الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
41 - باب فِي الأَذانِ قَبْل دُخُولِ الوَقْتِ
532 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ وَداودُ بْن شَبِيبٍ - الْمَعْنَى - قالا: حَدَّثَنا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ أَنَّ بِلالًا أَذَّنَ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْجِعَ فَيُنادِيَ:"أَلَا إِنَّ العَبْدَ قَدْ نَامَ أَلَا إِنَّ العَبْدَ قَدْ نَامَ". زَادَ مُوسَى فَرَجَعَ فَنادَى أَلا إِنَّ العَبْدَ نَامَ. قال أَبُو داودَ: وهذا الحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَيُّوبَ إِلا حَمَّادُ بْن سَلَمَةَ (1).
533 -
حَدَّثَنا أَيُّوبُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنا شعَيْبٌ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، أَخْبَرَنا نَافِعٌ عَنْ مُؤَذِّنٍ لِعُمَرَ يُقال لَه مَسْرُوحٌ، أَذَّنَ قَبْلَ الصُّبْحِ، فَأَمَرَهُ عُمَرُ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
قال أَبُو دَاودَ: وَقَدْ رَواهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ مُؤَذِّنًا لِغمَرَ يُقال لَه مَسْرُوحٌ أَوْ غَيْرُهُ.
قال أَبُو داودَ: وَرَواهُ الدَّراوَرْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ قال: كانَ لِعُمَرَ مُؤَذِّنٌ يُقال لَهُ: مَسْعُودٌ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ وهذا أَصَحُّ مِنْ ذَلِكَ (2).
534 -
حَدَّثَنا زُهَيْرُ بْن حَرْبٍ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقانَ، عَنْ شَدَّادٍ مَوْلَى عِياضِ بْنِ عامِرٍ عَنْ بِلالٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال لَهُ:"لا تُؤَذِّنْ حَتَّى يَسْتَبينَ لَكَ الفَجْرُ هَكَذا". وَمَدَّ يَدَيْهِ عَرْضًا.
قال أَبُو داودَ: شَدَّادٌ مَوْلَى عِياضِ يُدْرِكْ بِلَالًا (3).
(1) رواه عبد بن حميد (782)، والطحاوي في شرح معاني الآثار" (864)، والبيهقي 1/ 383. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (542).
(2)
رواه البيهقي 1/ 384 من طريق أبي داود.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(543).
(3)
رواه الطبراني 1/ 365 (1121)، والبيهقى 1/ 384.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(545/ م).
باب في الأذان قبل دخول الوقت
[532]
(ثنا موسى بن إسماعيل وداود بن شبيب المعنى، قالا: ثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن بلالًا أذّن قبل طلوع الفجر) وفي رواية الترمذي (1): أذّن بليل (2)(فأمره النَّبِي صلى الله عليه وسلم أن يرجع) بفتح أوله وكسر ثالثه مع التخفيف، أي: إلى الموضع الذي أذَّن فيه قبل الفجر، (فينادي) فيه (الا إن العبد) قد (نمام)، ويشبه أن يكون المراد إن العبد نام واستيقظ من نومه فأذن قبل الوقت المعتاد لبقايا أثر النوم معه.
(زاد موسى)[بن إسماعيل](3) في روايته (4): (فرجع) زاد البزار: فرقى بلال وهو يقول: ليت بلالًا ثكلته أمه (5)(ونادى) في مكانه الأول (ألا إن العبد نام) استدل به أبو حنيفة على أنه لا يجوز الأذان قبل الفجر (6)، وادعى بعض الحنفية كما حكاه السروجي عنهم أن النداء قبل الفجر الوارد في الصَّحيحين:"إن بلالًا يؤذن بليل"(7) لم يكن بألفاظ الأذان، وإنما كان تذكيرًا وتسحيرًا كما يقع للناس
(1) في (س): للترمذي.
(2)
"سنن الترمذي"(203) معلقًا، وقال عقبه: هذا حديث غير محفوظ.
(3)
في (س): أن إسماعيل قال.
(4)
في (م): رواية.
(5)
"مسند البزار"(6667) من طريق الحسن عن أنس.
(6)
"بدائع الصنائع" 1/ 154.
(7)
أخرجه البخاري" (617)، ومسلم (1092)(36، 37).
اليوم (1)، وهذا مردود؛ لأن الذي يصنعه الناس اليوم محدث قطعًا، وقد تظافرت الطرق على التعبير بلفظ الأذان فحمله على معناه الشرعي مقدم، وادعى ابن القطان أن ذلك كان في رمضان خاصةً (2)، وفيه نظر، وأجاب أصحابنا بأن (هذا الحديث لم يروه عن أيوب إلا حماد ابن سلمة) وهو غير صحيح.
[533]
(ثنا أيوب بن منصور) قال: (ثنا شعيب بن حرب) المدائني البغدادي نزيل مكة، من أبناء خراسان، روى له البخاري (عن عبد العزيز بن أبي رواد) بفتح الراء والواو المشددة، مولى المهلب بن أبي صفرة، ثقة، روى له البخاري في "الأدب".
