المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌تنبيه: أبو الحسن بن الطّراوة: أَن الخبر: (لأكرمتك) فِي نحو: (لولا - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ١

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌اسِتهْلَال

- ‌بَيْنَ يَدَيّ الكِتَاب

- ‌الألْفِيَّة في النَّحو

- ‌وعلى هذا الشرح:

- ‌ومن شروح الألفية:

- ‌وفي إعراب الألفية:

- ‌وفي شرح (شواهد شروح الألفية) كتابان: كبير، وصغير

- ‌وممن نثر الألفية:

- ‌وله عدة حواشَ على الألفية، منها:

- ‌ومن الحواشي على (التوضيح):

- ‌تَرْجَمَة الشَّارِح مُحَمَّد الفَارِضِي رحمه الله

- ‌وَصف النُّسخ الخَطِّيَّة

- ‌عَيِّنَةٌ مِن صُوَرِ المَخْطُوطَاتِ المُعْتَمدَةِ فِي التَّحْقِيقِ

- ‌خِطَّةُ العَمَلِ وَمَنْهَجُ التَّحْقِيق

- ‌وأهم مصادر المؤلف:

- ‌وختامًا:

- ‌شُكْرٌ وَتَقْدِيرٌ

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌[أقسام الكلمة]:

- ‌[الاسم وعلاماته]:

- ‌[الفعل وعلاماته]:

- ‌المُعْرَب والمَبْني

- ‌تنبيه:

- ‌[إعراب المضارع وبناؤه]:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌[أنواع الإعراب أربعة]:

- ‌الأَسْمَاءُ السِّتَّة

- ‌تنبيه:

- ‌شُروطُ إعراب الأسماء الستة بالحروف

- ‌المُثَنَّى وإعْرَابُه

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمِ وَإعْرَابُهُ

- ‌[كيفية جمع المنقوص جمعَ مذكر سالم]:

- ‌[كيفية جمع المقصور جمعَ مذكر سالم]:

- ‌تنبيه:

- ‌المُلْحَق بِجَمْعِ المُذَكَّر السَّالِم

- ‌جَمْعُ الألِف وَالتَّاء وَإعْرَابه

- ‌[الملحق بجمع الألف والتاء]:

- ‌تنبيه:

- ‌المَمْنُوع مِن الصَّرْف

- ‌الأفْعَالُ الخَمْسَة

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌الأسْمَاءُ المُعْتَلَّة

- ‌الفِعْلُ المُعْتَل بالألِف

- ‌النَّكِرَة وَالمَعْرِفَة

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌العَلَم

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌اسْمُ الإِشَارَةِ

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه:

- ‌المَوْصُول

- ‌المَوْصُولُ الحَرْفِي

- ‌المَوْصُول الاسْمِي

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌المُعَرَّفَة بِأدَاةِ التَّعْرِيف

- ‌الاِبْتِدَاء

- ‌والمبتدأ علَى ضربين:

- ‌ومنع ثعلب وقوع الجملة القسمية خبرًا

- ‌تنبيه:

- ‌[مسوغات الابتداء بالنكرة]:

- ‌الخبر مع المبتدأ باعتبار تقديمه وتأخيره علَى ثلاثة أقسام:

- ‌تنبيه:

- ‌واختلف فِي الضّمير الرّابط هنا:

- ‌تنبيه:

- ‌كانَ وَأَخَوَاتُها

- ‌وهذه الأفعال علَى ثلاثة أقسام:

- ‌[ما يستعمل استعمال "ليس" من الأفعال]

- ‌وهذه الأفعال:

- ‌ومن اسم الفاعل: قولُهُ:

- ‌[مواضع وجوب تقديم الاسم في كان وأخواتها]

- ‌[مواضع وجوب تأخير الاسم في كان وأخواتها]

- ‌وخالفهم الكوفيون

- ‌ومنع الفراء التّقديم مع أحرف النّفي مطلقًا

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لا يكون اسم كَانَ نكرة إِلَّا بمسوغ:

