الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفِعْلُ المُعْتَل بالألِف
ص:
49 -
وَأَيُّ فِعْلٍ آخِرٌ مِنْهُ أَلِفْ
…
أوْ وَاوٌ أوْ يَاءٌ فَمُعْتَلًّا عُرِفْ
(1)
50 -
فَالأَلِفَ انْوِ فِيْهِ غَيْرَ الجَزْمِ
…
وَأَبْدِ نَصْبَ مَا كَيَدْعُو يَرْمِي
(2)
51 -
والرَّفعَ فِيْهِمَا انْوِ واحذِفْ جَازِمًا
…
ثَلاثَهُنَّ تَقضِ حُكمًا لازِمَا
(3)
(1)
أي: اسم شرط مبتدأ، وأي مضاف. وفعل: مضاف إليه. آخر: مبتدأ. منه: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لآخر، وهو الذي سوغ الابتداء به. ألف: خبر المبتدأ الذي هو آخر، والجملة مفسرة لضمير مستتر في كان محذوفًا بعد أي الشرطية: أي فهذه الجملة في محلّ نصب خبر كان المحذوفة مع اسمها، وكان هي فعل الشرط، وقيل:(آخر) اسم لكان المحذوفة، وألف خبرها، وإنما وقف عليه بالسكون مع أن المنصوب المنون يوقف عليه بالألف على لغة ربيعة التي تقف على المنصوب المنون بالسكون، ويبعد هذا الوجه كون قوله:(أو واوٌ أو ياءٌ) مرفوعين، وان أمكن جعلهما خبرًا لمبتدأ محذوف وتكون أو قد عطفت جملة على جملة. أو واو أو ياء: معطوفان على ألف. فمعتلا: الفاء واقعة في جواب الشرط، ومعتلا: حال من الضَمير المستتر في عرف مقدم عليه. عرف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود على فعل، وخبر (أي): هو مجموع جملة الشرط والجواب على الذي نختاره في أخبار أسماء الشرط الواقعة مبتدأ، والتقدير: أي فعل مضارع كان هو - أي الحال والشأن- آخره ألف أو واو أو ياء .. فقد عرف هذا الفعل بأنه معتل، يريد أن المعتل من الأفعال المُعْرَبة هو ما آخره حرف علة ألف أو واو أو ياء.
(2)
فالألف: مفعول لفعل محذوف يفسره ما بعده، وهو على حذف (في) توسعًا، والتقدير: ففي الألف انو. انو: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. فيه: جار ومجرور متعلق بانو. غير: مفعول به لانو، وغير مضاف. والجزم: مضاف إليه. وأبد: الواو حرف عطف، أبد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. نصب: مفعول به لأبدِ، ونصب: مضاف. وما: اسم موصول مضاف إليه، مبني على السكون في محلّ جر. كيدعو: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة لما. يرمي: معطوف على يدعو مع إسقاط حرف العطف، يريد أن ما كان من الأفعال المُعْرَبة آخره ألف يقدر فيه الرفع والنصب اللذان هما غير الجزم، وما كان من الأفعال المُعْرَبة آخره واو كيدعو أو ياء كيرمي .. يظهر فيه النصب.
(3)
والرفعَ: الواو حرف عطف، الرفع: مفعول به مقدم على عامله وهو انو الآتي. فيهما: جار ومجرور متعلق بانو. أنو: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. فيحذف: فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. جاما: حال من فاعل احذف المستتر
ش:
الفعل أيضًا نوعان، صحيح ومعتل.
فـ[المعتل]: ما آخره ألف، أَو واو، أَو ياء؛ كـ (يغزو، ويخشَى، ويرمي).
وحكمه: أن تقدر الضمة والفتحة فيما آخره ألف كـ "يخشَى ولن يخشَى"، وإليه أشار بقوله:(فَالأَلِفَ انْوِ فِيْهِ غَيْرَ الْجَزْمِ).
وتظهر الفتحة في نحو: (يغزو، ويرمي)، وإليه أشار بقوله:(وَأَبْدِ نَصْبَ مَا كَيَدْعُو يَرْمِي) من نحو: "لن يغزوَ، ولن يدعوَ، ولن يرميَ".
وتقدر فيهما الضمة، وإليه أشار بقوله:(والرَّفعَ فيهما انْوِ)؛ نحو: (يغزو، ويرمي).
