الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه. وَفِي رِوَايَة للنسائي (1) وَابْن حبَان (2) " أَن
رجلا سَأَلَ عَائِشَة عَن الصّيام فَقَالَت: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كَانَ يَصُوم شعْبَان
كُله [حَتَّى يصله برمضان](3) ويتحرى صِيَام الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس ". وَأعله ابْن
الْقطَّان (4) بِأَن رَاوِيه عَن عَائِشَة ربيعَة الجرشِي وَهُوَ إِن لم يكن لَهُ صُحْبَة
فَلَا يعرف أَنه ثِقَة، وَقد قَالَ بعض النَّاس إِن لَهُ صُحْبَة، وَكَانَ فَقِيه النَّاس
أَيَّام مُعَاوِيَة، قَالَه أَبُو المتَوَكل النَّاجِي، وَلَكِن لَيْسَ كل فَقِيه ثِقَة فِي
الحَدِيث. قَالَ: وَلست أرَى هَذَا الحَدِيث صَحِيحا من أَجله، وَمن أجل
الِاخْتِلَاف فِي ثَوْر بن يزِيد الرَّاوِي عَن خَالِد بن معدان عَنهُ وَمَا رمي بِهِ من
الْقدر. هَذَا آخر كَلَامه، وَقد أخرجه ابْن حبَان فِي «صَحِيحه» من هَذَا
الْوَجْه كُله.
الحَدِيث التَّاسِع
أَنه صلى الله عليه وسلم َ قَالَ: " تعرض الْأَعْمَال عَلَى الله يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس فَأحب
أَن يعرض عَمَلي وَأَنا صَائِم " (5) .
هَذَا الحَدِيث صَحِيح، رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ (6) وَابْن مَاجَه (7) بِهَذَا اللَّفْظ
(1)«سنَن النَّسَائِيّ» (4 / 462 رقم 2186) وَلَفظه: «كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَصُوم شعْبَان ورمضان ويتحرى الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس» .
(2)
«صَحِيح ابْن حبَان» (8 / 404 - 405 رقم 3643) .
(3)
من «صَحِيح ابْن حبَان» .
(4)
«الْوَهم وَالْإِيهَام» (4 / 270 - 271) .
(5)
«الشَّرْح الْكَبِير» (3 / 247) .
(6)
«جَامع التِّرْمِذِيّ» (3 / 122 رقم 747) .
(7)
«سنَن ابْن مَاجَه» (1 / 553 رقم 1740) بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ.
من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حسن غَرِيب. وَرَوَاهُ أَبُو
دَاوُد (1) وَالنَّسَائِيّ (2) من حَدِيث أُسَامَة بن زيد قَالَ: " قلت: يَا رَسُول الله،
إِنَّك تَصُوم حَتَّى لَا تكَاد تفطر، وتفطر حَتَّى لَا تكَاد [أَن](3) تَصُوم إِلَّا
يَوْمَيْنِ إِن دخلا فِي صيامك وَإِلَّا صمتهما. قَالَ: أَي يَوْمَيْنِ؟ قلت: يَوْم
الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس. قَالَ: ذَاك يَوْمَانِ تعرض فيهمَا الْأَعْمَال عَلَى رب
الْعَالمين، فَأحب أَن يعرض عَمَلي وَأَنا صَائِم " هَذَا لفظ النَّسَائِيّ، وَلَفظ
أبي دَاوُد نَحوه، وَرَوَاهُ أَحْمد (4) بِلَفْظ النَّسَائِيّ بِزِيَادَة: " وَلم أرك
[تَصُوم](5) من شهر من الشُّهُور مَا تَصُوم من شعْبَان. قَالَ: ذَاك شهر يغْفل
النَّاس عَنهُ بَين رَجَب ورمضان، وَهُوَ شهر ترفع فِيهِ الْأَعْمَال إِلَى رب
الْعَالمين فَأحب أَن يرفع عَمَلي وَأَنا صَائِم ". وَرَوَى النَّسَائِيّ (6) هَذِه الزِّيَادَة
وَحدهَا من حَدِيث أُسَامَة أَيْضا، وَفِي رِوَايَة لِأَحْمَد (7) " أَنه عليه السلام
كَانَ أَكثر مَا يَصُوم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس فَقيل لَهُ فَقَالَ: الْأَعْمَال تعرض كل
اثْنَيْنِ وخميس [- أَو كل يَوْم اثْنَيْنِ وخميس -](8) فَيغْفر [الله](9) لكل مُسلم
- أَو لكل مُؤمن - إِلَّا (المتهاجرين)(10) فَيُقَال: أخروهما ".
(1) «سنَن أبي دَاوُد (3 / 183 رقم 2428) .
(2)
«السّنَن الْكُبْرَى» (2 / 121 رقم 3667) .
(3)
من «السّنَن الْكُبْرَى» للنسائي.
(4)
«الْمسند» (5 / 201) .
(5)
سَقَطت من «أ، ل، م» . والمثبت من «الْمسند» .
(6)
«السّنَن الْكُبْرَى» للنسائي (2 / 120 رقم 2666) .
(7)
«الْمسند» (2 / 329) .
(8)
من «الْمسند» .
(9)
من «الْمسند» .
(10)
فِي «أ، ل» : الْمُهَاجِرين. والمثبت من «م» و «الْمسند» .