الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال سيبويه: التّقدير: (من لد أَن كانت شولًا)، وإِن قدر (أَن)؛ لأنَّ لدن لا تضاف عنده للجمل.
وشولا بفتح الشّين وسكون الواو: جمع شائلة علَى غير قياس.
وأتلت النّاقة أتلًا: إِذا تلاها ولدها.
والكسائي: حذفت مع اسمها أيضًا فِي قوله تعالَى: {انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ} ؛ أَي: لكان الانتهاء خيرًا لكم.
قيل: ومنه: {فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ} .
والتّقدير عند الفراء: انتهوا انتهاء خيرًا لكم.
وعند سيبويه: [انتهوا عن التثليث و] ائتوا خيرًا لكم.
ولَا يحذف خبر كَانَ؛ لأنه عوض أَو كَالعوض
من مصدرها؛ لأنَّها لا تؤكد بالمصدر كما سبق.
لكن فِي بعض أوجه الحديث المتقدم: حذفها مع خبرها وإِبقاء الاسم وحده، وسهل ذلك القرينة.
وأيضًا لا تكاد العرب تنطق بخبر كَانَ فِي نحو: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} ؛ كما سيأتي فِي إِعراب الفعل.
وسبق أنه: قَدْ يقتصر علَى اسم ليس؛ للعلم بالخبر.
واللَّه الموفق
ص:
156 -
وَبَعْدَ أَنْ تَعْوِيْضُ مَا عَنْها ارْتُكِبْ
…
كَمِثْلِ أَمَّا أَنْتَ بَرًّا فَاقتَرِب
(1)
ذلك.
(1)
وبعد: ظرف متعلق بقوله: ارتكب الآتي، وبعد مضاف. وأن: قصد لفظه: مضاف إليه. تعويض: مبتدأ، وتعويض مضاف. وما: قصد لفظه: مضاف إليه. عنها: جار ومجرور متعلق بتعويض. ارتكب: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى تعويض، والجملة من ارتكب ونائب فاعله: في محل رفع خبر المبتدأ. كمثل: الكاف زائدة،=
ش:
حذفت (كَانَ) فِي كلامهم وعوض عنها ما؛ نحو: (أَمَّا أَنْتَ بَرًّا فَاقْتَرِبْ).
• أصله: (اقترب؛ لِأَن كنت برًا) بكسر اللّام.
• فقدم لإِفادة الحصر، فصار:(لِأَن كنت برًا فاقترب).
• فحذفت اللّام وهو مطرد مع (أَن) فصار: (أَن كنت برًا).
• فحذفت (كَانَ)، فانفصل اسمها وهو التّاء، فصار:(أَن أنت).
• فجيء بـ (ما) عوضًا من (كَانَ)، وأدغمت فيها نون (أَن)، فحصل:(أما أنت).
قال الشّاعرُ:
أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنتَ ذَا نَفَرٍ .................
(1)
=مثل: خبر لمبتدأ محذوف. أما: هي أن المصدرية المدغمة في ما الزائدة المعوض بها عن كان المحذوفة. أنت: اسم كان المحذوفة. برًا: خبر كان المحذوفة. فاقترب: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
(1)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: فإنَّ قوميَ لَم تأكلْهمُ الضّبُعُ
وهو لعباس بن مرداس في ديوانه ص 128، والأشباه والنظائر 2/ 113، والاشتقاق ص 313، وخزانة الأدب 4/ 13، 14، 17، 200، 5/ 445، 6/ 532، 11/ 62، والدرر 2/ 91، وشرح شواهد الإيضاح ص 479، وشرح شواهد المغني 1/ 116، 179، وشرح قطر الندى ص 140، ولجرير في ديوانه 1/ 349، والخصائص 2/ 381، والشعر والشعراء 1/ 341، والكتاب 1/ 293، ولسان العرب 6/ 294 (خرش)، 8/ 217 (ضبع)، والمقاصد النحوية 2/ 55، وبلا نسبة في الأزهيّة ص 147، وأمالي ابن الحاجب 1/ 411، 442، والإنصاف 1/ 71، وأوضح المسالك 1/ 265، وتخليص الشواهد 260، والجنى الداني ص 528، وجواهر الأدب ص 198، 416، 421، ورصف المباني ص 99، 101، وشرح الأشموني 1/ 119، وشرح ابن عقيل ص 149، ولسان العرب 14/ 47 (أما)، ومغني اللبيب 1/ 35، والمنصف 3/ 116، وهمع الهوامع 1/ 23.
