيث جاءت أيهم اسما موصولا مضافا، وصلتها محذوفة، تقديره: أيهم هو أفضل. ولهذا بنيت على الضم. ويروى: أيِّهم معربة.

ص: 258

و (مَا) في قول الشيخ: (مَا لَمْ تُضَفْ) مصدرية ظرفية: والمعنَى: وأعربت (أَيٌّ) مدة عدم إِضافتها، في حالة كون صدر وصلها محذوفًا؛ فكل مرة عدمت فيها الإضافة وحذف الضمير: أعربت.

وَكذَا: تعرب في كل مرة وجد فيها الإضافة وذكر الضمير.

وأما المرة التي يوجد فيها الإضافة وحذف الضمير .. فتبنَى فيها.

ولا يعمل في (أَي) إِلَّا لفعل المستقبل عَلَى المشهور.

وحكَى ابن السراج: أن المبرد قال: أخبرني أبو عثمان المازني: أن مروان بن أبي صفرة سأل الكسائي بحضرة يونس بن حبيب: أَيُّ شيء يشبه (أَي) من الكلام؟

فقال الكسائي: (ما) و (من).

قال: فكيف تقول: "لأضربن من في الدار"؟

قال: "لأضربن من في الدار".

قال: فكيف تقول: "لأركبن مَا تركب"؟

قال: "لأركبن مَا تركب".

قال: فكيف تقول: "ضربت من في الدار"؟

قال: "ضربت من في الدار".

قال: فكيف تقول: "ركبتُ مَا ركبتَ"؟

قال: "ركبتُ مَا ركبتَ".

قال: فكيف تقول: "لأضربن أيَّهم في الدار"؟

[قال: "لأضربن أيَّهم في الدار"].

قال: فكيف تقول: "ضربت أيهم في الدار"؟

[قال: لا يجوز].

[قال: لمَ؟].

قال لهم: "أيٌّ كذا خلقت"، فغضب يونس وقال للسائل: تؤذي جليسنا ومؤدِّب أمير المؤمنين!!

ص: 259

لكن قال المصنف في "التسهيل": ولا يلزم استقبال عامله، ولا تقديمه، خلافًا للكوفيين. انتهى

(1)

.

وعن الأخفش أيضًا: "أعجبني أيُّهم قامَ".

ويُنعت بها النكرة في الدّلالة على الكمالِ؛ كـ "مررت برجل أيِّ رجل" أي: كاملٍ في الرجولية.

وعند دلالتها عليه: تقع حالا بعد المعرفة؛ كـ "هذا عبد اللَّه أيٌّ رجلٍ"؛ كقول الشاعر:

فأومأتُ إِيماءً خفيًا لحَبترٍ

فللَّهِ عينا حبترٍ أيَّما فتى

(2)

بنصبها حالا من "حبتر".

ومنع أحمد بن يحيى ثعلب أَن تكون "أي" موصولة.

(1)

قال أبو بكر السراج في كتابه "الأصول"(2/ 326): واعلم: أنه يجوز أَن تقول: لأضربن أيهم في الدار، وسأضرب أيهم في الدار، ولا يجوز:"ضربت أيهم في الدار"، وهذه المسألة سُئِلَ عنها الكسائي في حلقة يونس فأجازها مع المستقبل، ولم يجزها مع الماضي، فطُولب بالفرق فقال:"أي كذا خلقت".

قال أبو بكر: والجواب عندي في ذلك: أَن "أيا" بعض لما تضاف إِليه مبهم مجهول، فإِذا كان الفعل ماضيًا .. فقد علم البعض الَّذِي وقع به الفعل، وزال المعني الَّذِي وضعت له "أي"، والمستقبل ليس كذلك.

(2)

التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص 3؛ وتذكرة النحاة ص 617؛ وخزانة الأدب 9/ 370، 371؛ والدرر 1/ 307؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 442؛ والكتاب 2/ 180؛ ولسان العرب 1/ 246 ثوب، 4/ 162 حبتر، 14/ 59 أيا؛ والمقاصد النحوية 3/ 423.

اللغة: أومأ: أشار. حبتر: اسم رجل.

الإِعراب: فأومأت: الفاء بحسب مَا قبلها، أومأت: فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. إِيماء: مفعول مطلق. خفيًا: نعت إِيماء منصوب. لحبترٍ: جار ومجرور متعلقان بأومأ: فلله: الفاء استئنافية، لله: جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ. عينا: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف. حبتر: مضاف إِليه مجرور. أيما: حال من حبتر، ما: الزائدة، وهو مضاف. فتى: مضاف إِليه مجرور.

وجملة: أومأت بحسب مَا قبلها. وجملة: لله عينا حبتر: استئنافية لا محل لها من الإِعراب.

الشاهد: قوله: أيما فتى حيث جاءت (أي) حالًا.

