الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والتّقدير: لا شيء يصدق عليه هذا الاسم كصدقه علَى المشهور به.
وبعضهم: يقدر فِي كل موضع ما يليق به؛ أَي: (لا مثل كسرَى)، و (لَا بطن من بطون قريش)، وسياق الكلام يدل علَى معنَى المثل.
فخرج باشتراط المفرد: ما كَانَ مضافًا من الأعلام؛ كـ (عبد شمس)، فَلَا يؤول بنكرة.
فائدة:
قولهم: (لا أبا لك) ونحوه: محتمل للمدح والذّم.
فوجه المدح: أَن يراد نفي نظير الممدوح بنفي أبيه.
ووجه الذّم: أَن يراد أنه مجهول النّسب.
واللَّه الموفق
ص:
199 -
وَرَكِّبِ الْمُفْرَدَ فَاتِحًا كَلَا
…
حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ وَالثَّانِي اجْعَلَا
(1)
200 -
مَرْفُوْعًا أَوْ مَنْصُوبًا أَوْ مُرَكَّبًا
…
وَإِنْ رَفَعْتَ أَوَّلًا لَا تَنْصِبَا
(2)
تقدير (مثل ملء) فحذفت مثل كما حذفت من لا هيثم.
(1)
وركب: الواو عاطفة، ركب: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. المفرد: مفعول به لركِّب. فاتحًا: حال من الضمير المستتر في ركب، ومتعلقه محذوف، والتقدير: فاتحًا له. كلا: الكاف جارة لقول محذوف على ما سبق غير مرة، ولا: نافية للجنس. حول: اسم لا، مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف، والتقدير: لا حول موجود. ولا: الواو عاطفة، ولا: نافية للجنس أيضًا. قوة: اسمها، وخبرها محذوف، وهذه الجملة معطوفة بالواو على الجملة السابقة. والثاني: مفعول أول قدم على عامله، وهو قوله:(اجعلا) الآتي. اجعلا: اجعل: فعل أمر، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وحرك بالفتح لأجل مناسبة الألف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والألف للإطلاق، أو هو فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا لأجل الوقف لا محل له من الإعراب، ونون التوكيد المنقلبة ألفًا: حرف لا محل له من الإعراب.
(2)
مرفوعًا: مفعول ثان لاجعل في البيت السابق. أو منصوبًا: أو: حرف عطف، منصوبًا: معطوف على مرفوع. أو مركبا: معطوف على قوله: مرفوعًا السابق. وإن: الواو عاطفة، إن: شرطية. رفعتَ:
ش:
بَيَّنَ الشّيخ رحمه الله: أَن اسمها المفرد يبنى
(1)
معها علَى الفتح؛ كـ (لا رجل)، وسبق مفصلًا.
وإذا عطف علَى اسمها نكرة مفردة .. جاز:
* فتح المعطوف أيضًا علَى الأصل؛ كـ (لا حول ولَا قوة إِلَّا باللَّه)، وبه قرأ، أبو عمرو وابن كثير فِي قوله تعالَى:(لا بيعَ فيه ولَا خلةَ).
* وفتح الأول ورفعُ الثّاني؛ كقولِ الشّاعر:
...................
…
لا أُمَّ لِي إنْ كَانَ ذَاك وَلَا أبُ
(2)
رفع: فعل ماض فعل الشرط مبني على الفتح المقدر في محل جزم، وتاء المخاطب فاعل. أوَّلا: مفعول به لرفعت. لا: ناهية. تنصبا: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا لأجل الوقف في محل جزم بلا الناهية، والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والجملة في محل جزم جواب الشرط، وحذف منها الفاء ضرورة، وكان حقه أن يقول: وإن رفعت أوَّلًا فلا تنصبا.
(1)
سقط من (ب).
(2)
التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: هذا لعَمركمُ الصَّغارُ بعَينهِ
وهو من أكثر الشواهد النحوية المختلف عليها، فهو لرجل من مذحج في الكتاب 2/ 292، وهو لضمرة بن جابر في خزانة الأدب 2/ 38، 40، وهو لرجل من مذحج أو لضمرة بن ضمرة، أو لهمام أخي جساس ابني مرة في تخليص الشواهد ص 405، وهو لرجل من مذحج أو لهمام بن مرة في شرح شواهد الإيضاح ص 209، وهو لرجل من بني عبد مناف، أو لابن أحمر، أو لضمرة ابن ضمرة أو لرجل من مذحج أو لهمام بن مرة، أو لرجل من بني عبد مناة في الدرر 6/ 175، وهو لهني بن أحمد أو لزرافة الباهلي في لسان العرب 6/ 61 حيس، وهو لرجل من مذحج أو لهمام بن مرة أو لرجل من بني عبد مناة أو لابن الأحمر، أو لضمرة بن ضمرة في شرح التصريح 1/ 241، ولابن أحمد في المؤتلف والمختلف ص 38، والمقاصد النحوية 2/ 339، ولرجل من مذحج أو لهمام أخي حسان بن مرة أو لضمرة بن ضمرة أو لابن أحمد في شرح شواهد المغني ص 921، ولهمام بن مرة في الحماسة الشجرية 1/ 256، ولعامر بن جوين الطائي أو منقذ بن مرة الكناني في حماسة البحتري ص 78، ولرجل من بني عبد مناة بن كنانة في سمط اللآلي ص 288، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 241، 245، والأشباه والنظائر 4/ 162، وأمالي ابن الحاجب ص 593، 847، وأوضح المسالك 2/ 16، ورصف المباني ص 267، وشرح ابن عقيل ص 202،
وقولِ الآخرِ:
لَا خَيلَ عِندَكَ تُهدِيهَا وَلَا مَالُ
…
..................................