اللغة: أبو خراشة: كنية الشاعر خفات بن ندبة. النفر: جماعة من الناس، وهنا تعني الكثرة. الضبع: حيوان معروف، وهنا تعني السنوات المجدبة.
المعنى: يا أبا خراشة لا تفخر عليّ بكثرة عدد رجالك، فإنّما قومي لم تكن قلِّتهم بسبب الجوع والحرمان، ولم تؤثر فيهم السنوات المجدبة، ولكن بسبب الجهاد والحرب، وهذا هو عزِّهم ومجدهم.
الإعراب: أبا: منادى منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة، وهو مضاف. خراشة: مضاف إليه مجرور=
وقال آخرُ:
إمَّا أَقَمْتَ وأَمّا أَنتَ مُرتَحِلا
…
فاللَّهُ يَكْلأ ما تُبقِي وما تَذَرُ
(1)
=بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. أمّا: مركِّبة من أن المصدرية وما الزائدة، أُتي بها للتعويض عن كان المحذوفة. والمصدر المؤول من (أن) وكان المحذوفة وما بعدها في محل جرّ بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلّقان بفعل محذوف، والتقدير: فخَرْتَ لأن كنت ذا نفر. أنت: اسم كان المحذوفة. ذا: خبر كان المحذوفة منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستِّة، وهو مضاف. نفر: مضاف إليه مجرور. فإن: الفاء: للتعليل، وإنّ: حرف مشبّه بالفعل. قومي: اسم إنّ منصوب، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبنيّ في محلِّ جرّ مضاف إليه. لم: حرف نفي وقلب وجزم. تأكلهم: فعل مضارع مجزوم، وهم: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. الضبع: فاعل مرفوع.
وجملة (أبا خراشة): لا محل لها من الإعراب لانها ابتدائيّة. وجملة (إن قومي): لا محلّ لها من الإعراب لأنّها استئنافية. وجملة (لم تأكلهم الضبع): في محل رفع خبر إنِّ.
الشاهد: قوله: (أمّا أنت ذا نفر)، والأصل:(لأن كنت ذا نفرٍ)، فحذف كان، وعوّض عنها ما الزائدة، وأبقى اسمها وهو قوله: أنت، وخبرها وهو قوله: ذا نفر.
(1)
التخريج: البيت بلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 410، 411، وخزانة الأدب 4/ 19، 20، 21، وشرح شواهد المغني 1/ 118، ولسان العرب 14/ 47 (أما).
اللغة: أقمت: ضدّ ارتحلت وسافرت. يكلأ: يحفظ. ما تذر: ما تترك.
المعنى: إن اللَّه جلّ وعلا يحفظ ما تأتي به وما تتركه، على الحالين: إن كنت مسافرًا، أو مقيمًا.
الإعراب: إمّا: حرف شرط جازم، وقيل: هي إن الشرطية، وما الزائدة. أقمت: فعل ماضٍ مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط، والتاء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. وأقات الواو: حرف عطف، وأن: مصدرية، وما: زائدة عوضًا عن كان المحذوفة بتقدير: وإن كنت مرتحلًا. أنت: ضمير منفصل مبني في محل رفع اسم كان المحذوفة. مرتحلا: خبر كان المحذوفة منصوب بالفتحة. والمصدر المؤول من أن وكان المحذوفة مجرور بحرف جر محذوف، والتقدير: ولكونك مرتحلًا. والجار والمجرور معطوفان على إما أقمت، لأن الشرط فيه معنى التعليل، وقيل: أمّا بالفتح شرطية. فالله: الفاء: واقعة في جواب الشرط، والله: لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة. يكلأ: فعل مضارع مرفوع بالضمّة، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. ما: اسم موصول بمعنى الذي في محلّ نصب مفعول به. تبقي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدّرة على الياء، والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. وما: الواو: حرف عطف، وما: اسم موصول معطوف على ما السابقة. تذر: فعل مضارع مرفوع بالضمّة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
وجملة (إن أقمت فالله يكلأ): ابتدائية لا محلِّ لها من الإعراب. وجملة (أقمت): جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (فاللَّه يكلأ): في محل جزم جواب الشرط. وجملة (يكلأ): في محل رفع خبر المبتدأ اللَّه. وجملتا (تأتي وتذر): كلّ منهما صلة موصول لا محلّ لها=