- ‌ولَا يكون اسمها نكرة وخبرها معرفة إِلا فِي الضّرورة

- ‌ويختص "ليس" بمجيء اسمها نكرة بِلَا شرط

- ‌وقد يقتصر عليه للعلم بالخبر

- ‌وليس للزائدة اسم ولَا خبر

- ‌يجوز أَن تحذف كَانَ مع اسمها ويبقَى الخبر دليلًا علَى ذلك

- ‌ولَا يحذف خبر كَانَ؛ لأنه عوض أَو كَالعوض

- ‌وأن المصدرية حينئذ فِي محل نصب أو جر علَى الخلاف فِي محلها بعد حذف الحرف معها

- ‌وأجازه المبرد

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في (ما) و (لا) و (لات) و (إنْ) المشبَّهات بِـ (لَيْسَ)

- ‌وتعمل بشروط خمسة:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌أفْعَالُ المُقَارَبَة

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إِنَّ وأخَواتُها

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌لَا الَّتي لِنَفْيِ الجِنْس

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

الفصل: ‌ ‌تنبيه: أبو الحسن بن الطّراوة: أَن الخبر: (لأكرمتك) فِي نحو: (لولا

‌تنبيه:

أبو الحسن بن الطّراوة: أَن الخبر: (لأكرمتك) فِي نحو: (لولا زيد لأكرمتك).

والكسائي: أَن (زيد) مرفوع بمضمر، أَي:(لولا حضر زيد لأكرمتك).

والفراء وابن كيسان: أنه مرفوع بنفس (لولا) ذكر ذلك أبو حيان فِي شرح هذا الكتاب.

واعلم: أَن قولهم: (عمرك اللَّه)، أصله:(أسألك بتعميرك اللَّه)، فهو مصدر مضاف لمفعوله.

والاسم الكريم: قيل: أصله (بعمرك اللَّهُ تعميرًا) فاعل، فحذف حروف الجر وزوائد المصدر، فحصل:(عمرَك اللَّه) بنصب (عَمْر) علَى نزع الخافض، ورفع الاسم الكريم.

وقيل: أصله: (عمرك اللَّه تعميرًا)، تحلفه باللَّه وتسأله بطول عمره أَن يفعل، فلما حذف الزّوائد .. انتصب (عَمر) انتصاب المصادر.

فإِد ذكرت اللّام .. رفع علَى الابتداء، نحو:(لعمر اللَّه)، والخبر محذوف؛ أَي:(قسمي) كما سبق.

ومعنى لعمر اللَّه: أحلف ببقاء اللَّه ودوامه عز وجل.

وقيل: يجوز نصب الاسم الكريم مفعول، والمعنَى: أما عمرت الله تعميرًا؛ أَي: أقررت لهُ بالدّوام ووصفته بذلك.

والأحسن: رفعه علَى أنه فاعل كما تقدم.

وقيل: معنَى (عمرك الله): أذكرك اللّه تذكيرًا يعمر القلب.

وقوله: (ذا): مبتدأ، والإِشارة به إِلَى الحذف. وقوله:(استقر) فِي موضع رفع خبر عنهُ، وفي البيت تقديم معمول الخبر الفعلي علَى المبتدأ، وكثيرًا ما يرفض؛ فلو قال:(وفي نص يمين استقر) .. لكان أولَى، وفاعل (استقر) حينئذ: يعود علَى الحذف.

واللَّه الموفق

ص: 367

ص:

139 -

وَبَعْدَ وَاوٍ عَيَّنَتْ مَفهُوْمَ مَعْ

كَمِثلِ: [كُلُّ صَانِع وَمَا صَنَعْ]

(1)

ش:

إِذا عطف اسم بالواو علَى مبتدأ وكانت الواو بمعنى (مع) .. وجب حذف خبر ذلك المبتدأ؛ نحو: (كلُّ صانع وصنعتُه)، و (كلُّ رجل وصنعتُه).