وتجزم الثلاثة بحذف آخرها؛ نحو: "لم يدعُ، ولم يخشَ، ولم يرمِ" كما قال: (واحذِفْ جازِمًا ثلاثَهُنَّ).
ويعني بـ"ثلاثهن": الألف والواو والياء.
ومذهب سيبويه: أن الجازم إِنما حذف الحركة التي كانت مقدرة في: (يغزو، ويخشَى، ويرمي) ثم حذف الحرف بعد ذلك؛ لأَنَّ الفعل بقي عَلَى صورةِ المرفوع، فالحرف إِنما حذف عند الجازم لَا بالجازم.
والحاصل: أنها تستوي في تقدير الرفع، وفي حذف الآخر للجزم.
وتستوي الواو والياء في ظهور الفتح.
وتختص الألف بتقدير الفتحة.
وقد ظهرت الضمة عَلَى الواو للضرورة في قولِهِ:
فيه. ثلاثهن: مفعول به لاحذف بتقدير مضاف، ومعمول جازمًا: محذوف، والتقدير: واحذف أواخر ثلاثهن حال كونك جازمًا الأفعال، أو يكون (ثلاثهن): مفعولًا لجازما، ومعمول احذف هو المحذوف، والتقدير: واحذف أحرف العلّة حال كونك جازمًا ثلاثهن. تقض: فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر الذي هو احذف، وعلامة جزمه حذف الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. حكمًا: مفعول به لتقض على تضمينه معنى تؤدي. لازما: نعت لحكمًا.
إِذا قُلْتُ عَلَّ القَلبَ يَسلوُ قُيِّضَتْ
…
................
(1)
وعلَى الياءِ في قول الآخَرِ:
فَعَوَّضَنِي عَنهَا غَنايَ وَلَم تَكُن
…
تُسَاوِيُ عِندِي غَيرَ خَمْسِ دَرَاهِمِ
(2)
وقدر النصب ولم تظهر الفتحة ضرورةً في قول الآخرِ:
(1)
التخريج: ذكره السيوطي في همع الهوامع 1/ 53. وهو من شواهد توضيح المقاصد والمسالك (1/ 355)، وهو صدر بيت من الطويل، وعجزه:
.................... هواجُس لا تنفكُّ تُغريهِ بالوَجْدِ
الشرح: علَّ؛ أي: لعل القلب، وهي لغة في لعل. يسلو: من: سلوت عنه سلوًّا إذا برد قلبي من هواه.
قيضت أي: سلطت. هواجس: جمع هاجسة من هجس في صدري شيء إذا حدث.
وجملة (قلت): فعل الشرط لا محلّ لها. وجملة (يسلو) في محلّ رفع خبر عل، والجملة من عل واسمها وخبرها: مقول القول في محلّ نصب. وجملة (تغريه): خبر لا تنفك في محلّ نصب. وجملة (ولا تنفك
…
إلى آخره): في محلّ الرفع على أنها صفة لهواجس.
الشاهد: في قوله يسلوُ؛ حيث أظهر الضمة على الواو ضرورة، والقياس: تقديرها.
(2)
التخريج: البيت من الطويل، وهو في معجم الشواهد (ص 365) وفي التذييل والتكميل:(1/ 212) الدرر اللوامع: (1/ 30)، وهو لرجل من الأعراب يمدح عبد اللَّه بن العباس رضي الله عنهما، وكان عبد الله نزل به وهو متوجه إلى معاوية بالشام، فأضافه الأعرابي وذبح له عنزًا لا يملك سواها، فأعطاه عبد اللَّه ما أغناه، فمدحه بأبيات مطلعها:
تَوَسَّمته لَمَّا رَأَيْتُ مَهَابَةً
…
عَلَيْهِ وَقُلْتُ المَرْءَ مِنْ آلِ هَاشِمِ
الإعراب: فعوضني: الفاء: حرف عطف، عوض: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مفعول به أول لعوضني. منها: جار ومجرور متعلقان بعوضني.
غناي: مفعول به ثان لعوضني منصوب بالفتحة المقدرة، فيلياء: ضمير مضاف إليه. ولم: والواو: حالية، لم: حرف نفي وجزم وقلب. تكن: فعل مضارع ناقص مجزوم، واسمه: ضمير مستتر جوازًا تقديره: هي. تساوي: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله مستتر فيه جوازًا. عندي: مفعول فيه ظرف مكان، والياء مضاف إليه. غيرَ: مفعول به منصوب. خمس: مضاف إليه مجرور. دراهم: مضاف إليه مجرور ثان.