ص: 260

والصحيح: أَن لها خمسة معان: موصولة، وشرطية، واستفهامية، وصفة، وموصوفة؛ كالتي في نحو:"يا أيها الرجل".

وهي ملازمة للإِضافة، وقد تخلو منها لفظًا كما سبق.

واللَّه أعلم

ص:

100 -

وَبَعْضُهُمْ أَعْرَبَ مُطْلَقًا وَفِي

ذَا الْحَذْفِ أَيًّا غَيْرُ أَيٍّ يَقْتَفِي

(1)

101 -

إِنْ يُستَطَلْ وَصْلٌ وَإِنْ لَمْ يُسْتَطَلْ

فَالْحَذْفُ نَزْرٌ وَأَبَوْا أَن يُختَزَلْ

(2)

102 -

إِنْ صَلُحَ الْبَاقِي لِوَصْلٍ مُكْمِلِ

وَالْحَذْفُ عِنْدَهُمْ كَثِيرٌ مُنْجَلي

(3)

(1)

وبعضهم: الواو للاستئناف، بعضُ: مبتدأ، وبعض مضاف، والضمير مضاف إِليه، أعرب: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إِلى بعض، والجملة من أعرب وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ الَّذِي هو بعضهم، مطلقا: حال من مفعول به لأعرب محذوف، والتقدير: وبعضهم أعرب أيًا مطلقًا، وفي ذا: جار ومجرور متعلق بقوله: يقتفي: الآتي، الحذف: بدل من اسم الإِشارة، أَو عطف بيان عليه، أَو نعت له، أيا: مفعول به لقوله: يقتفي: الآتي، غير: مبتدأ، وغير مضاف وأي: مضاف إِليه، يقتفي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود على المبتدأ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، ومعنى الكلام: وبعض النحاة حكم بإِعراب أي الموصولة في جميع الأحوال، وغير أي يقتفي ويتبع أيًا في جواز حذف صدر الصلة، إِذا كانت الصلة طويلة.

(2)

إِن: شرطية، يستطل: فعل مضارع مبني للمجهول فعل الشرط، وصل: نائب فاعل ليستطل، وجواب الشرط محذوف يدل عليه مَا قبله، وتقديره: أَن يستطل وصل فغير أي يقتفي أيًا، وإِن: الواو عاطفة، أَن شرطية، لم: حرف نفي وجزم وقلب، يستطل: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم، وجملته فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إِلى وصل: فالحذف: الفاء واقعة في جواب الشرط، والحذف: مبتدأ، نزر: خبره، والجملة في محل جزم جواب الشرط، وأبوا: فعل وفاعل، أن: مصدرية، يختزل: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن، وسكن للوقف، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إِلى وصل: والمراد: أنهم امتنعوا عن تجويز الحذف، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لأبوا.

(3)

إِن: شرطية، صلح: فعل ماض فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم، وجواب الشرط

ص: 261

103 -

فِي عَائِدٍ مُتَّصِلٍ إِنِ انْتَصَبْ

بِفِعْلٍ أَوْ وَصْفٍ كَمَنْ نَرْجُو يَهَبْ

(1)

ش.

يقول: إِن بعض العرب أعرب "أي" في جميع الأحوال؛ نظرًا إِلى كونها مضافة.

وذكر سيبويه: أَن هارون قرأ: (ثم لننزعن من كل شيعة أيَّهم) بالنصب على الإِعراب، فأعربت مع كونها مضافة، وصدرٌ من وصلها ضمير محذوف.

كما روي:

.......................

على أيِّهم أفضل

(2)

بالجر في الشاهد المتقدم.

وارتضى إِعرابها مطلقًا: الخليلُ ويونسُ، وتأوّلا قراءة الضم.

فالخليل [جعل]"أي" استفهامية، وهي محكية بقول مقدر، والتقدير:(ثم لننزعن من كل شيعة الَّذِي يقال فيه: أيُّهم أشد؟) فـ "أيُّهم": مبتدأ، و"أشدُّ": خبره.

= محذوف يدل عليه مَا قبله، والتقدير: أَن صلح الباقي بعد الحذف للوصل فقد أبوا الحذف، الباقي: فاعل صلح، لوصل: جار ومجرور متعلق بصلح، مكمل: نعت لوصل، والحذف: مبتدأ، عندهم: عند: ظرف متعلق بالحذف أَو بكثير أَو بمنجلي، وعند مضاف، والضمير العائد إِلى العرب أَو النحاة مضاف إِليه، كثير: خبر المبتدأ، منجلي: خبر ثان، أَو نعت للخبر.