(1)
وشرح المفصل 2/ 292، وكتاب اللامات ص 106، واللمع في العربية ص 129، ومغني اللبيب ص 593، والمقتضب 4/ 371.
اللغة: الصغار: الذل والضيم.
المعنى: يقول: أقسم بجدكم أن هذا الأمر تفضيل أحد علي هو الذل بعينه؛ وإن كان ذلك حاصلا فلا أم لي ولا أب؛ أي ساقط الحسب والنسب.
الإعراب: هذا: ها: للتنبيه، وذا اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. وجدكم: الواو حرف جر وقسم، جد: اسم مجرور، وعلامة جره: الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف، وتقديره: أقسم. وكم: ضمير في محل جر بالإضافة. الصغار: خبر المبتدأ (ذا) مرفوع. بعينه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال. وقيل: الباء: حرف جر زائد، عين: تأكيد لـ (الصغار). وهو مضاف. الهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. لا: نافية للجنس تعمل عمل إنّ. أم: اسم (لا) مبني في محل نصب. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لا. إن: حرف شرط. كان: فعل ماض تام. ذاك: اسم إشارة في محل رفع فاعل. ولا: الواو: حرف عطف، لا: زائدة لتأكيد النفي. أب: معطوف على محل لا مع اسمها.
وجملة (هذا وجدكم): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (أقسم وجدكم): لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة (لا أم لي): لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة (إن كان ذاك) مع جواب الشرط المحذوف: لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية.
الشاهد: قوله: (ولا أبُ)؛ حيث جاء أبُ مرفوعًا بالابتداء بعد لا النافية غير العاملة التي تلت لا النافية للجنس.
(1)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: فليُسعِد النُّطقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ
وهو للمتنبي في ديوانه (1/ 349).
المعنى: قال المَعَرِّي في "معجز أحمد": 416: يقول لنفسه: ليس عندك خيل ولا غيرها من الأموال تهديها إلى فاتك، مكافأة على إحسانه، فأنت قادر على مدحه، فساعده بالقول الجميل، إن لم يساعدك الحال على الأجر الجزيل. وهذا كقول الحطيئة:
إلّا يَكُنْ مَالٌ يُثَابُ فَإنَّهُ
…
سَيَأتِي ثَنَائِي زيدًا بن مُهَلْهل
ومثله للمهلبي:
إِنْ يَعْجَزِ الدَّهْرُ كَفّى عَنْ جَزَائِكُم
…
فَإنَّنِي بالهَوَى وَالشُّكرِ مُجْتَهِد
الشاهد: قوله: (ولا مالُ)؛ حيث جاء (مالُ) مرفوعًا بالابتداء بعدَ لا النافية غير العاملة التي تلت لا النافية للجنس.
* وفتح الأول ونصب الثّاني، وهو ضعيف.
كَقَولِ الشَّاعرِ:
لا نَسَبَ اليومَ وَلا خُلَّةً
…
اتَّسَعَ الخَرْقُ علَى الراقِعِ
(1)
وقال يونس: مبني، ونونه للضرورة.
وقد تحصّل فِي الثّاني ثلاثة أوجه مع فتح الأول، وإِليه الإِشارة بقولهِ:(والثّاني اجعلا مرفوعًا أو منصوبًا أو مركبًا).
* فالبناء: علَى الأصل.
* والرّفع: علَى محل الأولى مع اسمها؛ لأنهما فِي محل رفع بالابتداء عند سيبويه كما سبق، و (لَا) الثّانية حينئذ: زائدة لتوكيد النّفي، أَو علَى أنه مبتدأ حذف خبره، أَو علَى أَن لا الثّانية زائدة لتوكيد النّفي أيضًا، وهو معطوف علَى محل (لا) الأولَى باعتبار عملها، أَو معطوف علَى
(1)
التخريج: البيت لأنس بن العباس بن مرداس في الدّرر 6/ 175، 313، وشرح التّصريح 1/ 241، وشرح شواهد المغني 2/ 601، والكتاب 2/ 285، 309، ولسان العرب 5/ 115 قمر 10/ 238 عتق، والمقاصد النّحوية 2/ 351، ولهُ أو لشقران مولى سلامان بن قضاعة في شرح أبيات سيبويه 1/ 583، 587، ولأبي عامر جد العباس بن مرداس في ذيل سمط اللّآلي ص 37، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 412، وأوضح المسالك 2/ 20، وتخليص الشّواهد ص 405، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 75، 967، وشرح ابن عقيل ص 202، وشرح المفصل 2/ 101، 135، 9/ 138، واللّمع في العربية ص 128، ومغني اللّبيب 1/ 266، وهمع الهوامع 2/ 144، 211.
اللُّغة: الخلة: الصّداقة. الخرق: الفجوة بين شقين. الرّاقع: المصلح.
المعنى: يقول: لم يعد بالإِمكان إِصلاح ذات البين، لأن الخطب قد تفاقم، فَلَا يفيد هذا نسب ولَا خلة.
الإِعراب: لا: النّافية للجنس. نسب: اسم لا مبني في محل نصب. اليوم: ظرف متعلق بمحذوف خبر لا. ولا: الواو: حرف عطف، لا: زائدة لتأكيد النّفي. خلةً: معطوفة على اسم لا. اتسع: فعل ماض. الخرق: فاعل مرفوع. على الرّاقع: جار ومجرور متعلقان باتسع.
وجملة (لا نسب اليوم): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها ابتدائية. وجملة (اتسع الخرق): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها استئنافية.
الشاهد: قوله: (ولَا خلة) حيث عطف (خلة) منصوبًا على اسم لا وهو قوله (نسبَ).
لفظه كما صرح به السّمين فِي "شرح التّسهيل".
