الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - باب في كَراهيَة إِنْشادِ الضّالَّة فِي المَسْجِدِ
473 -
حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بْن عُمَرَ الجشَمِيِّ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْن يَزِيدَ، حَدَّثَنا حَيْوَة -يَعْنِي ابن شرَيْحٍ- قالَ: سَمِعْتُ أَبا الأسْوَدِ -يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ- يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مَوْلَى شَدّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ يَقول سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضالَّةً فِي المَسْجِدِ فَلْيَقُلْ لا أَدّاها الله إِلَيكَ فَإِنَّ المَساجِدَ لَمْ تُبْنَ لهذا"(1).
* * *
باب كراهية إنشاد الضالة في المسجد
[473]
(ثَنَا عُبَيدُ الله) بالتصغير (بْنُ عُمَرَ) القواريري شيخ البخاري ومُسلم (الْجُشَمِيُّ) بِضَم الجيم وفتح المعجمة، قَال:(ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ) المقرئ، قالَ:(ثَنَا حَيوَةُ بْن شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الأَسْوَدِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الزَحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ) بن الأسود القرشي الأسدي، جده الأسود الحبشي من مهاجرة الحَبشة، سَكنَ أبو الأسود مصر بعد سكناه المدينة.
(يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ) سَالم بن عَبد الله (مَوْلَى) عَبْد الله بن (2)(شَدَّادٍ، أَنهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ سَمِعَ رَجُلًا ينشد) بفَتح اليَاء وضَم الشين، يقالُ: نشدت الضالة
(1) رواه مسلم (568).
(2)
كذا كتب الشارح: عبد الله بن شداد. وإنما هو مولى شداد بن أوس رضي الله عنه. وهو سالم مولى شداد، وسالم سبلان، وسالم مولى دوس، وسالم مولى النصريين كل هذا يقال فيه.
بمعَنى: طلبتها وأنشدتها: عَرفتها.
(ضَالَّةً) يُقَالُ بالهَاء للذكر والأنثى، والجَمع الضّوال، مثل دَابَّة ودَوَابٍّ، والضالة مَخصُوصَة بالحَيَوان ويُقالُ لغَير الحَيَوَان ضائع ولقطة (فِي المَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لَا أَدَّاهَا الله إِلَيكَ) دَعَاء عَلى الناشِد في المَسْجِد بعدم الوجدَان مُعَاقبة لهُ في مَاله عَلى نَقيض مَقصُوده] (1) فَليلحق به مَا في معَناهُ، فيمن رَفع صوته فيه بمَا يقتضي مَصْلحة ترجع إلى الرَّافِع صَوته، وفيه النهي عن رفع الصوت بنشد الضالة وما في معناه من البَيع والشراء والإجَارَة والعقود.
قال مَالك (2) وجَماعَة منَ العُلماء: يكره رَفع الصوت في المَسْجِد بالعلم وغيره. وأجاز أبو حَنيفة (3) ومحمَّد بن مسلمة مِن أصحَاب مَالك رفع الصوت فيه بالعلم والخصُومة وغَير ذلكَ مما يحتَاج إليه النَّاس؛ لأنه مجمعهم ولا بدَّ لهُمْ منهُ (4).
(فَإِنَّ المَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لهذا) روَاية مُسْلم: "إنما بُنيَت المَسَاجد لما بنيت له"(5) يدَل على أن الأصْل أن لا يعمل (6) في المسجد غَير الصَّلوات والأذكار وقرَاءة القرآن والعلم والمُذَاكرَة في الخير.
(1) هنا ينتهي الجزء الساقط من (د). والذي يبدأ من منتصف باب الصلاة عند دخول المسجد.
(2)
انظر: "البيان والتحصيل" 1/ 495.
(3)
"الدر المختار" 1/ 660.
(4)
انظر: "إكمال المعلم" 5/ 502.
(5)
"صحيح مسلم"(569).
(6)
زاد في (ص، س): أو لا يعمل.
قَالَ القَاضي عِيَاض: فيهِ دَليل عَلى منع عَمَل الصَّانِع في المَسْجِد كالخِيَاطة وشبههَا (1).
وَكره بَعض المالكية تعليم الصبيان في المسَاجِد (2) وقَال: إنهُ مِن بَاب البَيع، وهذا إذا كانَ بأجرَة، فإن كان بِغَير أجرة مُنعَ أيضًا مِن وجه آخر وهوَ أن الصِّبيَان لَا يتحرَّونَ مِن القذر والوَسَخ فيَؤدي ذلك إلى (3) عَدَم تنظيف المَسْجِد، وقَد أمَرَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بتنظيفها وتطييبهَا، وقالَ:"جَنِّبُوا مَسَاجدكم صِبيَانكم"(4). والله أعلم.
* * *
(1)"إكمال المعلم" 2/ 503.
(2)
"التاج والإكليل" 6/ 15، "منح الجليل" 8/ 92 وانظر:"الموطأ" 1/ 175.
(3)
من (د، م).
(4)
طرف حديث أخرجه ابن ماجه (750)، "ومجانينكم، وشراركم، وبيعكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسل سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المطاهر، وجمروها في الجُمع" من حديث مكحول عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه.
قال ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 565: وهو حديث ضعيف، في إسناده الحارث بن نبهان الجرمي، وقد ضعفوه.
وقال الألباني في "الإرواء" 7/ 362: إسناده ضعيف جدًّا.
ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(29247) بسنده عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الألباني: إسناد مرسل صحيح.