(1)

في عائد: جار ومجرور متعلق بكثير أَو بمنجلي في البيت السابق، متصل: نعت لعائد، إِن: شرطية، انتصب: فعل ماض فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم، وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يرجع إِلى عائد، بفعل: جار ومجرور متعلق بانتصب، أو وصفٍ معطوف على فعلٍ، كمن الكاف جارة، ومجرورها محذوف، ومن اسم موصول مبتدأ، نرجو: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن، ومفعوله محذوف، وهو العائد، والتقدير: كمن نرجوه، والجملة لا محل لها صلة، يهب: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود على مَن: والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.

(2)

تقدم إِعرابه وشرحه.

ص: 262

ويونس جعلها استفهامية أيضًا، وهي مبتدأ، و"أشد": خبرها، وقد علق الفعل بعدها عن العمل وإِن كان من غير أفعال القلوب؛ لأَن التعليق عنده لا يختص بها.

وقيل: "من": صلة، و"أيُّهم أشد": مستأنف.

وقيل غير ذلك.

وقوله: (وَفِي ذَا الْحَذْف "أَيًّا" غَيْرُ "أَيٍّ" يَقْتَفِي) معناه: أَن غير "أي" من الموصو لات تقتفي "أيًّا" في حذف العائد المرفوع؛ أي: تتبعها.

ويكثر الحذف إِن طالت الصلة؛ كما قال: (إِنْ يُستَطَلْ وَصْلٌ)، ومنه قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} .

وسمع من بعض العرب: "ما أَنا بالذي قائل لك سواء"؛ أي: مَا أَنا بالذي هو قائل لك سواء.

وكلما طالت الصلة .. حسُنَ الحذف مع عدم استطالة الصلة؛ كما قال: (وَإِنْ لَمْ يُسْتَطَلْ فَالْحَذْفُ نَزْرٌ)؛ أي: قليل.

وهو مذهبٌ كوفيٌّ.

وذكر المصنف وابن عصفور أَن يحيى بن يعمر قرأ: (تمامًا على الَّذِي أحسنُ) بالرفع؛ أي: هو أحسن.

وكقولِ الشَّاعرِ:

مَن يُعنَ بالحَمدِ لا ينطِقْ بماسَفَهٌ

................

(1)

(1)

صدر بيت من البسيط، عجزه: ولا يحِد عن سبيلِ المجدِ والكرمِ

التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص 160؛ والدرر 1/ 300؛ وشرح التصريح 1/ 144؛ والمقاصد النحوية 1/ 446؛ وهمع الهوامع 1/ 90.

شرح المفردات: يُعنَى: يهتم. الحمد: الثناء. السفه: الجهل. يَحِدْ: يميل.

المعنى: يقول: من يهتم بأن يكون محمود السيرة .. يبتعد عن النطق بالسفاهة، ولا يحيد عن السير في السبل المؤدية إِلى مكارم الأخلاق.

الإِعراب: من: اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. يعن: فعل مضارع للمجهول مجزوم

ص: 263

أي بالذي هو سفه.

وقول الآخر:

لا تَنوِ إِلَّا الَّذِي خيرٌ فَمَا شقيَت

إِلَّا نفوسُ الأُلى للشرِّ ناوُونَا

(1)

= لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، ونائب فاعله هو. بالحمد: جار ومجرور متعلقان بيعن. لا: حرف جزم. ينطق: فعل مضارع مجزوم، وهو جواب الشرط، وفاعله هو. بما: جار ومجرور متعلقان بينطق سفه: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو سفه. ولا: الواو: حرف عطف، ولا: حرف نفي. يحد: فعل مضارع مجزوم، وفاعله: هو. عن سبيل: جار ومجرور متعلقان بيحد، وهو مضاف. المجد: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. والكرم: الواو حرف عطف، والكرم: معطوف على المجد مجرور بالكسرة.

وجملة: من يعن ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة يعن في محل رفع خبر للمبتدأ من. وجملة لا ينطق جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أَو بإِذا لا محل لها من الإِعراب.

وجملة هو سفه صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب. وجملة لا يحد

معطوفة على جملة لا ينطق.

الشاهد: قوله: بما سفه؛ حيث حذف العائد إِلى الاسم الموصول من جملة الصلة، مع كون هذا العائد مرفوعًا على الابتداء، ولم تطل الصلة، إِذ لم تشتمل الصلة إِلَّا على المبتدأ والخبر، تقديره: بما هو سفه.

(1)

التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إِليه من مصادر.

اللغة: نوى: عزم.

المعنى: يقول: لا تنو إِلَّا فعل الخير، لأَن نفوس الذين ينوون عمل الشر تتألم وتشقى من تبكيت الضمير وتأنيب الوجدان.