* ويجوز وجهان آخران، رفع الأول وبناء الثّاني؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:
فَلَا لَغْوٌ وَلَا تَأْثِيمَ فِيهَا
…
...............
(1)
والأول حينئذ مبتدأ، لتقدم النّفي، و (لَا): مهملة، أَو: اسم (لا) العاملة عمل ليس.
* ويجوز رفعهما معًا علَى ما ذكر، ومنه قولهُ:
فَمَا هَجَرتُكِ حَتَّى قُلتِ مُعلِنةً
…
لَا نَاقَةٌ لِي فِىِ هَذا وَلَا جَمَلُ
(2)
(1)
صدر بيت من الوافر، وعجزه: وَمَا فَاهُوا بِهِ أَبَدًا مُقِيمُ
التخريج: البيت لأمية بن أبي الصّلت في ديوانه ص 54، وتخليص الشّواهد ص 406، 411، والدّرر 6/ 178، وشرح التّصريح 1/ 241، ولسان العرب 12/ 6 أثم، والمقاصد النّحوية 2/ 346، وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 19، وجواهر الأدب ص 93، 245، وخزانة الأدب 4/ 494، وسر صناعة الإِعراب 1/ 415، وشرح ابن عقيل ص 203، ولسان العرب 13/ 526 فوه، واللّمع ص 129، وهمع الهوامع 2/ 144.
اللُّغة: اللّغو: القول الباطل. التّأثيم: من الإِثم، وهو ارتكاب الحرام. يقول: إِن أهل الجنة لا يتكلمون بالباطل، ولَا يقع بينهم إِثم حتى ينسبه بعضهم إِلى بعض.
الإِعراب: فلا: الفاء: حرف استئناف، لا: حرف نفي لا عمل لها، أو عاملة عمل ليس. لغو: اسم لا مرفوع. أو مبتدأ مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: النّافية للجنس. تأثيمَ: اسم لا مبني في محل نصب. فيها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وخبر لا محذوف يدل عليه خبر المبتدأ، والتقدير:(فَلَا لغو فيها ولَا تأثيم فيها). وما: الواو: حرف عطف. ما: اسم موصول في محل رفع مبتدأ. فاهوا: فعل ماض مبني على الضّم لاتصاله بالواو، والواو: فاعل، والألف: للتفريق. به: جار ومجرور متعلقان بفاهوا. أبدًا: ظرف متعلق بمقيم. مقيم: خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة (لا لغو): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها استئنافية. وجملة (لا تأثيم): معطوفة على جملة لا محل لها من الإِعراب. وجملة (ما فاهوا): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها معطوفة على جملة لا محل لها من الإِعراب. وجملة (فاهوا): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها صلة الموصول.
الشاهد: قوله: (فَلَا لغوٌ ولَا تأثيمَ)؛ حيث أعمل لا الأولى عمل ليس، أو أبطل عملها، وأعمل لا الثّانية عمل لا النّافية للجنس. وهذا جائز.
(2)
التخريج: البيت للراعي النّميري في ديوانه ص 198، وتخليص الشّواهد ص 405، وشرح
ولا ينصب الثّاني عند رفع الأول؛ لأنَّ النّصب علَى محل اسم (لا) الأولَى، أَو علَى لفظه؛ فإِذا ارتفع لفظه .. لم يبق مسوغ، و (لَا) حينئذ مهملة كما سبق، ولهذا قال:(وإن رفعت أولا لا تنصبا).
فتحصل حينئذ خمسة أوجه:
1 -
فتحهما.
2 -
وفتح الأول ورفع الثّاني.
3 -
وفتح الأول، ونصب الثّاني.
4 -
ورفع الأول وبناء الثّاني.
5 -
ورفعهما.
التّصريح 1/ 241، وشرح المفصل 2/ 111، 113، والكتاب 2/ 295، ولسان العرب 15/ 254 لقا، ومجالس ثعلب ص 35، والمقاصد النّحوية 2/ 336، واللّمع ص 128.
المعنى: يقول: ما قطعت حبل ودك حتى تبرأت مني معلنة أن الأمر لا يهمني.
الإِعراب: وما: الواو بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. هجرتك: فعل ماض مبني على السّكون، التّاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به. حتى: حرف غاية وجر. قلت: فعل ماض مبني على السّكون، والتّاء ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من أن المضمرة بعد حتى وما بعدها في محل جر بحرف الجر (حتى)، والجار والمجرور متعلقان بالفعل صرمتك. معلنة: حال منصوب. لا: حرف نفي، أو عاملة عمل ليس. ناقةٌ: مبتدأ، أو اسم (لا) مرفوع. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، أو خبر (لا). في هذا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف نفي. جملُ: معطوفة على ناقة.
وجملة: (ما صرمتك): بحسب ما قبلها، وجملة (قلت): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإِعراب. وجملة (لا ناقة لي): في محل نصب مفعول به. وجملة (لا جمل): معطوفة على جملة لا ناقة لي.
الشَّاهد: قوله: (لا ناقة لي ولَا جمل)؛ حيث تكررت لا، فرفع الاسم بعد (لا) الأولى إِما لأنه مبتدأ، وهي نافية غير عاملة، وإِما لأنه اسمها، وهي عاملة عمل ليس.
ورفع الاسم بعد لا الثّانية، إِما لأن (لا) الثّانية زائدة، والاسم بعدها معطوف على الاسم الذي بعد (لا) الأولى، وإِما لأن (لا) الثّانية مهملة والاسم بعدها مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، وجملة المبتدأ والخبر معطوفة على جملة (لا) ومعموليها، أو على جملة المبتدأ والخبر، وإِما لأن (لا) الثّانية عاملة عمل ليس، فالاسم بعدها مرفوع على أنه اسمها، وخبرها محذوف، والجملة معطوفة على الجملة.
