الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحَدِيث الْخَامِس بعد الْخمسين
" رُوِيَ أَنه صلى الله عليه وسلم َ قَالَ للأعرابي الَّذِي جَاءَهُ وَقد وَاقع: صم شَهْرَيْن.
فَقَالَ: هَل أتيت إِلَّا من قبل الصَّوْم. . " (1) ثمَّ ذكر الْبَاقِي.
هَذِه الرِّوَايَة غَرِيبَة لَا أعرفهَا فِي هَذَا الحَدِيث، وَكَذَا قَالَ ابْن
الصّلاح فِي كَلَامه عَلَى " الْوَسِيط ": إِنَّهَا لَا تعرف. قَالَ: وَالْمَذْكُور
(بدلهَا)(2) فِي الرِّوَايَات الْمَعْرُوفَة (أَنه)(3) لَا يَسْتَطِيع ذَلِك.
قلت: لَكِن فِي «سنَن أبي دَاوُد» (4) من حَدِيث سُلَيْمَان بن يسَار،
عَن سَلمَة بن صَخْر البياضي أَنه عليه السلام قَالَ للمظاهر من زَوجته حَتَّى
يَنْسَلِخ رَمَضَان، ثمَّ وطئ فِي أَثْنَائِهِ: " صم شَهْرَيْن مُتَتَابعين. قَالَ: وَهل
أصبت الَّذِي أصبت إِلَّا من الصّيام " وَهَذَا المجامع فِي رَمَضَان، هُوَ سَلمَة
ابْن صَخْر، أَو (سلمَان)(5) بن صَخْر الَّذِي ظَاهر من امْرَأَته أَنه لَا يَطَؤُهَا
فِي رَمَضَان. كَمَا حَكَاهُ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد، فَقَالَ: إِنَّه سَلمَة بن
صَخْر البياضي. ثمَّ ذكر بِسَنَدِهِ إِلَيْهِ أَنه قَالَ: " لما دخل شهر رَمَضَان
ظَاهَرت من امْرَأَتي. . " وَذكر الْقِصَّة، وَفِي النَّفس من كَونهَا وَاقعَة وَاحِدَة
موقف عِنْدِي. وَفِي " الْجمع بَين مبهمات ابْن طَاهِر وَابْن بشكوال " للشَّيْخ
قطب الدَّين ابْن (الْقُسْطَلَانِيّ)(6) حِكَايَة قَوْلَيْنِ فِي اسْم هَذَا المجامع:
(1)«الشَّرْح الْكَبِير» (3 / 234) .
(2)
فِي «م» تَركهَا. والمثبت من «أ، ل» .
(3)
فِي «م» لِأَنَّهُ. والمثبت من «أ، ل» .
(4)
«سنَن أبي دَاوُد» (3 / 81 - 82 رقم 2208) .
(5)
فِي «أ، ل» : سُلَيْمَان. وَهُوَ تَحْرِيف، والمثبت من «م» وسلمان بن صَخْر البياضي تَرْجَمته فِي سَلمَة بن صَخْر فِي «التَّهْذِيب» (11 / 288 - 290) .
(6)
فِي «أ، ل» : القسطاني. وَهُوَ تَحْرِيف، والمثبت من «م» .
أَحدهمَا: أَنه سَلمَة بن صَخْر البياضي، وَالثَّانِي:(سلمَان)(1) بن صَخْر
وَحَقِيقَة الْقَوْلَيْنِ قولا وَاحِدًا؛ فَإِنَّهُ يُقَال فِيهِ: سَلمَة وسلمان كَمَا أسلفناه،
وَسَلَمَة أصح وَأشهر.
تَنْبِيه: قَالَ الرَّافِعِيّ (2) : وَإِذا جرينا عَلَى الْقيَاس حملنَا قصَّة
الْأَعرَابِي عَلَى (خاصيته وخاصية)(3) أَهله. قَالَ الإِمَام: وَكَثِيرًا مَا كَانَ
يفعل ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كَمَا فِي الْأُضْحِية، وإرضاع الْكَبِير وَنَحْوهمَا.
وَأَشَارَ الإِمَام بالأضحية إِلَى حَدِيث أبي بردة بن نيار فِي الْجذع
وَقَوله عليه السلام: " وَلنْ تُجزئ عَن أحد بعْدك " وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله فِي
بَابه.
وَأَشَارَ بإرضاع الْكَبِير إِلَى قصَّة سَالم الثَّابِتَة فِي صَحِيح مُسلم (4) عَن
عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت: " جَاءَت سهلة بنت سُهَيْل إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ
(فَقَالَت)(5) : يَا رَسُول الله، إِنِّي أرَى فِي وَجه أبي حُذَيْفَة من دُخُول سَالم
- وَهُوَ حليفه - فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ: أرضعيه. قَالَت: وَكَيف أرضعه وَهُوَ رجل
كَبِير؟ ! فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَقَالَ: قد علمت أَنه رجل كَبِير ". وَفِي رِوَايَة
لَهُ (6) : " فَقَالَ عليه السلام: أرضعيه تحرمي عَلَيْهِ، وَيذْهب الَّذِي فِي نَفْس
أبي حُذَيْفَة. فَرَجَعت فَقَالَت: (إِنِّي)(7) قد أَرْضَعَتْه فَذهب الَّذِي فِي نَفْس
(1) فِي «أ، ل» : سُلَيْمَان. وَهُوَ تَحْرِيف، والمثبت من «م» وَسبق التَّنْبِيه عَلَيْهِ.
(2)
«الشَّرْح الْكَبِير» (3 / 236) .
(3)
فِي «أ، ل» : خاصته وخاصة. والمثبت من «م» و «الشَّرْح الْكَبِير» .
(4)
«صَحِيح مُسلم» (2 / 1076 رقم 1453 / 26) .
(5)
فِي «أ» . فَقلت: والمثبت من «م، ل» و «صَحِيح مُسلم» .
(6)
«صَحِيح مُسلم» (2 / 1076 رقم 1453 / 27) .
(7)
سَقَطت من «أ، ل» والمثبت من «م» و «صَحِيح مُسلم» .