الإِعراب: لا: ناهية. تنو: فعل مضارع مجزوم بحذف الياء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. إِلا: حرف استثناء. الذي: اسم موصول في محل نصب مفعول به. خير: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو. فما: الفاء حرف استئناف، أَو واقعة في جواب النهي، وما: نافية. شقيت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. إِلا: حرف حصر. نفوس: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. الألى: اسم موصول مبني في محل جر بالإِضافة. للشر: جار ومجرور متعلقان بناوون. ناوونا: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم.

وجملة لا تنو: ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة هو خير: صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب. وجملة مَا شقيت: استئنافية لا محل لها من الإِعراب.

الشاهد: قوله: إِلَّا الَّذِي خير؛ حيث حذف عائد الموصول، وهو الضمير المقدر مع كونه مرفوعًا على الابتداء.

ص: 264

أي: الَّذِي هو خير، والذين هم للشر ناوون.

ولا يشترط الشطالة الصلة في حذف العائد مع "أي"؛ لأنك تقول: "يعجبني أيُّهم قائم" كما مر في الأمثلة.

وقد يجب الحذف مع عدم الاستطالة؛ نحو: "لا سيما زيد" بالرفع.

ولعله لكثرة الاستعمال كما سيأتي في الاستثناء.

وقوله: (وَأَبَوْا أَن يُخْتَزَلْ إِن صَلُحَ الْبَاقِي لِوَصْلٍ مُكْمِلِ)؛ معناه: أنهم أبوا حذف العائد إِن صلح مَا بعده أَن يكونَ صلة؛ كـ "جاء الَّذِي هو ينطلق"، أو:"هو عندك"، فلا يحذف "هو" على أنه مبتدأ وما بعده خبر؛ لأَن خبره يصلح أَن يكونَ صلة، فلا يدرى هل حذف [منه شيء] أَو لا.

أما لو قيل: "جاء الَّذِي ينطلق، وجاء الَّذِي عندك" على أَن الصلة في الأول جملة فعلية، وفي الثاني ظرف .. فلا منع، وإِنما المنع في أَن ينوى مبتدأ حُذِف ويبقى خبره في المثالين.

ومعنى: (يختزل) يقتطع.

وقد علم مما تقدم: أَن الضمير المرفوع الواقع عائدًا إِن كان مبتدأ .. استحسن حذفه مع "أي" وإِن لم تطل الصلة كما سبق.

وقد منعوا حذفه في مواضع:

منها: "جاء الَّذِي هو ينطلق"، و "جاء الَّذِي هو عندك" كما سبق.

ومنها: إِذا كان مبتدأ بعد "لولا" كـ "جاء الَّذي لولا هو لأكرمتك".

ومنها: إِذا كان محصورًا؛ كـ "جاء الَّذِي مَا شاعر إِلَّا هو".

ومنها: إِذا عطف عليه غيره؛ كـ "جاء الَّذِي هو وعمرو صالحان".

وأَجَازَ الفراء حذفه في هذا الأخير.

ولا حذف أيضًا إِذا كان العائد المرفوع غير مبتدأ؛ كالألف والواو في نحو: "اللذان قاما، والذين قاموا".

وقوله: (وَالْحَذْفُ عِنْدَهُمْ كَثِيرٌ مُنْجَلي)

إِلى آخره؛ معناه: أنه يكثر حذف العائد إِن كان متصلا منصوبًا بفعل أَو وصف:

ص: 265

فالأول: كـ "جاء الَّذِي ضربت" أي ضربته، ومثله:(مَن نَرجو يَهَب)؛ أي: من نرجوه، ومنه قوله تعالى:{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} وقرأ شعبة (وما عملت أيديهم).

ونحوه: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلّ} ؛ أي: من يضله، فـ "يُهدى" مبني للمفعول، و"من يضل" نائب الفاعل، والعائد محذوف.

ويقرأ {يَهْدِي} بالفتح فيكون {مَنْ يُضِلُّ} مفعولا به، والعائد محذوف أيضًا على حاله.

ولا يجوز حذف هذا العائد على قول ابن عصفور، لا في نحو:"جاء الَّذِي ضربته في داره"؛ إِذ لو حذف .. لم يعلم.

وكذا: إِن عطف على الضمير المنصوب، أَو أُكِّد؛ نحو:"جاء الَّذِي أكرمته وزيدًا، وجاء الَّذِي ضربته نفسَه".

قاله ابن السراج، وأَجَازَ مَا منعه الأخفش والكسائي.

واتفقوا على مجيء الحال من هذا الضمير المحذوف شرط: تأخير الحال؛ كـ "جاءت التي ضربت عريانةً"؛ خلافًا لثعلب في جواز تقديمها.

والثاني: كقول الشاعر:

ما اللَّهُ مُوليكَ فضلٌ فاحمدَنْه بهِ

فما لِذي غيرِهِ نفعٌ ولا ضَررُ

(1)

(1)

التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص 161؛ وشرح التصريح 1/ 145؛ وشرح ابن عقيل ص 90؛ والمقاصد النحوية 1/ 447.

