الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلافة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
-
هو عليُّ بنُ أبي طالبِ بنِ عبد المطلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ منافٍ، واسمُ أبي طالب: عبد مناف، القرشيُّ الهاشميُّ، المكيُّ المدنيُّ الكوفيُّ، أميرُ المؤمنين، وابنُ عمِّ سيدِ المرسلين، وأمُّه فاطمةُ بنتُ أسدِ بن هاشمِ ابنِ عبدِ منافٍ، الهاشميةُ، وهي أول هاشمية ولدت هاشميًا، أسلمت، وهاجرت إلى المدينة، وتوفيت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلَّى عليها، ونزل في قبرها.
وكنيته رضي الله عنه: أبو الحسن، وكنّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبا تراب (1)، وكانت أحبَّ إليه مِنْ كل مما يُنادى به.
وأسلم رضي الله عنه وهو ابن عشر سنين، وقيل: ابن ثمان سنين، وله في جميع المشاهد آثار مشهورة، وأحوال مذكورة، وأخباره في الشجاعة وآثاره في الحروب مشهورة.
وأما عِلْمه، فكان من العلوم بالمحل العالي.
وأما الأحاديث الواردة في الصحيح في فضله، فغير محصورة.
(1) رواه البخاري (430)، ومسلم (2409)، عن سهل بن سعد رضي الله عنه.
وأما زهدُه: فهو من الأمور المشهورة، التي يشترك في معرفتها الخاص والعام.
ومناقبه رضي الله عنه أكثر من أن تحصى.
بويم بالخلافة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قتل عثمان، يوم الجمعة، لخمس بقين من ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين، جاءت الصحابة وغيرهم إلى دار علي، فقالوا: نبايعك، فأنت أحق بها، فقال: أكون وزيرًا خيرٌ من أن أكون أميرًا، فأبوا عليه، فأتى المسجد، فبايعوه، وقيل: بايعوه في بيته.
وأول من بايعه: طلحةُ بن عبد الله، وكانت يد طلحةَ مشلولةً من نوبة أحد، فقال حبيب بن ذؤيب: إنا لله، أولُ من بدأ بالبيعة يدٌ شلَّاء، لا يتمُّ هذا الأمر، وبايعه الزبير والباقون.
وامتنع من البيعة جماعة، وسُمُّوا: المعتزلة؛ لاعتزالهم بيعة علي.
ثم بعد مبايعة علي بأريعة أشهر هرب طلحة والزبير، إلى مكة، وقالا: إنما بايعنا خشيةً على نفوسنا.
* ذكر مسير عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبيرِ إلى البصرة: لما ولي عليُّ بن أبي طالب الخلافة، فارقه طلحة، والزبير، ولحقا بمكة - كما قدمنا -، واتفقا مع عائشة رضي الله عنهم، وكانت قد مضت إلى الحج، وعثمانُ محصور، ولما بلغ عائشةَ قتلُ عثمان، اعتظمت ذلك، ودعت إلى الطلب بدمه، وساعدها على ذلك طلحةُ، والزبير، وعبدُ الله بن عامر،