وجملة: (عوضني): معطوفة على جملة (توسمته) الاستئنافية لا محلّ لها. وجملة (لم تكن): معطوفة عليها لا محلّ لها أيضًا. وجملة (تساوي): خبر تكن في محلّ نصب.
الشاهد: قوله (تساويُ)؛ حيث جاء الشاعر بهذا الفعل مرفوعًا بالضمة الظاهرة لضرورة الشعر.
مَا أَقْدَرَ اللَّهَ أَنْ يُدنِيْ عَلَى شَحَطٍ
…
مَنْ دَارُهُ الحَزْنُ مِمَّنْ دَارُهُ صُولُ
(1)
والشَّحَط: البعد.
وثبتت الألف مع الجازم ضرورة في قولِ الآخْرِ:
وَتَضحَكُ مِنِّي شَيخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ
…
كَأَنْ لَم تَرَى قَبلِي أَسِيرًا يَمَانِيَا
(2)
(1)
التخريج: البيت لحندج بن حندج المري في الدرر 6/ 266؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 183؛ ومعجم البلدان 3/ 435 صول؛ والمقاصد النحوية 1/ 238؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 164؛ وهمع الهوامع 2/ 167.
اللغة: يدني: يقرب. على شَحَطٍ: على بعد. الحزن: موضع. وكذلك صول.
المعنى: يقول إن اللَّه عز وجل قادر على تقريب البعيد، فبقدرته يقترب الذي داره في الحزن من الذي داره في صول.
الإعراب: ما: نكرة تامة بمعنى شِيء في محلّ رفع مبتدأ. أقد: فعل ماضي مبني على الفتح، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو. الله: لفظ الجلالة مفعول به منصوب لفظًا بالفتحة، مرفوع معنى على أنه الفاعل. أن: حرف مصدري ناصب. يدني: فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الياء، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو. والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محلّ نصب بنزع الخافض. على شحط: جار ومجرور متعلقان بيدني. مَن: اسم موصول بمعنى الذي في محلّ نصب مفعول به. دارُه: خبر مقدم مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. الحَزنُ: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. ممَّن: مِن: حرف جر، مَن: اسم موصول بمعنى الذي في محلّ جر بحرف الجر. داره: خبر مقدم مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. صُولُ: مبتدأ مرفوع بالضمة.
وجملة (ما أقدر اللَّه): ابتدائية لا محلّ لها. وجملة (أقدر اللَّه): في محلّ رفع خبر للمبتدأ ما. وجملة (يدني): صلة الموصول الحرفي لا محلّ لها. وجملة (داره الحزن): صلة الموصول لا محلّ لها. وجملة (داره صول): صلة الموصول لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله: يدني حيث لم يُظهر الفتحة على الفعل يدنيَ؛ للضرورة الشعرية.
(2)
التخريج: البيت لعبد يغوث بن وقاص الحارثي في الأغاني 16/ 258، وخزانة الأدب 2/ 196، 202 وسر صناعة الإعراب 1/ 76، وشرح اختيارات المفضل ص 76 وشرح شواهد الإيضاح ص 414، وشرح شواهد المغني 2/ 675، ولسان العرب 3/ 517 هذذ، 5/ 75 قدر، 6/ 115 شمس، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 15، وشرح المفصل 5/ 97، 10/ 107، والمحتسب 1/ 69.
اللغة: شيخة: امرأة عجوز. عبشمية: نحت مشتق من آل عبد شمس. يمانيا: نسبة إلى اليمن.
المعنى: تضحك ساخرة مني امرأة عجوز من بني عبد شمس، وكأنني الأسير الأول من اليمن في
والواو في قولِ الآخرِ:
هَجَوْتَ زَبَّانَ [ثُمَّ جِئتَ مُعتَذِرًا]
…
[مِنْ هَجْوِ زَبَّانَ] لَمْ تَهْجُوْ وَلَمْ تَدَعِ (1)
وزَبَّان: اسم رجل.
والياء في قولِ الآخر:
قومها.