ويفهم من قوله: (وإن رفعت أولًا لا تنصبا): أنك إِذا نصبت الأول .. جاز فِي النّكرة المعطوفة الأوجه الثّلاثة نحو: (لا غلامَ رجل ولَا أمرآة) بالبناء أَو النّصب أَو الرّفع.
واللَّه الموفق
ص:
201 -
وَمُفْرَدًا نَعْتًا لِمَبْنِيّ يَلِي
…
فَافْتَحْ أَوِ انْصِبَنْ أَوِ ارْفَعْ تَعْدِلِ
(1)
ش:
إِذا نعت اسم (لا) المَبْني بمفرد وَلَم يفصل بَينَ النّعت والمنعوت .. جاز فِي النّعت: البناء، والرّفع، والنّصب؛ نحو:(لا رجل ظريفَ) بفتح (ظريف)، أَو رفعه، أَو (ظريفًا) بالنّصب.
* فالبناء: علَى أنه مركب مع منعوته قبل مجيء (لا)، فيكون مثل:(لا خمسةَ عشر).
* والرّفع: علَى محل لا مع اسمها، فيكون عمل الابتداء باقيًا فِي الموضع.
* والنّصب: علَى محل اسم (لا) باعتبار عملها.
(1)
ومفردًا نعتًا: يجوز أن يكون (مفردًا): مفعولًا مقدمًا تنازعه العوامل الثلاثة الآتية، ويكون (نعتًا): بدلًا منه.
ويجوز أن يكون (مفردًا): حالًا من (نعتًا)، وجاز مجيء الحال من النكرة؛ لتقدمه عليها، ولتخصصه بالمتعلق أو بالوصف، ويكون (نعتًا): مفعولًا تنازعه العوامل الثلاثة.
لمبني: جار ومجرور متعلق بقوله: (نعتًا)، أو بمحذوف صفة له. يلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى نعت، والجملة في محل نصب صفة لقوله:(نعتًا). فافتح: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. أو: عاطفة. انصبن: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب. أو: حرف عطف. ارفع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. تعدلِ: فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لأجل الروي.
فإِن جيء بنعت ثان .. أجري مجرى النّعت الأول فِي الرّفع والنّصب، لا فِي البناء؛ لأنه لا يبنى أكثر من شيئين؛ نحو:(لا رجلَ ظريف كريم).
وأما الثّاني من نحو: (لا ماءَ ماء باردًا) .. فهو صفة للأول؛ لأنَّ الاسم إِذا وصف .. صحَّ أن يوصف به؛ نحو: (مررت برجلٍ رجل عاقل).
ويجوز فيه الأوجه الثّلاثة كما فِي: (لا رجل ظريف).
وليس فِي باردًا البناء.
وقيل: إن (ماء) الثّاني: توكيد.
ورده ابن هشام.
ويجوز الرّفع والنّصب فِي البدل إن صلح أَن يجعل محل المبدل منه؛ نحو: (لا أحد فيها رجلًا) أو (رجل).
فإِن لم يصلح .. وجب الرّفع؛ نحو: (لا أحد فيها زيدٌ) برفع (زيد) وجوبًا.
وكذا عطف النّسق؛ نحو: (لا أحد فيها ولَا زيدٌ) بالرّفع أيضًا.
وقوله: (مفردًا): أصله صفة لقوله نعتًا؛ لأنَّ المعنَى: (والنّعت المفرد افتحه)، فقدم عليه، وجعل (مستقلا) وهو مفعول بـ (افتح)، و (نعتًا) حينئذ: بدل منه.
وقوله: (لمبني): صفة لـ (نعتًا)، و (يلي): صفة ثانية.
ولَا يمتنع كون ما بعد الفاء عاملًا فيما قبلها هنا؛ لأن هذا ونحوه: كقولك: (زيدًا فاضرب)، وهو علَى تقدير:(أما زيدًا فاضرب).
وقيل غير ذلك؛ كما سيأتي مبسوطًا فِي الاشتغال.
واللَّه الموفق
ص:
202 -
وَغَيْرَ مَا يَلِي وَغَيْرَ الْمُفْرَدِ
…
لَا تَبْنِ وَانْصِبْهُ أَوِ الرَّفْعَ اقْصِدِ
(1)
(1)
وغير: مفعول مقدم على عامله، وهو قوله:(لا تبن) الآتي، وغير مضاف. وما: اسم موصول: مضاف إليه. يلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ما، والجملة لا محل لها صلة ما. وغير: الواو عاطفة، غير: معطوف على غير السابقة، وغير مضاف. والمفرد: مضاف إليه. لا: ناهية. تبن: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. وانصبه: الواو عاطفة، انصب: فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل
ش:
النّعت المفرد المتقدم ذكره إن فصل من المنعوت .. لا يُبنَى، فتقول:(لا رجل عندي ظريفٌ) برفع ظريف أَو نصبه فقط؛ لأنَّ البناء إِنما جاز عند عدم الفصل؛ لتركيب النّعت مع المنعوت كما سبق.
فلما فصل .. لم يبق تركيب، فامتنع البناء.
وكذا: إِذا كَانَ النّعت والمنعوت مركبين، أَو المنعوت مفردًا والنّعت مركبًا، أَو عكسه.
ولَا فرق بَينَ النّعت المفصول وغيره.
فالأول: (لا غلام رجل صاحب بر عندي)، و (لَا رجل عندي صاحب بر).
والثّاني: (لا رجل صاحب بر عندي)، و (لَا رجل عندي صاحب بر).
والثّالث: (لا غلام رجل ظريف عندي)، و (لَا غلام رجل عندي ظريف).