فـ (كل صانع): مبتدأ كلام إِضافي، و (صنعتُه): معطوف علَى المبتدأ، والخبر محذوف وجوبًا لأنه معلوم، فذكره عبث، والتّقدير:(كل صانع وصنعته مقترنان).

وكذا: (كل رجل وصنعته)، و (كل كريم وسماحته)، و (كل ثوب وقيمته).

وكذا بعد دخول النّاسخ؛ كقولِهِ:

فَدَع عَنكَ لَيلَى إِنَّ لَيلَى وَشَأْنْهَا ................

(2)

(1)

وبعد: الواو: عاطفة، بعد: ظرف متعلق باستقر في البيت السابق، وبعد مضاف، وواو: مضاف إليه. عينت: عين: فعل ماض، والتاء تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود إلى واو، والجملة من عين وفاعله: في محل جر صفة لواو. مفهومَ: مفعول به لعين، ومفهوم مضاف، ومع: مضاف إليه، مقصود لفظه. كمثل: الكاف زائدة، مثل: خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك مثل. كل: مبتدأ، وكل مضاف. وصانعِ: مضاف إليه. و: عاطفة. ما: يجوز أن تكون موصولًا اسميًا معطوفًا على كل، ويجوز أن تكون حرفًا مصدريًا، وهي ومدخولها في تأويل مصدر معطوف على كل، وجملة صنع وفاعله المستتر فيه على الوجه الأول: لا محل لها صلة الموصول، وخبر المبتدأ محذوف وجوبًا.

(2)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وَإِن وَعدتك الوَعد لَا يَتيَسّر

وهو في التذييل (2/ 656)، وتعليق الفرائد (1084)، وشرح التسهيل للمصنف (2/ 16)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 426)، والتذييل (3/ 187).

الإعراب: فدع: الفاء: حسب ما قبلها، دع: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره أنت. عنك: جار ومجرور متعلقان بالفعل دع. ليلى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة للتعذر. إن: حرف توكيد ونصب. ليلى: اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة للتعذر، والخبر محذوف وجوبًا لاقتران اسم إن الذي هو مبتدأ في الأصل بواو المعية. وشأنها: الواو للمعية، شأنها: مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة، وها: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.

وجملة (فدع عنك): حسب ما قبلها. وجملة (إن ليلى وشأنها): استئنافية.

الشاهد: قوله: (إن ليلى وشأنها)؛ حيث إنه إِذا عطف اسم بالواو علَى مبتدأ وكانت الواو بمعنَى (مع) .. =

ص: 368

والكوفيون والأخفش وأبو الحسن بن خروف: أَن هذا كلام تام لا يحتاج إِلى تقدير خبر، وأن المعنَى:(كل صانع مع صنعته)، و (كل ثوب مع قيمته)، ونحو ذلك.

فإِن لم تكن الواو نصًا فِي المعية .. جار حذف الخبر وذكره، ومن ذكره قول الشّاعر:

................... وَكلُّ امْرِئٍ وَالمَوتُ يَلتَقِيانِ

(1)

فصرح بـ (يلتقيان)، لأنَّ الواو ليست نصًّا فِي المعية كما ذكر.

وكذا: (زيد وعمرو كالأخوين)، أَو:(زيد وعمرو قائمان)، فهذه الواو يجوز أَن تكون بمعنَى (مع)، وأن لا تكون كذلك .. فليست نصًّا فِي المعية.

واللَّه الموفق

=وجب حذف خبر ذلك المبتدأ ولو دخل الناسخ على المبتدأكما في الشاهد.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: تَمَنَّوْا لي الْمَوْتَ الَّذِي يَشْعَبُ الفَتَى

وهو للفرزدق في شرح التصريح 1/ 180، والمقاصد النحوية 1/ 543، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 211، وخزانة الأدب 6/ 283.