شرح المفردات: موليك: مانحك. الفضل: المنة. احمدنه: اشكرنه.

المعنى: يقول: أَن مَا ينعم به اللَّه عليك، إِنما هو فضل منه يحتم عليك حمده، وليس لأحد غيره قدرة على النفع والضرر.

الإِعراب: ما: اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ. الله: اسم الجلالة مبتدأ ثان مرفوع. موليك: خبر المبتدأ الثاني، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإِضافة من إِضافة اسم الفاعل إِلى مفعوله الأول، ومفعوله الثاني محذوف تقديره: موليكه. فضل: خبر للمبتدأ الأول مرفوع. فاحمدنه: الفاء حرف استئناف، احمدنه فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنت. به: جار ومجرور متعلقان باحمدن. فما: الفاء حرف استئناف، وما: حرف نفي. لدى: ظرف

ص: 266

أي: الَّذِي اللَّه موليكه فضلٌ.

وكذا: الوصف المحلى بـ "أل" إِن عاد الضمير على غير "أل"؛ كـ "جاء الَّذِي أَنا الضارب".

وندر قولُهُ:

ما المستفزُّ الهوى محمودُ عاقبةٍ

................

(1)

بمعنى عند في محل نصب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف. غيره: مضاف إِليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، والهاء في محل جر بالإِضافة. نفع: مبتدأ مؤخر مرفوع. ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف نفي. ضرر: معطوف على نفع مرفوع.

وجملة: (ما اللَّه) ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة: (اللّه موليك) في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (احمدنه) استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة: (ما لدى غيره نفع) استئنافية لا محل لها من الإِعراب.

الشاهد: قوله: موليك حيث حذف عائد الصلة، والتقدير: مَا اللَّه موليكه.

(1)

تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:

وَلَو أُتيحَ لَهُ صَفْو بِلَا كَدَر

وهو من شواهد التصريح: 1/ 146، 2/ 267، والأشموني: 115/ 1/ 79، والعيني: 1/ 447، 4/ 479، وهمع الهوامع: 1، 89، والدرر اللوامع: 1/ 68.

المفردات الغريبة: المستفزّ: اسم فاعل من استفزه: أزعجه واستخفه. الهوى: ميل النفس إِلى مَا تشتهي. أتيح: هيئ وقدر.

المعنى: يرى الشَّاعر أَن الإِنسان الَّذِي يستخفه الهوى وتزعجه صبوة النفس ويتبع شهوات نفسه، وينقاد لها، ليس محمود العواقب.

الإِعراب: مَا: نافية مهملة. المستفز: مبتدأ. الهوى: فاعل المستفز، ومفعوله محذوف عائد إِلى أل أي: المستفزه. محمود: خبر المبتدأ، ويمكن أَن تكون مَا عاملة عمل ليس والمستفز: اسمها، ومحمود: خبرها. عاقبةٍ: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. ولو شرط غير جازم أتيح: فعل ماضٍ مبني للمجهول، له: متعلق بـ أتيح. صفو: نائب فاعل. بلا: الباء حرف جر. لا: اسم بمعنى غير ظهر إِعرابه على مَا بعده بطريق العارية، وهو مضاف، كدر: مضاف إِليه مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة العارية وبلا كدر: متعلق بمحذوف صفة لـ صفو.

موطن الشاهد: مَا المستفز.

وجه الاستشهاد: حذف العائد من صلة أل، وهو منصوب بالوصف المستفز، وحكم هذا الحذف أنه شاذّ، ويرى بعضهم أنه قليل، وليس شاذا، والأصل في العبارة: مَا المستفزه الهوى محمود العاقبة.

ص: 267

أي: مَا المستفزه، وهو عائد على "أل".

وهذا حكم الضمير المتصل.

فإِن كان العائد المنصوب بفعل أَو صفة ضميرًا منفصلا .. فلا حذف؛ كـ: "عرفت الَّذِي إِياه أكرمتَ، أَو رأيت الَّذِي أنت أباه مكرم غدًا".

وقوله: (بِفِعْلٍ أَو وصفٍ) يخرج الضمير المنصوب بـ "إِنّ" وأخواتها .. فلا حذف في نحو: "جاء الَّذِي إِنه صالح، وجاء الَّذِي كأنه أخوك".

و"غيرُ أيٍّ": مبتدأ كلام إِضافي، و"يقتفي":خبره، والتقدير: غير "أي" يقتفي "أيًّا" فى ذا الحذف.

واللَّه الموفق

ص:

104 -

كَذَاكَ حَذْفُ مَا بِوَصْفٍ خُفِضَا

كَأَنْتَ قَاضٍ بَعْدَ أَمْرٍ مِنْ قَضَى

(1)

ش:

سبق الكلام على حذف العائد المرفوع والمنصوب، وذكر هنا حذف المخفوض بالوصف؛ يعني: باسم الفاعل فقط، ولهذا قيده بالمثال.