واللَّه الموفق
ص:
203 -
وَالْعَطْفُ إِنْ لَمْ تَتَكَرَّرْ لَا احْكُمَا
…
لَهُ بِمَا لِلنَّعْتِ ذِي الْفَصْلِ انْتَمىَ
(1)
ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والهاء مفعول به لانصب. أو: عاطفة. الرفع: مفعول به مقدم لاقصد. اقصد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
(1)
والعطف: مبتدأ. إن: شرطية لم: حرف نفي وجزم وقلب. تتكرر: فعل مضارع، فعل الشرط. لا: قصد لفظه: فاعل تتكرر. احكما. فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا لأجل الوقف، ونون التوكيد المنقلبة ألفًا حرف لا محل له من الإعراب، وفاعل احكم: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والجملة في محل جزم جواب الشرط، وحذفت منه الفاء ضرورة، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ. له، بما: جاران ومجروران يتعلقان باحكم، وما: اسم موصول. للنعت: جار ومجرور متعلق بقوله: انتمى الآتي. ذي: نعت للنعت، وذي مضاف. والفصل: مضاف إليه. انتمى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على ما الموصولة، والجملة من انتمى وفاعله: لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وحاصل البيت: والعطف إن لم تتكرر لا فاحكم له بالحكم الذي انتمى للنعت صاحب الفصل من منعوته، وذلك الحكم هو امتناع البناء وجواز ما عداه من الرفع والنصب.
ش:
يقول: إن لم تتكرر (لا) مع المعطوف .. كَانَ حكمه حكم النّعت المفصول، فَلَا يبنى علَى الفتح، فكما تقول:(لا رجل عندي ظريف) برفع ظريف أَو نصبه فقط .. تقول أيضًا: (لا رجل وامرأةٌ) برفع (امرأة) ونصبه.
ومن النصبِ قولُه:
فَلا أَبَ وَابنًا مِثلَ مَروَانَ وَابنِهِ
…
.................
(1)
وحكى الأخفش: (لا رجل وامرأةَ) بفتح (امرأة) علَى أنه مبني.
وردّ: بأن الواو فاصلة، فمنع من التّركيب.
(1)
التخريج: هذا صدر بيت من الطويل، قال العيني: لرجل من بني عبد مناة فيما زعمه أبو عبيد البكري، وأنشده سيبويه في كتابه ولم يعزه إلى أحد ج 1 ص 349، ولم ينسبه أحد من شراحه. وعجزه: إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
وهو من الخمسين المجهولة القائل.
اللغة: مروان: هو ابن الحكم بن العاص بن أمية. وابنه هو: عبد الملك بن مروان لأنه يمدحهما. المجد: العز والشرف وكرم النِّجار، ورجل ماجد: شريف كريم المحتد. ارتدى: لبس الرداء. تأزرا: لبس الإزار، والارتداء والاتزار بالمجد: كناية عن غاية الكرم ونهاية الجود، فكأنهما متلبسان به لا يفارقانه.
الإعراب: لا: نافية للجنس. أب: اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب. وابنًا: معطوف على محل اسم لا. مثل: بالنصب على أنه صفة لاسم (لا) وما عطف عليه، وعلى هذا خبر (لا) محذوف، والتقدير: لا أب وابنًا مماثلين لمروان وابنه موجودان، والرفع على أن يكون خبر لا. مروان: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه لا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. وابنه: معطوف على مروان، وضمير الغائب العائد على مروان: مضاف إليه. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. هو: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها. بالمجد: متعلق بالفعل المحذوف. ارتدى: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة. وتأزرا: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه، والألف للإطلاق، والجملة لا محل لها معطوفة على الجملة التفسيرية.
الشاهد: قوله: (لا أب وابنا)؛ حيث عطف على اسم لا النافية للجنس، ولم يكرر لا وجاء المعطوف منصوبًا، ويجوز فيه الرفع، وذلك أن (لا) إذا لم تكرر وعطف على اسمها، وجب فتح الأول، وجاز في الثاني النصب والرفع.
وأولهُ ابن عصفور والمصنف: علَى أَن التّقدير: (ولَا امرأة)، فحذفت ونويت.
ولَا فرق بَين المفرد وغيره فِي المعطوف بدون (لا)، فكما امتنع بناء المعطوف فِي:(لا رجل وامرأة) .. يمتنع أيضًا فِي نحو: (لا رجل وغلام امرأة).
وإِن كَانَ المعطوف معرفة .. فَلَا يجوز إِلَّا الرّفع؛ سواء كررت لا؛ نحو: (لا رجل ولا زيد فِي الدّار)، أم لم تتكرر؛ نحو:(لا رجل وزيد).
واللَّه الموفق
ص:
204 -
وَأَعْطِ لَا مَعَ هَمْزَةِ اسْتِفْهَامِ
…
مَا تَسْتَحِقُّ دُوْنَ الاسْتِفْهَامِ
(1)
ش:
تدخل همزة الاستفهام علَى (لا) فَلَا يغير حكمها.
فلك بعد دخول الهمزة: بقاء العمل، وجواز الإلغاء إِذا كررت (لا).
ولك: أَن تنصب المعطوف علَى محل اسمها.
ولك: أَن ترفعه علَى محل (لا) مع اسمها.
فتقول: (ألا رجلَ ظريفٌ فِي الدّار؟) برفع (الظّريف)، أَو نصبه أَو بنائه كما كَانَ قبل الهمزة.
و (ألا رجل وامرأةٌ؟) برفع امرأة ونصبه فقط كما كان قبل الهمزة.
و (ألا رجلَ ولا امرأةٌ؟) بتثليث امرأة إِذا بنيت الأول.
والرّفع والنّصب إِذا رفعت الأول.