شرح المفردات: يشعب: يصدع ويفرق.

المعنى: يقول: تمنوا لي الموت، وإن حدث فذلك شأن كل إنسان حي.

الإعراب: تمنَّوا: فعل ماض، والواو: فاعل، والألف فارقة. لي: جار ومجرور متعلقان بتمنوا. الموت: مفعول به منصوب. الذي: اسم موصول في محل نصب نعت الموت. يشعب: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. الفتى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة. وكلُّ: الواو حرف استئناف، كلُّ: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، امرئ: مضاف إليه مجرور. والموت: الواو حرف عطف، الموت: معطوف على (كل) مرفوع. يلتقيان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف ضمير في محل رفع فاعل.

وجملة: (تمنوا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يشعب): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: (كل امرئ): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يلتقيان): في محل رفع خبر المبتدأ.

الشاهد: قوله: (وكل امرئ والموت يلتقيان)؛ حيث ذكر الخبر الذي هو جملة: يلتقيان، لأن الواو في قوله:(والموت) ليست نصًّا في معنى المصاحبة أو الاقتران، ولو كانت كذلك .. لكان حذف الخبر واجبًا لا معدل للمتكلم عنه، كما في قولك: كل ثوب وقيمته.

ص: 369

ص:

640 -

وَقَبْلَ حَالٍ لَا يَكُوْنُ خَبَرَا

عَنِ الَّذي خَبَرُهُ قَدْ أُضْمِرَا

(1)

646 -

كضَرْبِيَ الْعَبْدَ مُسِيئًا وَأَتَمّ

تَبْيِينيَ الْحَق مَنُوْطًا بِالحِكَم

(2)

ش:

يجب أيضًا حذف الخبر قبل الحال الَّتىِ لا تصلح أَن تكون خبرًا؛ بشرط:

• أَن يكونَ المبتدأ مصدرًا عاملًا فِي مفسر صاحب الحال.

• أَو يكونَ المبتدأ أفعل تفضيل وهو مضاف للمصدر.

فمثال الأول: قول الشّيخ: (ضربي العد مسيئًا)؛ فـ (ضربي): مبتدأ، وهو مصدر مضاف، و (العبد): مفعول عمل فيه المصدر المضاف للفاعل، و (مسيئًا): حال من الضّمير فِي كَانَ المحذوفة، وهو عائد علَى العبد، والتّقدير:(ضربي العبد ثابت أَو موجود إِذا كَانَ مسيئًا)، فـ (ثابت)، أَو (موجود): هو الخبر، و (إِذا): ظرف مضاف لكان، وهو متعلق بـ (ثابت) أَو (موجود)، وقد سدّت الحال مسد الخبر.

(1)

وقبل: الواو عاطفة، وقبل: ظرف متعلق باستقر في البيت الأول، وقبل مضاف. وحال مضاف إليه. لا: نافية. يكون: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى حال. خبرا: خبر كان، والجملة من يكون واسمه وخبره: في محل جر صفة لحال. عن الذي: جار ومجرور متعلق بخبر خبره: خبر: مبتدأ، وخبر مضاف، والضمير البارز المتصل مضاف إليه. قد: حرف. تحقيق أضمرا: أضمر: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى خبر، والألف للإطلاق، والجملة من أضمر ونائب الفاعل في محل رفع خبر، وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها صلة الذي.