الإعراب: وتضحك: الواو: حسب ما قبلها، وتضحك: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. مني: جار ومجرور متعلقان بالفعل تضحك والنون: للوقاية. شيخة: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. عبشميةٌ: صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة. كَأَنْ: حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه محذوف. لم: حرف نفي وجزم وقلب. ترى: فعل مضارع مجزوم بالسكون على خلاف القياس. والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هي. قبلي: ظرف زمان منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء لانشغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، متعلق بالفعل ترى، والياء: ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. أسيرًا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. يمانيا: صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة.
وجملة (وتضحك شيخة) ابتدائية لا محلّ لها. وجملة (كأن لم ترى): حالية محلها النصب. وجملة (لم تر أسيرًا): في محلّ رفع خبر "كأن".
والشاهد: قوله: لم ترى؛ حيث ثبتت الألف فيه مع الجازم ضرورة.
(1)
التخريج: ذكره من شراح الألفية: الأشموني: 1/ 46، والشاطبي، وذكره السيوطي في همع الهوامع 1/ 52، وابن يعيش في شرح المفصل 10/ 104 والإنصاف 1/ 16، والخصائص 1/ 323، 327.
وقال العيني في شرح الشواهد ج 1 ص 234: لم أقف على اسم قائله، وفي نشأة النحو ص 59 قائله أبو عمرو بن العلاء للفرزدق، وهو من البسيط.
الشرح: زَبَّان -بفتح الزاي وتشديد الباء الموحدة- اسم رجل، واشتقاقه من الزبب وهو طول الشعر وكثرته.
الإعراب: هجوتَ: فعل وفاعل، والتاء في رواية أكثر النحاة مفتوحة على أنها ضمير المخاطب. وهي فيما رواه المرتضى مضمومة على أنها للمتكلم. زبانَ: مفعول به. ثمَّ: حرف عطف.
جئتَ: فعل وفاعل والجملة معطوفة على الجملة السابقة. معتذرًا: حال من الفاعل. مِن هجوِ: جار ومجرور متعلق بمعتذر. زَبَّانَ: مضاف إليه. لم: نافية جازمة. تهجو: مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون على خلاف القياس. ولم: الواو عاطفة ولم نافية جازمة. تدعِ: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر للروي.
الشاهد: لم تهجو؛ حيث أثبت الشاعر الواو مع الجازم للضرورة.
أَلمْ يَأْتيكَ وَالأَنبَاءُ تَنْمِيْ
…
بمَا لَاقَتْ لَبُونُ بَنيْ زِيَادِ
(1)
وقيل: إِن هذه الحروف إشباعٌ، والأصَليةَ محذوفةٌ للجازم.
وحذفت الياء لغير جازم للضرورةِ؛ كقولِهِ:
كفَّاكَ كفٌّ مَا تَلِيقُ دِرهَمًا
…
جُودًا وَكَفٌّ تُعْطِ بِالسَّيفِ الدِّمَا
(2)
(1)
تخريج الشاهد: البيت أول مقطوعة للشاعر، يقولها في الربيع بن زياد العبسي، وذلك أن قيسًا كان عنده درع، فساومه فيها الربيعي، ثم اهتبل فرصة، وأخذ الدرع ثم انطلق يعدو به فرسه، فتعرض قيس لأم الربيع، وأراد أن يأسرها، ثم عدل عن ذلك، واستاق نَعَم بني زياد، فقدم مكة، فباعها من عبد اللَّه بن جدعان التيمي معاوضة بأدراع وأسياف.
والبيت من شواهد: التصريح: 1/ 87، والأشموني في 43/ 1/ 46، وهمع الهوامع: 1/ 52، الدرر اللوامع: 1/ 28، وسيبويه: 1/ 215/ 59، ونوادر أبي زيد: 203، وجمل الزجاجي: 373، والخصائص لابن جني: 1/ 333، 337 المحتسب: 1/ 67، 196، 215 والمنصف: 2/ 81، 114 وأمالي ابن الشجري: 1/ 84، 215 والإنصاف: 30 والمقرب: 4، 43، والخزانة: 3/ 534 وشرح المفصل: 8/ 24. 10/ 104، وشرح العيني: 1/ 230، ومغني اللبيب 163/ 146، 715/ 506 وشرح شواهد المغني للسيوطي: 113، 173.