(1)
وأعط: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. لا: قصد لفظه: مفعول أول لاعط. مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من لا ومع مضاف. وهمزة: مضاف إليه، وهمزة مضاف. واستفهام: مضاف إليه. ما: اسم موصول: مفعول ثان لاعط. تستحق: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود على لا ومفعوله ضمير محذوف يعود على ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة الموصول: دون: ظرف متعلق بمحذوف حال من لا ودون مضاف. والاستفهام: مضاف إليه.
وحاصل البيت: وأعط لا النافية حال كونها مصاحبة الهمزة الدالة على الاستفهام نفس الحكم الذي كانت لا هذه تستحقه حال كونها غير مصحوبة بأداة الاستفهام.
وهذا مذهب المصنف وأبي عثمان المازني وتلميذه المبرد.
وذهب الخليل وسيبويه: إِلَى أَن (ألَا) هذه بمنزلة: (أتمنَى)، فَلَا خبر لها.
أَو بمنزلة: (ليت) فَلَا يراعَى محلها مع اسمها بل يتبع اسمها علَى اللّفظ فقط، ويبنَى الاسم معها لا غير.
فقولُ الشّاعر:
أَلَا عُمرَ وَلَّى مُسْتَطَاعٌ رُجُوعُهُ
…
.................
(1)
علَى القول الأول: يكون (مستطاع): خبرها، و (رجوعه): نائب الفاعل.
وعلَى الثّاني: تكون (ألَا) بمنزلة (أتمنَى)، فـ (مستطاع رجوعه): مبتدأ وخبر علَى التّقديم والتّأخير، والجملة: فِي موضع الحال؛ أَي: أتمنَى عمرًا ولى
(1)
صدر بيت من الطويل، وعجزه: فَيَرْأَب مَا أَثْأَتْ يَدُ الغَفلَاتِ
التخريج: البيت بِلَا نسبة في تخليص الشّواهد ص 415، والجنى الدّاني ص 384، وخزانة الأدب 4/ 70، وشرح التّصريح 1/ 245، وشرح شواهد المغني ص 800، وشرح ابن عقيل ص 208، وشرح عمدة الحافظ ص 318، ومغني اللّبيب ص 69، 381، والمقاصد النّحوية 2/ 361.
اللغة: ولى: ذهب وأدبر. رأب الصدع: أصلحه. أثأى: أفسد.
المعنى: يقول: ليت أيام العمر الماضية تعود لتصلح ما أفسدته غوائل الأيام.
الإِعراب: ألا: الهمزة للاستفهام، ولا: النّافية للجنس. عمر: اسم لا مبني في محل نصب. ولى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. مستطاع: خبر لا مرفوع. رجوعه: نائب فاعل لمستطاع مرفوع، وقيل: مستطاع خبر مقدم للمبتدأ. رجوعه: مبتدأ مؤخر وخبر (لا) محذوف، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإِضافة. فيرأب: الفاء: فاء السّببية. يرأب: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. والمصدر المؤول من (أن) وما بعدها معطوف على مصدر مرفوع منتزع من الكلام السّابق، فهو مثله في محل رفع. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به. أثأت: فعل ماض، والتّاء للتأنيث: يد: فاعل مرفوع، وهو مضاف. الغفلات: مضاف إِليه مجرور.
وجملة: (ألا عمر
…
): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (ولى): في محل نصب نعت عمر. وجملة (مستطاع رجوعه): في محل نصب نعت عُمْرَ. وجملة (يرأب): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإِعراب. وجملة (أثأت
…
): صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب.
الشَّاهد: قوله: (ألا عُمرَ) حيث أريد بالاستفهام مع لا مجرد التّمني وهذا كثير.
وفي توجيه الشاهد وإعرابه أقوال أخرى ذكرها الشارح في المتن.
فِي حال رجوعه؛ كقولك: (أتمنَى زيدًا أمير أبوه).
أَو تكون بمنزلة (ليت)، فـ (مستطاع): خبر، و (رجوعه): نائب الفاعل؛ أَي: ليت عُمرًا ولى مستطاع رجوعه؛ كقولك: (ليت زيدًا مضروب عبده).
ويجوز كون (مستطاع رجوعه): صفة ثانية، والخبر محذوف لفساد المعنَى.
والكثير قصد التّوبيخ بها والإنكار؛ كقولهِ:
ألَا ارْعِوَاءَ لِمَنْ وَلَّتْ شَبِيبَتُهُ
…
.................
(1)
وقد يستفهم بها عن النّفي خاصة؛ كقوله:
ألَا اصْطِبَارَ لِسَلمَى أَمْ لَهَا جَلَدُ؟
…
.................
(2)
(1)
صدر بيت من البسيط، وعجزه: وآذنَتْ بمَشيبٍ بَعدَهُ هَرَمُ
التخريج: البيت بِلَا نسبة في تخليص الشّواهد ص 314، والدّرر 2/ 232، وشرح التّصريح 1/ 245، وشرح شواهد المغني 1/ 212، وشرح ابن عقيل ص 206، وشرح عمدة الحافظ ص 319، ومغني اللّبيب 1/ 68، والمقاصد النّحوية 2/ 360، وهمع الهوامع 1/ 147.
اللغة: الارعواء: الرّجوع. ولت: ذهبت، أدبرت. آذنت: أعلمت. المشيب: هنا الشّيخوخة. الهرم: أقصى الكبر.
المعنى: يقول: ألا يرتدع عن الطّيش وقبائح الأعمال ذلك الذي ولى شبابه، وداهمه الشّيب، وأعلمه بالشّيخوخة ودنو الأجل؟!