(2)

كضربي: الكاف جارة لقول محذوف، ضرب: مبتدأ، وضرب مضاف، وياء المتكلم: مضاف إليه، وهي فاعل المصدر. العبد: مفعول المصدر. مسيئًا: حال من فاعل كان المحذوفة العائد على العبد، وخبر المبتدأ: جملة محذوفة، والتقدير: إذا كان (أي وجد، هو: أي العبد) مسيئًا. وأتم: الواو عاطفة، أتم: مبتدأ، وأتم مضاف وتبيين: من تبييني: مضاف إليه، وتبيين مضاف، وياء المتكلم مضاف إليه، وهي فاعل له. الحق: مفعول به لتبيين. منوطًا: حال من فاعل كان المحذوفة العائد على الحق، على غرار ما قدرناه في العبارة الأولى. بالحِكَم: جار ومجرور متعلق بقوله: منوطًا، والتقدير: أتم تبييني الحق إذا كان (أي وجد، هو: أي الحق) حال كونه منوطًا بالحكم.

ص: 370

وَكانَ هنا تامة ولَا يجوز أَن تكون ناقصة، و (مسيئًا) خبرها، لأنَّ المنصوب بعد (كَانَ) هذه ملتزم فيه التّنكير، والخبر لا يلزم فيه ذلك، وقس علَى هذا المثال ما كَانَ مثله، فالمبتدأ فيه مصدر كما ذكر -وهو الضّرب- وقد عمل فِي مفسر صاحب الحال وهو (العبد)، لأنَّ صاحب الحال هو الضمير المتقدم ذكره، و (العبد) مفسر لذلك الضّمير؛ لأنَّ الضّمير للعبد.

وعن الكوفيين: أنهم يقدرون الخبر فِي هذه المسألة بعد الحال.

وذهب الأخفش: إِلَى أَن الخبر ليس مقدرًا لشيء ممَّا ذكر، وإِنما هو مقدر بمصدر مضاف لصاحب الحال، فالتّقدير عنده:(ضربي العبد ضربه مسيئًا).

وقيل: (ضربي): فاعل لمحذوف، أَي:(ثبت ضربي العبد مسيئًا).

وقيل: مبتدأ لا خبر لهُ.

ويقال فِي الاستقبال: (إِذا كَانَ مسيئًا)، وفي الماضي:(إِذ كَانَ مسيئًا).

والمثال الثّاني: كقولِهِ: (أتمُّ تبيينيَ الحقَّ مَوطًا بِالحِكَم)، فـ (أتم): أفعل تفضيل مبتدأ، و (تبييني): مضاف إِليه وهو مصدر أيضًا مضاف للياء، و (الحق): منصوب بالمصدر المضاف للياء، و (منوطًا): حال من الضمير فِي كَانَ المحذوفة كما سبق.

ومثله: (أخطب ما يكونَ الأمير قائمًا).

واحترز بقوله: (لا يكونَ خَبرًا): عن الحال الَّتي يجوز أَن تكونَ خبرًا عن المبتدأ، نحو:(زيدٌ قائمًا)، فـ (قائمًا): حال من الضّمير الّذي فِي الخبرِ المحذوف جوازًا" أَي: (زيد ثبت قائمًا)، فَلَا يجب حذف هذا الخبر؛ لأن هذه الحال صالحة لأن تكون خبرًا هنا؛ كما تقول:(زيد قائم) كقولهم: (حكمك مسمطًا)؛ أَي: حكمك لك مسمطًا، فحذف الخبر جوازًا؛ إِذ يصح أَن يقول:(حكمك مسمطًا)؛ أي: ثابت.

ومنه قراءة علي رضي الله عنه (ونحن عصبةً)، أَي: ونحن معه عصبة، أَو تثبت عصبة، فحذف الخبر وسدت الحال مسده.

وقول بعض الصّحابة: (كانوا يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم عاقدي أزرهم)؛ أَي: وهم متزرون عاقدي أزرهم، فَلَا يجب حذف الخبر إِلَّا إِذا لم يصلح الحال أَن

ص: 371

يكونَ خبرًا، كـ (ضربي العبد مسيئًا)، ف (مسيئًا): حال لا يكونَ خبرًا هنا، إِذ لا يقال:(ضربي مسيء)، بَلْ:(زيد مسيء).