ويشترط: أَن لا يكون ماضيًا فتقول: "افعل مَا أنت فاعل الآن، واصنع مَا أنت صانع غدًا"؛ أي: فاعله وصانعه، فحذف الضمير جوازًا.

وعن ابن عصفور: أنه ضعف الحذف هنا.

(1)

كذاك: الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، والكاف حرف خطاب، حذفُ: مبتدأ مؤخر، وحذف مضف و، ما: اسم موصول مضاف إِليه مبني على السكون في محل جر، بوصفٍ: جار ومجرور متعلق بقوله خفض الآتي، خُفِضا: خفض: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على مَا والجملة لا محل لها من الإِعراب صلة، كأنتَ: الكاف جارة لقول محذوف، أي كقولك، أنت: مبتدأ، قاضٍ: خبر المبتدأ، بعدَ: ظرف متعلق بمحذوف نعت للقول الَّذِي قدرناه مجرورا بالكاف، وبعد مضاف و، أمرٍ: مضاف إِليه، مِن قضى: جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لأمرٍ، أي: بعد فعل أمر مشتق من مادة قضى، يشير إِلى قوله تعالى:{فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} كما قال الشارح.

ص: 268

ولا حذف إِذا كان الوصف ماضيًا، فتقول:"جاء الَّذِي أَنا ضاربه أمسِ"؛ لأنه منصوب في المعنى.

وإِذا حذف .. يصير في حذفه أَن اسم الفاعل يعمل النصب ماضيًا، وهو خلاف المشهور، فوجب ذكره؛ ليحكم عليه بالجر؛ إِذ لا يقال: إِنه في هذه الحالة: في محل نصب، خلافًا للأخفش؛ كما سيأتي في اسم الفاعل.

وقوله: (كَأَنْتَ قَاضٍ) يشير به إِلى قوله تعالى: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} ؛ التقدير واللَّه أعلم بمراده: مَا أنت قاضيه.

وكذا: لا حذف إِذا خفض العائد بوصف غير اسم فاعل، فتقول "جاء الَّذِي أَنا مضروبه".

وكذا: إِذا يخفض بغير وصف؛ كـ "جاء الَّذِي أَنا أخوه".

واللَّه الموفق

ص:

105 -

كَذَا الَّذِي جُرَّ بِمَا الْمَوْصُولَ جَرّ

كَمُرَّ بِاِلَّذِي مَرَرْتُ فَهْوَ بَرّ

(1)

ش:

يكثر أيضًا حذف العامل إِذا جر بحرف، وجُرَّ الموصولُ بمثل ذلك الحرف

(1)

كذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، الذي: اسم موصول مبتدأ مؤخر، جر: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود على الذي، والجملة لا محل لها صلة، بما: جار ومجرور متعلق بالفعل الَّذِي قبله، الموصول: مفعول مقدم لجر الآتي، جر: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود على ما، والجملة لا محل لها صلة، كمر: الكاف جارة لقول محذوف، وهي ومجرورها يتعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك كائن كقولك، مر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، بالذي: جار ومجرور متعلق بمر السابق، مررت: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة، والعائد محذوف تقديره: به وقوله: فهو بر: الفاء واقعة في جواب شرط محذوف، وهو: ضمير منفصل مبتدأ، بر: خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل جزم جواب ذلك الشرط المحذوف.

ص: 269

في اللفظ والمعنى.

بشرط: أَن يكونَ العامل واحدًا في المعني؛ كـ "مررتُ بالذي مررتَ" أي: بالذي مررت به، فالجار للعائد: كالجار للموصول لفظًا ومعنى، والعامل واحد في المادة، وهو فعل المرور.

والكسائي: أَن الجار حذف أولا، ثُمَّ المجرور.

وقيل: حُذِفا معًا، قال تعالى:{وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} ، التقدير واللَّه أعلم بمراده: مما تشربون منه.

وقال مكي: التقدير: مما تشربونه.

وتقول: "على أيِّهم تنزلُ أنزلُ" أي: أنزلُ عليه، وقال الشاعر:

نُصَلِّي للَّذي صَلَّتْ قُرَيشٌ

..................

(1)

أي: صلت له.

وقال آخر:

لا تَركَنَنَّ إِلى الأَمرِ الَّذِي ركنَتْ

أَبناءُ يعصرَ حينَ اضطرَّها القَدَرُ

(2)

(1)

صدر بيت من بحر الوافر لم ينسب في مراجعه، وعجزه:

.....................

ونعبده وإِن جحدَ العمومُ

اللغة: جحد العموم: أنكر الجميع فضله واستحقاقه للعبادة.