الإِعراب: ألا: الهمزة للاستفهام، لا: نافية للجنس. ارعواء: اسم لا مبني على الفتح. لمن: جار ومجرور متعلقان بخبر لا المحذوف. ولت: فعل ماض، والتّاء للتأنيث. شبيبته: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإِضافة. وآذنت: الواو حرف عطف، آذنت: فعل ماض، والتّاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. بمشيب: جار ومجرور متعلقان بآذنت. بعده: ظرف زمان منصوب متعلق بخبر مقدم للمبتدأ وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإِضافة. هرم: مبتدأ مؤخر مرفوع.
وجملة: (ألا ارعواء): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (ولت): صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب. وجملة (آذنت): معطوفة على جملة ولت. وجملة (بعده هرم): في محل جر نعت مشيب.
الشَّاهد قوله: (ألا ارعواء)؛ حيث دخلت همزة الاستفهام على (لا) النّافية للجنس، وبقيت هذه عاملة في حين أنها أفادت التّوبيخ والإِنكار.
(2)
التخريج: صدر بيت وعجزه: إِذَا لَقيت الَّذِي لَاقَاهُ أَمْثَالي
وتوقف فِي الاستفهام عن النّفي أبو علي الشلوبين.
وتأتي (ألَا) للتنبيه، وتسمَى أداة الاستفتاح، ويليها جملة مثبتة؛ نحو:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} .
وللعرض والتّحضيض فيليها الفعل.
ومن العرض: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} ، وسيأتي فِي إعراب الفعل.
وهي فِي التّخصيص مركبة من الهمزة و (لَا).
وأبو حيان: بسيطة.
وإِن رادفت (أتمنَى)، أو (ليت)، أَو كانت للعرض .. فكلمة واحدة للعرض.
واللَّه الموفق
وهو لقيس بن الملوح في ديوانه ص 178، وجواهر الأدب ص 245، والدرر 2/ 229، وشرح التصريح 1/ 224، وشرح شواهد المغني 1/ 42، 213، والمقاصد النحوية 2/ 258، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 415، والجنى الداني ص 384، وخزانة الأدب 4/ 70، وشرح ابن عقيل ص 207، وشرح عمدة الحافظ ص 320، 384، ومغني اللبيب 1/ 15، وهمع الهوامع 1/ 147.
شرح المفردات: الاصطبار: الصبر. الجلد: الصبر.
المعنى: يقول: إن فقدت سلمى الصبر والجلد فإني ألاقي مصير من هم أمثالي.
الإعراب: ألا: الهمزة للاستفهام، لا: النافية للجنس. اصطبار: اسم لا مبني على الفتح. لسلمى: جار ومجرور متعلقان بخبر لا المحذوف. أم: حرف عطف. لها: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم للمبتدأ. جلد: مبتدأ مؤخر مرفوع. إذا ظرف متعلق بالخبر المقدم المحذوف. ألاقي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. الذي: اسم موصول في محل نصب مفعول به. لاقاه: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. أمثالي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة: (ألا اصطبار): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: (لها جلد): معطوفة على الجملة السابقة. وجملة (ألاقي): في محل جر بالإضافة. وجملة (لاقاه أمثالي): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (ألا، اصطبار)؛ حيث عامل (لا) بعد دخول همزة الاستفهام عليها كما كان يعاملها قبل دخولها.
ص:
205 -
وَشَاعَ فِي ذَا الْبَابِ إِسْقَاطُ الْخَبَر
…
إِذَا الْمُرَادُ مَع سُقُوْطِهِ ظَهَرْ
(1)
ش:
يكثر حذف الخبر عند الحجازيين إِذا ظهر المراد.
وأوجبه التّميميون؛ لأنه من الأصول المرفوضة عندهم.
قال أبو موسَى الجزولي: ما لم يكن ظرفًا.
ورده عمر الشلوبين، وقال: لا أدري من أين نقله.
فالحذف للقرينة قوله تعالَى {لَا ضَيْرَ} ، {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} .
وكقولهم: (لا سيف إِلَّا ذو الفقار، ولَا فتَى إِلَّا علي)، وكذا:(لا إِله إِلَّا اللَّه).
والتّقدير: (لا فوت لكم)، و (لَا سيف محمود)، و (لَا فتَى يكشف الكرباء)، و (لَا إِله موجود إِلَّا اللَّه) أَو (فِي الوجود)، والاسم الكريم: بدل من الضّمير فِي الخبر.
قال أبو حيان: وهو الوجه.
والمصنف: بدل من اسم لا علَى المحل؛ لأنَّ موضعه رفع بالابتداء.
ولَا ينصب حملًا علَى اللّفظ؛ لأنَّ (لا) الجنسية لا تعمل فِي معرفة.
وتبعه المرادي وناظر الجيش والسّمين.
واعتُرِضَ: أَن المحل قَدْ زال بدخول النّاسخ.
وقيل: بدل من محل (لا) مع اسمها.
(1)
وشاع: فعل ماض. في: حرف جر. ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي، والجار والمجرور متعلق بشاع. الباب: بدل أو عطف بيان من اسم الإشارة. إسقاط: فاعل شاع، وإسقاط مضاف. والخبر: مضاف إليه. إذا: ظرف للمستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط. المراد: فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده، وتقديره: إذا ظهر المراد. مع: ظرف متعلق بقوله: ظهر الآتي. ومع: مضاف، وسقوط من سقوطه: مضاف إليه، وسقوط مضاف، والهاء مضاف إليه. ظهر: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى المراد، والجملة من ظهر لا محل لها من الإعراب مفسرة.
ويشكل عليه: أَن البدل يحل محل الأول.
وأجاب الشّلوبين: بأن نحو: (لا أحد فيها إِلَّا زيد): هو علَى توهم: (ما فيها أحد إِلَّا زيد).