(قال: أنا نافع، عن مؤذن لعمر يقال له مسروح) بمهملات مولى عمر بن الخطاب ومؤذنه، ويقال مسعود، ذكره ابن حبان في "الثقات" فقال: مسروح بن سبرة النهشلي (3).
(أذن قبل الصبح) بليل (فامره عمر رضي الله عنه .. فذكر نحوه) أي: أمره عمر أن يعيد الأذان، فقال: قل: إن مسروحًا نام. وأجاب أصحابنا عن هذا بأنه رواه نافع عن عمر فهو مرسل، والمرسل ليس بحجة عند [الشافعي إلا مرسل سعيد بن المسيب، فإنها فتشت فوجدت مسانيد، (4)، وقد وصله الدارقطني من طريق أبي يوسف، عن سعيد، عن قتادة، عن (5) أنس،
(1)"شرح كنز الدقائق" للزيلعى 1/ 93.
(2)
"بيان الوهم والإيهام" 5/ 337.
(3)
"الثقات" لابن حبان 5/ 461، وفيه: مروح بن سبرة النهشلي يروي عن عمر.
(4)
جاءت هذه العبارة في (م) بعد قوله: والمرسل أصح.
(5)
من (م). وفي باقي النسخ: بن.
ثم قال: والمرسل أصح (1).
(وقد رواه حماد بن زيد (2) عن عبيد الله) بالتصغير (بن عمر، عن نافع، أو عن (3) غيره أن مؤذنًا لعمر) رضي الله عنه (يقال له مسروح).
(ورواه) عبد العزيز بن محمد (الدراوردي، عن عبيد الله (4)، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان لعمر مؤذن) هو مولاه (يقال له مسعود .. وذكر نحوه. وهذا أصح من ذلك) أي من حديث (5) حماد بن سلمة.
[534]
(ثنا زهير بن حرب) قال: (ثنا وكيع) قال: (ثنا جعفر بن برقان) بضم الباء الموحدة وتخفيف القاف، الكلابي الرقي (6)، روى له مسلم (عن شداد مولى عياض بن عامر) بن الأسقع العامري.
(عن بلال) بن حمامة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: لا تؤذن حتى يستبين لك)[وفي رواية للبخاري: "حتى يستنير" (7) بنون وآخره راء من الاستنارة](8). قال المزي (9): وقع لنا عاليًا فأسنده بلفظ "لا تؤذن حتى ترى .. "(10).
(الفجر هكذا) استدل به الحنفية أيضًا على أنه لا يجوز الأذان قبل
(1)"العلل للدارقطني" 12/ 339.
(2)
في (م): يزيد.
(3)
من (س).
(4)
في (م): عبد الله.
(5)
من (م).
(6)
من (س، ل، م).
(7)
انظر: "جامع الأصول" 6/ 12.
(8)
جاءت هذه العبارة في (م) بعد قوله حتى ترى.
(9)
في جميع النسخ: الذهبي، وهو خطأ، والمثبت من المصادر.
(10)
"تهذيب الكمال" 12/ 407.
الفجر (1)، وأجاب أصحابنا بأنه يحتمل أنه أراد الإقامة فإنها تسمى أذانًا كما قال صلى الله عليه وسلم:"بين كل أذانين صلاة"(2) أو قال ذلك في اليوم الذي كان نوبته أن يؤخر، فقد كان بلال يؤذن مرّة وابن أم مكتوم مرّة.
(ومد يديه)(3) رواية الصَّحيحين عن ابن مسعود: ليس الذي يقول هكذا وجمع أصابعه ورفعها إلى فوق ثم نكسها إلى الأرض (4)، وفي (5) رواية للبخاري: بإصبعيه ورفعهما ولكن الذي يقول هكذا ووضع المسبحة على المسبحة ومد يده (6). كأنه جمع بين إصبعيه ثم فرقهما، أي: فرق مسبحتيه مع مد يديه. (عرضًا) في الأفق زاد البخاري: عن يمينه وشماله (7)، أي: ذاهبًا باليد اليمنى يمينًا وبالأخرى شمالًا، بخلاف الفجر الكاذب فإنه يظهر في أعلى السماء ثم يخفض، وإلى هذا أشار في هذا الحديث رفع ثم طأطأ.
(قال أبو داود: شداد مولى عياض لم يدرك بلالًا) ولم يرو أبو داود عن شداد غير هذا الحديث، وقد روى في غير أبي داود، عن سالم بن وابصة بن معبد، وأبيه وابصة بن معبد، وأبي هريرة.
* * *
(1)"بدائع الصنائع" 1/ 154.
(2)
سيأتي تخريجه إن شاء الله.
(3)
في (ص): يده.
(4)
"صحيح البخاري"(7247)، و"صحيح مسلم"(1093).
(5)
من (م).
(6)
هذه رواية مسلم السابقة، ولم أقف على هذه الرواية في "صحيح البخاري".
(7)
"صحيح البخاري"(621).