المعنى: يقول الشاعر: إِنهم يطيعون اللَّه ويقومون بواجبهم ولا يبالون بعد ذلك بمن غطى اللَّه على بصره وأعمى قلبه.

الإِعراب: نصلي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدر للثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: نحن؛ للذي: جار ومجرور متعلقان بنصلي، صلَّت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث لا محل لها، قريشُ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والشاهد فيه: قوله: للذي صلت قريش؛ حيث حذف العائد المجرور بمثل مَا جُرَّ به الموصول لفظًا ومعنى، والتقدير: نصلي للذي صلت له قريش.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 205) وفي التذييل والتكميل (3/ 77) وفي معجم الشواهد (ص 353).

(2)

التخريج: البيت لكعب بن زهير في شرح التصريح 1/ 147؛ والمقاصد النحوية 1/ 449.

شرح المفردات: ركن: اطمأن. يعصر: أبو قبيلة من باهلة.

ص: 270

أي ركنت إِليه.

والموصول في هذا لم يجرَّ لفظه بـ "إِلى" وإِنما الجر للفظ "الأمرِ" الَّذِي هو موصوف بالموصول، واغتفر هذا لأَن الموصوف هو الموصول في المعني.

وكذا لو جر الموصول بحرف زائد؛ كَقولِهِ:

إِنَّ الكريمَ وأَبِيكَ يَعتمِلْ

إِن لم يجِدْ يومًا عَلى مَن يتَّكِلْ

(1)

المعنى: يطلب الشَّاعر عدم الركون إِلى أمر كان بنو يعصر قد اضطروا إِلى الركون إِليه.

الإِعراب: لا: الناهية. تركنن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون للوقاية، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنت. إِلى الأمر: جار ومجرور متعلقان بتركنن. الذي: اسم موصول مبني في محل نعت الأمر. ركنت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. أبناء: فاعل مرفوع، وهو مضاف. يعصر: مضاف إِليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل. حين: ظرف زمان منصوب متعلق بركن، وهو مضاف. اضطرها: فعل ماض، وها: في محل نصب مفعول به. القدر: فاعل مرفوع بالضمة.

وجملة: (لا تركنن) ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (ركنت) صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب. وجملة (اضطرها القدر) في محل جر بالإِضافة.

الشاهد: قوله: لا تركنن إِلى الأمر الَّذِي ركنت أبناء يعصر؛ حيث حذف العائد من جملة الصلة إِلى الموصول، لكون ذلك العائد مجرورًا بحرف جر مماثل للحرف الَّذِي جَرَّ الموصوفَ بالموصول في اللفظ والمعنى.

(1)

التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 292؛ والجنى الداني ص 478؛ وخزانة الأدب 10/ 146؛ والخصائص 2/ 305؛ والدرر 4/ 108؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 205؛ وشرح التصريح 2/ 15؛ وشرح شواهد المغني ص 419؛ والكتاب 3/ 81؛ ولسان العرب 11/ 475 عمل؛ والمحتسب 1/ 281؛ وهمع الهوامع 2/ 22.

اللغة: يعتمل: يتكلف العمل متخذًا لنفسه حرفة تسد حاجته. يتكل: يعتمد.

المعنى: يقول: أَن الرجل الكريم النفس، إِذا دهمته صروف الدهر اتخذ لنفسه عملًا يسد به حاجته إِذا لم يجد من يعتمد عليه.

الإِعراب: إِن: حرف مشبه بالفعل. الكريم: اسم أَن منصوب بالفتحة. وأبيك: الواو: حرف قسم وجر، أبيك: اسم مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل في محل جر بالإِضافة، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف تقديره: أقسم. يعتمل: فعل مضارع مرفوع وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. إِن: حرف شرط جازم. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يجد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وهو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. يومًا: ظرف زمان منصوب متعلق

ص: 271

فـ "على" زائدة، و"مَن" موصولةٌ، والعائدُ محذوفٌ، والتقديرُ: إن لم يجد مَن يتكلُّ عليه، فحذف العائد المجرور بحرفٍ جُرَّ الموصول بمثله وإِن كان الجار للموصول زائدًا.

ويجوز كون أحد العاملين فعلا، والآخر وصفًا إِن اتفقا في المادة؛ كَقولِهِ:

وقَد كنتَ تُخفي حبَّ سَمراءَ حُقبةً

بحِ الآنَ مِنها بالَّذِي أَنتَ بائِحُ

(1)

بيجد. على: حرف جر زائد. من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ليجد. يتكل: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. وقيل: (على مَن) جار ومجرور متعلقان بيتكل، ومن: اسم استفهام.

وجملة: (يتكل) استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (إِن الكريم): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة القسم اعتراضية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (يعتمل): في محل رفع خبر إِن. وجملة (يتكل): صلة الموصول لا محل لا من الإِعراب.