المفردات الغريبة: الأنباء: جمع نبأ، وهو الخبر، وقيل: الخبر أعم منه؛ لأن النبأ خاص بما كان ذا شأن من الأخبار. تنمي: تزيد وتكثر. لبون -بفتح اللام، وضم الباء مخففة: وهي الإبل ذات اللبن. بنو زياد: هم: الربيع، وعمارة، وقيس، وأنس، بنو زياد بن سفيان بن عبد اللَّه العبسي، وأمهم فاطمة بنت الخرشب الأنمارية.
المعنى: ألم يبلغك -والأخبار سرعان ما تنشر وتشيع بين الناس- ما حدث لنياق بني زياد، حيث أخذتها رغمًا عنهم، وهم الأبطال الذين يخافهم الناس ويرهبونهم؟!
الإعراب: ألم: الهمزة للاستفهام، ولم: حرف جزم. يأتيك: فعل مضارع مجزوم بالسكون على خلاف القياس. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى المفهوم من السياق والقرائن الأخرى، والكاف ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. والأنباء: الواو حالية، والأنباء: مبتدأ مرفوع بالضمة. تنمي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. بما: جار ومجرور متعلقان بيأتي. لاقت: فعل ماض والتاء للتأنيث. لبونُ: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. بني: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. زياد: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة: (ألم يأتيك): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (والأنباء تنمي) في محلّ نصب حال. وجملة (لاقت): صلة الموصول. وجملة (تنمي): في محلّ رفع خبره.
الشاهد؛ قوله: ألم يأتيك؛ حيث ثبت حرف العلّة مع الجازم للضرورة.
(2)
التخريج: البيت في أساس البلاغة 419، الأشباه والنظائر 1/ 23، الأضداد لابن الأنباري
حيث لم يقل: (تعطي).
(وَأَيُّ) مبتدأ اسم شرط، و:(فِعْلٍ) مضاف إِليه، وقوله:(آخِرٌ) مبتدأ، و:(مِنْهُ) في موضع الصفة له، وقوله:(أَلِفْ) خبر المبتدأ الَّذي هو آخر، والجملة من هذا المبتدأ والخبر في محل نصب عَلَى أنها خبر كان المحذوفة ضرورة الَّذي هو فعل الشرط، واسمها: ضمير الشأن، والفاء داخلة في جواب الشرط عَلَى إِضمار قَد، والأصل: فقد عرف معتلا و (مُعْتَلًّا) حال مقدمة، وصاحبها الضمير في (عُرِفْ) العائد على (أَيُّ) وأما خبر (أَيُّ)، فهو فعل الشرط؛ أعني: كان ومعمولها.
وقيل: هو والجواب معًا؛ لأَنَّ الكلام لَا يتم إِلَّا بهما، وسيأتي إِن شاء اللَّه تعالَى مفصلا في عوامل الجزم.
واللَّه الموفق
* * *
264، إعراب ثلاثين سورة 215، الأمالي الشجرية 2/ 72، الإنصاف 236، إيضاح الوقف والابتداء 1/ 264، الخصائص 3/ 90، 133، درة الغواص 165، شرح الجمل 2/ 585، ضرائر الشعر 121، ضرورة الشعر 113، اللسان (لوق)، ما يجوز للشاعر في الضرورة 219، معاني القرآن للفراء 2/ 72، 118، المنصف 2/ 74، ولم يعزه أحد من الذين رووه لقائل.
المعنى واللغة: لا تليق درهمًا: أي لا تمسكه وتحبسه، يصفه بالبذل والإنفاق.
الإعراب: كفّاك: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى، والكاف: ضمير مضاف إليه. كفٌّ: خبر مرفوع بالضمة. لا: نافية لا عمل لها. تليق: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هي. درهمًا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. جودًا: تمييز منصوب. وكفٌّ: الواو حرف عطف، كف: معطوف على كف مرفوع مثلها. تعط: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للضرورة. بالسيف: جار ومجرور متعلقان بتعط. الدما: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الهمزة المحذوفة للضرورة.
وجملة (كفاك كف): ابتدائية لا محل لها. وجملة (لا تليق درهمًا): صفة كف في محل رفع. وجملة (تعط): صفة "وكف" مرفوعة مثلها.
الشاهد: قوله: تعط؛ حيث حذف الياء من الفعل للضرورة مع كون الفعل مرفوعًا.