وتسد الجملة المقرونة بواو الحال مسد الخبر، كقولِهِ عليه الصلاة والسلام:"أقرب ما يكونَ العبد من ربه وهو ساجد".

وهو حجة علَى سيبويه فِي منعه أَن يكونَ الحال هنا جملة.

وقالَ الشّاعرُ:

خيْرُ اقْتِرابي مِنَ الْمَوْلى حَلِيْفَ رِضَا

وَشَرُّ بُعْدِيَ عنهُ وَهْوَ غَضْبَانُ

(1)

فشطره الأول: نظير قوله: (أتم تبييني الحق منوطًا).

و (شر بعدي): مبتدأ، وقوله:(وهو غضبان): جملة فِي موضع الحال كما فِي الحديث، وسدت مسد الخبر.

وأَجازَ الكسائي مجيئها بغير واو.

(1)

التخريج: ذكره الأشموني في شرحه للألفية 1/ 104، والسّيوطي في همع الهوامع 1/ 107، وقال العيني: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.

اللُّغة: حليف: حليف فعيل من الحِلف بكسر الحاء وسكون اللّام وهو المعاقدة والمعاهدة على التّعاضد والتّساعد والاتفاق. قوله: حليف رضا: أي إِذا كنت أو إِذا وُجدت حليف رضا، قاله العيني.

الإعراب: خير: مبتدأ مرفوع. اقترابي: مضاف إِليه، والياء مضاف إِلى اقتراب، وإِضافة اقتراب إِلى الياء إِضافة المصدر لفاعله. من المولي: جار ومجرور متعلق بالاقتراب. حليف: حال تسد مسد خبر المبتدأ، وصاحب هذا الحال ضمير مستتر يقع فاعلًا لفعل محذوف، وهذا الفعل مع فاعله هو الخبر، وتقدير الكلام عند البصريين: خير اقترابي من المولى إِذا كَانَ حليف رضا. رضا: مضاف إيه مجرور بالكسرة المقدرة للتعذر وشر: الواو عاطفة، شر: مبتدأ. بُعدي: مضاف إِليه مجرور بإِضافة المبتدأ إِليه. عنه: جار ومجرور متعلقان بالمصدر السابق. وهو: الواو للحال، هو: مبتدأ. غضبان: خبر المبتدأ.

وجملة المبتدأ وخبره: في محل نصب حال سد مسد خبر المبتدأ الذي هو (شر)، وتقديره:(وشر بعدي عن المولى إِذا كَانَ -أي وجد- والحال أنه غضبان).

الشاهد: قوله: (وشر بعدي عنهُ وهو غضبان)؛ حيث سدت الجملة الاسمية المقرونة بالواو مسد خبر المبتدأ.

وفي هذا حجة على سيبويه حيث منع من ذلك.

ص: 372

وأَجازَ المصنف وقوع الحال فعلا فِي نحو: (ضربي العبد مسيئًا) لضربي العبد يسرق.

ومنعه الفراء.

وأَجازَ الأخفش: (أخطب ما يكونَ الأمير قائمٌ)، علَى أَن (قائم): خبر عن (أخطب)، وفيه مجاز، لأنَّ قائم من صفات الأعيان ووقع خبرًا عن (أخطب).

وكلذا يجب حذف الخبر فِي نحو: (زيد سيرًا سيرًا)، التّقدير:(يسير يسيرًا)، فحذف الخبر لقيام التكرير مقامه.

واللَّه الموفق

ص:

142 -

وَأَخبَرُوا بِاثنَين أَوْ بِأَكْثَرا

عَن وَاحِدٍ كَهُمْ سَرَاةٌ شُعَرَا

(1)

ش:

منع ابن عصفور وجماعة من المغاربة تعدد الخبر لمبتدأ واحد، لأنَّ الخبر مُشبةٌ للفاعل؛ إِذ كل واحد منهما جزء ثان من الجملة، والفاعل لا يكونَ إِلَّا واحدًا.

والصّحيح خلافه.