الشاهد: قوله: أَن لم يجد يومًا على من يتكل؛ حيث وردت على زائدة على رأي بعض النحاة معتبرين من اسم موصول، تقديره: أَن لم يجد يومًا الَّذِي يتكل عليه.

ومنهم من جعل على حرف جر ومن اسم استفهام، والتقدير: أَن لم يجد يومًا شيئًا، ثُمَّ استأنف فقال: على من يتكل؟

(1)

التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص 298، والمقاصد النحوية 1/ 478، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 56، 5/ 67، وتذكرة النحاة ص 31، والخصائص 3/ 35، وشرح التصريح 1/ 147، ولسان العرب 13/ 42 أين.

اللغة: الحقبة: المدة من الزمن. بح: أعلن، أظهر. لان: أي الآن.

المعنى: يقول: لقد كنت تخفي حبك لسمراء مدة طويلة، فأظهر الآن مَا كنت تكتمه من شوق إِليها.

الإِعراب: وقد الواو بحسب مَا قبلها. قد: حرف تحقيق. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم كان. تخفي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. حب: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. سمراء: مضاف إِليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف على وزن فعلاء. حقبة: ظرف زمان منصوب، متعلق بتخفي. بح: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. الآن: ظرف زمان متعلق ببح. منها: جار ومجرور متعلقان ببح. أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بائح: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.

وجملة: (كنت تختفي) بحسب مَا قبلها. وجملة (تخفي) في محل نصب خبر كان. وجملة (بح) استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (أنت بائح) صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب.

الشاهد: قوله: بالذي أنت بائح؛ حيث حذف العائد لكونه مجرورًا بمثل مَا جر به الذي، والتقدير بالذي أنت بائح به.

ص: 272

أي: بح بالذي أنت بائح به.

فإِن اختلفَ الجارُّ .. فلا حذفَ؛ نحو: "مُرَّ بالذي غضبتُ عليه"؛ لأَن العائد مجرور بـ "على" والموصول مجرور بالباء.

وكذا لو كان لفظ الحرف واحدًا واختلف معناه؛ كـ "مررتُ بالذي مررتَ به [على زيد] "

(2)

فلا تحذف لها إِن قدَّرت أحد الباءين للسببية دون الأخرى.

وكذا إِذا اختلف العاملان؛ كـ "مررت بالذي فرحت به".

ومن الشاذ قولُهُ:

وإِنَّ لساني شُهدةٌ يُشتَفى بها

وهوَّ على مَن صبَّهُ اللَّهُ عَلقَمُ

(3)

التقدير: وهو على من صبه اللَّه عليه، فحذف العائد مع أَن الجار للموصول متعلق بالاستقرار، والجار للعائد متعلق بصب.

(2)

لِأَنَّ الباء الداخلة على الموصول لِلإلصاق، والداخلة على الضمير للسببية.

(3)

التخريج: البيت لرجل من همدان في شرح التصريح 1/ 148، والمقاصد النحوية 1/ 451، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 165، والجنى الداني ص 474، وخزانة الأدب 5/ 266، والدرر 1/ 193، 6/ 239، وشرح شواهد المغني 2/ 842، وشرح المفصل 3/ 96، ولسان العرب 15/ 478 ها، ومغني اللبيب 2/ 434، وهمع الهوامع 1/ 61، 2/ 157.

شرح المفردات: الشهدة: العسل في شمعه. العلقم: الشديد المرارة.

المعنى: يقول: أَن لسانه كالشهد حين يمدح، وكالعلقم إِذا غضب اللَّه على امرئ وسلطه عليه.

الإِعراب: وإِن الواو بحسب مَا قبلها، إِن: حرف مشبه بالفعل. لساني: اسم أَن منصوب، وهو مضاف، والياء مضاف إِليه. شهدة: خَبر أَن مرفوع. يشتفى: فعل مضارع مبني للمجهول. بها: جار ومجرور متعلقان بيشتفى على أنهما نائب فاعل. وهو: الواو حرف عطف، هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. على من: جار ومجرور متعلقان بعلقم، أَو بمحذوف نعت علقم. صبه: فعل ماض، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. اللَّه: اسم الجلالة فاعل مرفوع. علقم: خبر المبتدأ مرفوع.

وجملة: (إِن لساني شهدة) بحسب مَا قبلها. وجملة: (يشتفى بها) فِي محل رفع نعت شهدة.

وجملة: (هو علقم) معطوفة على جملة أَن لساني. وجملة: (صبه اللَّه) صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب.

الشاهد: قوله: وهو على من صبه؛ حيث حذف العائد إِلى الموصول من جملة الصلة، وهو ضمير مجرور محلًا بحرف جر محذوف تقديره: وهو على من صبه عليه.

ص: 273