وهنا يمكن أَن يحل محل الأول كما تقول: (ما فيها إِلَّا زيد).
وعنه: أَن (إله): مبتدأ، والمسوغ: النّفي، و (إِلا اللَّه): خبره، والاستثناء مفرغ.
ولَا يجوز كون (إله): اسمها، و (إِلا اللَّه): خبرها؛ لأَنَّها لا تعمل فِي المعارف.
أما إن جعلت مع اسمها فِي موضع رفع بالابتداء .. فـ (إلا اللَّه): خبر ذلك المبتدأ.
وهل البدل هنا بعض أَو كل؟ سيأتي إن شاء اللَّه تعالَى فِي الاستثناء.
وإِذا قدر الخبر محذوفًا علَى الوجه الأول .. جاز النّصب علَى الاستثناء؛ كقولك: (ما فيها أحد إِلَّا زيدًا).
وابن عصفور: أَن النّصب أرجح.
قيل: وما ذهب إِليه: خرقٌ لإجماعهم.
والزّمخشري فِي بعض كتبه: أَن الأصل: (الله إله): مبتدأ وخبر، ثم جيء بأداة الحصر وقدم الخبر وركب مع (لا)؛ فهو خبر مقدم، والاسم الكريم: مبتدأ مؤخر، وهو حسن، وذكره فِي "العباب".
ومتَى جهل الخبر .. لم يحذف، ولهذا ثبت فِي قوله تعالَى:{يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ} ، وقوله عليه الصلاة والسلام:"لا أحد أغير من اللَّه".
ولقولِ الشّاعرِ:
.....................
…
وَلَا كَرَيمَ مِنَ الوِلْدانِ مصْبوحُ
(1)
(1)
عجز بيت من البسيط وصدره: ورَدَّ جاَزِرُهُمْ حَرْفًا مُصَرَّمَةً
التخريج: البيت لحاتم بن عبد الله الطّائي في ملحق ديوانه ص 294، وشرح أبيات سيبويه 1/ 573، ولأبي ذؤيب الهذلي في ملحق شرح أشعار الهذليين ص 1307، وشرح شواهد الإِيضاح ص 205، وشرح المفصل 1/ 107، ولرجل جاهلي من بني النّبيت في المقاصد النّحوية 2/ 368، 369 وقد
وقد حذف اسم لا فِي قولهم: (لا عليك)؛ أَي: لا بأس عليك.
[وشذ بناء الاسم مع (ما) النافية إلحاقًا بـ (لا)؛ كقولهم: (ما بأسَ)؛ أي: (ما بأسَ عليك)]
(1)
.
وقالَ الشّاعرُ:
وَمَا بَأْسَ لَو ردَّتْ عَلينَا تَحِيَّةً؟
…
...................
(2)
خطأ العيني نسبته إِلى حاتم وإِلى أبي ذؤيب، وبلا نسبة في تخليص الشّواهد ص 422، ورصف المباني ص 266، 267، والكتاب 2/ 299، ولسان العرب 4/ 452 صرر، والمقتضب 4/ 370.
اللُّغة: الجازر: الذي ينحر الذبائح. والحرف: الناقة الضامر. وقيل: القوية الصلبة شبهت بحرف الجبل وهو ناحية منه. والمصرمة: المقطوعة اللبن لعدم الرعي. والمصبوح: المسقي صباحًا، وهو شرب الغداة، يقول: هم في جدب فاللبن عندهم متعذر لا يسقاه الولد الكريم النسب، فضلًا على غيره؛ لعدمه، فجازرهم يرد عليهم من المرعى ما ينحرون للضيف.
الإِعراب، ورَد: الواو بحسب ما قبلها، ورد: فعل ماض. جازرهم: فاعل مرفوع بالضّمة. حرفًا: مفعول به منصوب بالفتحة. مصرمة: نعت منصوب بالفتحة. ولا: الواو: حالية، ولا: نافية للجنس. كريم: اسم لا. من الولدان: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لكريم. مصبوح: خبر لا مرفوع.
وجملة (ورد جازرهم): بحسب ما قبلها ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (ولا كريم): في محل نصب حال.
الشَّاهد: قوله: (ولَا كريم من الولدان مصبوح) حيث ذكر خبر (لا) وهو (مصبوح) الذي لا يمكن حذفه لعدم وجود ما يدل عليه.
(1)
ما بين حاصرتين سقط من النسخة (ب).
(2)
صدر بيت من الطويل وعجزه: قليلٌ على مَن يَعْرفُ الحَقّ عابُها
التخريج: هذا بيت من الطويل، انظر: الهمع 1/ 124، والدرر 2/ 107.
اللغه: ما بأس: لا مانع ولَا ضرر، أو لا خوف، أو لا صعوبة ولَا مشقة، أو لا حرج، هذا والبأس في الأصل الشّدة في الحرب والخوف، وهو أيضًا القوة والشّجاعة، وهو أيضًا العذاب، قال تعالى:{فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12)} ويذكر ويؤنث، كما في الآية الكريمة. تحية: هي مصدر حيّاه بتشديد الياء، وأصل معناه: الدّعاء لهُ بالحياة، ثم عم في الكلام يلقيه بعض النّاس على بعض بقصد الدّعاء، كقولهم: أبيت اللّعن، وأنعم بخير ونحوه، ثم خصته الشّريعة الإِسلامية بكلام معين، وهو قول القائل:(السلام عليكم) هذا والتّحية الملك أيضًا، من ذلك:(التحيَّات لله) معناه الملك لله تبارك وتعالى، وتكون التّحية بمعنى البقاء. عابها: العاب العيب.
المعنى: يقول: لا مانع ولَا ضرر، أو لا صعوبة عليها في ردها السّلام علينا، ولَا يعيبها من يعرف الحق