أَجازَ سيبويه: (هذا رجل منطلق)، على أنهما خبران، فيخبر باثنين أَو أكثر عن المبتدأ الواحد.

* فالتّعدد فِي اللّفظ والمعنَى: كقولِهِ تعالَى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} .

وقولِك: (زيد كاتب شاعر حاسب)، وقول الشّاعر:

(1)

وأخبروا: فعل ماض وفاعله. باثنين: جار ومجرور متعلق بأخبروا. أو: حرف عطف. بأكثرا: جار ومجرور معطوف بأو على الجار والمجرور السابق. عن واحد: جار ومجرور متعلق بأخبر. كهم: الكاف: جارة لقول محذوف، وهي ومجرورها تتعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، وهم: مبتدأ. سراة: خبر أول. شُعَرا: أصله شعراء فقصره للضرورة، وهو خبر ثان، والجملة من المبتدأ وخبريه: في محل نصب مقول القول المقدر.

ص: 373

مَنْ يَكُ ذَا بتٍّ فَهَذا بَتِّي

مُقَيِّظ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي

(1)

والمانعون يقدرون لكل واحد مبتدأ؛ أَي: (هذا مقيظ، هذا مصيف، هذا مشتي).

ويجوز العطف هنا علَى الصّحيح بالواو؛ كـ: (زيد كاتب وشاعر وحاسب).

و (البت): الكساء الغليظ.

وقولُ الآخِر:

يَنَامُ بإِحدَى مُقلتَيهِ وَيتَّقِي

بِأُخرَى المَنايَا فَهوَ يَقظَان هَاجعُ

(2)

(1)

التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص 189، وجمهرة اللغة ص 62، والدرر 2/ 33، والمقاصد النحوية 1/ 561، وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 525، وتخليص الشواهد ص 214، والدرر 5/ 109، وشرح أبيات سيبويه 2/ 33، والكتاب 2/ 84، ولسان العرب 2/ 8 (بتت)، 7/ 456 (قيظ)، 9/ 201 (صيف)، 14/ 421 (شتا)، وهمع الهوامع 1/ 108، 2/ 67.

اللغة: البتّ: الكساء، أو طيلسان من خزّ. المقيّظ: الذي يكفي للقيظ أي الحرّ. المصيف: الذي يكفي للصيف. المشتّي: الذي يكفي للشتاء.

المعنى: يقول: إذا كان لامرئ كساءان .. فإن لي كساء يكفيني لجميع الفصول.

الإعراب: من: اسم شرط جازم مبنيّ في محل رفع مبتدأ. يك: فعل مضارع ناقص مجزوم، لأنه فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره: هو. ذا: خبر يك منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة، وهو مضاف. بتّ: مضاف إليه مجرور. فهذا: الفاء رابطة جواب الشرط، هذا: اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ. بتّي: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متّصل في محلّ جرّ بالإضافة. مقيظٌ: خبر أول لمبتدأ محذوف تقديره: هو مرفوع. مصيف: خبر ثان للمبتدأ المحذوف هو. مشتّى: خبر ثالث للمبتدأ هو، والياء للإشباع.

وجملة (من يك

): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (يك ذا بتّ): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (فهذا بتّي): في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة (هو مقيظ): في محل رفع صفة لبتي.

الشاهد: قوله: (فهذا بتّي مقيظ مصيّف مشتي)؛ حيث وردت أخبار متعدّدة لمبتدأ واحد من غير عطف.

(2)

التخريج: البيت لحميد بن ثور الهلالي، من كلمة يصف فيها الذئب.

اللغة: مقلتيه: عينيه، المنايا: جمع منية، وهي في الأصل فعيلة بمعنى مفعول من منى اللَّه الشيء يمنيه -على وزن رمى يرمي- بمعنى قدره، وذلك لأن المنية من مقدرات اللَّه تعالى على عباده، وقبله قوله:=

ص: 374